أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري/بعقوبة_العراق















المزيد.....

خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري/بعقوبة_العراق


عبد العزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 09:20
المحور: سيرة ذاتية
    


الحلقة الثانية
(( كيف كنا نكرم ضيوفنا في الثلاثينيات من القرن الماضي ! ))
في المجتمع الريفي لم يكن للوقت قيمة , مكان الفلاح ينثر بذوره وينتظر رحمة السماء لسقي البذور فأن انقطع المطر فهلاك الزرع والضرع ومصير حياة الفلاحين تحت الخطر .
وكان الفلاح بعد الشهرين العاشر والحادي عشر يعاني من بطالة قاتلة ، فيلجأ لزيارة اقاربه مهما بعدت ديارهم , وافضل زيارة ماطال امدها وحسن ثريدها . اما نحن في القرى المحيطة بمدينة بعقوبة في محافظة ديالى فكانت احوالنا بين الفقر الشامل او القاتل او الفقر القابل للاحتمال ! كان هذا في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي وكانت البطالة في قرانا شاملة ايضاً ، كانت قرانا تختص بالبستنة ، ولم تكن هذه المهنة مجزية لأن الحاصلات الزراعية لم يكن لها مشترون لضعف القدرة الشرائية وبدائية التسويق ، فكانت الحاصلات الزراعية تنقل الى بغداد على ظهور الحمير والبغال وكان (المكاري) هو المتحكم بأسعار الحاصلات ومن بعده (العلوجي) في بغداد وكثيراً " ما يكون مردود الفلاح صفراً" اذ يتقاسم مجهوده (المكاري) و (العلوجي) وعليه يصدق قول الصافي النجفي :
رفقـاً بنــفسك ايها الفلاح تسعى وسعيك ليــس فيه فلاح
اتذكر في طفولتي ان اقاربنا الاقربين والابعدين كانوا لا يتركون بيتنا الطيني يوماً بلا ضيوف , وكانت والدتي رحمها الله توصينا الا نأكل الا بعد ان يكتفي الضيوف وكانت الوجبات الاعتيادية التي تقدم للضيف اما ( الخميعة ) وهي حليب يذاب فيه قليل من الدهن الحر , ويثرد به خبز الشعير عادة وربما خبز الحنطة في احسن الحالات ويقدم معه التمر الزهدي , ولم يكن الشاي معروفاً آنذاك .
او ان يقدم للضيوف الدبس وعليه قليل من الدهن الحر وهي الاكلة المفضلة عند الضيوف والتي يظلون يتحدثون عنها طويلاً كدليل على كرم المضيف وفي احيان اخرى نقدم لضيوفنا الاعزاء التمر الخستاوي بعد نزع النوى عنه ونذيب عليه قليلا من الدهن الحر .
وبعض الضيوف المهمين كنا نطبخ لهم ( التمن ) من نوع الحويزاوي وهو أردأ انواع الرز , اما ( النعيمة ) او ( العنبر ) فنسمع بهما دون ان نراهما .. وكان التمن يقدم للضيوف بدون مرق بل توضع فوق ماعون التمن بضع بيضات بعد خفقها وخلطها بقليل من الطحين وتحويلها الى قرص فوق ماعون التمن . وتعويضاً عن المرق تعصر امهاتنا بضع حبات من النارنج وتخلط معها الماء والدبس وتصنع منها نوعاً من العصير يسمى (خوشاب) وهي مفردة فارسية كما اظن .

اما طعام الافطار فيتكون عادة من ( الشوربة ) والتمر الزهدي , والشوربة على عدة انواع :
شوربة الهرطمان , شوربة العدس , شوربة التمن والتي يسمونها (ام سنون) وبعض هذه الانواع يوضع عليها (الكشك) وهو يصنع من الجريش واللبن ويوضع في الشمس على شكل اقراص حتى يختمر ويجف ويكتسب حموضة تحمض بها انواع من الشوربة ، وكذلك مرق الباميا .
وهناك نوع من ( العصيدة ) تصنع من الطحين والدهن والدبس تسمى (عصيدة حلوة) تمييزاً لها عن العصيدة الخالية من الدبس .
لم يكن اللحم يرد على بال احــد رغم رخص اثمانـه وقد كان كيلو اللحم يباع بـ( 20 فلساً) اما ( المعلاك ) فيباع بـ(4 فلوس) فقط ولم يكن احد يعرف قدر (المعلاك) وكان الرجال يخجلون من شرائه ولا اعرف السر في ذلك !! كما كانوا يخجلون من شراء البيض والدجاج , وكان بيعه وشراؤه خاصاً باليهود فقط وكأن التخلف كان قدراً لنا منذ القدم ! بعض الضيوف لم يكونوا في عجلة من امر السفر الى اهلهم فلا عمل لهم هناك , واذا كان الطعام جيداً لدى ( المعزب ) فلماذا العجلة في مغادرة المعازيب ؟ يقال ان احدهم ركب فرسه مغادراً اهله وفي الطريق طلبت الفحل فلقحها , وظل يتنقل بين اقاربه حتى ولدت فرسه في الطريق , وحين رأى معالم قريته , صفق يداً بيد قائلاً : لقد رجعنا (لمهجمات اهلنا) البارحة غادرنا الديرة ... ناسياً ان فترة حمل الفرس حتى ولادتها لا تقل عن اثني عشر شهراً وهي مدة قصيرة برأي صاحبنا الذي لم يتعود ان يأكل في بيته !

سبع العبارة – ابو الدانات
على الطريق الموصل بين قريتي ( حد مكسر ) و( خرنابات ) وهما من ضواحي بعقوبة , وقريبا من ضفة نهر ديالى , يقع مزار متواضع لولي يسمونه ( ابو جاسم ) وينسبونه الى الامام موسى الكاظم ( رض ) والعلم عند الله .
لا احد يخاف هذا المزار كما يخافه اهالي العبارة , القرية الصغيرة القريبة منه , ذلك لأنهم رأوا بعينهم شاراته وبراهينه على من يحلف به كاذباً .
يروي العارفون بخفايا الامور , ان ثلاثة من اهالي العبارة قد اتهموا بسرقة حاصلات احدى البساتين , ولما حامت الشبهات حولهم , انكروا التهمة .. فما كان من صاحب البستان الا ان اقتادهم الى ضريح الامام ( ابو جاسم ) ليحلفوا ويبرئوا انفسهم !
وكان الشبان الثلاثة من علية القوم كما يقال , ولم يكونوا معوزين ولذلك لم يصدق الناس انهم لصوص حقاً !
وبعد ايام وجد احدهم قذيفة مدفع من بقايا الحرب العالمية الاولى بين الادغال ففرح بهذه اللقية واستدعى رفيقيه ليبشرهما بما وجد , ففي هذه القذيفة كمية من البارود تكفي لمئات الاطلاقات التي تستعمل في البنادق الانكليزية وما عليه سوى قطع غلاف القذيفة المعدني بمنشار حديدي ففي داخل الغلاف يكمن البارود !
وظل الشبان الثلاثة يتعاقبون على عملية القطع بمنشار رديء ومستهلك حتى اوشكوا على نهاية القطع .. فما كان من احدهم الا ان تناول فأساً وطلب من صاحبه التنحي ظاناً انه يستطيع فلق الخرطوشة بضربة او ضربتين , وما ان اهوى بفأسه حتى انفجرت القذيفة واحدثت دوياً هز البساتين المجاورة , وحين تراكض الناس حول مكان الانفجار لم يجدوا سوى اشلاء متناثرة لثلاثة من شبان القرية , واصبحوا حديث الناس لبضع سنين , واعتبروا تفجير ( الدانة ) عقاباً من الامام ( ابو جاسم ) للشبان الثلاثة جراء حلفهم الكاذب بينما يقسم آخرون على انهم ابرياء براءة الذئب من دم يوسـف ومن ذلك اليوم اضيف لقب جديد لسبع العبارة هو ( ابو الدانات ) أي القنابل .
ويتحدث بسطاء الناس عن كرامات هذا الامام وكم من مجنون ابرأه وكم من عاقل اصابه بالجنون اثر يمين كاذب . وفي كل سبت من كل اسبوع تتقاطر اليه الفتيات والفتيان من بعقوبة والقرى المحيطة واحياناً من بغداد طالبين ( مرادهم ) فهذه العانس تطلب الاسراع في الخطوبة وهذه المهجورة تريد زرع الحب في قلب زوجها .
وكانت عشرات الامهات ابان الحرب العراقية الايرانية يطلبن من ( ابو جاسم ) اعادة اولادهن من الجبهة سالمين غانمين !!
ويحيط بضريح هذا الولي مقبرة كبيرة كانت تضم كافة موتى المنطقة سنة وشيعة , ولكن في هذه الايام التي توفرت فيها سبل المواصلات , , اخذ الشيعة يرسلون موتاهم الى النجف , ولم يعد يدفن في في جبانة سبع العبارة سوى ابناء السنة والاطفال وفقراء الشيعة.





شخصيات فلكلورية
ـــــــــ
ملا نجم ... يقاطع الحلاقين

في قرية العبارة التي تعتبر من ضواحي بعقوبة والتي تبعد عنها حوالي سبعة كيلو مترات نشأ ( ملا نجم ) وكالن الوحيد ممن يحسنون القراءة والكتابة اضافة الى مهنة اخرى هي قراءة الطالع وكتابة الرقي و ( حجابات ) المحبة وكان يستعين على مهنته بكتب صفراء من جملتها كتاب ( ابو معشر الفلكي ) الذي يجمع كافة خلق الله في 12 برجاً فقط احدها برج المريخ الذي حمل اسمه وصار يلقب ( ابو المريخ ) ولم يكن الناس يعرفون كيف جاءت هذه التسمية واللقب .
كان ملا نجم حلو المعشر دائم الابتسام تلجأ اليه النسوة حين يصبن بالعين او جفاء الازواج ، فيقوم بكل اريحية ويتناول ورقة وينقل من احد كتبه بعض التعاويذ لابطال الحسد او ابطال السحر الاسود الذي يكتبه الاعداء لافساد العلاقات الزوجية الحميمة ولاينسى ان يكتب اسفل الورقة اسماء الجن والعفاريت التي تثير الضحك لغرابتها ويرسم ثلاث نجمات ايضا لا أدري معنى دلالتها .. ويطلب من المرأة المسكينة ان تجعل منهاً ( حرزاً ) يمنع عنها كل اذى لقاء هدية بسيطة : دجاجة سوداء او ديكأ احمر .. !
كان ( ملا نجم ) في حوالي العشرين من عمره حين احب فتــاة من اقاربه تسكـن قريــة ( جديدة الشط ) والمسافة بين مسكن الحبيب وحبيبته حوالي ( 50 كم ) ، انها مسافة ليست بعيدة على المحبين ، وقرر ان يذهب لرؤيتها مشيا على الاقدام اذ لم تكن وسائط النقل في اوائل الثلاثينيات من القرن الماضي موجودة سوى الحمير .
وانطلق الملا من قرية ( العبارة ) مبكرا ، وكان يرتدي الصاية العزيزي المقلمة ويعتمر بالغترة والعقال وفي قدميه حذاء ( مصلاوي ) يخرج عرقا خاصاً في المسير .. وحين وصل بعقوبة مد يده الى وجهه فوجد خشونة بسيطة فقال في نفسه : من الافضل ان احلق وجهي عند احد الحلاقين .. مد يده الى جيبه فوجد اربع عانات وكانت ( العانة ) تساوي اربعة فلوس فقال في نفسه لابأس ، فحلاقة الوجه فلسان وحلاقة الرأس بعانة .. وحين اقبل على دكان الحلاقة استقبله الحلاق بترحاب غريب : اهلاً شيخ .. شرفتونا شيخ .. استريح شيخ ، كيف حالكم شيخ !! وتبدد سرور الملا بهذا الترحيب والتشييخ المجاني اوجس في نفسه من العاقبة .
جلس (الملا نجم ) على كرسي الحلاقة ، فأخذ الاخير يهتم بشحذ الموس ودلكه في قطعة الجلد الخاصة ، ثم اختار له احسن ما لديه من الصدريات ، وبالغ بغسل وجهه بالصابون المعطر ، ثم باشر بالحلاقة ، وبين لحظة واخرى يخاطبه : كيف الحال ياشيخ ؟ ارجو ان تكون مرتاحاً ياشيخ ! وملا نجم يحتار الرد عليه ، وهل سيصحح له بأنه ليس شيخاً ولا هم يحزنون ؟
بعد ان اتم الحلاق مهمته ، تناول بعض قناني من العطر ومن كل واحد يأخذ قليلاً لتعطير رأس ووجه الملا .
يقول ( ملا نجم ) كنت افكر ووجهي بين يدي الحلاق ، كم سأدفع لهذا الحلاق وهو يعتقد بأني شيخ ، ربما لاني اشبه شيخا معيناً في ذاكرة هذا الحلاق ! قلت في نفسي : الاجرة الاعتيادية نصف عانة فهل يكيفه عانة كاملة ؟ كلا سأعطيه عانتين ، لكن اخشى ان ما كان يدفع له الشيخ الذي يشبهني اكثر .. اذا لادفع له ثلاث عانات ! .. ولم لا ادفع له كل ما في جيبي وهي اربع عانات .. وما حاجتي للنقود وانا سأمشي على اقدامي وغذائي سيكون في بيت الحبيبة وان تأخر العصر !!
وحين نهضت ولبست غترتي وعقالي مددت يدي الى جيبي وأمسكت الاربع عانات ووضعتها بيد الحلاق ، فنظر الي بأشمئزاز واحتقار , ولام نفسه لما اغدقه علي من التكريم وما صرف من عطور .. رمى العانات الاربع في الشارع وهو يبدي اقسى الشعور بالخسارة وخيبة الامل ، هنا التفت اليه قائلاً : الا تذكر كم كنت اعطيك في المرات السابقة ؟ ولم تكن لي معرفة سابقة به !! لقد نسيت نقودي في الصاية الاخرى ومن يدريك اني لا أعوضك في مرة قادمة ؟ هنا نزل الى الشارع وجمع العانات الاربع معللاً نفسه بالاكرامية القادمية .. ومنذ ذلك التاريخ قرر الملا مقاطعة الحلاقين ، وقد تزوج امرأتين لم تكن حبيبته منهما وعمر ثمانين عاماً دون ان يمر بدكان حلاق !! وقد تعلمت زوجتاه كيف يمارسن الحلاقة






#عبد_العزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد ...
- ذكريات عن الشامية


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز محمد المعموري - خواطر وذكريات من وحي الثمانين_مذكرات الكاتب والمعلم المتقاعد عبد العزيز محمد المعموري/بعقوبة_العراق