أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - في رومانيا ، الإشتراكي يتصالح مع الدين ، و الرئيس الليبرالي يتطرف














المزيد.....

في رومانيا ، الإشتراكي يتصالح مع الدين ، و الرئيس الليبرالي يتطرف


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 14:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما إختار مرتشا جوانا مرشح الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، في رومانيا ، رأس الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية ، كمثال أخلاقي - و ذلك أثناء المناظرة الثلاثية التي جرت في العشرين من نوفمبر 2009 ، قبيل الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية ، و التي ضمت بجانب مرشح الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، مرشح الحزب الديمقراطي الحر ، الرئيس الروماني الحالي ، باسسكو ، و كرين أنتنسكو ، مرشح الحزب الوطني الحر - فإن ذلك الإختيار لم يجرح مشاعري كمسلم على الإطلاق ، ذلك لإيماني بحقه ، كشخص ، في إعتناق أي عقيدة دينية ، أو سياسية ، أو إجتماعية ، و حقه في أن يختار مُثله الشخصية من معتقداته ، مادام لم يخدش عقائد الأخرين ، و لم يروج لكراهية ، أو إحتقار ، و ما إلى ذلك .
على أن الأهمية السياسية في ذلك التصريح ، إنني ، و كمتابع سياسي أجنبي ، وجدت في هذا الإختيار ، دلالة على تصالح الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، الروماني ، مع الدين .
إنه الإتجاه الذي أتبناه ، و أنادي به ، و سبق أن كتبت مقال بهذا الشأن ، منشور بموقع الحوار المتمدن بعنوان : لماذا لا يتصالح اليساريون و الليبراليون العرب مع الدين ؟
أوروبا الحالية ، اليسارية ، و الليبرالية ، تصالحت ، أو تتصالح .
في قبرص ، صرح من قبل الرئيس القبرصي الحالي ، اليساري ، بأن تسعين بالمائة من أعضاء حزبة مؤمنين ، و ذلك في مقابلة مع قناة يورونيوز ، و في رومانيا المثل المذكور عالية له دلالته الواضحة في هذا الشأن ، و هناك أمثلة أخرى .
أما التيار الليبرالي على الجانب الأخر ، فلم يكن كله معادي للدين ، كما يريد البعض في منطقتنا أن يصور ، و لعل تاريخه في هذا الشأن أقدم ، و لعل أبرز مثال تاريخي هو جلادستون ، رئيس الوزارء البريطاني لعدة مرات ، أبان القرن التاسع عشر .
أوروبا ، و التي نبعت منها التيارات الحديثة لمعاداة الأديان ، سواء في اليسار ، أو اليمين ، لم تتمسك بذلك التراث ، لأنها عرفت أن البيئات الإجتماعية - السياسية تتغير ، و أوروبا الأن ليست أوروبا القرن الثامن عشر ، أو أوروبا القرن التاسع عشر ، و بدايات القرن العشرين .
بينما لدينا لازال الكثير من الليبراليين متمسكين بقيم بعض تيارات الثورة الفرنسية ، و الكثير من اليساريين متمسكين ببعض كتابات القرن التاسع عشر ، و الربع الأول من القرن العشرين ، متجاهلين إختلاف البيئات ، و المعتقدات ، و كذلك التغيرات الإجتماعية ، و السياسية ، و الإقتصادية ، التي جرت ، في أوروبا ، و الأهم في منطقتنا .
لقد خلق كلاهما - و أعني الكثير من الليبراليين ، و اليساريين ، العرب - من التراث الأوروبي السياسي - الإجتماعي العتيق ، أديان ، و تحولوا إلى مبشرين بها ، و دعاة لها ، و رافضين لأي حوار يتعلق بنقد معتقداتهم ، بدلاً من أن يعوا الواقع الحقيقي .
لا أنادي بالتطرف في الدين ، كما أظهر الرئيس الليبرالي الروماني الحالي تطرفه ، في نفس المناظرة المذكورة أعلاه ، عندما طلب منه المشرف على إدارة المناظرة أن يذكر عمل ، يعتبره أفضل عمل قام به في حياته ، فذكر - متجاهلاً إنه رئيس لكل الرومانيين - أن أفضل عمل هو تعميد طفل مسلم ، و تحويله للمسيحية .
لن أدخل في ملابسات حادثة التعميد ، و لن أعلق عليها من الناحية القانونية ، لأنني لست خبير قانوني ، بل إنني أزيد فأقول : إنني أعي وجهة نظر باسسكو ، في أن يعتبر ما قام به هو أفضل عمل في حياته ، و لكن بالتأكيد لي أن ألومه في تباهيه بذلك ، و تناسيه لطبيعة منصبه ، فما يمكن أن يُذكر في جلسة خاصة ، مع أفراد الأسرة ، أو الأصدقاء الشخصيين المقربين ، لا يصح دائماً أن يذكر على الملأ ، خاصة عندما يجرح مشاعر الأخرين .
ماذا سيكون رد فعل المسيحيين في مصر ، و المهجر ، لو أن رئيس مصري مسلم ، في عصر الحرية - الذي لم يأت بعد - صرح في مناظرة إنتخابية ، أن أفضل عمل قام به في حياته هو تحويل طفل مسيحي إلى الإسلام ، حتى لو كان بناء على طلب والدته ؟؟؟
أن المرفوض هو المغالاة الدينية ، حتى لا تتحول السياسة إلى جهاد ديني ، و حروب صليبية ، كالتي يريدها المتطرفون الدينيون ، بنفس درجة رفض حرب إستئصال الأديان ، التي يخوضها بعض المنتمين لليسار ، و الليبرالية ، في منطقتنا .
ما يجب تبنيه هو تفهم ، أن الأديان ، مثلما إستخدمها البعض ، و لازالت تستخدم من قبل البعض ، في العسف ، و الجور ، و تحليل سرقة الشعوب ، فإن بالإمكان ، عند الإيمان برسالاتها الصحيحة ، أن نعمل من خلالها على التحرر من العسف ، و الفقر ، و خلق مجتمعات متسامحة ، تؤمن بحرية الضمير .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأن لا أمل مع جيمي أو فيه
- الثورة الشعبية السلمية هي الواقعية الديمقراطية الوحيدة الأن
- الطغاة يجب سحقهم أولاً
- صوت العرب الديمقراطيين من بغداد
- متلازمة ستوكهولم تشخيص فاسد و تسميمي
- الخطأ البريطاني الجسيم في الجزيرة العربية
- جيمي مبارك لم يحمل كفنه أمام الشعب المصري
- لتنفجر الأوضاع الحالية لتحقيق الديمقراطية ، و العدالة ، و ال ...
- هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة
- إيران أقوى بغاندي إيراني
- السياسات العامة تواجه بإضرابات و تظاهرات عامة
- خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود
- إحقنوا الدماء العراقية بدعم المعارضات الديمقراطية العربية
- طريقان للعروبة ، لا ثالث لهما ، إما من الأصلاب ، أو بالمؤاخا ...
- مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري
- حتى يحين ذلك ، فإنني أعذر الكنيسة المصرية
- حروب مصر في عهد محمد علي هي حروب إستقلال و دفاع
- على العراق الديمقراطي أن يتحول للهجوم بإحتضان القوى الديمقرا ...
- حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية
- حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل


المزيد.....




- مسيحيو روسيا يحتفلون بعيد الفصح
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- رغم القيود الإسرائيلية... آلاف المسيحيين يحيون طقوس سبت النو ...
- الحرب الصامتة على الوجود المسيحي في القدس
- لجنة شئون الكنائس في فلسطين: سبت النور يتحول لنموذج لانتهاك ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على أحدث الأقمار الصناعية 2 ...
- دعوات لتعزيز التقارب السعودي الإيراني وترسيخ الوحدة الإسلامي ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات لمشاه ...
- تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 بجودة ممتازة على النايل سات ...
- مستني ايه فرحك أبنك حالًا مع أحدث تردد قناة طيور الجنة الجدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - في رومانيا ، الإشتراكي يتصالح مع الدين ، و الرئيس الليبرالي يتطرف