|
العنف الامبريالي الصهيوني أعلى مراتب الحيوانية
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 18:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جورج حداد* تحكي لنا المرويات التاريخية (راجع موسوعة ويكيبيديا الالكترونية وغيرها ما لا يحصى من المصادر) انه بعد هزيمة القائد الشرقي الاسطوري هاني بعل في معركة زاما سنة 202ق.م.؛ وبالرغم من عقد معاهدة صلح مهين بين روما وقرطاجة العظيمة وموافقة قرطاجة على دفع "تعويضات حرب" او "جزية" لروما لمدة 50 سنة، ومنع تسلحها من جديد ومنعها من شن اي حرب حتى دفاعا عن النفس الا بموافقة روما، فإن الشعار الذي ظل يدوي في ارجاء "مجلس الشيوخ" او "مجلس الاعيان" في روما هو شعار "الشيخ" او السناتور الروماني "كاتون الكبير" والقائل: "قرطاجة يجب ان تدمر!". وبالفعل ففي حوالى سنة 150 ق.م. "أعدت روما لمعركة تدمير قرطاجة تدميرا كاملا، فتم فرض الحصار الكامل عليها لمدة ثلاث سنوات، بادرت بعدها روما الى ارسال جيش عرمرم بقيادة القائد الروماني سكيبو (الذي كان حلمه ان يدمر قرطاجة حجرا بعد حجر)، واعطته ما يكفي من الرجال والسفن لتحقيق هذا الحلم. وفي تشرين الاول من عام 146 ق.م. بدأ سكيبو هجومه بالتقدم الى ميناء قرطاجة. وطوال ستة ايام متوالية استمر القتال حول السور وفي الشوارع وعلى السطوح. وتمكن صدر بعل قائد فرق الخيالة في قرطاجة من تنظيم المقاومة بين الجيش والشعب، وشن هجمات مضادة كاسحة في اتجاه الميناء في محاولة مستحيلة للخروج بالاطفال والنساء الى البحر، وبعد ان ادركه اليأس وضع سيفه على الارض وانحنى امام سكيبو الذي كان يراقب المعركة من احد الابراج، طالبا الرحمة للاطفال والنساء والسماح لهم بالخروج. وتقول الروايات انه امام رفض سكيبو، تقدمت زوجة صدر بعل وألقت بنفسها مع طفليها في النار كي لا تحرج زوجها في استعطاف الرومان المتغطرسين، واندفعت قرطاجة تقاتل من جديد في اخر معركة، فيما كان سكيبو من موقعه في البرج يشرف على عمليات القوات الخاصة لاشعال النار في كل بيت. وبعد سبعة عشر يوما بلياليها أنطفأت النار. وختم سكيبو تجربته الرهيبة مع قرطاجة بترديد أشعار من إلياذة الشاعر اليوناني هوميروس ثم أمر بحرثها بالمحراث، وأمر أيضا برش أرضها بالملح لكي لا تعود ارضها صالحة للحياة حتى كمزرعة". ولندرك مدى فظاعة هذه الجريمة نذكر ان المعلومات التاريخية تقول ان عدد سكان قرطاجة كان يبلغ الـ700 الف. والقلة من اهالي قرطاجة الذين قبض عليهم الجيش الروماني احياء بيعوا عبيدا في سوق النخاسة. وكل الدلائل تشير ان النخاسين الذي اشتروا "بقية" اهالي قرطاجة هم النخاسون اليهود، الذين حققوا بذلك صفقة تجارية رابحة كبرى كانت اساسا لانطلاق دورهم التجاري اللاحق "المزدهر" في شمال افريقيا وروما واسبانيا وغيرها من بلدان اوروبا، كما كانت اساسا لتطور العلاقات بين الطغمة العليا المالية ـ الكهنوتية اليهودية وبين الادارة الرومانية بعد اسعمارها لافريقيا الشمالية ومصر وبلدن المشرق العربي. وانا ادعو جميع الباحثين والمؤرخين الوطنيين الجادين للبحث وتسليط الضوء على هذه المفاصل في تاريخنا المأساوي، وخاصة بيع "بقية" اهالي قرطاجة الى اليهود. لا سيما وان كل ما يتعلق بتاريخ قرطاجة الفينيقية ومصيرها المأساوي قد تم طمسه تماما من قبل الرومان والاغريق واليهود وغيرهم. واذا تركنا رماد الاطفال والنساء والرجال الشجعان ترقد بسلام (سلام الموت) في ارض قرطاجة الفينيقية المظلومة؛ وقفزنا بالزمن الفي سنة واكثر الى الامام لنلقي نظرة على ما يجري في فلسطين وغيرها من الارض العربية، نجد ان ورثة "روما" من الدول الاستعمارية والامبريالية الغربية والصهيونية لا تزال تطبق على شعوبنا سياسة "الارض المحروقة" ذاتها التي طبقت ضد قرطاجة. فقبل ان تطأ اقدام الانكليز ارض فلسطين رفع اليهود الصهاينة شعار "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض"، الذي يعني عمليا القضاء على الشعب الفلسطيني واستبداله بـ"الشعب اليهودي"، عن طريق سياسة "الارض المحروقة" ذاتها، وهو ما يجري على الارض فعليا، بالرغم من خزعبلات "السلام"الموهوم. والشيء ذاته يجري في العراق. وقد طبقت سياسة "الارض المحروقة" في لبنان ايضا؛ ولولا ظهور المقاومة الاسلامية الوطنية الباسلة بقيادة حزب الله، لكان لبنان الان في "خبر كان". ولقد ذهب الشهيد المرحوم ياسر عرفات سامحه الله الى اوسلو وهو يتوهم بما كان يسميه "سلام الشجعان"، فردت عليه اسرائيل واميركا (بالسم) ان افضل فلسطيني عندهما هو الفلسطيني الميت، ورفضتا حتى وصيته ان يدفن جثمانه في القدس. وبين هذين المعلمين التاريخيين: ابادة قرطاجة واغتصاب فلسطين، جرت احداث تاريخية كبرى، قبل الصليبيين وبعدهم، منها الثورات والنهضة في اوروبا وطرح شعارات "حرية، اخاء، مساواة". ولكن العلامة المميزة لتلك الاحداث بقيت هي هي: النزعة الغربية لاستعمار الشرق وسحق وابادة شعوبه بأسلوب "الارض المحروقة". وهذا ما يقتضبنا النظر عن قرب في ظاهرة العنف، ولا سيما هذا العنف الاستعماري والامبريالي الصهيوني: ـ هل هو امر "وجودي، طبيعي" ملازم لطبيعة الانسان؛ وبالتالي لا يمكن معالجته، واننا في المواجهة مع الغرب واحد من اثنين: قاتل او مقتول؟ ـ ام انه شأن "لاوجودي"، "براني"، "مضاف" الى الطبيعة الانسانية، وبالتالي يمكن معالجته والتحرر منه، تمهيدا لارساء قواعد انسانية حقيقية لعلاقة الشرق بالغرب؟! ـ1ـ العنف كظاهرة "حيوانية طبيعية": وجد الانسان كجزء لا يتجزأ من الطبيعة التي وجد فيها. وهو يتكون من العناصر الطبيعية ذاتها لكل الموجودات والمخلوقات الاخرى: الحرارة، البرودة، الحركة، السكون، الصلابة، الليونة، النور ، الظلام... الخ. وتتجسد هذه العناصر في "خلطات" مختلفة لمكوناتها الفيزيائية الاساسية: التراب والماء والريح والنار. وككائن حي، تنعكس "الخلطة" الطبيعية للانسان في النفسية والمشاعر والاحاسيس الانسانية: الطمأنينة والخوف، الفرح والالم، السعادة والتعاسة، الحب والكره، السلام والعدوان، الرضا والغضب، الخ. وعلى شعور الغضب تتأسس ظاهرة العنف فيما بين البشر، بوصفها ظاهرة "طبيعية" مأخوذة من "الطبيعة الحيوانية" للانسان. ومع ظهور المجتمع الطبقي تحول العنف الى ظاهرة مجتمعية طبقية. ومع "تطور" المجتمع الطبقي الى مجتمع استعماري، تحول العنف الى ظاهرة استعمارية، اتخذت اخيرا شكل الحرب الاستعمارية، وبلغت اقصى واقسى اشكالها في الحروب الابادية. واذا كان العامل النفسي (الغضب، الحقد، العدوانية) هو مكون اساسي في استخدام العنف، واخيرا في الحرب، فإنه ـ اي العامل النفسي ـ ليس هو الحرب، او ليس هو الظاهرة الاجتماعية التي نسميها: الحرب. وللمثال: ان معدن الفولاذ هو المكون الاساسي للسيف. ولكن هذا لا يعني ان السيف ـ كسلاح ـ هو: الفولاذ. ان السيف ـ كسلاح ـ هو: وسيلة قتال او وسيلة حرب مصنوعة من الفولاذ الذي يمكن ان تصنع به اشياء اخرى. كما ان السيف يمكن ان يستخدم لاغراض اخرى، وليس فقط كسلاح للقتل؛ كما ان السلاح (غير السيف) يمكن ان يصنع من غير الفولاذ. ومن ثم لا يمكن المطابقة بين العامل النفسي واستخدام العنف. وإن التشخيص العنصري للسيف بأنه (فولاذ وليس خشبا) يدخل في تشخيصه الغائي ـ الاجتماعي، الا انه لا يحل محل هذا التشخيص. وكذلك هي الحرب، فهي تتضمن عناصر (الغضب والحقد والعدوانية) الا انها ـ في غائيتها والهدف منها ـ لا تتطابق معها. وبالتالي يجب النظر الى ظاهرة الحرب الاستعمارية، ومنها حروب الابادة، بالارتباط لا مع الطبيعة الانسانية، بل بالارتباط مع الظاهرة الطبقية ـ الاستعمارية. وهذا ما ننظر اليه في النقطة التالية: ـ2ـ الحرب كظاهرة تمييز اجتماعي: اذا راقبنا النمو الطبيعي (على السجية) لاي طفل وسلوكه الطبيعي (غير الملقن) نستطيع ان نكتشف بسهولة: ان الطبيعة الوجودية التي فطر عليها الانسان هي الطبيعة الايجابية، البناءة؛ طبيعة ائتلاف الناس وتكيّفهم مع بعضهم البعض وتكيّفهم مع الطبيعة المحيطة بهم وتكييف الطبيعة مع اغراض حياتهم وتحسين وتطوير معيشتهم. وفي المفهوم الديني ان الانسان خلق ليكون خيرا لبني جنسه ويكون سيدا وخيرا للارض التي وجد فيها. فكيف اذن ظهرت وترسخت ظاهرة الحرب العدوانية، بكل فظاعاتها وسلبياتها التدميرية، التي هي النقيض للطبيعة الفطرية السلمية ـ البنـّاءة للانسان؟ ان الناس (كمجتمع بشري)، ولاجل حياتهم ومعيشتهم، يدخلون في علاقة مزدوجة: مع الطبيعة التي هم جزء منها؛ ومع بعضهم البعض: كأفراد ضمن الجماعة الواحدة، وكجماعات بشرية مختلفة. والغائية الضمنية الاخيرة او المحور (او المحتوى الوجودي) لهذا العيش الفردي والمشترك للناس هو: عدم الموت (جوعا او بردا، غرقا او حرقا، مرضا او قتلا، الخ)، والقدرة على استمرار الحياة. اي ان فطرة الانسان هي مبنية على محور: التعاون لاجل استمرار الحياة. وفي البدء عاش الناس متساوين كليا فيما بينهم، لا فرق بين كبير وصغير، بين قوي وضعيف، بين امرأة ورجل؛ وطبعا لم يكن هناك فقير وغني، لان المجتمع البدائي كان مجتمعا جماعيا، الكل يعيشون كعائلة واحدة في تعاطف ووئام، الكل يعمل ما يستطيع ويفيد الجماعة بما يستطيع، بدون اي انانية، وفي الاخير الكل يأخذ حاجته من ضمن ما يتيسر لدى الجماعة، دون تمييز بين فرد وفرد ودون تذمر من فرد تجاه فرد. وكان جميع القادرين، بل كان الجميع يحملون السلاح بدون فخر لا للعدوان على بعضهم او على احد، بل لرد الخطر والعدوان اذا وجد. وكان اي فرد يرتكب اساءة او تعدٍ يفصل من الجماعة، وكان الفصل من الجماعة يعتبر اكبر عار وخطر على الشخص؛ وكان الاقوى والانشط والاذكى صحيا وجسديا وعقليا لا يستغل ميزاته للسيطرة على الاخرين، بل على العكس كان يتباهى بأنه اكثر افادة لجماعته، دون ان يدعي اي حقوق اضافية مقابل ذلك. ولا تزال بقايا هذه الاخلاق الفطرية النبيلة موجودة الى اليوم ضمن بعض الجماعات البدوية او البدائية التي لم تفسدها "الحضارة" المزيفة العصرية. وقد عاشت مختلف الجماعات البشرية في انسجام مع الطبيعة، ومع بعضها البعض، ردحا طويلا جدا من الزمن. وفي تاريخ نشأة لغتنا العربية نجد ان المخاطبة بالأنا وانت لم تكن موجودة، وكانت مكانها المخاطبة بصيغة الجمع نحن وانتم (وحتى الان لا يزال احدنا اذا اضطر للقول اثناء الحديث: انا، يستتبع فورا: اعوذ بالله من كلمة انا؛ ولا يزال الى اليوم ابناء الريف المصري يستخدمون صيغة المتكلم الجمع مكان المفرد، فيقول احدهم وهو يتحدث عن نفسه: نروح، نيجي، الخ. ولا يقول : اروح، آجي). وكان افقر بدوي يترك النار مشتعلة امام خيمته حتى يراها عابر السبيل فيستقري عنده؛ فاذا كان لديه كسرة خبز واحدة قدمها لـ"ضيفه" دون ان يعرفه ودون ان يسأله من يكون. وفي لغتنا العربية عبارة تقول "حفظ الزمام" وهي تدل على التعاضد والتعاون والوفاء، ومفادها انه اذا كان بدوي يقطع الصحراء فوصل بئرا واراد ان يستقي من البئر فربط زمام ناقته او دابته بالدلو ودلاه في البئر ولكن الزمام كان قصيرا ولم يصل الى الماء، فيجلس منتظرا مرور شخص آخر، دون ان يكون احدهما يعرف الاخر، فيربطان زمام احدهما بزمام الاخر ويدليان الدلاء ويستسقيان، وتنشأ بينهما صداقة يتناقلها الابناء عن الآباء، فاذا التقى بعض افراد العائلتين في اي وقت آخر ومكان آخر، فإنهما يستقبلان احدهما الاخر بترحاب خاص ويتعاونان لانهما "يحفظان الزمام" في الاستسقاء المشترك يوما ما. ولكن للاسف ان سلبية هذا المجتمع البدائي الجماعي هو ان الجماعة البدائية كانت تستهلك كل ما تنتجه، بحيث لم يكن يبق شيء لتوظيفه في اعادة الانتاج وزيادته. وهكذا اخذ هذا المجتمع البدائي يعيد انتاج نفسه بالشكل البسيط، اي بدون اي تقدم او تطور او تجديد، مما يعني العيش خارج الزمن، ويتناقض مع النزعة الانسانية الفطرية نحو رفع مستوى الحياة وتحسينها. وهذا ما ادى الى ضعف الحماسة لهذا النظام المشاعي البدائي. ولكن للاسف ان الانسان البدائي لم يكن في مستوى يسمح له بأن يعي تماما طبيعة وجوده ومستقبله، ومن ثم اكتشاف آلية انسانية جماعية لتطوير ذاك الوجود. ففسح المجال موضوعيا لظهور الآلية السلبية، القائمة على الانانية والغيرة والحسد والتعالي بين الافراد والجماعات، الاكثر نشاطا او الاوفر حظا، لتحفيز المجتمع البدائي على التطور والتقدم. وبالنتيجة بدأت بالتدريج تظهر الملكية الخاصة على حساب الملكية المشاعية العامة، للاشياء وللحيوانات الاليفة وللارض. وبدأ التمييز بين البشر: هذا "لي" وهذا "لك" وهذا "لنا" وهذا "لهم". وبناء على هذا التمييز بدأ ظهور الطمع وحب الاستيلاء على ممتلكات الغير، والسرقة والغزو وقطع الطريق والنهب والسلب واخيرا القتل بدافع السلب. وفيما كنا نعيش في اخلاقيات "حفظ الزمام"، في عهد الملكية الجماعية المشاعية، ففي عهد الملكية الخاصة، اصبحت الجماعة القوية تحاول منع الماء والكلأ عن الجماعات الاضعف منها، للاستئثار بالخيرات الطبيعية التي خلقها الله لكل البشر. وفيما كنا نعيش في اخلاقيات "كبير القوم خادمهم" و"الخلق كلهم عيال الله، واقربهم الى الله انفعهم لعياله"، في عهد الملكية الجماعية المشاعية، انتقلنا الى عصر التمييز الطبقي والقومي والديني والمذهبي و"معك قرش بتسوى قرش"، و"ما اغتنى غني الا بفقر فقير"، و"شعب الله المختار" والاغيار، والاستبداد والطغيان والنزاعات والحروب بين مختلف الجماعات البشرية وفي داخل الجماعة البشرية الواحدة. وفي البدء ظهرت ظاهرة العنف، على اساس التمييز (بالملكية والخصائص الذاتية والجماعية، ومن ثم التمييز الطبقي) بين الافراد والجماعات بشكلها "الايجابي"؛ اي ان الافراد والجماعات الاكثر فعالية والاكثر نشاطا، الاذكى والاقوى والاكثر تعلقا بالعمل والاكثر جهدا وتعبا، كانت هي التي تدافع عن "امتيازاتها" و"افضلياتها" و"منتوجاتها" و"ملكياتها الخاصة". ولا تزال البروباغندا الرأسمالية الى اليوم تتاجر بهذه "الحجة"، حيث تدعي حتى الامبريالية الاميركية والصهيونية ان "مجتمعاتهم" هي "افضل" و"اغنى"، ليس لانها تنهب العالم وتستقطب (عمليا ترشو وتسرق) الادمغة من كل انحاء العالم،، بل لانها تقوم على "المبادرة الفردية" و"الاقتصاد الحر" و"المزاحمة الحرة" وما سوى ذلك من الاكاذيب. في هذه المرحلة كان يمكن القول ان الاذكى والاقوى والانشط والاوفر حظا، كانوا ـ بواسطة العنف ـ يمارسون "حقهم" في الدفاع عن "ممتلكاتهم" التي هي "منتوجاتهم". ولكن بالتدريج بدأت هذه الظاهرة تنقلب الى ضدها، اي تنقلب الى ظاهرة "سلبية". فـ"الاقوى" و"الانشط" و"الاذكى" ملكوا من القوة، ومن تجربة استخدام العنف، ما دفعهم الى التفكير ليس فقط في استخدام العنف للدفاع عن "ممتلكاتهم" و"مجهوداتهم" و"منتوجاتهم"، بل للاستيلاء على "ممتلكات" و"مجهودات" و"منتوجات" من هم اضعف منهم. وهنا انتقلنا من معادلة "الذين يعملون اكثر وافضل يملكون اكثر"، الى معادلة "الذين يعملون لا يملكون والذين يملكون لا يعملون بل يملكون لانهم ينهبون!". واصبح السلب والنهب "مهنة" بحد ذاتها. وهنا يمكن القول ان الحرب الاستعمارية، في المدى التاريخي، كانت هي "وسيلة الانتاج" الاساسية في المجتمعات الرأسمالية، التي عاشت واغتنت وتطورت على حساب الشعوب المستعمرة. فحينما كان المصري والهندي يبني ويعمل في المشاغل والحقول، كان الانكليزي "مشغولا" بصناعة سفينة القرصان ومدفع الميدان، وجاء هذا اللص الاستعماري الانكليزي الى مصر والهند ونهب خيراتهما بالقوة. وحينما كانت المرأة المصرية، مثلا، تعمل وتشقى حتى الرمق الاخير مع اخيها وابيها وزوجها، كانت الام الانكليزية تقضي النهار في التحضير لاستقبال قريناتها لشرب الشاي مع البسكوت في باحة منزلها بعد الظهيرة، وتعبر عن افتخارها بابنها العسكري الذي "يخدم الوطن والملك". وفي الحقيقة فإن هذه الام الانكليزية لم تكن تشرب الشاي مع البسكوت بل كانت تشرب دماء الاطفال المصريين والهنود وتأكل لحومهم، وهي ام قاتلة ووالدة قتلة، عن وعي او غير وعي. لان هذه الام، وطالما انها كانت (في المجتمع الانجليزي الراقي!!!) تتوفر لها امكانية شرب الشاي مع البسكوت بعد الظهيرة، لم يكن يهمها ماذا يفعل ابنها في مصر والهند. وهي كانت تربي اولادها الاصغر على ان يقتدوا بأخيهم الاكبر. فحتى "تستريح" كل انجلترا و"تسترخي" في القيلولة لشرب الشاي مع البسكوت، كان على الفلاحين المصريين والهنود ان يعملوا في الاراضي الوعرة كالحمير وان تلسع ظهورهم السياط وان يقتلوا بالرصاص كالذباب لدى اقل نأمة. وهكذا ظهرت الحرب في البدء كنتيجة من نتائج ظهور الملكية الخاصة التي ميزت بين البشر، افرادا وجماعات. ولكن بالتدريج، مع زيادة التمييز بين المجتمعات البشرية، وزيادة اغتناء بعضها على حساب البعض الآخر، وزيادة عناصر القوة الحربية في المجتمعات الاستعمارية الغنية، تحولت الحرب الى اهم اداة او وسيلة للاغتناء والاثراء، البعض على حساب البعض الاخر. اي انها اصبحت الوسيلة التمييزية الرئيسية بين البشر. فالاغنياء والاقوياء يستغلون غناهم وقوتهم لاخضاع الاضعف والافقر منهم، ونهب خيراتهم، وتشغيلهم لحسابهم. والفقراء والضعفاء يرضون بالحالة المزرية التي أوصلوا اليها، بسبب الخوف من الفظائع والتدمير التي تصيبهم بها الحرب، ماديا ونفسيا وروحيا. ـ3ـ المرتبة الحيوانية الاعلى: ولا بد ان نتوقف هنا عند نقطة نفسانية ـ اجتماعية ونتساءل: أليس لدى الانسان ـ وخصوصا القادة الذين يتخذون القرارات الرئيسية والعامة ـ "نوازع" او "موانع" او "ضوابط" انسانية، تمنعه او تحد من جموحه نحو ارتكاب المجازر، ولا سيما في حروب الابادات الاستعمارية؟؟؟ اننا نقارب الجواب على هذا التساؤل كما يلي: ان شركاءنا الاحياء في العيش على هذا الكوكب، اي الحيوانات (التي تقول نظرية النشوء والارتقاء بانتمائنا المنشئي اليها) تنقسم الى فئتين: عاشب، اي أكلة العشب. ولاحم، اي اكلة اللحم. اما الانسان فهو "منزلة بين منزلتين" او "منزلة من منزلتين"، اي انه عاشب ولاحم معا. ومن الملاحظ ان الحيوانات العاشبة، حتى وان كانت ضخمة وقوية، كالفيل، هي على الاغلب حيوانات "مسالمة" غير عدوانية، ولا تهاجم غيرها من الحيوانات الا اذا استشعرت خطرا ما او اذا هوجمت هي نفسها فتدافع عن نفسها. اما الحيوانات اللاحمة (حتى الحشرات التافهة التي تمتص الدماء وغيرها من سوائل الاحياء، كالذباب والبرغش والقمل والبق) فهي اساسا عدوانية، هجومية، قاتلة. لان حياتها ذاتها تقوم على الفتك بالحيوان الاخر. اما الانسان، العاشب ـ اللاحم معا، فهو مسالم وعدواني في الوقت ذاته. واذا وصفنا، افتراضا، المسالمة بأنها تعبير عن الانسانية، والعدوانية بأنها تعبير عن الحيوانية؛ فإننا يمكن ان نفترض ايضا ـ استنادا الى ازدواجية الانسان كعاشب ولاحم معا ـ انه في المنطقة النفسانية المتوسطة، التي تصل وعي الانسان بلاوعيه، توجد آلية تصفية (filtration) تقوم في كل حالة محددة بنقل وعي الانسان من حالة المسالمة الانسانية الى حالة العدوانية الحيوانية. وللاسف الشديد ان احدى الديانات "السماوية!!!"، وهي الديانة اليهودية، قد كرست "دينيا" (من وجهة نظرها) "الاخلاق" اللااخلاقية للملكية الخاصة والتمييز، والعبودية، والعدوان والحرب. فالتوراة اليهودية، المنشورة في كل انحاء العالم وبكل اللغات، والتي لا يعترف اليهود بغيرها ويعتبرونها "كتابهم المقدس" الى جانب التلمود، تقول ان أبرام حينما وصل مع امرأته ساراي الى مصر، قال لها لا تقولي انك زوجتي فيقتلونني بسببك، بل قولي انك اختي فأستفيد منك. وبالفعل، كما تقول التوراة، عاد أبرام من مصر ومعه ثروة بفضل جمال و"خدمات" زوجته ساراي لدى اغنياء مصر بمن فيهم فرعون. ثم تقول التوراة ان يوسف "التوراتي"، الذي دخل في خدمة فرعون، كان يخزن الحنطة في اهراءات فرعون، في السنوات الخيّرة، ويستغل القحط الذي يحل بمصر في بعض السنوات ليتاجر بالحنطة. وبهذه الطريقة الاحتكارية استطاع ان يسلب من اهل مصر كل ما يملكون من ذهب وفضة، في السنة الاولى، مقابل منحهم شيئا من الحنطة المخزنة والمحتكرة، وفي السنة الثانية سلبهم كل ما يملكون من ماشية ودواب، مقابل منحهم شيئا من الحنطة؛ وفي السنة الثالثة اخذ منهم ابدانهم، اي حولهم الى عبيد لفرعون، حتى يبقي على حياتهم. اي ان التوراة اليهودية تبرر قيام يوسف "التوراتي" بتحويل اهل مصر الاحرار الى عبيد لفرعون مقابل حفنة من الحنطة، وتدعي انه بذلك انقذهم من الموت جوعا. والشيء ذاته تفعله اليوم العصابات اليهودية من المضاربين بالبورصات في مختلف البلدان، حيث يتم الاستيلاء على الثروات التي هي من انتاج عشرات ومئات ملايين البشر، وتدمير الاقتصادات الوطنية والاقتصاد العالمي باسم المبادرة الفردية وحرية السوق وحرية التجارة وما اشبه. وان ابشع ما طرحته التوراة اليهودية هو الادعاء بما سمي "ارض الميعاد" الممتدة من النيل الى الفرات، والتشريع التام للحرب واضفاء الطابع "الالهي" عليها، وذلك بدعوة "شعب الله المختار" (اي اليهود = بني اسرائل) حسب التواراة اليهودية الى الاستيلاء على ارض كنعان بالقوة، وقتل كل من فيها بدون رحمة ولا شفقة وابادتهم ابادة كاملة، رجالا ونساء واطفالا، واخذ بيوتهم وكرومهم ومدنهم وقراهم. ويمكن لأي كان مراجعة سفر التكوين وغيره في التوراة ليطلع على عشرات الامثلة على تكريس البغاء والاحتكار والتجويع والاستعباد والغزو والسلب والنهب والحروب والتمييز العنصري والابادة الجماعية بوصفها اخلاقا ووصايا ونواه "الهية!!!". وباعتبار ان الانسان، مابعدالحيواني، هو كائن اجتماعي، و"حالة اجتماعية": حزبية، طبقية، دينية، قومية الخ. فإن سلوكه الاجتماعي كله تتحكم به الازدواجية ين المسالمة الانسانية والعدوانية الحيوانية، بين الشريعة الانسانية وشريعة الغاب. ومن ثم فإن التركيبة المزدوجة للانسان تجعله اداة صالحة لادخال طبيعته الحيوانية في طبيعته الاجتماعية. وبوجود الانسان (بعض الناس) كجزء من المجتمع الطبقي ـ الرأسمالي ـ التسلطي ـ الاستغلالي ـ الاستعماري؛ ترتبط حياته بهذا المجتمع، الذي يقوم على استغلال الغير والفتك بهم وقتلهم واذلالهم ونهبهم وابادتهم لاجل الاستيلاء على اراضيهم وخيراتهم، فإن هذا "الانسان" يتحول الى وحش ولا كل الوحوش، لانه وحش لا تقف حاجته عند اشباع نهم معدته فقط كما هو شأن الحيوان "العادي"؛ كما انه وحش ذكي ويمتلك التكنولوجيا والاسلحة الفتاكة التي لا يمتلكها اي وحش آخر. وفي مرحلة الاستعمار التقليدي لم تكن الرأسمالية (اساس والوجه الاخر للاستعمار) ذات مصلحة في تطوير البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة، ولكن الطبقات والشرائح الرأسمالية ـ الاستعمارية كانت ذات مصلحة في زيادة الانتاج، بواسطة التكنولوجيا المتخلفة واليد العاملة الكثيرة الرخيصة، ولهذا فإن عمليات القتل والابادة كانت محدودة بحدود المصالح الطبقية للاستعمار والرأسمالية. اما في زمننا، زمن الامبريالية والصهيونية، الذي سبقت فيه (نسبيا) القدرة الانتاجية العالية للتكنولوجيا المتطورة الحاجات الاستهلاكية؛ واصبحت قاعدة الاقتصاد اللعبة المالية وليس الانتاج؛ ونقصت الى اقصى حد حاجة الامبريالية والصهيونية الى اليد العاملة الرخيصة، فإن ما يسمى "الفائض النسبي" للسكان اصبح كبيرا جدا في نظر الدوائر القيادية في الامبريالية والصهيونية، فإن ميلها الى ابادة اكبر عدد ممكن من السكان يزداد بشكل مضاعف، وهو ما يملي على هذه الدوائر سياساتها الاكثر عدوانية والاكثر وحشية في التاريخ الانساني. ويمكننا القول ان استمرار وجود الامبريالية والصهيونية اصبح يشكل تهديدا كاملا لوجود الانسانية بأسرها. وان سياسة الارض المحروقة واستيطان "شعب الله المختار" حيثما يريد، في فلسطين وغير فلسطين، هي اول الغيث. كيف يمكن مواجهة هذا الوحش الامبريالي ـ الصهيوني؟ هل بمسالمته وبمنحه فريسة "صغيرة" لالهائه عن افتراس الجميع؟ لقد واجهت الانسانية ما يشبه هذه المعضلة بمواجهة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية، فعمدت الدول "الدمقراطية" الغربية الى عقد "اتفاق ميونيخ" المشين مع هتلر، الذي منح بموجبه تشيكوسلوفاكيا لاسترضائه. كما ان ستالين عقد معه اتفاقية روبنتروب ـ مولوتوف، التي تم بموجبها تقاسم بولونيا من قبل الدكتاتورين. فهل منع ذلك وقوع الكارثة ؟ كلا، بل على العكس. ولم تتحرر الانسانية من طاعون الهتلرية والنازية والفاشية الا بالمواجهة الشاملة لها. والان ايضا تثبت التجربة انه لا يمكن "ارضاء" الامبريالية والصهيونية بالتنازل رسميا عن 68% من فلسطين التاريخية ولا بأوسلو ومكوث المرحوم عرفات لمدة سنوات في المقاطعة في رام الله تحت رحمة الدبابات والبولدوزرات الاسرائيلية، تأكيد للتخلي عن المقاومة و"حسن النوايا". وبالمبادرات "السلمية" العربية و"التطبيع" مع العدو. فهذا مما زاد من شهية الامبريالية والصهيونية في لبنان والعراق وافغانستان واليوم باكستان ولا ندري من ايضا غدا. هل يمكن الانتصار على الامبريالية والصهيونية؟ ان جميع الشعوب المستعمرة سابقا واجهت الاستعمار بالثورات الشعبية وانتصرت عليه، بالرغم من جميع التضحيات. والامبريالية والصهيونية، كشكل من اشكال الاستعمار، ليست استثناء. بل ربما يكون الانتصار عليها اسهل، لانها اكثر عزلة عن شعوب العالم قاطبة، بما في ذلك عن شعوبها بالذات. ولكن بطبيعة الحال ان الانتصار على الامبريالية والصهيونية لن يكون بدموع فؤاد السنيورة ولا بدبلوماسية جامعة الدول العربية ولا بمسرحيات رئيس الوزراء التركي اردوغان الذي يتظاهر (لتضليل السذج) بتأييد القضية الفلسطينية فيما جيشه يقوم بالمناورات العسكرية المشتركة مع الجيش الاسرائيلي (ضد من!). بل ان الانتصار على الامبريالية والصهيونية سيكون بالمقاومة الصلبة، المتنوعة والشاملة. وهذا ما تطمح اليه جميع الشعوب العربية والاسلامية وجميع القوى التقدمية والتحررية في العالم. ــــــــــــــــــــــــــــــــ * كاتب لبناني مستقل
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب الله... والأزمة الوجودية للكيان الطائفي اللبناني!
-
افغانستان في الجيوبوليتيكا الدولية لاميركا
-
الجيوبوليتيكا تؤخر تشكيل الوزارة اللبنانية
-
الجرائم ضد الانسانية والسقوط الاخلاقي لمؤسسات -العدالة الدول
...
-
رئيس الموساد السابق داني ياطوم مفوض سام غير رسمي في بلغاريا
-
اليهود الروس بين النقيضين: الصهيونية والشيوعية
-
المخدرات في الستراتيجية العالمية للامبريالية الاميركية الصه
...
-
الناخب البلغاري -يعاقب- جميع احزاب -التحول الدمقراطي-
-
افغانستان وامبراطورية المخدرات العالمية لاميركا
-
الصراع الروسي اليهودي (الصهيوني) حتى عشية الثورة الاشتراكية
-
حتمية المعركة التاريخية الفاصلة بين روسيا والصهيونية العالمي
...
-
التناقض الوجودي بين روسيا والطغمة الدينية المالية اليهودية
-
باراك اوباما يمهد لبناء حلف اسلامي صهيو اميركي
-
ماذا يضمر لنا باراك أوباما؟
-
نداء SOS من سمير فرنجية
-
البحر الاسود... أخطر بؤرة توتر في اوروبا والعالم
-
السوروسية و-التحول الدمقراطي- في اوروبا الشرقية
-
الجذور التاريخية للصراع الوجودي القومي
-
الصراع الوجودي العربي الاسرائيلي: ظاهرة الحرب الاستعمارية و
...
-
المهزلة الطائفية المفضوحة للنظام المصري ضد حزب الله
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|