باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 21:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عندما أطلق رئيس وزراء العراق نوري المالكي دعوته لتحويل نظام الحكم في العراق من نظام نيابي إلى نظام رئاسي اعتقد البعض أن الهدف من وراء هذه الدعوة شخصي محض انطلاقا مما يلاحظوه من واقع مرتبك تتناهشه التناقضات والإرادات المتضاربة لذا لا نريد هنا أن نفتح جدالا حول ما يطرحه هؤلاء لنكون في صف طرف ضد طرف أخر بقدر ما نسعى إلى دراسة هذه الدعوة بعيدا عن الشخصانية وما تشكله من عائق أمام النظر الموضوعي فرئيس الوزراء يعلم بخفايا الحكم جيدا ويدرك الصعوبات والمشاكل التي تعترض سبيل من يتولى منصبا قياديا كمنصب رئيس الوزراء لا سيما بحكمه الطويل نسبيا مقارنة بمن حكم البلاد بدءا من نيسان 2003 والى الآن ولذلك ليس من الحكمة تجاهل ما يطرح بهذا الصدد بغض النظر عما نحمله من مواقف تنطلق من رؤى خاصة فبناء البلاد وتنظيم نظامها السياسي هو أمر مهم على الجميع الاهتمام به وإعطائه أهمية خاصة حتى يستعيد العراق عافيته ويخرج من مرحلته الراهنة بوضع سليم .
لقد خبر رئيس الوزراء النظام النيابي وأدرك ما فيه من هشاشة تنطلق من ميراث البلد المليء بالعقد والإشكالات فعدم وجود سلطة مسؤولة يشكل في الغالب التحدي الأكبر أمام الديمقراطية في العراق لان النظام النيابي أو شبه النيابي الذي يحكم العراق حاليا هو في صميمه معطل للمسؤولية لأنه ينطلق من التوافق والمحاصصة ووضع كهذا لا يمكن معالجته بدون وجود سلطة عليا مفوضة من الشعب ومسؤولة أمامه بحيث يمكنها أن تحاسب ( بفتح السين ) وتحاسب ( بكسر السين ) .
فالسلطات العراقية الحالية هي بشكل ما غير قادرة على المحاسبة وليس هناك من يحاسبها ولقد لاحظنا ذلك من خلال فشل البرلمان في محاسبة الكثير من المسؤولين المقصرين وفي عدم وجود سلطة يمكنها أن تقف حائلا أمام قرارات يمكن أن يصدرها البرلمان بمعزل عن إرادة الشعب كما هو الحال مع القرارات الخاصة بالامتيازات والتي لم تستطع أي سلطة نقضها على الرغم من وجود إرادة شعبية برفضها .
ولذلك فان النظام الرئاسي ربما يمثل أفضل الحلول في ظل ما يواجهه البلد من تناقضات جمة وظروف معقدة وأوضاع متشابكة تنهش البلد وتقض مواجعه ولابد لبلد كالعراق يتألف من طوائف مختلفة ويشهد أوضاعا معقدة من سلطة مركزية تلملم حاله وتجمع أوصاله وتنسق بين فئاته بحيث تشكل ضمانة للوحدة وسبيلا للتلاحم والتشارك فبدون ذلك ربما يكون مصير العراق التفتت والانهيار خصوصا في ظل تكالب الظروف والمحن .
ولذلك ندعو إلى النظر بايجابية إلى دعوى رئيس الوزراء لان مصلحة الوطن تتطلب منا موقفا متفهما ينظر إلى الأمور بواقعية ولا يحملها ما لا تطيق وليكن رائدنا خدمة البلد فهو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه وان نبذل من اجله أقصى الجهود .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟