أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق سلوم - التوافقية : حكمة الكورد السياسية















المزيد.....

التوافقية : حكمة الكورد السياسية


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 864 - 2004 / 6 / 14 - 03:53
المحور: القضية الكردية
    


يستطيع المتابع ان يربط الكثير من الأحداث والإجراءات التي حصلت بعد السقوط
بالدور السياسي الكوردي ـ الذي يثير عند البعض التباسات وادعاءات وافتراءات يضفيها على القوى السياسية الكوردية ـ وكان جليا ان الخبرة الكوردية بتركيبة المجتمع العراقي وبنيته السوسيو ـ سياسية ، وتقاربه مع بنية العقل العراقي عموما، قد أسهمت بشكل كبير في تذليل صعوبات حقيقية كان يمكن ان تفجر الوضع بين القوى والتشكيلات السياسية المتحالفة في مؤتمرات لندن وصلاح الدين.. وهي تلتقي وتجادل من اجل بناء دولة جديدة.. فلقد حيّدت الجهود الكوردية اتجاهات التطرف والغلواء عند تنظيمات سياسية وقوى اخرى مؤثرة في الشارع العراقي بما في ذلك القوى الدينية والمرجعيات والأحزاب الوليدة ..وحتى اتجاهات الأعلام وتشكيل الراي العام ..وكانت زيارات الحاكم المدني الى كردستان أبان الأزمات ..ولقاء القيادات الكوردية عند اقتراب اتخاذ القرارات ..قد اعطى مؤشرا على الحاجة الفعلية لأدارة الأحتلال والأدارة المدنية الى الحكمة الكوردية..وقد أثارت هذه الزيارات واللقاءات أنماطا من اللغط والافتراء على القوى الكوردية الفاعلة ، وكانت تلك المواقف المناهضة تعبير عن جهل القوى الأخرى وابتعادها عن المتغيرات الحقيقية التي حصلت في بنية العقل السياسي في كردستان وفي الأقليم والعالم المتحضّر بعد حدثين مزلزلين معروفين هما : الحادي عشر من أيلول ..وسقوط النظام الدكتاتوري في العراق. ومن لم يتعلم من معطيات الأحداث ومتغيرات الفكر الكوني الجديد ..والتطورات الحاصلة في بيئة المعرفة ..والعلوم والعلاقات التاريخية والسياسية في العالم ..فأنه يظل بعيدا عن إمكانية الاندماج في المتغير اليومي على الأرض ويظل بطيء الحركة غير قادر على التعلّم من أخطائه كما انه غير قادر على التعلّم من تجارب الآخرين من الشركاء والحلفاء ورفاق الطريق..والقادة التاريخيين أيضا. وادعي ان العقل السياسي الكوردي قد عبر دائرة المعرفة المغلقة الى الدائرة المعرفية المتفاعلة المفتوحة مثل حدوة الحصان ..وهي قابلة لتعاطي المعرفة السياسية وتغييرها وتطويرها واثرائها ..مع تغير الأحداث وتقلب الأحوال ..وتكوّن الأنظمة والأنساق السياسية الجديدة والتي تضمن لأي حركة سياسية وجودها وتجدد مسارها وامكانية تعايشها مع المتغيرات الستراتيجية الكثيرة اليوم . ولقد بقيت الكثير من القوى السياسية تنظر الى العقل الكوردي ..والرؤية السياسية الكوردية كما كانت تنظر لها قبل ثلاثة عقود ابان تشكّل بيان آذار..مع الكثير من المثالية والانغلاق على جوهر القدامة التي تشكلت في حاضنتها هذه القوى السياسية الحليفة اليوم. ولا يخفى على المتابع المنصف ان يرصد تطور العلاقات الكوردية بالقوى الإقليمية والدولية، وبالمعرفة المتجددة.. ولا يفوت المتابع ان يرى التحولات الكبيرة في مواقف
القوى السياسية الكوردية في التعامل مع أهداف النضال الكوردي في ظل متغيرات كونية ،
لاتقبل الجمود والثبات وترتضي بالحركة والجدل واعادة صياغة الهدف والسياق والأنظمة.
لقد تغيرت النظرة الى توقيتات الدولة الكبرى لدى القوى السياسية الكوردية دون تنازلات كبيرة..واقصد ان نضال الكورد من اجل دولة كردستان الكبرى الذي نادت به الحركات الكوردية منذ فجر الضمير الوطني الكوردي..لم يعد مصدا قاتلا لكل جهد واقعي للعلاقة بألآخر ..حين وجدت القوى السياسية الكوردية حساسية الآخر من هذا الهدف الذي يزلزل الأقليم ..ويقلق القوى الدولية ذات الشأن ـ ولنا في مواقف ألمانيا وفرنسا ..ومن ثم مواقف بريطانيا وأميريكا خلال مناقشات مجلس الأمن لمسودة القرار 1546وفي التعامل السياسي على مستوى التصريحات والمواقف من رسالة السيدين مسعود البرزاني وجلال الطالباني للرئيس بوش.كما لنا أمثلة شبيهة بالقوة والاختبار مع القوى السياسية والدينية الداخلية ..بالمواقف والارتباطات وبالفكر الديني والقوماني الذي ما يزال عصيا على التعاطي مع فكر الألفية الجديدة وظل يعامل العقل السياسي الكوردي بأدوات الستينات البائرة ـ ( وسوف نضطر للعودة الى هذه الإشارة الخاصة بالستينات قياسا الى المباحثات التي حصلت مع المرحوم الملا مصطفى البرزاني أيام حكومة الفريق طاهر يحيى وماتلاها لغاية صدور بيان آذار 1970 )..
ولقد سمعت صدام حسين يقول لفؤاد عارف : يا ابا فرهاد اذهب وقل للأكراد ان القضية الكوردية قضية عراقية ولانقبل تدويلها ..كما سمعت ابا فرهاد يقول له ..لاياسيادة الرئيس..لقد تغير الوضع الأقليمي والدولي ولم تعد القضية الكوردية في حدودها السابقة ..وحين اوصلت ابا فرهاد الى المنزل كان متأثرا وقلقا من مهمة كلف بها وهو غير متفق معها ـ يومها كنا استدعينا في وقت واحد للمقابلة كل بسبب وكانت تربطني معرفة سابقة بالسيد فؤاد عارف من خلال الصداقة التي تربطه بعمي المرحوم الفريق طاهر يحيى والصلات الأخرى لعائلتي بألعوائل الكوردية الكريمة ـ
ومن هنا اظن ان كل جهد توافقي بذله الكورد منذ سقوط النظام الى اليوم هو جهد وطني عراقي بناء يعبر عن عقل جديد ونضج سياسي تجاوز سطحية النضال الأعلامي ومثالية الثورات المسلحة الى ارضية الصياغة التي توفر فرص التعايش والتوافق والأيمان بحق الآخر وكينونته . وفيما يرث الأكراد ارث الحضارات العراقية في شراكة التاريخ والجغرافية..وتواصل النسب والمجتمع العراقي المتصاهر القريب المتنوع المتوازن الأليف المحب..وفي شراكة الجروح والأخفاقات والأسى ايضا يتفجر نبع المعرفة والحكمة السياسية ليكون للكورد دورهم التاريخي الكبير في لملمة اشلاء البلاد التي يراد لها ان تدخل نفق التجزئة والحروب من اجل مصالح اقليمية
ودولية..تودي بصورة العراق الواحد الذي يريده الكورد قبل العرب. ولكي لايعتقد البعض انني اماليء احدا او اتقرب من احد ، ادعو كل المنصفين الى مراجعة دقيقة في المصادر والانترنيت المواقف المعلنة واللقاءات والبيانات والأجراءات والأعلام الكوردي وكل ماصدر عن القيادات والأحزاب والأتحادات والبرلمانالت الكوردية في الداخل والخارج ..بما في ذلك التصريحات التي أطلقتها أطراف كردية ، أفرادا وجماعات ، من الأزمة الخاصة بقرار مجلس الأمن 1546 وقضية
قانون إدارة الدولة..ليتأكدوا ، بنيّة الباحث، لاالمتسقّط ، من ان الدعاوى الكوردية مهما بلغت هي جزء من منهج سياسي حديث ينقل البلاد من الصراع الى الجدل ومن الصدام الى التقابل والأختلاف الخلاّق لا الخلاف القاتل ,,وهكذا كان الموقف الكوردي من الأزمة الأخيرة ..وتلقي اندفاع القوى الأخرى نحو المعرفة السياسية الشفاهية ..والملاسنة التي لاتعبر عن الرفعة السياسية التي يروم الكورد من خلالها ان يتعلّم الآخر لماذا هم مؤهلون للعب الدور الوطني الأكبر ..
دور الأقلية الخلاّقة ..الأقلية المتجددة نحو المستقبل القادم رغم التحديات والمتغيرات اليومية مثل كرة الثلج..وتأتيك بألأخبار..
ــــــــــــــــــــــــــــــ بغداد
[email protected]



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
- يوم آخـــــــــر
- قصائد لزمن واصدقاء
- الحب والبلاد والأسى
- اوهام
- حماقة التغيير
- صحفيون
- الرسائل قداس ايامنا
- وردة السايكوباث/ قصيدة
- اميركـــــا..حبيبتي
- جـحيم المدينة جحيم العربات
- ألأمــــيركيّـــون
- من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
- علم وشعار..وعقلانية
- مثقفون ..في مقهى ..
- نســـــــاء
- لاأستطيع أن أكون كل ألأعداء
- مقاطع لبلاد نائية
- بـيـروت2004
- فــــوضى..ألعمـة أمريكـــا


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فاروق سلوم - التوافقية : حكمة الكورد السياسية