أيمن رمزي نخلة
الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 14:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1.
على الرغم من أنه في الأوقات الأخيرة انتشرت مظاهر التدين والتعصب الديني وقشور الممارسات الدينية، إلا أنه مع ذلك زاد مستوى الغش والخداع. حتى الكثير مِن الباعة الجائلين البسطاء لم يسلموا مِن ممارسة غش المشترين.
وكما أنه سهل أن تكتشف خداعك، كذلك ما أسهل التبرير وعلاج اكتشاف الغش بسرعة البديهة ومزيد مِن الفهلوة.
لكن الأمر المثير للعجب والغثيان أن تجد مثل هذا البائع البسيط المتجول الغشاش يذهب إلى مكان العبادة في وقت العبادة ليؤدي الفروض الدينية والممارسات الطقسية المطلوبة على أكمل وجه، ويعود بعدها لمزيد مِن الغش أو الخداع أو الفهلوة.
والسؤال: هل قام هذا البائع البسيط الغشاش بأداء هذه الفروض والطقوس غسلاً لذنوبه؟ أم شعوراً بذنوبه؟ أم نفاقاً للمحيطين؟ أم مزيداً مِن غش وخداع المحيطين؟
تعرضت الفترة الماضية لمجموعة مِن الغشاشين بالرغم مِن كونهم أكثر الموجودين تديناً في مظهرهم ومع أنهم كانوا أكثر المتعصبين لأداء الفروض على أوقاتها، إلا أنهم كانوا أكثر الغشاشين خداعاً.
2.
على الجانب الآخر في المحلات النِظامية فإنك تجد عبارة جميلة مكتوبة على أغلب المحلات التجارية هي: " مَن غشنا ليس منا".
ودائما ما يدور في ذهني سؤال: هل هي دعوة للغش الجماعي حيث اتفق الكثيرون على الغش الجماعي؟ أم أنها تحذير مِن المحلات الأخرى التي لا تغش مثل غشهم؟
حقيقي، أنا اشعر أنّ العِبارة غير مفهومة لذاتها، فهل يُقصد بها تَفشي الغش والخداع رغم لافتات "حان الآن وقت الصلاة"، أو "المحل مُغلق للصلاة" وغيرها مِن اللافتات الأخرى الداعية للعبادة عَلَى وقتها؟؟؟
أنا بجد محتار.
لماذا كَثُرت مثل هذه العبارات على أبواب المحلات؟
هذه نقرة منتشرة في أغلب متاجر المجتمع بصورة أو بأخرى، فقد تجد أيضاً عند فئة أخرى مِن المحلات التجارية جُمل مثل: "القناعة كَنزٌ لا يفنىَ"، أو تجد: "رأسُ الحكمة مخافة الرب". وغيرها الكثير مِن العبارات التي تدل على تَدين أصحاب المحلات، طبعاً ناهيك عن تشغيل المذياع وسماع التراتيل الدينية، أو النصوص المقدسة بصوتٍ عال.
ومع ذلك فما أكثر حالات الغش والخداع والتدليس، وما أقوى المفاهيم المستخدمة مثل: "الفهلوة" و"الشطارة" و"الحداقة" و"النصاحة".
والسؤال المطروح:
ما علاقة تزايد مظاهر التدين بتزايد الغش والخداع؟
#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟