أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - مهلا .. لقد إكتشفنا مؤخرا ما يحميكم من ( انفلونزا الخنازير ) ..














المزيد.....

مهلا .. لقد إكتشفنا مؤخرا ما يحميكم من ( انفلونزا الخنازير ) ..


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد قررت هجر الكتابة ولو الى حين ، بفعل جملة من الضغوط الخاصه والمتعلقة بمصير ومعيشة اسرتي ، حيث لم تمنحني كتابتي ولحد الان غير الغربة والعوز وعدم وضوح المستقبل ، ووجدت نفسي مرغم على الالتفات وباهتمام أكثر لرسم ما تبقى من مستقبل ابنائي المهددين بالضياع ، في زمن أصبحت فيه مشاعر الوطنية ونصوص الدعوة للتمسك بمفرداتها ، بمثابة مسرحية هزلية ينفس السراق وعديمي الضمير عن نفوسهم بمشاهدتها والتمتع بفصولها حينما يقررون منح انفسهم شيئا من الراحه .. لقد أصبحت حقا مسالك الصدق والامانة والتمسك بالمباديء التي تدعو الى إحقاق العدالة الانسانية ، واحترام كينونة الفرد والجماعه ، ضرب من ضروب الرجم بالغيبيات ، وملهاة يجب ان يقرر المرء مسبقا عند سلوكها في عالم تتلاطم فيه المصالح القذرة ، إما ان يكون جدار تحتمي عند قاعدته اكياس القمامة الخارجة من صالونات الفكر التقليدي والمشغول فقط ببناء الذات ، أو أنه يجب عليه السكوت على الاقل ، إن لم يرد الانضمام الى جوقة المنتفعين الغير مبالين بهموم البشر وحياتهم .
وأنا على هذه الحال ، حركتني من جديد أنباء وردت من بلدي العراق ، وهي تنقل لي آخر صيحة من صيحات التوجه ( التطويري والتنويري ) للقائمين على شئون البلاد وادارته إدارة تأخذ بالاعتبار المحافظة على الدين والتراث ، والتمسك بسير السابقين من الاجداد .. حيث ردت هذه الاوساط الفاضلة في محافظة الديوانية بجنوب العراق على سخافة ما فعلته وكالة ( ناسا ) الفضائيه ، حين أقحمت نفسها ، وبغرور غير مقبول ، لتضرب ارض القمر بصاروخ أحدث فيها فجوة يمكن من خلالها معرفة وجود الماء هناك من عدمه .. ردت تلك الاوساط على هذه الفعلة المارقه ، بأن وجهت كتابا رسميا الى ادارت المدارس في المحافظه ، ينص على دعوة التلاميذ لقراءة ( التعويذتين) صباحا ومساء كأنجح علاج للحماية من مرض انفلونزا الخنازير .. والمصيبة المفرحه جدا ، هي ان الكتاب المذكور تم تحريره وصياغته من قبل مجلس المحافظه ، وهو أعلى هيئة ادارية حكومية ، تضم السيد المحافظ ونائبه وبقية الاعضاء المختارين بعناية فائقه من قبل ابناء الشعب ، ضمن أنقى انتخابات ديمقراطية عاشها العراق عبر تاريخه الطويل .
في ذات الوقت ، كان لي حضا ايضا بالاطلاع على رسالة كان قد وجهها احد الاطباء العراقيين المعروفين وهو يستجدي قبول المعنيين في البلاد أمر عودته لوظيفته باعتباره استاذا متميزا في علوم الطب ، وسبق له تأسيس مختلف الاقسام الفنية في مجال تخصصه سواء في العراق أو في الخارج .. وقد أعلن الطبيب المذكور أمر تكراره بتوجيه طلبه ذاك ولاكثر من جهة في وزارة الصحة ومجلس الوزراء ، لكي يحضى بقبوله في بلده بعد أن أعيته الغربه ، معلنا رغبته الشديده في خدمة بلده وشعبه .. والحقيقة أقول ، بأنني شعرت حينها بالحنق الشديد على ذلك الطبيب كونه قد أمعن في وضع الامور ليس في نصابها الحسن والمنطقي ، إذ كيف له أن يفلح بعمله وسط جهات تحكم مسار الصحة في الوقت الحاضر ، وقد بلغت من التحضر ومواكبة التقدم العلمي الى الحد الذي جعلها تصف ( قراءة التعويذتين ) وبشكل رسمي علاجا لانفلونزا الخنازير ؟؟ .. أم أنه قادم على عملية التشويش وإصدار الاصوات النشاز، ضد سمفونية تحمل أصول الفضيلة والحفاظ على التقاليد الاسلامية بدأت تصك الآذان وتشنف الاسماع في البلاد ، منذ أن تولت أحزابنا الاسلامية مقاليد الحكم ؟؟ .. ووددت أن أدخل على طبيبنا الحاذق لأقدم له النصيحة الصادقه ، بأن لا يقدم على فعل ذلك ، وأن يبقى حيث هو ، لأن اللعبة هي أكبر من طاقاته العلمية وقدراته الشخصية ، وإنه سوف يلقى ما يرد عليه همومه الطبية حيث تسود اليوم هناك في بلاد النهرين ، نواميس الجاهلية الحديثه بكل فنونها وصورها القاتمه .
يبقى لي أن أستفهم .. من كان يحلم للعراق بهذا المصير ؟؟ .. أيمكن أن تنقلب المقادير هكذا وبلمحة من الزمن ، ليصبح بلد الشعر والفنون والسياسة والتجاذب الفكري ، بلد الزراعة والنفط والمياه ، بلد الاطباء والجامعات الراقية الاداء ، بلد الكفاح الانساني الفذ من أجل البناء الحضاري المتألق ، بلد الاساتذة الذين إستدعتهم شتى بقاع الارض للمساهمة في بناء دوائر العلم والفن بكل صنوفه .. أيمكن لبلد كالعراق ، أن يكون وبهذه السرعة رهينة للجهل المدقع ، وسبية رخيصة الثمن للجهلة ومنفصمي الشخصية وشذاذ الافاق ، ممن لا زالوا يؤمنون بأن حوتا ضخمة تأتي في كل عام لتلتهم القمر كتفسير لظاهرة الكسوف ؟ ..
وهل يرضى مشايخنا الافاضل ، من الكتاب النشطين ، والذين تحفزهم أية مقولة تنسب للعلمانية ، لينبروا حاملين الهراوات الى عرض الشوارع والمواقع محاربين ، أيرضيهم أن تدعوا مديرية التربية في محافظة الديوانية في العراق ، طلاب المدارس لقراءة ( التعويذتين ) كعلاج ضد الانفلونزا الوبائيه ؟؟ ..
من يدري ؟؟ .. فلربما هم يرضون .. بل ويباركون .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحمي النساء المتزوجات من ( عرب ) في البلدان الاوروبيه ؟؟ ...
- عن أي مسرح نتحدث ، والمواطن في بلادنا تأكله أرضة الفقر ؟؟
- لتتوحد كافة الأصوات الوطنية والتقدمية في بلادنا من أجل نصرة ...
- بين هموم النخبة الثقافية ، ومعاناة الجماهير .. مسافات لا زال ...
- ألبغاء .. وحياء المجتمع .
- صوتها من داخل الطائره
- لتتوقف جميع دعاوى التصدي الرجعي للمفكر والكاتب التقدمي سيد ا ...
- حملة من أجل إطلاق سراح الملكين المحجوزين بأرض بابل
- ألقطيعة بين قمة الثقافة العربية وقاعدتها .. أزمة تبحث لها عن ...
- ترى .. من يحمي بناتي من أجلاف البشر ودعاة أعراف الموت ؟؟
- ما ألمانع من خلق جبهة تتوحد فيها قوى التحرر القومي والوطني ا ...
- هذيان اللحظة الأخيره
- صرخة ألم في فضاء عذابات المرأة العراقية .. بائعات الملح يبصق ...
- عشق ما بعد الستين
- إعتذار
- نداء عاجل لكافة الوطنيين والتقدميين في العراق
- فلتسقط السياسه .. وليتوقف تدمير عراق النهرين والشط
- تحدي
- إشراقات خارج حدود وطن الأزمه
- ألعقلية العربية وتصدير الأزمات


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - مهلا .. لقد إكتشفنا مؤخرا ما يحميكم من ( انفلونزا الخنازير ) ..