الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 05:08
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مرة اخرى يلجأ وزير المالية، بنيامين نتنياهو، الى الديماغوغيا لتجميل صورة سياسة الليبرالية الجديدة (نيوليبراليزم) التي ينتهجها في المجال الاقتصادي – الاجتماعي والتي مدلولها الاجتماعي والطبقي اغناء الاغنياء وافقار الفقراء وتعميق التقاطب الاجتماعي. فأمس الاول، الثلاثاء، وامام الهيئة العامة للكنيست، وفي أثناء تقديمه "اقتراح تعديل ضريبة الدخل" ألقى نتنياهو "قنبلة"، كما وصفتها وسائل إعلام البلاط السلطوي، باعلانه عن النية في تخفيض الضريبة المضافة من (17%) الى (16%) واحتمال تخفيضها الى (15%)!! وادعى نتنياهو ان الهدف من التعديل الضرائبي هو تشجيع الاستهلاك بين أصحاب المداخيل الدنيا المنخفضة والمتوسطة!!
اننا مع تخفيض الضريبة المضافة الشرائية اضعافًا مضاعفة عمّا يقترح وزير المالية، خاصة وان نسبة الضرائب الشرائية غير المباشرة في اسرائيل تعتبر من اعلى النسب في بلدان العالم الرأسمالي، وتؤثر سلبًا على مستوى استهلاك ومعيشة اصحاب الدخل المنخفض والمحدود من العاملين ومستلمي مخصصات التأمين الوطني المختلفة. ولكن، حسب رأينا، ان "قنبلة" نتنياهو فارغة وتوقيت القائها ليس وليد الصدفة. فتخفيض الضريبة المضافة يا نتنياهو بواحد في المئة لن يحسن ويشجع الوضع الاستهلاكي والمعيشي لأصحاب الجيوب المخزوقة من الفقراء والعاطلين عن العمل. فتحسين وتشجيع استهلاك اصحاب دخل تحت خط الفقر من العاطلين عن العمل ومستلمي مخصصات التأمين الوطني يستدعي يا نتنياهو توفير اماكن العمل ومحاربة البطالة وعدم تقليص المخصصات للمحتاجين كما نهجتَ في اطار خطتك الاقتصادية الكارثية. فتخفيضك المقترح لن ينقذ الفقراء والعاطلين عن العمل من براثن الحاجة الى سلة استهلاكية توفر لهم حياة طبيعية كريمة.
ومقابل الاقتراح بتخفيض القيمة المضافة بواحد في المئة التي يستفيد من تخفيضها الفقراء والاغنياء فإن الشيء الجوهري في تعديل نتنياهو المقترح هو تخفيض ضريبة الدخل عن الشركات وأصحاب المداخيل الدسمة العالية من أرباب رؤوس الاموال. فبعد ان خفض نسبة ما تدفعه "القطط السمان" من ضريبة دخل من (46%) الى (36%) فانه يقترح حسب تعديله المقدم تخفيض النسبة الى (30%) حتى العام الفين وسبعة!! ففي وقت يجمد فيه نتنياهو ويخفض الاجور الرسمية والحقيقية للعاملين فانه، يقدم التسهيلات الضرائبية للاغنياء ويزيد عمليًا من مداخيلهم.
إضافة الى كل ذلك فإننا لا نستبعد ان تكون وراء التعديل الذي قدمه في المجال الضرائبي محاولة من نتنياهو ليرفع من أسهمه في السوق الجماهيرية وبين أوساط ارباب الاعمال، خاصة على ضوء الصراع في داخل الليكود وتجهيز نتنياهو بدلته لاستبدال او وراثة شارون في رئاسة الحزب والحكومة.
واخيرًا فتعديل نتنياهو ليس أكثر من عملية تجميلية لطمس حقيقة ومدلول سياسته الليبرالية الجديدة المعادية لمصالح العاملين والفئات الاجتماعية المسحوقة. والمطلوب هو تغيير جذري لهذه السياسة الاقتصادية الاجتماعية الكارثية.
("الاتحـــــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟