كمال سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تنازلت الولايات المتحدة للبعثيّين عن فكرة اِجتثاثهم ، وسلمت إلى منشقين عنهم حكومةَ العراق. وبيانا البعثيّين في يومي الثالث والتاسع من هذا الشهر رفضا الإعتراف بتشكيل الحكومة ورفضا قرار مجلس الأمن بتدويل الأزمة حسب تعبير البيان الثاني، وأصرّا على مواصلة المقاومة.
وسُرِّبَ هذه الأيام تقريرٌ للصحافة يقول :{ إنَّ علاوي يفكِّر في اِستخدام من تبقى من أقوياء الدرجة الثانية في حزب البعث لتصفية جناحي صدام حسين وسورية "في الحزب" بصورة حاسمة، وهو أمر يعتقد الأميريكيون والبريطانيون أنه قد يكون الحلّ الوحيد لإنهاء الأزمة العراقية وإقفال ملفها بسرعة قصوى.}
البعثيون إذن هم الأزمة.اِعتراف مبهمٌ..
وحلّ الأزمة بإعادتهم إلى أعمالهم، وتسليم حكومة البلد إلى منشقينَ عنهم، قد يبدو مفهوماً في السياسة الذرائعية للديمقراطيات الحديثة،حتى إن عارضته شرائح اجتماعية عديدة،لكنَّ تكليف رئيس الحكومة بمخطط جديد لتصفية البعثيين قد لايبدو مفهوماً بعد أكثر من عام على إسقاط حكمهم وبدء تنفيذ سياسة اِجتثاثهم.
البيانات البعثية وأغلبها مكتوب بلغة هواة كتابة،لاتعزف إلاّ على وتر تصعيد مقاومة الإحتلال.
لا ذرائعية في بياناتِ ورثةِ رجل كان جدَّ ذرائعيٍّ،لكنّ قدره الأحمق أوقعه في فخٍّ لم يكن له مخرجٌ منه.
سلوكٌ إعلاميٌ مفهوم..
ولكن.. ألا يتفاوضون في السرّ ؟
ألا يتفاوض رجال أميريكا مع رجال المقاومة ؟
ألا نفهم من تغييرٍ راديكاليٍّ في سياسة أميريكا بشأن البعث ، أنَّ تفاوضاً مّا قد جرى ؟
وإذا صحَّ هذا ، فما ذنب القتلى الأبرياء في عملياتِ مقاومةٍ،لا تُدرَجُ إلاّ في لغة تفاوض سياسيّ ؟
هولندا 11-6-2004
#كمال_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟