أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!














المزيد.....

فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 06:56
المحور: القضية الكردية
    


"تمخض جبل فولد فأرة " بهذه العبارة يمكن التعليق على خيبة الامل التي اصابت الاحزاب القومية الكردية بعد صدور القرار الجديد من مجلس الامن المرقم (1546 ) . فقد هدد مسعود البارزاني وجلال الطالباني رئيسا الحزبين الحاكمين في كردستان العراق بالانسحاب من الحكومة المؤقتة اذا لم يتضمن القرار اشارة الى قانون ادارة الدولة الانتقالي الذي صادق عليه مجلس الحكم المنحل ، والذي يشير بغموض الى ما يسمى بالفدرالية للاكراد ،وهو ما اعتبره الحزبان في حينيه " مكسبا كبيراً " تحقق على يد هذين الحزبين ، و وفاءً من " صديق الشعب الكردي " أمريكا وعرفانا منها بالجميل الذي قدمه هذان الحزبان لها والذي يتمثل بمساعدة ومؤازرة امريكا وحليفاتها في احتلال العراق.
الواضح ان امريكا أخذت تهديدات السيستاني محمل الجد ، تلك التهديدات التي تدعوا الأمم المتحدة الى الامنتناع عن الاشارة الى قانون الدولة المؤقت ، وهذه التهديدات تدعوا بصريح العبارة الى الوقوف بالضد من تطلعات هذين الحزبين ، وقد جاء القرار وفق طلب السيستاني مما يعتبر مكسباً سياسياً له. هذه الحالة تؤكد بوضوح المحاولات التي تقوم بها بعض الاطراف السياسية العراقية لبحث دور لها في المعادلة المطروحة الآن ، في الوقت الذي يغلي فيه المجتمع في العراق حقداً وغضباً على سياسات أمريكا ، تلك السياسات التي أدت في جانب منها الى خلق الارضية المناسبة لنشوء وترعرع الاسلام السياسي .
منذ أمد طويل، والحزبان الكرديان يملأن كردستان والمنطقة ضجيجا ويطبلان ويزمران لامريكا وسياساتها في العراق وكون امريكا "قوة محررة " لا محتلة ، وهي "صديقة للاكراد" وسوف تفي بكل وعودها التي قطعته لهذين الحزبين باعطاءهما دورا متميزا في رسم مستقبل العراق السياسي ، ووفقاً لهذا المنطق استطاع الحزبان الى حد ما تضليل قسم من الجماهير وذر الرمال في عيونها وكان لبعض من المثقفين القوميين الاكراد دوراً مهماً في عملية التضليل هذه ، وقد اعتبروا مَن هُم خارج هذه الدائرة الفكرية السياسية اعداء لمصالح الشعب الكردي !.
لكن وقائع الامور لا تثبت فقط عكس هذا المنطق فحسب ، وانما تؤكد دون لبس ماهية موقع هذه الاحزاب وما تحملها من " قضية " لدي واضعي السياسة الامريكية، في الوقت الحاضر على أقل تقدير. سياسة امريكا هذه تثبت مرة اخرى للقاصي والداني بانها لم ولن تكن صديقة الشعوب، بل انها دولة الارهاب ، وان سياستها لا تحوي سوى على البؤس والحرمان والشقاء وخنق الحريات ومحاربة الشيوعيين والاشتراكيين والتقدميين واطلاق يد القوى الرجعية لمحاربتهم.
ان الاوضاع السياسية في العراق مقبلة ومفتوحة على كل الاتجاهات والاحتمالات ، الا ان السياسة الامريكية واضحة لمن يريد ان يكون واقعيا مع نفسه ، فهي تريد الاعتماد على اكثر القوى رجعية في المنطقة ، قوميين كانوا أم اسلاميين ، ولكن من الطراز المهادن للسياسة الامريكية ، وما التطورات الاخيرة سوى مؤشرات على احتمال قيام دولة شبه قومية مطعمة بعناصر اسلامية في بغداد ، على غرار ماهو موجود الآن في تركيا ، تحقق لامريكا غاياتها، وهو ما يبدد الكثير من احلام هذين الحزبين ، وهذا هو بالتحديد هاجس الخوف الذي يراودهما وليس مصير ومستقبل الجماهير في كردستان ، فحل المليشات ، وكانت الكردية الابرز فيها ، كما أكد أياد علاوي ، تلك الميليشيات التي كانت ولازالت وسيلة هذين الحزبين في فرض سيطرتهما على كردستان ، وافراغ " الفدرالية من محتواها "، وهي فارغة المحتوى اصلا ، برفض تبني قانون الدولة المؤقت في القرار الاخير لمجلس الامن .
بالاضافة الى خطة قوات الاحتلال في ارسال قوة عسكرية كبيرة من كوريا الجنوبية الى كردستان ،هي دون شك مؤشرات تدل على الميل التدريجي لامريكا في تهميش دور هذين الحزبين شيئا فشيئا ، في الوقت الراهن على أقل تقدير ، وهو ما اثار غضب قادتها حينما ارسلوا رسالة استغاثة الى بوش حول هذا الموضوع.
‏الخميس‏، 10‏ يونيو‏، 2004



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى الرجعية، أداة امريكا في العراق !
- الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !
- شبح الارهاب
- لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا
- المزاج العام في العراق ليس اسلامياً
- في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياسا ...
- كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
- الفدرالية مشكلة أم حل !
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ...
- ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن ...
- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...
- بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن ...
- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله صالح - فدرالية البرزاني والطالباني في مهب الريح ؟!