أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رائد قاسم - الليبرالية في عام 2009 ..مكاسب وانجازات















المزيد.....


الليبرالية في عام 2009 ..مكاسب وانجازات


رائد قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 12:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



حققت النهضة الليبرالية بتياراتها وحركاتها الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية انجازات ومكاسب مهمة في عام 2009 ولم يكن العالم العربي استثناءا بالرغم مما يعانيه من ضعف في البنى التحتية وانخفاض معدلات التنمية الإنسانية وتقادم منظومته الحضارية واستفحال كافة مظاهر البيروقراطية والفساد والاستبداد في مؤسساتها وإعادة إنتاجها في كل مرحلة زمنية منذ مئات السنوات ، ورغم ذلك فقد حققت الليبرالية كتيار نهضوي ومطلب حضاري وأحد عوامل ومرتكزات الأعمار الإنساني في هذا العصر انجازات رائعة حتى في المجتمعات التي تعاني من إشكاليات وتناقضات معقدة ومتراكمة منذ حقب تاريخية موغلة في القدم .
وبينما تحقق الحركة الليبرالية هذه الانجازات فإنها في نفس الوقت تسحب البساط شيئا فشيئا من التيارات الشمولية ، وتهدف في العالم العربي على وجه الخصوص إلى تأسيس نهضة شاملة قائمة على الثقافة الإنسانية المعاصرة وتحييد النزعات الدوغمائية والمذاهب التسلطية وإيجاد نظام استيعابي قائم على الموضوعية وإقصاء المكونات العقائدية والقيم الأحادية الجانب ، وإيجاد الفرص الدائمة لكافة التنظيمات الاجتماعية في ظل الانتماء الإنساني الدولي عبر مفهوم القرية الكونية العالمية أو من خلال الانتماءات المركزية كالقومية والوطنية للمشاركة في النهضة والتنمية واثبات الذات من دون الاعتبار للهويات الفرعية ، سواء كانت عرقية أو قبلية أو مذهبية أو طائفية .
إن الليبرالية بهذا ليست نظام أو نهضة أو حركة تهدف إلى خوض صراع ضد منظومة معينة ، ولكنها متناقضة بشكل عام مع أي حركة شمولية قائمة على الاحتكار والاستئثار ، التي تمارس كافة أشكال الإقصاء والاستبداد وتنظر بالتالي إلى الليبرالية كنهضة عدوة وحركة معادية باعتبار أنها في أهدافها وغاياتها تسعى إلى إنشاء مؤسسات عامة وقوانين غير مؤدلجة وأنظمة محورية شاملة لكافة فئات وشرائح المجتمع بناء على مفهوم الهوية المركزية وتحويل الانتماءات الفرعية بجزئياتها وهوامشها ونطاقها العملي إلى مسارات فردية وجماعية في إطار خاص ، وإيجاد قاعدة واسعة تمكن المجتمع الدولي والقومي والوطني من الحركة بانسيابية وممارسة كافة أنشطته المتعارضة والمتناقضة في إطارها وبما لا يؤثر على الأنظمة العامة التي تشكل القاسم المشترك والحجر الأساس في
البناء الاجتماعي الحديث .
فالليبرالية بهذا تناقض هذه التيارات الشمولية التي تحتكر الشرعية السياسية والدينية وتمسك بمفاتيح السلطة المطلقة بمنأى عن المشاركة والمحاسبة ، وتنظر للآخر المخالف والمختلف ، سواء الذي يقع في نطاق سلطتها أو الخارج عنها على انه العدو المطلق والشر المتربص لها بالأذى، ولا بد من محاصرته وقمعه وتجنبه ، على عكس النظرة الليبرالية التي ترى حق الوجود للأخر المخالف والمختلف وحق ممارسته لخصوصيته المتناقضة كليا أو جزئيا مع الآخرين في نطاق مساره الخاص على أن يكون منسجما مع الآخرين في نطاق الانتماء والولاء للهوية الرئيسية وما يمثلها من مؤسسات وأنظمة وقوانين.
إن مفهوم الهوية المركزية لا بد أن يتحول إلى منظومة شاملة قائمة على قيم التعايش المشترك
والمشاركة الايجابية وجعل القواسم المتفق عليها عامل مساعد لتقوية أساس هذه المنظومة ، لتصبح الهوية المركزية
عصبة لكافة مكونات المجتمع ، على أن تكون أنظمتها قابلة للتطوير والتحديث والتجديد في اطار آلية محكمة
قابلة هي أيضا لذلك بحكم قانونها ونصوصا المبجلة ، ورغم إن عالمنا العربي والعالم الثالث بشكل عام بعيد بشكل عام عن الليبرالية كثقافة ومسار سياسي واجتماعي إلا إن النهضة الليبرالية برغم ذلك تمكنت من تحقيق مكاسب مهمة وفي أكثر البلدان شمولية وتخلفا ، لان الليبرالية اليوم – شاء من شاء وأبى من أبى !!- السبيل الوحيد للنهضة وتحقيق كافة الآمال والتطلعات الإنسانية في ظل القيم الإنسانية التي تنطلق منها، والتذويب الفعلي لمفاهيم وثقافات رماها الإنسان الحديث في مزبلة الفكر البشري منذ عقود طويلة ! فالسلطة في النظام السياسي الليبرالي ليست سوى اثر لوجود الدولة ودليل على قوتها وجودة أدائها لمهامها ، بينما هي في البلدان الشمولية تشكل قوة ونفوذا وهيمنة لجماعة ما تمتلك سلطة وأنشئت لممارستها دولة ! إن رجال الدولة في الفكر الليبرالي عبارة عن موظفين عموميين يمارسون سلطات وظائفهم من خلال نظام قانوني ما، بينما هم عند التيارات الشمولية أولياء الأمر الذين اختارهم الله لإدارة شئون عباده !
لقد تمكنت الحركة الليبرالية من تحقيق انجازات نوعية وان كانت في نطاق ضيق ومحدود ، وفيما يلي عرضا لأهم انجازات النهضة الليبرالية في عام 2009 في عالمنا العربي خصوصا والعالم عموما :
1- تراجع التيارات الدينية الشمولية في انتخابات مجالس المحافظات العراقية:
في استفتاء أجرته إحدى الصحف العراقية تركز حول سؤال عن الأساس الذي بنى عليه الناخب العراقي اختياره لمرشحي القوائم الانتخابية في هذه الانتخابات، وكانت النتائج كما يلي:
* الاتجاه العلماني في المرتبة الأولى بنسب تراوحت بين 58%و28%.
* الاتجاه الديني في المرتبة الثانية بنسب تراوحت بين 13% و30%.
*، الاتجاه الشخصي ( أي الاختيار على أساس المعرفة الشخصية بالمرشح) في المرتبة الثالثة
بنسب تراوحت بين 12% و36%،
* اتجاه غير محدد بنسب تراوحت بين 1% و13%
وكانت النسب الكلية التي شملها الاستفتاء كما يلي:
*الاتجاه العلماني: 44,71%
*الاتجاه الديني: 21,14%
*الاتجاه الشخصي: 19,42%
* لا أدري: 8,85%
وفي انتخابات إقليم كردستان العراق تراجعت الأحزاب الدينية لصالح الأحزاب العلمانية والليبرالية والوطنية حيث حصلت القائمة الكردستانية العلمانية على 59 مقعد من مجموع 111 ، بينما حصل الإسلاميون على 12 مقعد فقط .
2- تراجع الإسلاميين التقليديين في انتخابات مجلس الأمة الكويتي:
حيث حصلت القوى الإسلامية السلفية والاخوانية وغيرهما على 11 مقعد فقط في مقابل 21 مقعد في المجلس المنحل، وارتفع نصيب الليبراليين إلى 8 مقاعد ، علاوة على فوز 4 نساء من المحسوبين على
الحركة الليبرالية الكويتية .
3-فوز تحالف قوى ال14 عشر من آذار في لبنان الرافع لشعار استكمال مشروع بناء الدولة الوطنية اللبنانية وحل كافة القوى المزاحمة لسلطة الدولة العسكرية والأمنية ، في مقابل قوى 8 أدار الداعية لإبقاء لبنان في دائرة الصراع مع الدولة العبرية وتقاسم الميلشيات المسلحة السلطة والنفوذ مع مؤسسة الدولة لضمان امن لبنان حتى انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي .
4- بالرغم من فوز الرئيس احمدي نجاة في انتخابات لم يتأكد من صحتها بسبب عدم وجود مراقبين محايدين فقد خرجت التظاهرات في العديد من المدن الإيرانية ، في مقدمتها العاصمة طهران مطالبة بإعادة إجراء الانتخابات والطعن بشرعية فوز الرئيس نجاة ، ويجمع المراقبون والمحللون في داخل إيران وخارجها على أن ما يحدث في إيران هو مطالبات شعبية عارمة بالإصلاح والمشاركة الحقيقة في إدارة شئون البلاد وتوسيع هامش الحريات العامة وإصلاح النظام الحقوقي والعدلي والرقابي وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني
والانفتاح على العالم الخارجي والبعد عن سياسة المواجهة والتحدي التي تمارسها طهران تجاه القوى الدولية ووقف دعم الأحزاب والتنظيمات المسلحة في لبنان وفلسطين واليمن على حساب التنمية في إيران ، والانفتاح على العالم الخارجي ، ويشكل التيار الإصلاحي احد ابرز القوى المعارضة للتيار المتشدد الحاكم في إيران ويعتبر قريبا جدا من الحركة الليبرالية الإيرانية والفكر الليبرالي شكل عام .
5- افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ( كوست ) كأول جامعة سعودية تقدم تعليما
مفتوح ومن دون تمييز ، ويدير الجماعة مجموعة منتقاة من ابرز العلماء والباحثين ، ويمارس مجتمع الجامعة نظام الحياة الاجتماعية العصرية الذي يتناقض مع الحياة في المدن السعودية التقليدية ، ورغم أن هذا النوع من التنمية الذي يمكن أن يطلق عليه بالتنمية المسيجة لن يساهم كثيرا في التغيير المأمول إلا أنها تعتبر خطوة ايجابية ، وإذا ما تمكنت الجامعة من تحقيق أهدافها العلمية فسوف ينعكس ذلك بشكل مباشر ومؤثر على الحياة الاجتماعية والثقافية في المجتمع السعودي المحافظ .
6- تعيين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الدكتورة نوره الفايز في منصب نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات كأول امرأة في هذا المنصب ، ويعتبر هذا القرار خطوة ايجابية في نطاق تحسين واقع المرأة السعودية التي تتعرض لانتهاكات منهجية لحقوقها الإنسانية والوطنية والاجتماعية جراء سيادة التيارات الاقصائية النكوصية .
7- تعيين الإعلامية سناء مؤمنة في منصب مديرة قناة الأجيال الفضائية المخصصة للأطفال ، في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجهاز الإعلامي الرسمي السعودي .
8-تعيين الأميرة عادلة بنت عبد الله في وظيفة مديرة جامعة البنات بالرياض، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ التعليم السعودي.
9- في خطوة رمزية أخرى قررت السلطات السعودية المسئولة السماح للنساء السعوديات بالإقامة في الفنادق والشقق المفروشة بضمان هوياتهن الشخصية .
10- عفو العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الإعلامية سوزان المشهدي فيما يعرف بقضية المجاهر بالمعصية، وإحالة أوراق قضيتها لوزارة الإعلام بحكم الاختصاص، ويعتبر مراقبون إن هذه الخطوة تأتي في سياق رغبة الملك في تنظيم جهاز القضاء ووضع حد قانوني لسلطة رجال الدين.
11-قضت المحكمة الدستورية العليا في الكويت بحق المرأة في الحصول على جواز سفر ومغادرة البلاد دون الرجوع للزوج أو ولي الأمر الشرعي.
12- حققت الحركة الليبرالية في الكويت انتصار نوعيا في معركتها مع التيار الإسلامي المتشدد ، حيث قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم وجوب ارتداء النساء الحجاب أثناء ممارستهن لوظائفهن في مجلس الأمة أو الحكومة، وعدم شرعية أية أنظمة تصدرها وتعمل بها أجهزة الدولة إذا ما كانت تهدف إلى إجبار النساء في الكويت على ارتداء الحجاب ، وذلك باعتباره شان خاص متعلقا بالمرأة كفرد مسئول عن ويمارس قناعاته في إطار سلطة القانون .
13- فهميدة ميرزا اختيرت رئيسة لمجلس النواب في جمهورية باكستان الإسلامية ، وتعتبر أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية الباكستانية.
14- تعيين مرضية وحيد كأول وزيرة في حكومة الرئيس المتشدد احمدي نجاة ، وبالرغم من كونها شخصية محافظة ، إلا إن تعيينها كامرأة في منصب وزاري في إيران يعتبر تقدما وان كان محدودا ومغلفا بمفاهيم أيدلوجية متشددة .
15-تعين الناها بنت مكناس كاول امرأة تشغل منصب وزيرة خارجية جمهورية موريتانيا الإسلامية.
16- نجاح إدارة حكومة الرئيس التركي عبد الله غول من خلال النظام البرلماني العلماني التركي
في إدارة شئون الجمهورية التركية ، فقد تمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم من الحصول على الغالبية الكبرى من أصوات الناخبين الأتراك وأصبح يمثل القوة الكبرى في البرلمان وتمكن من شغل منصبي رئيس الدولة ورئيس الحكومة ، وقد نالت حكومة حزب العدالة والتنمية رضا الدول الغربية والعربية على حد سواء ، من خلال سياستها الإصلاحية الداخلية ومواقفها الخارجية المعتدلة ، فقد عمدت حكومة الرئيس التركي إلى القيام بالعديد من الإصلاحات الدستورية والحقوقية لصالح تعزيز سلطة الإدارة المدنية وتقليص نفوذ المؤسسة العسكرية ، فأصدرت عدد من القوانين ذات التكوين الليبرالي كالحق في ارتداء الحجاب في الجامعات التركية والانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية ، وقامت حكومة حزب العدالة والتنمية بمحاولة حل المشكلة الكردية فطرحت عدد من المبادرات كالسماح باستخدام اللغة الكردية في المدارس وضمان عودة اللاجئين الأكراد من العراق والاستثمار في المناطق الجنوبية الشرقية ذات الغالبية الكردية
، وقد أدت سياسات حكومة الحزب المعتدلة والمنفتحة على الشرق والغرب إلى إعلان استئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي وتحسن مطرد لعلاقات تركيا مع العالم العربي والإسلامي والأوربي .
17-في الولايات المتحدة عدل الناخبون الأمريكيون عن ما يعرف بتيار المحافظين الجدد وحكومة الانجوليين المتشددين وانتخبوا مرشح الحزب الديمقراطي ( المعروف بتوجهاته الليبرالية) باراك اوباما ، وكان اوباما علاوة على ذلك أول رئيس من أصول افريقية يصل إلى منصب الرئاسة .
18- تعالتلانتخابات الرئاسية الأخيرة ترشيح أول امرأة لمنصب رئيس الولايات المتحدة ، ورغم عدم فوز هيلاري كلينتون بالمنصب إلا أنها عينت وزيرة للخارجية في إدارة الرئيس باراك اوباما.
18- تعالت أصوات في لبنان تنادي بإلغاء الطائفية السياسة، كما أصدرت وزارة الداخلية اللبنانية قرارا رمزيا بعدم كتابة الهوية المذهبية على بطاقات الهوية المدنية وجعل ذلك اختياريا.
19- في العراق أعلن رئيس الجهاز الجهاز المركزي للإحصاء أن استمارة التعداد السكاني المزمع إجراؤه
في عام 2009 ستكون خالية من خانة المذهب والطائفة.
20- حققت القضية الفلسطينية تقدما جوهريا ، حيث أصبح حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولة مستقلة عقيدة دولية ، وأصبحت معظم الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة رافضة للاستيطان في الضفة الغربية وداعية للاستئناف المفاوضات من اجل حل شامل للقضية الفلسطينية وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ، وفي قضية ذات صلة صوتت العديد من الدول على تقرير غولستون الذي أدان الانتهاكات الإسرائيلية في الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة .
21- الإمارات تعين المرأة في منصب قضائية : حيث عينت إمارتي ابوظبي ودبي امرأتين في سلك القضاء المحلي
في كل منهما ، وفي وقت سابق عينت سلطات مركز دبي المالي العالمي السيدة الماليزية تان سيري داتو سيتي نورما قاضية في دائرته القضائية .
22- كشفت وزارة العدل والشئون الإسلامية بمملكة البحرين أنها عينت 3 نساء كمؤذنات في المساجد التابعة لها في سابقة نادرة في العالم الإسلامي.
23- تعيين سونيا سوتومايور قاضية في المحكمة العليا بالولايات المتحدة ، لتصبح بذلك أول امرأة من أصل لاتيني تنضم إلى أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة
24- الإماراتية علياء شعيب أصبحت أول خليجية وإماراتية تقود طائرة مدنية .
24-تعيين الدكتورة هند حنفي رئيسة لجامعة الإسكندرية، لتكون أول امرأة تصل إلى رئاسة جامعة في مصر.
25- الحكومة البحرينية تعين المحامية أمينة عيسى في منصب وكيل للنيابة في محاكم الأحداث، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في مملكة البحرين
26- تحقيق كل من العالمة السعودية المقيمة في بريطانيا حياة سندي ، والدكتورة غادة المطيري
المقيمة في الولايات المتحدة انجازات علمية رائدة، وقد نالتا تكريم الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية
وحصلتا على جوائز من منظمات علمية كبرى في أوربا وأمريكا.
****
إن أهم ما يميز النهضة الإنسانية الليبرالية هو قيامها على مبادئ بشرية أزلية ، فالإنسان دائم السعي نحو اكتشاف المجهول والتغلب على كافة المعوقات التي تعترض طريقه نحوه ، والعقل الليبرالي يتميز بكونه عقل دائم التشكيك والنقد ، ولا يمكن أن يصل إلى اليقين الذي هو نسبيا في أكثر من 95% من الأحيان إلا عن طريق التجربة النسبية أيضا، ويؤمن بالمطلق ولكن في نطاق محدود ويخضع كل شي للنقد والتجريح ، حتى المقدس يعامله باحترام لا بتقديس مطلق ، لذلك فانه لا خطوط حمراء أمام حريته المطلقة
في النقد والتفكير والتفكر ولا وجود لمنطقة محرمة في دهاليز وطرق ومسارات تفكيره وتعلمه.
لذلك تمكن العقل الليبرالي من تحقيق منجزات هائلة خلال فترة زمنية قصيرة، فقد كان الإنسان يحلم دائما بان يطير في السماء ونسج لذلك مئات القصص الأسطورية حول ركوب الجن وبساط الريح والحصان الطائر ، ولكن العقل الليبرالي الذي يخضع المستحيل للنسبية والعمليات الحسابية الاحتمالية ناضل من اجل تحقيق هذا الحلم فأصبح حقيقة
مطلقة.
منذ اقل من 90 عام كان مجرد التفكير بان الإنسان من الممكن إن يسير على سطح القمر مجرد حلم ومن كان يقول بإمكانية تحقيق ذلك كان يوصم بأنه مجنون ، أما اليوم فان من ينكر ذلك هو المجنون!!
توجه العقل الليبرالي إلى التابو الديني المنيع ، وانتقد الكثير من مسلماته ومحرماته وعمل على تفكيك أسسها ومقوماته الايديلوجية التسويغية ، فاخترع مثلا لباس البوكي للنساء ، فتمكنت المرأة به من ممارسة رياضة السباحة والالتزام في نفس الوقت بالتعاليم الدينية التي تنص على حرمة إبراز معالم الجسد الأنثوي ، ثم فكر العقل الليبرالي بالمشروبات الروحية وعلت تحريمها في بعض الأديان والمذاهب ومنها الإسلام، فعمل على مناقضة العلة ، فاخترع مشروبات روحية خالية من الكحول ولكنها بنفس الطعم النبيذ الذي يشرب في الحانات ودور اللهو ، فاضطرب العقل الديني القائم على التسليم والإذعان وحرمة التفكير في المسلمات وكثرة مناطق التحريم ولم يعرف ماذا يفعل فانطلقت الفتاوى بعشوائية وابتذال ، ثم أطلق العقل الليبرالي لعنانه الجماح وفكر في اشد خصوصيات العقل الإسلامي وأكثرها تقديسا ألا وهي الحج، فكافة المذاهب تنص على حرمة الحج والعمرة بارتداء اللباس المصنوع من المخيط ، فاخترع لباس متكامل من دون مخيط ! فاحتار الفقهاء في ذلك ، فقد زالت علة ارتداء الملابس الاعتيادية إذا ما كانت من دون مخيط، فأصر البعض على عدم جوازها لأنها تخالف سيرة المسلمين ، وبعضهم أبطل الحج أو العمرة بها وبعضهم الآخر أفتى بالإثم دون البطلان .
وهكذا فان المنهج الفكري الليبرالي يمضي بثبات نحو اختراق المجهول والتأسيس لنهضة إنسانية قائمة على الإبداع والتنوير والتحدي ، ويشمل ذلك الأديان أيضا، التي يشجعها الفكر الليبرالي على الاجتهاد في داخل الإطار الديني والعمل على إنشاء مذاهب دينية قائمة على الانفتاح والتفاعل الايجابي مع الواقع .
إن النهضة الليبرالية في العالم العربي بحاجة إلى المزيد من الانجازات والحصول على الكثير من المكاسب حتى يمكن أن تتحول إلى قاعدة مركزية تنبثق عنها نهضة عربية إنسانية واعدة ، وهذا وان كان صعب المنال وبعيد المدى في الوقت الراهن إلا انه بتضافر الجهود وتسخير الطاقات والإمكانيات من الممكن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة ، التي يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لتجاوز إشكاليات الهويات الفرعية والصراعات البيزنطية الناشة عنها والبدء بتأسيس هوية مركزية ودولا وطنية حقيقية ومجتمعات عربية ناهضة ومتمدنة تساهم في تأسيس النهضة البشرية في إطار متطلبات ومرتكزات ونظم القيم الإنسانية الكونية .




#رائد_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب السعودي: اعطني حريتي اطلق يدي !
- شريفة الكويتية وشريفة السعودية!!
- الافعى ( قصة قصيرة)
- زواج الأطفال بين الشرع والقانون والطب
- جمهورية السراب
- آهات قاتلة
- الانترنت الديني..... قمع الحرف واضطهاد الكلمة
- وطني .. آه يا وطني!
- المتمردة ( قصة قصيرة)
- اعتقال في محراب الصلاة
- المعمم الشيعي ضحية وجلاد
- الفن وفتاوى الفقهاء ( السيد السيستاني نموذجا)


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رائد قاسم - الليبرالية في عام 2009 ..مكاسب وانجازات