أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضحى شمس - فيروز تستنهض الناس من حزنهم وتهبهم أمل أغانيها: ((سيف فليُشهر)) ورجال الأمن الفرنسيون يرفعون شارة النصر!!















المزيد.....

فيروز تستنهض الناس من حزنهم وتهبهم أمل أغانيها: ((سيف فليُشهر)) ورجال الأمن الفرنسيون يرفعون شارة النصر!!


ضحى شمس

الحوار المتمدن-العدد: 175 - 2002 / 6 / 29 - 08:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


السيدة فيروز تغني في صالة بلاييل في باريس (أ ف
بعد تردد لدقائق بسبب هيبة القاعة الكلاسيكية، ختم جمهور السيدة فيروز والذي غصت به قاعة بلاييل الباريسية أمس تردده، متدفقا عبر ممر ضيق الى مقدمة المسرح، بعد تململ الدقائق الأخيرة في مقاعده. مستنفدا كل وسائله التقليدية في التعبير عن رغبته بعناق ما تمثله هذه السيدة ووقع صوتها على فؤاده: من إشعال الولاعات التي بدت في شرفات المسرح العالية كنجوم في ليل صيفي، الى التصفيق الذي طغى على الصوت المستعاد خمس مرات داعيا السيف <<لأن يشهر>> أو ملقيا السلام على أهلنا في الأرض المحتلة>>، متجرئا على انحطاط الحال السياسي، مستنهضا الناس من اليأس تماما كما بعد النكسة لدى تأليف هذه الأغنية. حين لم يكن تعبير <<أهل الأرض المحتلة>> في الأغنية يعني <<ال راضي التي احتلتها إسرائيل بعد 1967>>، ناصبا للعودة جسرا من الصوت يعبر عليه الفؤاد الحزين ولو مدة ساعتين من الوقت هي زمن حفلها.
هكذا استمر خروج فيروز من المسرح واستدعاء الناس لها لعشر دقائق، كانت تعود فيها كل مرة لتغني <<سيف فليشهر/ في الدنيا وتصدع أبواق تصدع/ الآن الآن وليس غدا/ أجراس العودة فلتقرع>>. فترتفع الأصابع العربية المهاجرة أو الفرنسية المتعاطفة بعلامة نصر أصبح الناس ينتظرونه من الأغنية بعد ان عز في الواقع. نصر يرفعونه بأصابعهم المنفرجة كراية مستقلة وهم يواصلون تدفقهم الى الأمام. وما ان تلفظ <<أنا لا أنساك فلسطين>> حتى ترتفع زغردة النساء المغاربيات، ويضرب رجل بكفيه على رأسه، ليعاود رفع ذراعيه المفتوحتين نحو السماء كمن يستنجد بالمجهول لمد قلبه بالاحتمال.
وتحولت القاعة بالانفعال الجماعي الى جسد منتفض، واجتاح الانفعال حتى رجال الأمن الفرنسيين فبدوا مؤثرين ببذاتهم المبالغة برسميتها وسماعاتهم وأصابعهم المرفوعة بإشارة النصر وهم يصرخون كالجمهور: <<فيروز، فيروز>>!!
وكان الحفل قد بدأ عند التاسعة إلا ربعا بمقدمة 87 لزياد الرحباني التي حياها الجمهور بحرارة، لتدخل السيدة فيروز بفستان ليلكي مرصع فتقف لها القاعة بطوابقها الثلاث مصفقة. فترسل صوتها بزهرة المدائن. ثم تغني <<يا جسرا خشبيا>> وكأنها تضع أولوياتها في هذا الظرف التاريخي الذي يعيشه عالمنا العربي. ولانسياب أنغام <<في قهوة ع المفرق>> عاود الجمهور الفرنسي والعربي وقوفه، لتخرج السيدة فيروز ويغني الكورال <<إسمع يا رضا>>، ثم تغني فيروز <<سلملي عليه>>...
وكما في كل حفل، تفاجئ السيدة جمهورها بأغنية غير متوقعة. هكذا وقعت أغنية <<أمي نامت ع بكير>> من أوبريت بياع الخواتم، كالمفاجأة السارة على القاعة وبدت في نهايتها الجديدة التي تحمل توقيع زياد على ما يبدو مكتملة الجملة. ثم غنى الكورال <<مراكبنا ع المينا>> و<<نزل السرور>> و<<قلتيلي تاركتك>> التي رافقتها القاعة بالتوقيع بالأكف. وبدا الجمهور هنا رحبانيا بمعنى الجمهوريتين: الأولى التي أنشأها الأخوين رحباني والثانية التي شرع ببناءها زياد الرحباني. ثم غنت فيروز <<صباح ومسا>> التي ترجمت كلماتها في برنامج الحفل الى الفرنسية، لتغني <<ضاق خلقي يا صبي>> و<<اشتقتلك>>.
وبدت الاستراحة وكأنها مناسبة لتجاذب أطراف الذكريات ولتعيد المعجبين للمقربين من السيدة لطلب توقيع بعد ان يقال لهم ان المقابلة مستحيلة الآن. وكان مؤثرا جدا تقدم فتاة كفيفة من المنظمين ترجوهم لقاء فيروز: <<بدي شوفها ولو مرة>>.. أما كريم الجزائري الذي جاء مع زوجته الألمانية الحامل <<بسليمان>> كما قال لنا، فقد رجانا ان نقول لها ان تغني <<تك تك تك يا ام سليمان>>!!
أما اللبنانيين الذين كانوا يتذمرون من المقاعد الأمامية التي لا يشارك بالانفعال بالأغاني كما يفعلون، فقد قال لهم فرنسيون انهم مخطئين <<إنهم فقط يستمعون على الطريقة الغربية>>.
ولقد بدأ الفصل الثاني بمقدمة <<عرس>> لزياد الرحباني، لتدخل فيروز بفستان متلألئ أبيض وتغني من اسطوانتها الأخيرة <<ولا كيف>>، أغنية <<أنا فزعانة>>، ثم <<معرفتي فيك>>. وكان وقع <<بيذكر بالخريف>> استثنائيا نظرا لأن اللحن الأصلي فرنسي. أما عندما انسابت موسيقى <<طريق النحل>> فقد انتزعت آهات الناس الذين حزروا الأغنية. ثم كانت <<حبيتك بالصيف>> وغنى الكورال <<عايشة وحدا بلاك>> و<<سألوني الناس>>. ثم غنت فيروز <<شادي>>. لتفتتح بها العودة الى أغاني فلسطين فتغني <<غاب نهار آخر>> و<<يا ربوع بلادي>> و<<جسر العودة>>. وكانت المفاجأة التي شهقت لها الصدور <<سيف فليشهر>> حيث لم نعد نستطيع سماع صوت فيروز من شدة التصفيق والمقاطعة، وطبعا الزغاريد. وسأل المنتج الفرنسي أعضاء الفرقة عن هذه الأغنية ومعناها. وعندما فسر له، أخذ هو أيضا يقلد النساء المغاربيات بالزغردة رافعا يده بالنصر، في جو بدا فرحا بطفولة.
وفهم الناس انها الأغنية الأخيرة، فوقفوا مستدعين نجمتهم، التي عادت خمس مرات كانت تغني فيها مقاطع من أغاني فلسطين، ولما بلغ الانفعال أوجه قامت فيروز بغناء أغنية أخرى للتهدئة هي <<في قهوة ع المفرق>>. لكن كان هناك شيء أفلت من عقاله، واحتشد جمهور القاعة في مقدمة المسرح محولا الصفوف الأمامية الى خلفية، مما دفع بالممثلة الرائعة جان مورو والتي كانت حاضرة الى جانب <<فاني أردان>> و<<جين بيركين>> و<<سافو>>، ان تقف لمتابعة <<ما يحصل في الأمام>>.. لكن فيروز لم تعد إلا لتومئ بيدها مودعة.
كما قدمت كارن دورغريان مايسترو الفرقة الذي حصل على إِّعجاب المشرفة لطريقة إدارته موسيقييه هذه الليلة.
وعند باب خروج الفنانين، <<ربط>> عشرات المعجبين للسيدة وفرقتها. في حين اشتغل بعض العاملين في السوق السوداء هنا كما عند المدخل لبيع بطاقاتهم بضعف ثمنها إلى من لا يسألون عن الثمن عندما يتعلق الأمر بفيروز.
جريدة السفير


#ضحى_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ضحى شمس - فيروز تستنهض الناس من حزنهم وتهبهم أمل أغانيها: ((سيف فليُشهر)) ورجال الأمن الفرنسيون يرفعون شارة النصر!!