أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - لحظات قبل وصول عزرائيل














المزيد.....

لحظات قبل وصول عزرائيل


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فوجئت وذعرت حينا تناهي لمسمعي خبر دخول صديقي سلطان الى المستشفى على اثر جلطة قلبية وهومعلق بين الحياة والموت ,و هرعت من لحظتي اليه هناك في غرفة العناية المركزة ,, وفعلا تبين ان وضعة حرج جدا وهو في غيبوبة كاملة وقد يفارق الحياة في اية لحظة ,,, منظر صديقي سلطان وهو يغط في غيبوبته كان بالنسبة لي كارثي ولم اتمالك نفسي واطلقت العنان لدموعي لتنساب مدرارا على وجنتي حزنا وقهرا واسفا ,و كيف لا وهو رفيق عمر لي منذ كنا في الدراسة الابتدائية !! وخصوصا انه يشاركني نفس افكاري العلمانية المستنيرة ولا يطيقكل ما يمت للدين بصلة ( ايضا مثلي ).
وبينما كنت في صالة الانتظار والحزن يعتصرني اخذت ادعو لله ان ياخذ بيده ويشفيه ولم انتبه لحظتها ان احد اصدقائنا المشتركين ( وهو مؤمن ) ينظر الي بابتسامة خجولة ويقول لي : أرايت ها انك ترفع يديك الى السماء وتتضرع الى الله فلماذا كنت تنكره طوال الوقت ؟؟؟ انظر الى سلطان الذي هو على شاكلتك ها هو الان ينتظر عزرائيل !!!!اتمنى ان تتوب الى الله الان الان وتاخذ عبرة من الذي حصل لسلطان !!! أليس الله كبيرا ؟؟؟ انظر ما حصل ؟؟؟
فقلت له : يا هذا ليس الوقت مناسبا للنقاش والجدال , كل يوم يموت ويمرض ملايين الناس والقضية ليست قضية انتقام رباني !!!!!!!!!!فقال لي : انما اردت نصحك فقط لانني احبكما واحب الخير لكما . هل تعلم ان اهل سلطان الان محرجون,, وها هم يحضرون الان ويتهياون لمراسم الجنازة وأمام المسجد يرفض ان يصلي على سلطان في حالة موته ( يا جماعة الرجل لم يمت بعد!!!! )لانه لم يصلي لله ركعة واحدة طوال حياته بل ان ينكر الله نفسه !!!!.
وفي اليوم الثالث لوجوده غرفة العناية المركزة بدا يصحو من غيبوته شيئا فشيئا وكان اهله يحيطون به مثلما يحيط الاسوار بالمعصم وكلما نظر المسكين بعين احدهم _وهو انذاك لا يقدر الا على النظر فقط _ تجده ( اي احدهم )يطلب منه همسا ان يحرك اصبع السبابة وان يشهد ان لا اله الا الله ومحمد رسول الله ,,,والمصيبة الادهى ان اهله طلبوا مني بشكل صارم ان لا ازوره في لحظاته الاخيرة هناك لانني قرين السوء والكفر !!!!!وهكذا بدات اطمان عليه وأتلقف اخباره عن طريق اصقائنا المشتركين ,,, والحمدلله في اليوم الخامس بدا يتماثل للشفاء شيئا فشيئا وقد تمت بنجاج عملية تغيير شرايين القلب له واصبح قادرا على تحريك يديه وقدميه وراسه ,,وفي اليوم السادس اصبح قادرا على التكلم والتحدث مع زواره ,, وفي اليوم السابع غادر المستشفى بصحة جيدة!!!!!.
وفي اليوم التاسع فاجئني مفاجاة رائعة حينما زارني في بيتي واعتذر عن تصرف اهله معي,, وأنا بدوري هناته بالسلامة وعبرت له عن فرحتي الكبرى برؤيته سالما مشافيا وابديت له تفهمي لتصرف اهله وانه تصرف لا غبار علية نظرا لمفاهيمهم وعقليتهم ..
وبعد ذلك تشعب الحديث بيننا وكان جل النقاش عن تطور العلم والطب وقال لي ان عمليته الجراحية كانت قبل ثلاثون عاما غاية في الخطورة !!!!!,,, وهنا بادرته مقاطعا وممازحا : قل لي يا سلطان هل رايت مستر عزرائيل ؟؟؟؟؟؟ فضحك كثير ا وقال لي :في كل حركة وفي كل نظرة وفي كل كلمة من اهلي واصدقائي كنت ارى عزرائيل وخصوصا وهم كانوا كل همهم ان اموت مسلما ومشهدا !!!! ها ها هاها ( هو يضحك بصوته الجهوري المألوف ) وهم بالطبع يحبون لي الخير ولذلك كانوا يستمهلوا عزرائيل لريثما اشهد( اي اشهد ان لا الله الا الله ومحمد رسول الله ) واموت مسلما,, ولكنني حين لم اشهد( اشهد لا اله الا الله ....الخ ) لم ياتي عزرائيل .
ما اروع صديقي سلطان وما اشجعه حين لم يرتعب من مستر عزرائيل بل ان الذين ارعبوه بحق هم اهله وذويه ومجتمعه المتخلف



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع ..................الله جزء 12
- أرادوا تسميتها حورية
- حب في الوقت الضائع
- لقاء مع .............الله جزء 11
- الحصان الملجم حين يكون مسلم
- لقاء مع ....................الله جزء 10
- لقاء مع ...........................الله جزء 9
- الدائرة الوهمية وقصة اجدادي
- لقاء مع ...................الله جزء 8
- جدتي والاثاث مثلما الاسلام والشريعة مع التراث
- لقاء مع ...........الله جزء 7
- لقاء مع .............الله جزيء 6
- لقاء مع ..........الله جزيء 5
- لقاء مع ..........الله الجزء 4
- لقاء مع ..........الله الجزء 3
- لقاء مع ...............الله جزيء 2
- لقاء مع......... الله الجزء 1
- ثبوت تحريم الانترنت اسلاميا
- مناجاة الهي ...بطريقة مغايرة
- تركيا يا مسلمين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - لحظات قبل وصول عزرائيل