أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!














المزيد.....

رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون الكثير من النجاح في مراوغته الأخيرة للانسحاب من غزة، فلم يتمكن فقط من فرض التوجه على الحكومة وحزب الليكود واليمين المتطرف، بل حقق لإسرائيل انجازا استراتيجيا في إثبات عدم أهلية السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة غزة والمناطق التي تنسحب منها إسرائيل، وإناطة ذلك بدور أمني خارجي هو الدور المصري.
إذا لا يستطيع الفلسطينيون إدارة الأمن في غزة، ويجب أن يكون هناك دور عربي مصري في هذا الأمر، بحيث يضمن لإسرائيل التقليص التام لعمليات المقاومة، والأهم من ذلك سحب الشرعية السيادية والأمنية عن السلطة، وتوريط مصر في إدارة الأمن في منطقة صعبة جدا وبالتالي زرع بذور مواجهة شعبية مصرية-فلسطينية مع التأكيد بعدم تجرؤ السلطة الفلسطينية على الاحتكاك رسميا مع الحليف التاريخي للرئيس عرفات وهي مصر.
الخطورة في مثل هذا النموذج هي إمكانية تعميمه، وقد صرح شارون عدة مرات بأنه ينتظر دورا أمنيا أردنيا في الضفة الغربية، وباتت جملة "الدور الأمني الأردني" تتكرر في وسائل الإعللام العربية والعالمية وسط صمت غريب من الحكومة الأردنية بالرغم من أن الموقف الأردني في هذا المجال واضح وضوح الشمس ولا مجال للتأويل أو الارتباك.
في إحدى مقابلاته الصحفية السنة الماضية قال الملك عبد الله أنه "لن يتم استبدال الدبابة الإسرائيلية في الضفة الغربية بدبابة أردنية" ولا نستطيع أن نتخيل تعبيرا لفظيا ورمزيا أفضل من هذا للتأكيد على الموقف الأردني الشعبي الموحد في رفض القيام بأي دور أمني لحماية إسرائيل من خلال وضع الجندي والشرطي الأردني في مواجهة الجماهير الفلسطينية الغاضبة، فهذا كابوس لا يمكن تصوره ولا يوجد تبرير سياسي له.
أن التكرار المستمر لبعض المفاهيم قد يجعلها مقبولة ذهنيا لدى الناس، وإذا استمر الصمت الأردني الرسمي طويلا على فكرة وجود دور أمني أردني في الضفة الغربية فهذا قد يؤدي إلى ترسيخ الفكرة في الأذهان وإعطاء انطباع وكأن الأردن موافق ضمنيا على هذا التوجه. وهنا لا بد من وجود دور للمؤسسات الشعبية في شن حملة رفض شعبية وإعلامية واضحة إذا واتصلت الحكومة صمتها فهذه المسألة ليست خاضعة لتباينات واجتهادات سياسية بل تمس صميم استقلالية ورسالة ودور الدولة الأردنية.
لا أعتقد أن ثمة عائلة أردنية واحدة ستوافق على إرسال أحد أبنائها ليقف في وجه الجماهير الفلسطينية، لأن مصلحة الدولة الأردنية والعلاقة بين الشعبين تدعو إلى عكس ذلك تماما، ولا يمكن السماح بتوريط أنفسنا بهذا الدور المرفوض رسميا وشعبيا برغم كل الضغوطات الإسرائيلية أو الأميركية.
هناك العديد من الوسائل التي يمكن بها مواجهة هذا الدور، منها ما هو سياسي يتمثل في الرفض الرسمي المعروف، ومنها ما هوتشريعي يتمثل في قيام مجلس الأمة الأردني بالمصادقة على قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية الذي صدر في العام 1988 ولم يمر بعد في قنواته الدستورية ولا بد من أن يصبح قانونا أردنيا نافذا تماما لأن وجود خالة فك الارتباط السياسي وبقاء الارتباط التشريعي قد تشكل مدخلا لتسرب توجهات مشابهة للدور الأمني المزعوم والذي يخطط له شارون لتوريط الأردن وفتح المجال أمام مواجهة غير محمودة بين الأخوة.
كما أكدنا فهذا ليس توجها سياسيا يقبل المناقشة أو التحليل أو القيام بعملية "دراسة جدوى اقتصادية" له كما في بعض المواقف الأخرى، لأن المخطط يمس مصير الدولة الأردنية ورسالتها ولا خيار إلا الرفض التام والقطعي لوجود اي جندي أردني في الأرض الفلسطينية فعلى الجيش الإسرائيلي أن ينسحب تاركا السيادة لمن يختاره الشعب الفلسطيني وبدون اية شروط أو مراحل انتقالية.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...
- الإصلاح العربي...من دافوس!
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...
- عندما تصبح أجهزة الحاسوب مصدرا للموت والمرض!
- جوائز أسوأ الشركات تأثيرا على البيئة لعام 2003
- الشيطان ضحية البشر
- رموز الجهل والسخافة في الفضائيات العربية
- أهم أحداث العلوم والتكنولوجيا للعام 2003
- لهذه الأسباب لن اشارك في مسيرة تأييد المقاومة العراقية في عم ...
- العولمة وتدمير البيئة
- أساليب النفاق والخداع التي يستخدمها الإسلاميون في قضية الحجا ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!