الديمقراطيه بين الحاجه الى تصنيعها محليآ أو إستيرادها

جواد كاظم خلف

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تمثال الحريه الذي أهدته فرنسا الى الولايات المتحده شاهد معنوي لأستيراد الرمزأما معاني هذا الرمز فقد كانت صناعه امريكيه محليه وبأفكار غربيه حملها المهاجرون معهم لأرض الميعاد بعد اكتشاف القاره....تصنيعها يتطلب عملآ دؤبآ يشمل رفع مستوى التعليم وإحلال ثقافة التسامح لتأمين الفضاء الواحد لتعايش المتناقضات وخلق توازن اقتصادي ـ اجتماعي ـ سياسي كمظله أمان لعدم التمرد بعد ضمان الحد ألأدنى لحاجات الفئات ألأكثر عوزأ...هذه العمليه المعقده لاتأتي بين ليلة وضحاها بل هي تراكم نوعي وكمي وعيأ وبناءآ وذاك ماحدث بالضبط لأوربا ألأم الشرعيه فلسفيأ وعمليأ لما نسميها اليوم بالديمقراطيه...أنها نتيجة ( جماع )شرعي وحمل طبيعي وولاده طبيعيه ....لاقلق على مستقبلها لأنها ستترعرع وتكبر في حاضنتها وعلى أرضها وبين أهلها...
بعض الدول قامت بعملية نصف تصنيع، اسبانيا والبرتغال واليونان حيث حصلت على إجازة تصنيع بمواصفات أوربيه ـ لديها المواد الخام ـ ،اوربا الشرقيه قامت بتجميعها دون اضافة تذكر وبعد أن قبلت بشروط إعادة النظر بمفاهيمها للأمميه والوطنيه وفائض القيمه ودور رأس المال
.... في العالم الثالث الوضع مختلف فالهند أضافت لها التوابل لتكون لها نكهه وراثيه غانديه بأمتياز،نيكاراغو أستوردتها بقوة السلاح،أما لبنان فعملها مقلوبه ـ محاصصه طائفيه ـ لا تمت كثيرآ للأصل بشئ،أما يوغسلافيا فقد دخلت في المصهر كليآ لتخرج لنا مختلفة تمامأ عددأ وعدة.....في السودان يبقى أمرها عجيبأ فقد أعلنت عن وجود نفسها لمرتين على ألأقل ولكنها نحرت في مصلخ الجنرالات....
في العراق ـ بيتنا القصيد ـ ، رغم كثرة بيانات ألأحزاب ورجال الدين وأخيرأ دخول العشائر على الخط فلا زلنا بعيدين جدآ عن الشروط الواجب توفرها لضمان ديمومتها( التوازن الاقتصادي ـ الاجتماعي ـ السياسي ) ...هناك ملامح هلاميه كجزر متفرقه للديمقراطيه في العراق ان وجدت يومآ ولكن دون مستلزمات ابقائها حيه....ليس لدينا مصدر
نركن إليه ونحتكم به عندما نختلف
لدينا يبدو التصنيع ضربأ من اليوتوبيا( لاحظ محاولة إستبعاد المغتربين من عملية التصويت)، اما ألأستيراد فيبدو انه لا يتم دون استيراد قوة حمايه حسنة النيه !!!والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه...هل ألأخرين من حسني النيات!!سيقدمونها لنا على طبق من ذهب؟؟الجواب لا طبعآ...عمليآ وبعد أن نضيف شيئآ من التفاؤل وقليلآ من السذاجه عندها تتغير ألأجابه ونقول لننتظر قليلآ فليس لدينا مانخسره!!!!
جواد كاظم خلف
فرنسا
[email protected]

#جواد_كاظم_خلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات