|
حقوق الكرد العراقيين وتدخلات السيستاني الفظة....!
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 863 - 2004 / 6 / 13 - 08:53
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الذين ارتضوا ذلّ الرقود على بيضة الإسلام التترية والفارسية والمملوكية وأخيراً العثمانية ، منذ عام 1258 لغاية العقد الثاني من القرن السالف ، حيث أقام لهم الإنجليز مملكتهم الوطنية الأولى بملكٍ مستوردٍ من العربان ، خارجٌ للتو من عباءة الأتراك ، وتعاهدوا معهم على أن يعدلوا مع أشقائهم ، براعم الباقة العراقية الحديثة الجميلة من كردٍ وآشوريين وتركٍ و…و…و…الخ . أولئك وإذ نهضوا عن البيضة الفاسدة التي رقدوا عليها طويلاً ، تنكروا لما تعاهدوا عليه مع الإنجليز ، وبدلاً من أن يقيموا دولةٍ وطنيةٍ حرّة رؤوفٌ بكل أثنيات هذا البلد ، تذكروا رويداً رويداً عروبتهم التي نسوها لألف عام ، وباشروا بذبح الشركاء في هذا البلد مبتدأين بالآشوريين في سميل ( 1933 ) ومنتهين بالكرد عبر العقود وصولاً إلى القمع الكيماوي الدموي الصارخ الذي لا حدود له ( عام 1988 ) ….! وبين قمعٍ وقمعٍ ، ضاعت الأغلبية الشيعية العربية أيضاً إذ تم برحمة وحكمة قبائل الوسط الطائفية ، ضمّهم إلى صنف أعداء العراق والعروبة الغرباء …! وبيع العراق بالكامل للعربان أهل الخارج …! خيرات الشمال الكردي – الآشوري – التركماني ، ذهبت لجيوب الفلسطينيين والمصريين والسوريين وأهل المغرب العربي …! نفط كركوك استحال إلى مكافئاتٍ تدفع للقتلة الإرهابيين ممن يقتلون الصبية والأطفال في رياض الأطفال في حيفا ويافا والجليل والمراهقين في مقاهي وبارات تل أبيب …! نفط الجنوب تناهبه ملايين المصريين والسودانيين والأردنيين واللبنانيين والتوانسة الذين كانوا يخدمون صدام في الداخل ، ويخدم حكامهم صدام في الخارج عبر المئات من الأقلام الرخيصة في الأردن ولبنان وباريس وغيرها ، علاوة على الآلاف من المرتزقة من ساسة وتجار شنطة وسماسرة عهر وفنانون و…و…و…الخ . على مذبح العروبة ، طرد الشيعة من العراق وتوزعت ملايينهم على شعاب الأرض الأربع …! على مذبح العروبة أقصى الفاشست القوميون يهود العراق ومسيحيو العراق وضربوا كرد العراق بالأسلحة الكيماوية …! وثانيةٍ يعود الغرب ليصلح ميزان حكمنا الفاسد …! ثانيةٍ بعد قرابة السبعون عاماً ، يعود الإنجليز والأمريكان ليطوحوا بعيداً برمز العهر الطائفي القومي العربي ( صدام حسين ) …! ومجدداً يتنطع عرب القبائل مطالبين بعروبة العراق … ومجدداً يتهيئون لذبح العراق باسم العروبة ، تماما كما فعلوا ألف مرّة قبل هذا اليوم . وكأنهم لم يشبعوا بالعراقيين ذبحاً ، وبالأرض العراقية حلباً لسقيا أيتام العروبة الغرباء عن الهم والحزن والدم والرعب العراقي . الشيخ العدواني الدموي الصدامي أحمد السامرائي ، وفي خطبة الجمعة يوم أمس ، ما ترك شتيمةٍ لم يلصقها بأهل الحكم العراقي الجديد ، وفي خاتمة المطاف دعا جنرالات صدام للعودة لساحة الشرف وتوجيه شباب المقاومة السلفية والقومية التائه بلا قيادة ، بعد رحيل القائد الفأر وتشتت الرفاق في الأمصار …! يدعوهم للعودة لسيرة أيام زمان وتجديد عهد الانقلابات الذي مضى إلى غير رجعة …! أما الآخر … الفارسي الذي صمت دهراً على ظلم صدام حسين ، ونطق كفراً بعد غياب صدام حسين ومجيء الأمريكان بديموقراطيتهم وتسامحهم واحترامهم لمن لا يستحق احتراما من رموز الظلامية والتعصب والطائفية ، السيستاني هرول جهة عنان ومجلس الأمن مطالباً بعدم ذكر قانون إدارة الدولة ، بما يتضمنه ذلك من إقرارٍ جديٍ بفيدرالية كردستان وحقوق الأقليات العراقية في إدارة نفسها والمشاركة في حكم العراق . الرجل … ممثل الطائفة الضحية … أخرج بضع مئاتٍ من الغوغاء ممن لا يفقهون شيئاً ، لا في السياسة ولا في الدين ، وكلّ الذي عليهم هو أن يخرجوا حاملين صور السيستاني أو مقتدى أو أي عمامة سوداء ، دون الاستفهام أو الاستعلام عن سبب التظاهر وضرورته وخلفياته . الرجلّ يحتج على الفيدرالية ، لأنه حريصٌ على وحدة العراق القسرية ، دون التفات لحجم تضحيات الكرد وخطورة مستقبلهم في ظل وجوده في الجنوب ووجود الزرقاوي والكبيسي والسامرائي في الوسط …! مؤسفٌ أن يتصدى الضحية الأبدي لمهمة الجلاد ويسعى لتنفيذها ، وهو الغير خبير إلا بالعويل وانتظار اللطمات من الآخرين …! مؤسفٌ والله ومخجل هذا الموقف من مثل هذا الرجلّ …! لماذا تتعنطزون جميعاً على الكرد وبقية الأقليات وقد كنتم وإياهم في ذات خانة الذلّ والخذلان الطائفية الشوفينية العروبية …؟ …لماذا …؟ إذا كان نباح وعاظ صدام حسين وما يسمى كتلة علماء الاختطاف والحزب القومي وما يسمى بالمقاومة ، حول حرمان الكرد من الفيدرالية مفهوم بسبب ارتباطاتهم الطائفية والقومية الداخلية والخارجية ، فما بالكم أنتم أيها الشيعة تناوئون حق الكردي في تقرير مصيرهم …؟ اضن أن العراق الذي أقامه الإنجليز ، والذي رسخ صدام حسين تفكك نسيجه الداخلي ، ما عاد من الممكن أن يحكم أو يدار أو يعاش به وضمنه بمثل هذا المنطق من الشيعة والسنّة معاً وبالذات أولئك الذين يسيسون الدين ويتصرفون بوحيٍ من طوائفهم وعواطفهم وارتباطاته الإقليمية …! لا … أما أن يكون العراق الذي سيبنى ، يبنى على أسسٍ جديدةٍ سليمةٍ تقوم على الفهم والاحترام والحبّ والإقناع ، أو أن يفتتّ ويمزق بشكلٍ سلميٍ هادئ تماماً كما حصل مع الاتحاد السوفييتي …! ليس بالضرورة أن يكون العراق بكل هذا الأتساع ، إذا كان أتساعه حافلٌ بالمطبات والحفر والهواجس والشكوك ولي الذراع وتسجيل الأخطاء ، والتهام حقوق الصغار بقوة ذراع الغرباء ومن أجل مصالح هؤلاء الغرباء …! إن المشاعر العاطفية الجميلة والتعود على العراق الكبير الظالم ، لا تكفي وحدها لإقامة مواطنةٍ صالحةٍ دائمة ، يسعد فيها الصغير والفقير والغريب والجائع وينال كل ذي حقٍ حقه ، ولا يكون في الشعب مواطنٌ من الدرجة الأولى وآخر من الثانية .الكرد لهم الحق كما للشيعة وكل طوائف وأقليات وشعوب العراق ، لهم الحق في اختيار مصيرهم السياسي والإداري ، وحيث هم راضون بالفيدرالية وهي ليست بمنةٍ من أحدٍ عليهم ، فينبغي أن يشكرون على هذا لا أن يشكك بهم ويحاربون بالمظاهرات والشعارات الطنانة الرنانة التي لا تخدم مطليقها أبداً …!
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحفرة - قصة قصيرة
-
وجيهة الحويدر ... بصيصُ نورٍ من داخل الكهف ...!
-
الذي لم أأتلف معه
-
قراءة في حدثٍ إسلامي مجزرة الطائف وحنينْ وما تبعهما إلى يوم
...
-
مجزرة الطائف وحنين وما تبعهما إلى يوم الدين ....! المقالة ال
...
-
كيف تقرأ النصّ بشكلٍ سليم ...قراءة في مقال السيد شاكر النابل
...
-
أجندتي وأجنداتى الآخرين ...ردّ على الأستاذ حمدي هرملاني ...!
-
عيد ميلاد صاحبي ...الخمسيني ...!
-
بعض فضائل الإسلام على أهله ...قيم العبيد ...!
-
بلا ... لقد فشلت الأغلبية الشيعية في أختبار التصدي لمهمة قيا
...
-
قصة قصيرة - المقابر
-
الزرقاوي ... السيستاني ... وما بينهما ...!!
-
المرجعية الشيعية في العراق وخطوطها الحمراء التي اخترقت
-
قبسٌ من الرّب ... أطفاه السياسي ... محمد ...!!
-
خرافات بيت النبوة وصبيانها المشعوذين …!!
-
جنة الأيديولوجيا …. وجحيمها…!
-
بنات الفلّوجة الشقراوات
-
بذاءات جريدة الوفد المصرية بحق العراق والعراقيات…!
-
وزنك ذهب …!عن ذهب الإمارات وصدام و…بن لادن …!
-
المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|