كوبا تكرس الاشتراكية لاجيالها المقبلة

ايلاف

الحوار المتمدن-العدد: 174 - 2002 / 6 / 28 - 07:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

الخميس 27 يونيو 2002 12:05

هافانا-ماري سانز: وافق البرلمان الكوبي بالاجماع وباسم الاجيال المقبلة على تعديل "لا رجعة عنه" يدرج الاشتراكية في الدستور الكوبي. ويحبط هذا القرار كل امكانية لاجراء اصلاحات سياسية تطالب بها المعارضة الكوبية.

 وبعد ثلاثة ايام من المناقشات في اطار دورة استثنائية مطولة، صوت اعضاء المجلس ال559 الحاضرون الذين ينتمون الى الحزب الشيوعي الكوبي، الحزب الوحيد الحاكم، من اصل 600 ونائب، لمصلحة التعديل الدستوري. وباقتراح من لجنة الشؤون القانونية في الجمعية الوطنية للسلطة الشعبية (البرلمان) استخدمت عبارة "لا رجعة عنه" بدلا من "غير قابل للمساس" في الاقتراح الاولي للتعديل.

 وسبق تصويت النواب كل بدوره بصوت عال بكلمة "نعم" على التعديل تعليقات اوردها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي اوضح خلال اكثر من ثلاث ساعات ان الامر يتعلق "اساسا بضمان المستقبل وارساء اسس عقائدية لا يمكن العودة عنها ابدا".
 وبرر كاسترو تعديل الدستور قائلا انه "كان من الممكن ان تغير الجمعية الوطنية الطابع الاشتراكي للثورة".

 واضاف انه "لم تعد هناك نظريا امكانية" للعودة الى الرأسمالية "ولا يمكن للاعداء ان يهاجموا الطابع القانوني" للتعديل. وقبل ذلك دعا 168 خطيبا بينهم نائب الرئيس الكوبي كارلوس لاخي احد مهندسي الاصلاحات الاقتصادية المحدودة في الجزيرة الى الابقاء على "حزب واحد دائما" هو "الحزب الشيوعي الكوبي".

وكان وزير الخارجية الكوبي فيليبي بيريس روكوي النائب في البرلمان ايضا اكد ان التعديل الدستوري يأتي "من اجل اجيال اليوم وغدا"، ويعبر عن "تطلع الى المستقبل".
 وتحدث وزير الخارجية الذي يبلغ من العمر 37 عاما واصغر اعضاء الحكومة الكوبية سنا عن "الجيل الذي صنع الثورة ويقود اليوم، جيل فيدل وراول" الحاكم منذ 1959.

 وقال ان "الاشتراكية التي لا يمكن المساس بها تأتي للفترة التي لن يكونوا فيها بيننا وتغيب تعاليم فيدل كاسترو ورؤيته التي تجعله يرى ما نحن غير قادرين على رؤيته حتى الآن"، في احدى الاشارات العلنية النادرة الى احتمال غياب القادة الكوبيين. وسيبلغ فيدل كاسترو السادسة والسبعين في آب المقبل بينما احتفل اخوه راول خليفته المعين بعيد ميلاده الحادي والسبعين مؤخرا. من جهته، اكد رئيس اتحاد الطلاب الجامعيين حسن بيريس "لن نتخلى ابدا عن الاشتراكية".

 وقد استمرت اعمال البرلمان في دورة استثنائية ثلاثة ايام اعلنتها الحكومة الكوبية ايام عطلة ليتمكن الشعب الكوبي من متابعة المناقشات في التلفزيون، مما ادى الى شلل شبه تام في النشاطات الاقتصادية للبلاد. وينص تعديل الدستور الذي صدر في 1976 خصوصا على "رغبة الشعب في ان يكون النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي ينص عليه دستور الجمهورية غير قابل للرجعة عنه".

 وسبقت دورة البرلمان "مسيرة طويلة" لا سابق لها جرت في 12 حزيران وشارك فيها اكثر من تسعة ملايين شخص من جميع انحاء الجزيرة وحملة تم خلالها جمع تواقيع 25،99% من الكوبيين المسجلين على لوائح الناخبين ابدوا تاييدهم للتعديل، حسب الارقام الرسمية. ورأى منشقون ان هذا التعديل يهدف في الواقع ال "تقويض مشروع فاريلا" الذي يهدف الى تسهيل انفتاح سياسي في كوبا وتلتزم الحكومة والصحف الصمت حياله.

 وكانت مجموعة من المنشقين عرضت هذا المشروع على البرلمان الكوبي في بداية ايار بعد ان حصلت على دعم اكثر من 11 الف كوبي وقعوا عريضة تطالب باستفتاء من اجل تنظيم انتخابات حرة. وقد اشاد الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر علنا عبر التلفزيون الكوبي خلال زيارته التاريخية لهافانا الشهر الماضي، بهذا المشروع.

(أ ف ب)

#ايلاف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات