أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ويتاجرون بدمائنا















المزيد.....

ويتاجرون بدمائنا


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يردد منذ بعض الوقت كاتبان نكرتان لا داعي لذكر اسميهما- ولن نتردد إذا لزم الأمر- الاتهام الغبي المكشوف، والرخيص، وملخصه أنَّ حضرتنا لم أصبح كاتباً معارضاً إلا في هذه الأيام المنعشة التي تهبُّ فيها رياح الحرية من كلِّ ثقوب البلاد..! وأننا نستغلُّ هذا المناخ الحرياتي لأغراض شريرة من بتاع الوطن في عافية.. ومناعة البلاد تبقى وهمية من غير مواطنين أحرار وإلى آخر اطروحاتنا التي ندعي أنها الفرصة الأخيرة للخروج من نفق التسلط، والتخلف.. إنَّ المتاجرة بأهداف إنسانية مشروعة عمل شائن لا يقترفه سوى المرضى من كتاب، وصحفيي الأجهزة.. أو الساعين لرضاها.. أو المتسولين على باب إعلام السلطة..‍ ومثل أولئك لا بد من وجودهم دائماً ففي كل مجتمع هناك الغث والثمين.. الذي يكتب بشرف وبدون أغراض نفعية والذي يضع قلمه، وشرفه، ورجولته في المزاد ..!
الناس في النهاية المرجع والحكم وليس فلان وعلان..ولا سلطة هنا أو هناك..ولا مخابرات هنا أو هناك..! من قال أنَّ الناس كل الناس لا يكتبون..!؟ كل إنسان يتكلم فيترجم ما يكتبه عقله وصفحات تاريخ البشر هي هذه بالضبط: ما قاله وترجمه العقل الجمعي في سياق الحياة.. أما شريحة الكتاب فهم مجرد شهود يوثقون كل ذلك بأقلامهم وأخلاقهم، ومن الطبيعي أنَّ تنتفي الأخلاق عند بعضهم وبخاصة إذا كانت هناك سلطة تعبث بكل ما هو جميل من القيم فحينذاك تصبح الأخلاق عملة نادرة..! فحين تعمم السلطة الفساد وتراكمه إلى درجة أن يصبح كل شيء ملوث فإنَّ ذلك يتطلب درجة عالية من التحصين الذاتي ورغبة صادقة في العيش برجولة وشرف ولا شك أن ذلك يتطلب أيضاً الكثير من التضحيات.
من أجل كشف عورة بعض المرتزقة الصحفجيين والكتبة بتاع القبض، واللبط، والشفط، وتحديداً أولئك الذين ينوبون عن الأجهزة المختصة بترويج أقاويل، واتهامات تفوح منها رائحة الجهل والأنانية، أعيد التذكير بمقالة نشرتها في مجلة الناقد المعروفة في العدد رقم/27/ تاريخ أيلول/سبتمبر 1990 وحينذاك لم تكن رياح الحريات التي يزايد المرتزقة بها على أمثالنا قد هبت..!
نص المقال
واقع الأدباء العرب ومهامهم الراهنة
ماذا يمكن القول وبكلِّ اختصار في هذا العقد الأخير من القرن الذي شهد أعظم التحولات الاجتماعية، والعلمية، والحضارية فيما يتعلق بالأدباء والمثقفين العرب بشكلٍ عام..؟ ماذا يمكن القول وقد أخذ دورهم يشهد انحساراً كبيراً في ظلِّ السمات التي تجلَّت في الربع الأخير من هذا القرن خاصة في منطقتنا العربية التي أتحف الله شعوبها بمختلف أنواع وأشكال الأنظمة والأحزاب..ولا يزال يتحفها.
لقد استفاقت في هذا القرن العديد من الشعوب في العالم وقطعت أشواطاً كبيرة على طريق التقدم، والحضارة، والازدهار، مخلفة وراءها فيمن خلفتهم مجتمعاتنا العربية التي تعج بمئات الأحزاب والمنظمات.
لا شك أن الظروف الموضوعية، وإلى حد كبير الظروف الذاتية للأدباء والمثقفين العرب، عرقلت وما زالت تعرقل أي دور ملحوظ لهم..لقد افتقد الكاتب والمثقف من جراء تلك الظروف الفرص الملائمة لأن يكون له دوره الملحوظ ذاك..وقد عانى حتى صار ضحية إبداعاته وثقافته إلا الذين استطاعوا تقبل أدوار قزمة فتحولوا إلى مجرد براغي في عجلات الأنظمة والأحزاب فهُّمش بذلك دورهم، وحُجِّمت مكانتهم المفترضة. إن المثقفين بشكل عام فئة غير متجانسة وقابلة دوماً للانسلاخات، والدوران، وحالات الانكفاء، والمراوحة ذلك حسب درجة ومستوى التطور الاجتماعي..وحسب هوية، وشكل، ومحتوى الأنظمة المتنفِّذة..وبحكم أن المثقف أو الأديب المبدع الذي يحافظ على احترامه لنفسه يرفض أن يكون مسخاً أو تابعاً، فقد عانى أولاً في الأحزاب التي انضوى فيها حيث وجد نفسه في حالة صراع مع قيادات محترفة لا تكن الود للكاتب، أو المثقف.. فهي تخشاه وتحاول أن تحجمه ثمَّ أن تقمعه..وخارج هذه الأحزاب اعترضت الكتاب على الدوام إشكالية العلاقة مع السلطة القائمة التي تحاول عبر شتى السبل ترويضهم أو تدجينهم تمهيداً لالحاقهم بجوقتها الإعلامية ، وهي نجحت في اكتساب أعداد كبيرة وذلك يتم بفعل ضغط الظروف الحياتية الصعبة، ولمعان الاغراءات التي تقدمها السلطة بسخاء..إن الكتاب والمبدعين يجدون أنفسهم دائماً في حالة ضدية صراعية مع الأجهزة والقيادات، ومع كل ما يعيق حركة إبداعاتهم ونتاجاتهم المعبرِّة عن أحلام الناس المشروعة..وهم يفقدون كل قيمة حقيقية هامة خارج هذه الحالة الضدية الصراعية..وبحكم أن الكتاب لا يملكون غير هذه النتاجات والإبداعات من كل صنف، فإن صراعهم يتم بشكل غير متكافئ حيث يتطلب منهم تضحيات جسيمة- في بعض الأحيان- لا يقوى الجميع على تقديمها..من هنا يفرض نفسه السؤال المقلق والمستمر: كيف سيكون إذن وضع الكاتب ودوره في مجتمع تملك فيه السلطة المهيمنة مختلف أنواع وأشكال الوسائل والإمكانات المادية [ صحف-إذاعة-تلفزيون..إلى آخره ] حيث تستطيع إيصال كل ما يكِّرس هيمنتها إلى كل بيت..؟ومعروف الدور الخطير الذي باتت تلعبه الوسائل السمعية والبصرية في عالمنا المعاصر.وحتى داخل الأحزاب والمنظمات التي هي معارضة للأنظمة أو مؤيدة لها، فإن القيادات المحترفة هي التي تتحكم بصحافة الحزب ولا تترك للكاتب، أو المبدع، أو المثقف، سوى مساحة هامشية خاضعة لرقابة صارمة فتتضاعف بذلك معاناة الكاتب الذي يواجه منذ البداية – من جانب تلك القيادات – استصغار جاهل لقيمة الإبداع وتأثيره والدور الهام الذي يؤديه.
إن المناخ الوحيد الذي يتاح فيه للكاتب أن يخوض صراعه في التعبير عن أحلامه التغييرية وطموحاته المستقبلية هو مناخ الديمقراطية التي عادت اليوم بقوة لتكون القضية الأساس في كل مكان من كرتنا الأرضية.
إن المتأمل في أوضاع معظم مجتمعاتنا العربية يتبين كيف ترسخّت ركائز الركود، وتقلّصت إلى حد كبير أحلام التغيير..وكيف انحسر دور الكتاب والمثقفين وبالتالي انحسر دور الأحزاب نفسها..كل ذلك تمَّ بالرغم من المظاهر السطحية للتقدم المشّوه والشكلي، حيث جرى بفعل التبعية الاقتصادية استيراد شتى الأمراض الاجتماعية، فاختلطت المقاييس، وتراجعت القيم الاجتماعية، وانتعشت الانتماءات ألما قبل سياسية [ عشائرية- عائلية- طائفية.. إلى آخره ] مما أدخل هذه المجتمعات في مرحلة راكدة تميزت بانصراف الجماهير العريضة عن الاهتمام بالقضايا العامة، وانشغالها الكلي بالهموم اليومية المعاشية والحياتية ..وكل هذا يؤكده أن أعظم وأخطر الأحداث التي مرت بها بعض هذه المجتمعات [ غزو جنوب لبنان –انتفاضة أطفال الحجارة المتواصلة ]لم تحرك جماهير أي مجتمع قريباً كان من مركز الحدث أو بعيداً عنه ..‍‍‍‍‍وفي ظل هذه الأوضاع لا بد من أن يتعرض عدد كبير من الكتاب والمبدعين والمثقفين لحالات انكفاء، واغتراب، ويأس وغيرها من الحالات السلبية..غير أننا نعرف أنه لا يمكن تغييب دور الكاتب والمثقف الذي بات عليه في الظروف الراهنة العودة إلى خوض صراع مكشوف علني تحت يافطة الديمقراطية التي أصبحت على رأس جدول أعمال البشرية جمعاء. إن المناخ السائد يتيح خوض أو إمكانية خوض مثل هذا الصراع من دون تضحيات كبيرة كما كان عليه الحال قبل عقد واحد من السنين.
والآن ما رأي المرتزقة وهم يعرفون أنفسهم جيداً بعد اطلاعهم على هذا الكلام الذي نشر قبل /14/ عام..؟
11/6/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان-حزب الكلكة هو الأقوى
- هذا الزمن العربي الرديء
- القوة الخارقة
- الكتابة عن الحب والأشباح
- حول التسلط وظواهره
- الحق على الشياطين
- صاحب الحزب وتبليط البحر
- كفى زعبرة
- التلميذ اللبناني النجيب
- حول الكتابة وتجارها
- بيان صادر عن حزب الكلكة القرمطي
- الله والفوج الرابع
- يا حسرتاه..!
- الليلة الأخيرة
- إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية
- حول العضوية في حزب القرامطة
- الفقهاء كوزراء اعلام
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة


المزيد.....




- شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال ...
- مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر ...
- روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي ...
- المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو ...
- ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا ...
- -واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا ...
- مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك ...
- استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م ...
- أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
- الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ويتاجرون بدمائنا