كمال سبتي
الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في عام 1978 كنتُ شاباً له مرجعيات عديدة، أولها امرؤ القيس فلاتخطىء أو طرفة بن العبد أو بشار أو النؤاسيّ أوابن الروميّ أوالمتنبي أو أي متصوف من رهط الحلاج وأبي بكر الشبلي و البسطامي والسهروردي وبشر الحافي وابن عربي وابن سبعين ..إلخ أو تقول أولها رامبو فلا تخطىء فتنبثق أسماء تواً بفعل ذكر الشاعر الفرنسيّ لاتبدأ بهوميروس ولاتنتهي بميغيل أنخل بالنته.أوتقول أولها تروتسكي فلاتخطىء إذ تدلك عليه بيرية جي غيبارا أو كتاب اسحاق دوتشر عن ستالين أو صرخة لبريتون أو ذكر لوحة لدييغو ريبيرا أو زوجته فريدا كالو. وليس من يستطيع أن يعدد مرجعياته فيفلح ، لكنَّ ماذكرت سيدلني وإياكم على فهم ردّ فعلي ، أنا الشاعر غير الشيوعيّ ، على ماوقع لنا كلنا أيام ضرب أصدقائنا في الحزب الشيوعيّ في ذلك العام. فغير تلك الواقعة اللئيمة والمؤلمة التي وقعت لي ولصديقنا الشاعر البصريّ حيدر الكعبي ، وقتها ، في شارع السعدون ببغداد ،عندما انهال علينا رجال الأمن ضرباً مبرحاً ، وقد ذكرتها في مرة سابقة ، وغير اختباء الأصدقاء من الأدباء الشيوعيين في قسمي الداخلي بمنطقة الشورجة، فقد كانت أخبار الإعتقالات ، ومايرافقها من انتهاكات سادية لآدمية الخلق تترى ، فتدعم قراري بترك الدراسة ومغادرة العراق.
وبعد تفاصيل كثيرة ومملة ، يحين وقت السفر عام 1979 فيودعني في الناصرية أصدقاء عديدون يبقى منهم معي حتى لحظة مجيء القطار صديقي سهيل عبدالله ، وينتظرني منهم في باريس كاظم جهاد وحسين علي عجة وخالد المعالي.
في آذار الماضي من هذا العام ، أزور مدينة الناصرية فأقيم مجلس عزاء لأبي المتوفى في أواخر الشهر فتحين ذكرى تأسيس الحزب الشيوعيّ ، فأغادر إلى الأصدقاء الشيوعيين وقد أصبح لهم مقرّ فأسقط في محبتهم ، وأنا حائر مرتبكٌ حتى يقفز من غرفة في المقرّ صديقي سهيل ، موّدعي إلى باريس أيام الفتك بالحزب ، نتعانق فتترقرق الدموع. أهنئهم بالعيد وأخرج..
#كمال_سبتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟