أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واضح من الإحتلال















المزيد.....

قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واضح من الإحتلال


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 862 - 2004 / 6 / 12 - 07:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أخيرا صدر أبو القرارت ، وقرار القرارات ، والقرار المنتظر أمريكيا ، القرار1546 والذي شهدت الساحة الدبلوماسية والعلاقات الدولية من أجله نشاطات أمريكية محمومة ، وجهود لم تنقطع أو تتوقف لحظة واحدة في محاولة أمريكية مستميتة لإضفاء شرعية مستحيلة على الاحتلال حتى لو كانت متأخرة أكثر من سنة ، وللتخفيف من المأزق العراقي الذي ظل يضغط أمنيا وإنتخابيا ودوليا ، وخاصة بعد فضيحة سجن أبو غريب المدوية ، وتداعياتها المستمرة في الداخل والخارج !! لقد حضر الجميع بينما غاب العراق ولم يحضر حتى كمستمع أومراقب ليرى ما يدبر له ؟؟ تأتي هذه المحاولة الجديدة لتلميع وتجميل وجة الاحتلال الكالح ، والتخفيف من بشاعتة بمكياج عالمي مشترك ، وهذا المكياج سوف لايحبة الشعب العراقي ، وسوف يتساقط مع الاحداث ؟؟

ويصدر القرار في ظل تداعيات أمنية وسياسية كبيرة وخطيرة ، يقف في مقدمتها تعقد الوضع الامني الداخلي وإنفلاتة وتدهورة ، وتفاقم المشكلات وألأزمات الاقتصادية والمعيشية والنفسية ، وعدم ألأكتراث بحياة الناس وهمومهم وطموحهم الوطني المشروع في تحقيق السيادة الحقيقة والاستقلال الوطني ، وتشكيل حكومة وطنية مستقلة تطرح برنامجا واضحا لمعالجة كوارث الفاشية وإرثها السقيم ؟؟
لقد جاء القرار الجديد بعد مناقشات طويلة في الكواليس ، وتجاذبات وتسويات أملتها المصالح الخاصة للدول الرئيسية ، بين فاقد لحصتة في الكعكة العراقية الدسمة وبين مسيطر ومستحوذ ومنفرد بها ، وبعد خمس تعديلات لغوية ولفظية لم تغير من محتوى القرار أي شئ هام وجوهري ، وهو بذلك يكرس ويشرع الاحتلال ويبقية الى آماد غير محددة، وهنا تكمن الخطورة البالغة للقرار وهو متطابق مع هدف الادارة الامريكية الاصلي ومخططها الجديد في المنطقة والعالم ومشروعها للهيمنة بعد إنتصارها في الحرب الباردة ، وإنطلاق صراعات جديدة تكاد لآتنتهي ، أن مشروع الهيمنة الامريكية يتسارع ويأخذ أشكالا عدوانية سافرة تحاكي أساليب الإستعمار القديم بأبشع صورة وفصولة المدمرة ، ويبقى مثال فلسطين شاخصا وقويا ويدحض الأدعاءات الامريكية لبناء عالم متحضر ، بينما يوصف المجرم القاتل شارون بأنة رجل سلام من الطراز الاول ؟؟ وإن مايجري من حرب عنصرية ضد الشعب الفلسطيني هي للدفاع عن النفس فقط ؟؟
ربما يدعي البعض بأن هذه الاراء من مخلفات الماضي ومخلفات الحرب الباردة ، وأن أمريكا قد تغيرت وهي تقود العالم نحو التحضر والديمقراطية والليبرالية والسلام ، وأقول من الصعب إثبات هذا الكلام السهل والمبسط أبدا ، وهناك أراء قوية ومؤثرة في امريكا كما في كل العالم ترفض هذا المنطق المتهافت ، إن أمريكا إنتصرت في الحرب الباردة ولم تتغير وإن من تغير هو عدد من مثقفي اليسار الذين نقلوا أقلامهم من موقع الى موقع لإسباب وأغراض عديدة بعضها معروف
يكرس القرار الجديد الاحتلال الامريكي لوطننا ، ويحاول إضفاء شرعية مستحيلة ومتأخرة علية ، كما تحاول إدارة بوش إستخدامة لإغراض إنتخابية وللعلاقات العامة والعلاقات الدولية ، وبطريقة فجة ، وهولاشأن لة بالشعب العراقي ومشكلتة الوطنية مع الاحتلال ؟؟
القرار لايقترب من منح الاسقلال ولايحدد أو يناقش آلياتة ولايحدد زمن لة ، كما إن قوات الاحتلال باقية كما كانت بعددها وعدتها وربما تحتاج الى المزيد من القوات وحسب تطور الاوضاع الميدانية ، وتغيير الاسم من قوات إحتلال الى قوات دولية هوتغيير لفظي وشكلاني ، وليس قانوني أوميداني عملياتي ، ولايغيير في صلاحيات وقيادة قوات الاحتلال وتحركها المفتوح في كافة أنحاء البلاد ، حيث هي السلطة الفعلية الحقيقية ، كما إن الثروات الإقتصادية ستبقى بيد الامريكي في كافة المراحل من الحماية الى التسويق والعقود وكل شئ ، كذلك عملية ما يسمى بإعادة الاعمار التي تقودها الادارة الامريكية ، والعقود الخيالية التي تمنحها للشركات القريبة من المسؤوليين الكبار ؟؟
سلطة الاحتلال السابقة بقيادة بريمر ستنتقل الى إدارة جديدة تسمى السفارة الامريكية ، ربما تتكون من 3000موظف ، في نفس المكان الحالي ، لمن هذا الجيش الجرار لإكبر سفارة في العالم ؟؟هل هولتدريس الديقراطية وتثبيتها فقط ؟؟ ما الذي أختلف بين بريمر الحاكم العسكري السابق وليس المدني طبعا وبين الحاكم الجديد نيكروبونتي الذي يعمل برتبة سفير فوق العادة ؟؟
كنت أتوقع منذ البداية إن الاحتلال سيلجأ الى سيناريو الاستقلال الشكلي وتكوين حكومة تابعة بالكامل لة ، وتقوم بإبرام أتفاقيات عسكرية وأمنية وتمنح الولايات المتحد الامريكية العقود الرئيسية للنفط وأعادة البناء ، و تتكون من بعض العناصر التي تتباهى في تأجيرها للمخابرات الامريكية كما أعلن أياد علاوي شخصيا من أنة لايخجل من عمالتة لهذة الاجهزة ، في مفارقة عنيفة سوف تصدم وتهز الوسط السياسي والثقافي والأخلاقي العراقي من هذا الصلف المنفلت ، ورغم التطور العالمي والعولمة الليبرالية ستبقى العمالة من أحط وأقذر المهن ؟؟ وكما حالة الشيخ الياور الذي لم يمارس أو يتدخل في السياسة ولم يطلق كلمة وليس رصاصة ضد الفاشية ، وبخلفياتة العشائرية التي تصلح للعشيرة وليس لدولة عصرية معقدة كالعراق ومرجعياتة السعودية و الامريكية ، كل هذا ينتج شيخا أشتثنائيا يناسب المشروع الامريكي للهيمنة الدائمة على بلادنا ؟؟
أنني أدعو كل من يرفض التعامل مع الاحتلال بهذه الطريقة الذليلة أن ينظم الى عملية حوار وطني موضوعي وهادئ ، يعتمد على مبادئ رفض وإدانة الفاشية الساقطة ورفض الاحتلال المقيت الذي أنتجتة الفاشية ، و أن يبادر الجميع لطرح برنامج وطني ضد برنامج الاحتلال وجداولة وخططة وأساليبة التي تهدف للاستمرار والبقاء تحت أسماء رمزية وحركية لمحتوى واحد هو الاحتلال ؟؟ إن القرار1546 يشكل تطورا نوعيا خطير في تثبيت وبقاء الاحتلال وأغلالة في عنق الوطن؟؟
إن شرعية الاحتلال من عدمها وأشكاله يقررها الشعب العراقي ، ولاتوجد مرجعية غير المصالح الوطنية المتعارضة مع الاحتلال جملة وتفصيلا ، ولايلتزم شعبنا غير بهذه المنطلقات والاهداف المشروعة في التحرر والاسقلال ، حيث يوجد شكل واحد للاستقلال والسيادة الكاملة غير المنقوصة ، التي تمارس على الارض والأجواء والثروات والحدود ؟؟ كيف تمارس هذه الحقوق الان مع وجود حوالي200000 ألف عسكري ومرتزق أجنبي يقودون ويوجهون كل شئ ، حتى السجون رغم كل الجرائم والفضائح ؟؟
أخيرا لجأ الجانب الامريكي الى حجة التدهور الامني ، وهنا لابد من التذكير بمسؤولية الاحتلال عن ضبط الامن وعن تدهورة أيضا ، وهناك شواهد كثيرة عن الدور المقصود والمتعمد للاحتلال في ما وصل إلية الوضع الامني ؟؟ فمالذي عملوه خلال سنة غالية وثميتة مرت علينا وسط الحريق المتصاعد ؟؟ لماذا تباطأو في إعادة تشكيل أجهزة الشرطة وتدريبها وتجهيزها بالمعدات الحديثة والمتطورة التي يملكونها ؟؟ لماذا لم يكشفوا للناس حالة واحدة من العمليات الارهابية الكبيرة ؟؟ لقد أرادوا أستمرار الوضع المنفلت ليأكدوا الحاجة العامة لهم ، ثم تأتي حكومة معينة من قبل الامريكي لتطالب قوات الاحتلال بالبقاء لحمايتها وترفض تحديد موعد لإنتهاء هذه الحماية كما ترفض تحديد صلاحيات قوات الاحتلال ؟؟ هل نحن بصدد أم المهازل جديدة ؟؟
أنني لاأتوقع أى تغير كبير في وضع الاحتلال وحالتة قبل القرار1456أ وبعدة ، أوقبل موعد 30 حزيران أ وبعده ، وأن التغيير يأتي بة الموقف الوطني الواضح والمتطور ؟؟ وإن مستقبل الحكومة الراهنة سيذهب الى النسيان مثلما كان مصير مجلس المحكوميين الذي كان بلا طعم أو رائحة أو مهام ، لكنة قد يؤسس لمشاكل وأمراض لاتنتهي بسهولة ، وهذا أحد مقاصد الاحتلال ؟؟



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر وتنوية /عن طاهر البكاء مرة أخرى
- رسائل لم تصل /الى ستار غانم راضي ...............سامي
- القسم الاول:دعوة لتقييم أسباب صعود وسقوط الفاشية في العراق
- شهادة من الزمن الفاشي / هذا الوزير عذبني بيدية
- المشروع والمجزرة / لكي لاننسى
- رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واضح من الإحتلال