أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأبوة الروحية المسيحية














المزيد.....

الأبوة الروحية المسيحية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 21:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحب بشكله الرومنسي يبقى علاقة مميزة ونزيهة من كل غرض والذين عقلنوا مسألة الحب ورفضوه نجدهم قد قتلواالجانب الإنساني في حياتهم ,والحب له شكل هندسي واحد وهو الدائري وأنت وأنا موجودون داخل هذه الدائرة و تخيل نفسك عزيزي المستمع وأنت تستمع لكلمات الحب من الذي تحبه ! وتخيل نفسك مرة أخرى تستمع لهذه الكلمات من أبيك الذي هو في الأرض وتخيل أخيراً أن يكون الرب أباك! وانت الآن تستمع من أباك لصوت المحبة , لتعرف أن الرب ليس سيداً عليك وليس ملكاً وليس أميراً وليس أمبراطوراً بل أباً يحتضنك ويلمس ُ شغاف قلبك ليدخل لك السرور .
وأن تكون حاضراً مع أبيك الذي هو في الأرض كيف يكون هو إحساسك ؟

وحين يمد لك ألأب ذراعه ليحتضنك لتشعر بمعجزات الحب بين الأبناء وبين الآباء وتخيل معي وأنت حاضرٌ متلهفٌ لأبيك الذي هو في السماوات حين تشعرُ أنك بالنسبة له ليس عبداًوهو ليس سيداًوليس خليفة وليس ملكاً عليك وأنك لست مجرماً وهو ليس منتقماً وتخيل أن شكل الصفات والنعوت التي هي لله في القرآن من المستحيل أن تكون صفة من صفات أبينا الذي في الأرض أوأبيناالعظيم الذي هو في السموات .؟.

أنا لستُ ضد أحد ولكني أحاول أن أصل بفكري من خلال تأملي في المسيحية ففي كل عام من السنة ..هذا الشهر هو موسم التأملات بالنسبة لي بالمسيحية وبالموت وبالحياة وبثقافة البعث والحياة الأبدية ولمسات الأب الحنون.

مثلاً : صفات الله في الكتاب والسنة ليست صفات أب يراعي حقوق أبناءه رغم أنها تحتوي لغوياً على معاني الرحمة ولكن تبقى القسوة والانتقام من الإنسان هي الحد الفاصل وهي آخر شيء بين العبد وبين سيده الذي يستطيع أن يفعل بعباده ما يشاء , هي صفات حاكم سياسي منتقم (يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون) أما شكل العلاقة بالمسيحية بين الرب والإنسان هي علاقة حنان أبوي , مستمدة تعبيراتها من أبينا الذي هو في الأرض فالأب يصفح ويضحي من أجل أبناءه , صحيح في الاصطلاحات العلمية لا يبدو الآباء بمستوى حنان الأمهات ولكن تبقى العلاقة الأسرية علاقة ودورحمة وإن اختلفت في الدرجات من هنا ومن هذا المنطلق تبدو علاقة أبينا علاقة متميزة بأبناءه الذين هم في الأرض.

جاءت المسيحية لتنظر في شكل العلاقة القائمة بين الله وبين العبد فوجدتها علاقة عبد مع سيده أو علاقة أسير مع آسره وليست علاقة حب كما يتوهمها الغير , فحاولت المسيحية أن تُغير من هذا النمط بين علاقة الله بالإنسان فرفعت من شأن الإنسان أمام نفسه وجعلته ليس نداً للرب بل ابناً .

إذن فالعلاقة بين المسيحية وبين الرب هي علاقة الآباء بالأبناء وهذه نتيجة علاقة الحب والمساواة وشكل من أشكال رفض الواقع الذي عاصره المسيح حيث كانت الناس ممزقة والسياسة ترقى بأن يكون زعماءها سادة والشعب عبيد فحاولت المسيحية أن تزيل هذه الغشاوة فأوجدت العلاقة الحميمة بين الأبناء والآباء والأبناء والأمهات .

إنها صورة جميلة وقلة من الناس تفهمتلك الحقيقة وتلك النزعة المسيحية بين الرب وبين الإنسان وقد فهم الإسلام المسيحية فهماً خاطئاً إذا جعل من لفظ الأب والأبناء لفظاً لغوياً وتهكم على شكل العلاقة بين الإنسان وبين أبيه الذي في السماوات محاولاً اعتبار الإنسان أو المسيح ابناً شرعياً لله غير أن الأبوة هنا هي أبوة روحية ومعنوية .

وكثير من السياسيين في عالمنا المعاصر من يجعل من قائده أباً رمزياً فيقول مثلاً هو أبي الروحي وكذلك في عالم الفلسفة إذ كان يجعل سارتر من هيغل أبابً روحياً له.

وبمناسبة ذكر هيغل(1770-1841م)كان هيغل يتصور أن شقاء العالم قدتم ويتم مع استمرار الطلاق النهائي الذي لا رجعة فيه بين الحياة الاجتماعيةوبين الدين , وليس هذا فحسب بل كان ينظر للتطور بأن يكون له شكل الحياة الاجتماعية وليست الفردية وهو ما أصطلح عليه بإسم (روح الشعب) فروح الشعب يجب أن تندمج قبل الفردية في الروح المثالية الأخرى منها أيضاً مسألة الدين وعلاقة الإنسان بالإله أوبالرب صحيح أن العهد القديم تعني معانيه أي شيء مقابل شكل العلاقة الجديد بين الإنسان وبين الرب ولكن لا أحد يستغني عن الجماليات التي في العهد القديم وعن روح المزامير وقراءتها التي تبثها في روح المجتمع الإنساني .

وكذلك كان لهيغل شكل آخر من النقد ضد الكانتية (أمانوائيل كانتْ) وخصوصاً في عقلنة العالم عقلنة موضوعية متطرفة دفعت بالكانتيين حتى في رفض الحب وهو أسمى شيء في الوجود فالحب في الوجود يبثُ في الإنسان روعة الحياة وهو شكل من أشكال العلاقة المحبوبة أو مثله مثل الإحساس بالعلاقة بين الأبناء وأبوهم الذي في السماوات .


علاقة الكائن الحي مع الله في الفكر الإسلامي هي عبارة عن علاقة العبيد بالأسياد وهي علاقة أمقتها أنا شخصياً وهي لا تختلفُ في كثير ولا في قليل عن علاقة العبد مع الله في الديانة الموسوية ,فالإنسان هنا مجبور وخاضع زخانع لله في شتى المذاهب والصور وشكل الإنسان قديماً دون أن يكون عبداً لأحد مخزي جداً وغير مقبول .










#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف فقد الإنسان الفردوس الدائم؟
- نساء متمردات1
- أوهام
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض
- سن الأربعين
- أريدُ الضياع
- الضباع
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأبوة الروحية المسيحية