أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء البطاح - عندما انتحر..تعتدل الدنيا ج4














المزيد.....

عندما انتحر..تعتدل الدنيا ج4


بهاء البطاح

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتكلمون مع الله، ووالله لا يكلمني سوى الله، إلا أني لستُ كليم الله.
-اني في مسيرتي هذه في الانتحار الفكري اذا اتممتُ فلقد عرفتموني وعرفتم الله، وإن متُ دون ذلك فلا تكفروني ولا تكفروا بالله،
وما يضير ان اجوز بكم الى اليقين عبر طريق الشك، فلا أقوى ولا أثبت من يقين يسبقه شك، ولا أضعفَ ولا أزوَلَ من يقين لا يسبقه شك.
تكلمنا في الجزء الثالث عن النظام الديمقراطي، والآن دعونا نتساءل مفترضين أن النظام الديمقرطي هو النظام الأمثل للمجتمعات البشرية وعلى هذا الفرض فهل هذا النظام تم تطبيقه كما يقتضي مسماه ، والجواب كلا ببداهة بالغة فلو عدت تقرأ وتتفحص تأريخ هذا النظام منذ مئات السنين ومنذ الإغريق والرومان وحتى عصرنا هذا لوجدت هذا النظام بدلا من أن يرفع الأغلال عن الناس تجده يكبلهم بأغلال اسمها الديمقراطية، إن مثل الديمقراطية كمثل السياسة التي هي الديبلوماسية والتوفيق بين المتضادات سلميا فهي بذلك نقيض العنف والتصادم،ولكنها الآن صارت هي السبب والمءثر الرئيس في نشوء العنف والتصادم وما إليه، ثم ومن جهة تشريعاتها خذ مثلا بسيطاً من عصرنا حيث حماية المثليين وتشريع قانون لحمايتهم بحجة الحريات الفردية، ولك هنا أن تتساءل هل هذه حرية فردية أم إفناء إجتماعي ودفع للإنقراض البشري.
هل تعلم أن الله أهلك امتين بالكامل بسبب أن احديهما لوطية والاخرى سحاقية، هل تعتقد أن الله أهلكهم انتقاما منهم لمجرد انه لا يحب هذه الأفعال، أم أن النتيجة التراتبية لممارسة هذه الافعال تؤدي للفناء لأسباب معروفة منها انقطاع النسل وانتشار الامراض الجنسية الوبائية وسوى ذلك.
هذا هو خليفة الله وهذا افضل نظام ابتكره ذلك الخليفة، هل تستطيع ان تفهم حكمة الله في اختيار هذا الخليفة المفسد، هذا العالم الشرير، عالم جبلة منه تطرفت في الدين فصارت محاكم تفتيش فتاكة وحروب صليبية فتاكة، وخوارج قتلة مجرمين بسم الله الذي استخلفهم وارهابيين ينشرون الرعب والذبح وسفك الدماء واستحلال الحرمات باسم الحرمات، وحنابلة تطرفوا في دينهم حتى كادوا ان يهلكوا الناس جميعا.
وجبلة تطرفت في انكار وجود الله وبالغت الحاداً حتى كادت أن تهلك الناس جميعا.
وجبلة اعتدلت واتزنت فطالتها السجون وعيدان المشانق والنفي والتشرد على وجه الارض وظهرها والغابات تعيش مع الحيوانات الوحشية التي هي اكثر رفقا من الإنسان الخليفة!
هذا المخلوق البشع كيف يمكن أن يكون خليفة لأصل النزاهة والرحمة والتسامح ومصدر كل القيم السامية الطاهرة، عالم معدنه الرذيلة كيف يخلف معدن الفضيلة.
عالم لا تجد فيه سوى الحزن والمآسي، وحتى اذا شئنا أن نكون اكثر تساهلا وتسامحا فلا يسعنا فلسفيا إلا النقول ان التراجيديا هي ذاتها الكوميديا، لا شك أن هذا القول يذكرك بالقول الشهير : شر البلية ما يضحك، وكذلك يستحضر أمامك آية قرآنية هي : إن مع العسر يسرا.
والحزن هو نفسه السرور، فمع اشتداد كل منهما تتدفق الدموع.
إنَّ الحزن ينبثق من استشعار، كما أن الســرور هــو الآخـر ينبثق مـن استشعار، والفرق هنا هو المثير ونوع الإستجابة.
والإستجابة مرهونة بالخبرات الذهنية والمخزونات المختلفة فيه والذكريات والتصورات وغير ذلك التي تؤثر في انطلاق الإيعاز وكيفيته مما يؤثر في شكل تلك الإستجابة.
فإذا استمع ثلاثة أشخاص لطريفة واحدة فمنهم من يضحك عالياً ومنهم من يبتسم ومنهم من يطرق متفكراً وربما يطرق حزناً.
وتعليل ذلك هو أن الأول عميق التوهم بالسرور، والثاني وسط، والثالث أقرب ما يكون من ملامسة حقيقة كل أمر.
والسرور لا يزاحم الحزن ولا يقف بالضد منه، لأن السرور هو حالة من التوهم، بينما الحزن هو حقيقة في عالمنا هذا.
إن في العالم الشرير لا تكاد تجد حقيقة للسرور، ولكن توقان النفس للسرور وميلها لاغتنام برهة من الراحة يجعلها تتشدق بأي مسوغ لكي تثبت من خلالها وجود السرور.
إن الحياة التي بها يتحقق وجودنا هي نفسها تحمل بذور فناءنا، وهذا هو وجه حقيقة الحزن، والحزن يشمل كل مسبباته مثل حرمان الإنسان من حقوقه..
الجرائم، المرض، الجهل، القلق، الفقر الظلم وغير ذلك.
وهذا المفهوم يتخذ صفة شمولية في هذا العالم.
يقول القرآن: ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها.
وهنا فلقد سبق الفجور التقوىٰ فصار أقوىٰ منها وأكثر ثباتاً وانتشاراً، والفجور هو مصداق عريض للشر.
ولما كان هذا العالم يتكون من هذه النفوس التي سبق إليها الشر، حينها يحق لنا أن نصفه بالعالم الشرير.
ونظرة سريعة للتاريخ والحاضر سيتأكد لنا هذا الزعم.
ولعل تشريع القوانين الكثيرة جاءت لتقف حائلاً ضد شرور هذا العالم، ولكن الطبع يغلب التطبع، من هنا فإن هذه التشريعات والقوانين تم تطويعها لتتماشىٰ مع هذا الطبع الشرير الذي هو الأصل عند الإنسان، وعلىٰ هذا فلقد انقلبت مؤديات ونتائج هذه التشريعات لتكون سبباً رئيسياً في تكريس نشاطات ذلك الطبع.
علىٰ هذا الأساس فإن التشريعات كلما كثرت وتشعبت واتخذت مساحة أوسع كلما اتسعت دائرة الشرور في هذا العالم.
والحقيقة فإن هذه مهزلة تثير السخرية والضحك الحزين، حيث تجد أن الذين يقومون بتشريع القوانين لغرض الحيلولة دون تحرك الشرور في العالم صارت جهودهم لا تصب في أهدافهم من تلك التشريعات بل تحولت من الوقوف ضد الشرور إلىٰ عامل وحافز وسبب في تمادية وانتشاره وضراوته.
فكم تم مصادرة حقوق بشر من خلالها، وكم انتهكت أعراض، وكم تم ويتم من إبادات بشرية، وكم من شخص تحول إلىٰ مجرم وشرير حيث تم سجنه مثلاً بسبب محاولة سرقة أو اغتصاب أو تزوير وثائق رسمية أو غير ذلك، بينما هو بريء من كل ذلك أو أنه ساقه إلىٰ ذلك الإضطرار أو الوشاية، ولكن بعد تحرره من السجن تركبه غريزة الإنتقام والانتصاف من ظالميه لتحوله هذه المرة إلىٰ مجرم حقيقي!
وهذه نتيجة حتمية للعالم الشرير ذي الطوية السقيمة، العالم الذي تنقصه المعرفة السليمة ويقوده الجهل العام، والجهل الخاص بحقوق بني جنسة..



#بهاء_البطاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما انتحر..تعتدل الدنيا ج 3


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء البطاح - عندما انتحر..تعتدل الدنيا ج4