سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 06:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الجرذُ – الـمعجزةُ ( قياساً على الطفل – الـمعجزة ) ، دنان الباججي ، كان أول من يغادر السفينة الغارقة ، من أعضاء مجلس المحكومين ( الـمركولين ) ، وقد تلاه محمود عثمان ؛ وشــرعَ فلانٌ وعَلْـتان يتذكرون أن الصيف آتٍ ، وأن لهم عوائلَ تقيم في أوربا منذ دهورٍ . أمّـا الآخرون فقد اختفوا عن الأنظار ، ملتجئين إلى الحماية الذاتية ، بعد أن حُرِموا الحمايةَ الإستعمارية ، إثْـرَ انتهاء دورهم الـمشين في التغطية على حكم الـمحتلّـين المباشر .
الـمثيرُ في الأمر ، هو أن مغادرة الجرذان تتـمُّ مع صدور قرار مجلس الأمن بصدد تحويل الإحتلال إلى استعمار ، واحتمال تعزيز الجيوش الأجنبية ، هذا الصيفَ ، بوحداتٍ جديدةٍ ( أميركية بخاصّــة ) …
فهل أدركَ نَـهّـازو الفُـرَص هؤلاء أن القادمَ أدهى وأمَــرُّ ؟
هل تلقّـوا إشارةً تقولُ : السلامةُ قبل الندامة ؟
أَمْ هُـم مُـدَّخَـرون إلى يومٍ مختلفٍ ؟
*
لا أعتقدُ الهروبَ الكبيرَ منقطعَ الصلة بطبيعة قرار مجلس الأمن الـمتـخَـذ بالإجماع ؛ إذ أن هذا القرار هو من الضعف والإرتباك واللاجدوى بحيث يتساوى فيه التوقيعُ وعدمُ التوقيع ، الإجماعُ واللاإجماع ، الرضا والقبول …
إنه قرارٌ يعالجُ محنة جورج دبليو بوش الداخلية أوّلاً .
أمّـا على الأرض العراقية فليست له من قيمةٍ تُـذكَــر .
بل لقد راكَـمَ ارتباكاً جديداً على ارتباكٍ قديم .
*
سوف تشتدُّ النوائبُ …
ولسوف يسيل دمٌ غزيرٌ …
الـمحتلّـون سيغدون أشرسَ وأشنعَ .
وما دام الحلُّ السياسيّ ( أي الجلاء ) مستبعَـداً ، فلسوف يظلُّ الخَـرقُ يـتّـسِـعُ على الراقِـع .
لندن 10/6/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟