نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 22:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
1
( كاتم الصوت )
كاتم الصوت .مسدسٌ يغتال بدناءة عجيبة الرأس الحاسر وعاطفته الجميلة أنه يقتل بدون ضوضاء وحشرجة وذَعر ..
ويستخدمه فقط من هوأكثر جُبناً من دجاجة خُنثى ...
وأنا اشك بأن الذي اخترعه انسانٌ سوي كما مستخدمه .
بل هو مخابراتيٌ شاذ آتٍ من عصور الخوف والسلطة المقيتة والشذوذ الجنسي والحسي والنفسي.
كاتم الصوت أخرس بدون اوتار صوتية .لهذا هو منذ ولادته لايعرف الأغنية ولاصوت المطر وغناء العصافير ..
لهذا هو في المعيار الجمالي ذليل .لأنه عدا الذي يبتليه الله بالخرس والصم . فكاتم الصوت لن يساوي شيئا في الميزان الانساني سوى أنه حشرة مزابل ...!
كاتم الصوت ...يستخدم كثيرا في العراق هذه الايام ...فقط ليُقتل فيه الشرفاء والوطنيين والذي اصواتهم أعلى من خطابات الزيف والمزايدة ومقاولات تزفيت الشوارع التي تعبت اقدام المارة فيها من ايام الغبار وثراء المارقين وضآلة الخدمات ...
كاتم الصوت فراشة رقيقة ..تمشي هامسة مع رصاصتها الى خد الورد ..ليس لتقبلها لتنتج عسلاً ..بل تعضها لتنتج موتاً ...
ياكاتم الصوت ..كم انت جبان وذليل ........!
2
( كاتم السر )
كاتم السر بشرٌ حملَ عقله في روحه وقلبه ولم يبح بما لايُراد بوحه ....
وكان الملوك يضعون كاتمي الاسرار قبل الوزراء لأنهم يحفضون خواطرهم ونزواتهم واشواقهم وخططهم الحربية في مسامع اولئك الكاتمين فلا ينطقوا شيئا ...
وفي الغرام المتبادل يحضى السر بقيمة مقدسة ...
انا كتمت سري ..فكاد يقتلني ..
فالذي يحدث في هذا العالم ..يدفعنا في بعض الاحيان برسم اسرارنا على وجوهنا حتى دون أن نعلم ..
فقط يُراد لها قارئ جيد ..!
3
( كاتم الدمعة )
هذا يحمل في وجهه اجمل صورة رومانسية وأكثر الملامح تعبيراً لشيء يختزل فينا عاطفة ما نلاقي وسنلاقي وسط هذه العولمة المدهشة ..عولمة الدبابات والتعصب والسباق النووي وصناعة الطغاة والاثرياء الفاقدين لثقافة الكتاب والحلم ...
انه الفقير الذي باح للخبز فقط خاطرته وسرهُ وغرامه ...
انه العاشق الذي يعجز عن توفير لحظة شوق لوردته المختبئة خلف اسوار التقاليد والعشيرة والاب السلطوي...
انه الجندي الذي يرتعب من ليلة الحرب ومفاجأتها ويموت بذعر حربٍ لاناقة لها فيها ولاجمل ...
كاتم الدمعة الطفل الذي يفقد ابوه بمفخخة وحزام ناسف ...!
كاتم الدمعة الشاعر الذي يقف عن حزن القصائد وهي تعجز ان تعبر عن هاجس الروح وغرام اللحظة ..لسبب واحد إن الحذاء الصلب القاسي مرَ من هنا الآن وسحق الوردة ..!
المانيا 2009
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟