أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الهادي الحكيم - رسالة مفتوحة الى قادة العراق الجديد :لا تهدموا -أبو غريب-














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى قادة العراق الجديد :لا تهدموا -أبو غريب-


عبد الهادي الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:29
المحور: حقوق الانسان
    


رسالة مفتوحة إلى قادة العراق الجديد: لا تهدموا «أبو غريب»!
عبد الهادي الحكيم*

بعد السلام عليكم، أتقدم إليكم بخالص التهنئة والتبريك بمناسبة تسنمكم مقاليد الحكم في العراق، داعياً لكم الله سبحانه وتعالى بالتسديد والموفقية.
سادتي:
لقد دأبت الشعوب الحية التي تسعى لأن تحول بين أبنائها وما قاساه آباؤهم من عذابات جلاديهم، أن تتخذ من قوافل شهدائها وطوامير مساجينها وعذابات مصلحيها وأدوات معذبيها وفظاعات سجانيها وانتهاكات مجرميها محطات لشحذ ذاكرتها وذاكرة أبنائها بمعاناة أسلافهم كي تبقى حية في ضمائرهم تذكّرهم بها وتعصمهم من أن يسمحوا لدكتاتور قادم بأن يعيد عليهم كرَّة تلك الأيام السود البغيظة عليهم ثانية.
والعراقيون ـ ولا فخر ـ شعب عريق قدّم للحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين الكثير وسيقدم لها أبناؤه الجدد الكثير، وهو جدير بتخليد عذابات خلص مجاهديه في سجون حكامهم واستخلاص العظة والعبرة منها لقابل أيامهم.
وسجن أبي غريب سيئ الصيت أفضل مذكّر للعراقيين وشاهد لهم على بشاعة فترة من أسوأ فترات تاريخهم المعاصر، تلك هي فترة حكم الطاغية صدام حسين وجلاوزته مع بشاعة لا تضاهى في أساليب سجانيه وقسوة لا تُجارى في أجهزته القمعية ومخابراته ثم في قسم من أجهزة سجانيه من المحتلين لبلده لاحقاً.
لقد ذكر الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاب ألقاه مساء يوم 04/05/25 احتياج «العراق الجديد الى نظام سجون إنساني يخضع لإشراف جيد» وعرض أن: «تموِّل الولايات المتحدة بناء سجن حديث».
وأردف الرئيس الأمريكي عرضه السابق بقوله: «ثم سنقوم بموافقة الحكومة العراقية بهدم سجن أبي غريب».
والسجناء إذ يتفقون مع الرئيس الأمريكي على ضرورة البدء بتاريخ جديد لعراق جديد بسجن جديد إلاّ أنهم يودون بقاء قسم من سجن أبي غريب مذكراً لهم ولأجيالهم بمرارة ما يزيد على ثلاثة عقود ونيف من العذاب والقهر والاستبداد والجريمة والقسوة التى لا يعرف شدة هولها إلاّ من اكتوى بها وقاساها.
لذا أقترح عليكم ـ وأنتم ساسة العراق الجديد ـ أن تحوَّط بعض من أقسام التعذيب في سجن أبي غريب وعدد من غرف إعدام سجناء الرأي فيه وزنزاناتهم ومقابرهم الجماعية، كي تبقى كما هي شاهدا وشهيداً على انتهاكات جمة لحقوق السجناء لا توصف وأساليب تعديات فظيعة على إنسانية الإنسان وكرامته لا تحتمل كما يحوَّل قسم آخر من السجن إلى حدائق تحيط بمتحف جامع لعينات من أجهزة التعذيب البشعة وطرائق استعمالها التي لا تطاق مع قوائم منحوتة على الصخر تحوي أسماء سجناء الرأي والمعتقد ممن قضوا أو سجنوا فيه مع تواريخ ولادتهم وأماكنها وأسماء محافظاتهم ومدد عذاباتهم، وما الى ذلك من شؤونهم ثم يوزع القسم الأكبر المتبقي من هذا السجن الفسيح على سجناء الرأي ممن قضوا أو حجزوا فيه أو عوائلهم من سكان محافظة بغداد فقط حيث يعدّ السجن من توابعها الإدارية.
سادتي الأفاضل:
إنني والعديد من زملائي من سجناء الرأي الذين قضينا في سجون صدام حسين أكثر من ثماني سنوات نحرص معا على أن نزور سجننا الرهيب متى ما سنحت لنا الفرصة لذلك كي نتفقد قواطع تعذيبنا المرعبة، وأقفاص حجزنا الكريهة، ودهاليز محاجرنا الانفرادية النتنة، ومواضع إقامتنا الموبوءة بجراثيم التدرن الرئوي وداء الجرب، وغرفنا المحشوة بخطوط النمل، ومجاميع القمل، وأسراب الدود، وبقع الدم، وأخلاط الصديد، وروائح العرق، وعفونة النفايات، وفيضان مياه المجاري القذرة حينا، وانسداد مجاريها لأيام في غرفنا المغلقة أحيانا مع ما لا يحصى من المنغّصات في المأكل المطبوخ بالحصى، والمشرب المج، والملبس الرث، والمطرح الذي لا يتسع للسجين كي ينام على ظهره، والعلاج النادر، والإنارة الخانقة، والتهوئة الفاسدة. ولوشئتم لزدتكم بما يعكر صفو ليلكم ونهاركم مما عانينا وعاناه العراقيون وكظموا غيظهم فكتموه حتى لا يكذِّبهم الآخرون الذين لا يكادون يفقهونه أو يسمعون به إلاّ في العهود الغابرة.
آملين أن لا نحرم وشعبنا العراقي من ممارسة حقنا الطبيعي في العبرة والموعظة والتذكر والترحم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما سبق أقوله عني وعن جمع من سجناء الرأي في سجن أبي غريب أيام صدام حسين.

* كاتب عراقي



#عبد_الهادي_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الهادي الحكيم - رسالة مفتوحة الى قادة العراق الجديد :لا تهدموا -أبو غريب-