بدء اقف اجلالا لكل شهداء الطيف العراقي ,الذين اغتالتهم يد صدام واعوانه الاثمه ,ثم ابتهل للعلي القدير ان يفرج عن كرب اخواننا في سجون النظام ,واحيي كل عراقي شريف ممن لم تتلوث يداه بوحل خطايا صدام وجرائمه والعن كل من فكر وخطط وعمل على تدمير عراقنا الحبيب وزج بشعبنا الطيب في بحور الدم والظلام والتغييب.
اعرف ان ما سيرد في هذا المقال لن يروق لبعض (المناضلين ؟؟؟؟من البعثيين وامثالهم الذين عملوا مع النظام وازرروه وانتفعوا من تناياه ومن اصحاب دعوة المسامحه العجيبه) لكن اود ان اوضح بان ما سيرد هو محاولة متواضعه لتحلبل ما وصلنا اليه و اسبابه ودور من كان له دور فيه بشكل وباخر...ومن عراقي حاله حال الكثير من حال العراقيين الذين عاشوا تجارب السجن والاعتقال الدوري في دهاليز النظام وسجونه.................................
فشعبنا العريق الذي وضع اللبنة الاولى في الصرح الحضاري الانساني وعلم الاخرين كيف يمسكوا بالقلم وهو اول من ابتكر واشاد وعمر..واول من سن للحياة والانسان قانونا وللارض نواظم وسدود وللعلم قلما ودواة.
وهذاالارث التاريخي الضخم في السفر الانساني اضاف لاهل الرافدين خصوصيات و صفات انسانيه انفردوا في بعضها عن غيرهم من الامم والشعوب,وانجب قوافل من المجاهدين والعلماء والفلاسفه ....لكني هنا لن اتناول من هذا و ذاك شيئا ..بل ساتناول من السلوكيات التي بدرت والصفات التي تجلت ما ساعد حاكم الظلام و السوء صدام واعوانه من التمكن من العراق واهله والوصول بهم الى ما وصلوا اليه ...
قبل كل شئ فان الدوائر الصهيونيه والدوليه ومن اصطف من العرب في هذا الصف الشرير ,والراميه بالعراق و شعبه سوء ((جاءت بحزب البعث الى السلطه وفي خلسه من الزمن انجب رحمها مسخا ))..فكان صدام الذي استخف بالشعب العراقي العريق وتلاعب بمقدراته وسعى اول ما سعى الى تطوير مكتب العلاقات العامه سئ الصيت الذي اشرف عليه شخصيا وكان هذا بداية عهد الظلام ومن ثم مهد لانشاء مجموعه اخطبوطيه من الاجهزة الامنيه والمخابراتيه المدنيه والعسكرية تدعمها ميليشيات حزب البعث المأبون وبمؤازرة مجموعة كبيرة من ضعاف النفوس كمؤسسة للوشاية المنظمه , ومن الطبيعي ان هؤلاء (وهم اعداد كبيره لا يستهان بها ) لم يات بهم النظام من المريخ بل هم عراقيون لديهم من الاستعداد والقابليات على تنفيذ اية مهمه مهما كانت بشاعتها و قذارتها بشكل لم يحلم به حتى صدام نفسه .اي ان النظام قد بذر بذرة السوء ولكن للاسف وجد التربة الخصبة ومن هنا وبهؤلاء بدء النظام العمل على تخريب وهدم الارث العراقي ,فالانسان , والعائله , والمجتمع باسره بسقيهم السم وعلى جرعات وافسادهم وادخال افكار وتطبيقات منافية لقيم و اخلاق العراقيين ورفع ومجد (اقرانه) من المجرمين والقتله من اصحاب السوابق وممن لا اصل لهم , وحشر الشرفاء والعلماء ورجال الدين و الصفوة في سراديبه المظلمه التي لا تؤدي سوى الى قاطع الاعدام. واجاد النظام في انتهاج سياسه السوط بيد والمال في اليد الاخرى بل قل الاعدام مقابل الاثراء الفاحش وهذا ما زاد في غي اجهزته و طوابير الوصوليين لضمان السلامه اولا والتمتع باكبر قدر ممكن من خيرات الشعب المقهور التي تزيد طرديا كلما زاد عدد الضحايا الابرياء ..وهنالك الكثير ممن تطوع ومن تلقاء نفسه للخدمه وقد ابدعوا في ايذاء اهلهم وبني جلدتهم ..فمن كتب التقرير هو عراقي ومن تفنن في داخل السجن بانواع التعذيب البشري واللابشري هو عراقي ..ومن حاكم محاكمه صوريه ( وجلهم ليسوا من اهل القانون ) بلا اي ضمير او وازع انساني هو عراقي ...والمنفذ بدم بارد ايضا عراقي ...والضحية ......!!!! وهنا يقف شارون وبيغن كحمائم سلام مدهوشه امام صدام وجرائم ازلامه.
لقد لام الكثيرون الضحيه ان لم نقل قد لعنوه واتهموه بالمروق والعصيان لمناطحته الدوله دون ان يتبينوا الحقيقه , بل ان الكثير منهم يعرف في قرارة نفسه انه مظلوم وانه من الممكن ان يكون هو الضحية القادمه..وتهافتت اعداد اخرى لكسب ود النظام ورضاه وقامت بفظائع يقرف منها الضمير الانساني , ولو قلبنا السجل السجل البشري لا نجد لها مثيلا مثل قتل الابن (فداء) للقائد او ابلاغ السلطات عن الاخ او الزوج الرافض لخدمة جيش النظام وغيرها من الاهوال مما ترسخ في الذاكره العراقيه ولم يحفظ ماء الوجه .بل ان هناك من تبرأ علنا (دون ان يطلب منه ذلك ) من اخيه او قريبه لان النظام غير راض عنه .وهناك من تمنى ان يحظى بما حظي به ذوي قتلى حرب ايران من امتيازات ومكافئات فتمناه لاقرب الناس ....وهناك وهناك ...مما يندى له الجبين خجلا ...
انها وصايا ميكافيلي الدنيئه لتلميذه الخارج من رحم المجهول والمهموز في اصله فكانت الماكنه الدمويه الصداميه التي سحقت عجلاتها النفس العراقيه الزكيه ..ولطخت اكبر عدد ممكن من الايادي بالدم ليخلق له درعا..وعملت على تصدير الازمات الداخليه الى الجوار بحروب دمويه فاقحم العراقيين في حربين شرستين لا اود الخوض في تفاصيلهما لانهما وصمة في نفوس معاصريها قبل ان تكون نقشا للتاريخ ..
ان النظام قد اجرم و اباد واحرق واهلك ولم يراع في ذلك كله حتى عرف الحيوانات او شرائع الغاب.ولم يحدث هذا من فراغ وبلا عون ولم يستعن باجانببل انه قدم الطعم المر مغلفا بالعسل ووجد الاعداد الكبيره ممن يروم التهامه فسخرهم ايما تسخير ...بعدما استخف بهم وهناك يصدق قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ...فاستخف بقومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين ....صدق الله العلي العظيم )سادتي اننا نحصد ما زرعناه ....ومن يزرع الشوك ......ماذا سيحصد ؟؟؟.
لكن الطامة الكبرى ان اعدادا كبيرة من ازلام النظام ورموز اجهزته العسكرية والامنية والمخابراتية والاعلامية ( من المنافقين والمتملقين –الصحفيين والشعراء والادباء )الذين كان لهم دور مؤثر و فاعل في معاناتنا من امثال الخزرجي والسامرائي وخالد ساجت الجنابي و نجيب الصالحي وغيرهم من منتسبي الجيش العراقي الذي وللاسف لا تختزن الذاكره العراقيه بعمل بطولي شريف له ..فهم الذين سحقوا الانتفاضه وابادوا شبابها ودفنوهم احياء وهدموا دور الله ومراقد الائمه الاطهار (ع ) وادار البعض منهم وهو نفس الجيش الذي كان له اسوء الادوار بقتل ابناء الشعب من الاخوه الاكراد وحرقهم المأبون سعيد حمو وابادهم علي كيمياوي والخزرجي بالكيمياوي في سابقه فريده لا تجد لها نظير في التاريخ...وهو هو الجيش الذي شن حربين قذرتين على الاخوة الجيران ...والمنافقين من الاعلاميين الذين طبلوا وزمروا لصنمهم وفرعونهم الاكبر والهوه من امثال اللامي والعلوي والبزاز وغيرهم كثير ومن منهم من يدعوا لمسامحة هؤلاء جميعا والبدء بصفحه جديده ولااعرف على اي اساس ان يدعوا بهذه الدعوه ومن اجاز له ان يفصل ويتفاصل بحقوق الاخرين فمثلا اني لم اعطه توكيلا للعفو عن العسكر الذين قتلوا ابي في الانتفاضه و هدموا دارنا او عن وفيق السامرائي حين افقدني البصر في عيني اليسرى او عن فنون العذاب على يد خالد الجنابي ....واني اذ اسرد امثله خاصه اعرف ان هناك الكثير من العراقيين النبلاء الذين دفعوا اكثر و اكثر انما قصدت ان اسائل اهل السماح وبالملموس العجيب ان هؤلاء لهم الان الحظوة من جديد ويا لسخريات القدر ام يا لمهزوميتنا ان نعطي الجلاد دور المنقذ ...ويحتضنهم بعض اهل المعارضه بداعي الحاجه الامنيه والسياسيه او انهم قد احدثوا شرخا بهيكليلة النظام بهربهم او ان مفروضون من الامريكان وكان هذا ليس من الواقع بشئ
نحن ضحايا النظام من السجناء ومن المهدمه دورهم والمقتول اهلهم .. وانتم من حولتم احلام اطفالنا و احلامنا الى كوابيس مرعبه عندما انتهكتم حرمة بيوتنا وحرمة غرف نومنا كزائر الفجر ( دراكولا ) نرفضكم .زلا .زبل .. نلفظكم.كما يلفظ الجسد قيحه ..وانتم يا اعلاميوا النظام من السابقين و اللاحقين يا من افسدتم الافكار وسممتم العقول ..الى تبقون تلعبون على الحبال و تميلون حيث يميل الهوى ..زان العراقيين جميعا يعرفون ان هؤلاء جميعا لم يرفضوا النظام او تمردوا عليه بل ان دورهم انتهى او ان النظام قد غضب عليهم اما لسرقة او التجاوز على احدى محضيات النظام من الغجريات .لست وصيا و لا حاكما لا قبل التوبه او لا ....لكن ليس من المعقول ان اسلم رقاب اطفالي الى من شارك في ذبح البلد..وسحق الزهور و قتل الطيور ..واتسائل .. هل يمكن ان يقود الجلاد الضحيه في الداخل و يلحق بها في المنفى ..انها لتستحق الموت ان قبلت او صمتت وهي ترى هؤلاء يحاولوا ان يجدوا منفذا او يضعوا موطا قدم جديد ...وعلى اهل العراق من الاكثريه و اقصد هنا نحن الشيعه ان نعتبر و لا نكرر ما حدث للبلد بعد ثورة العشرين .. اي ان يقوموا بالثوره ويدفعوا التضحيات ومن ثم تاتي الاقليه و تستلم الحكم على طبق من ذهب وهنا لست بطائفي انما الحقيقه هي ....ومن يريد ان يسامح اقول له سامح في حدود حقك ان كان لك حق ..وللمعارضه الشريفه اقول اعملوا بمصداق الاية الكريمة ( ان الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما بانفسهم )وان تدرس اسباب وقوعنا في الهاويه وان تعمل مخلصة ناكرة للذات لا من اجل المناصب فصدام يا صالحي رئيس وهو الان منبوذ وان نعمل مخلصين في سبيل ايجاد مخرج من نفق النظام المظلم وان نلفظ الذين كانت لهم يد طولى في الداخل و معاول هدموا بها النفوس و دبابات سحقوا بها البيوت ومشانق اعدموا بها من شاؤوا وقتما ارادوا ..واقلام الهوا بها صنمهم الطاغيه ...وان تتوكل على الله لا على غيره و تعتمد على الشعب الذي لا رصيد لها عنده ان لا اقل لا يعرفوها وهذا هو الحد الادنى من القليل الواجب ..فان لم تستطع فالاولى بها حينها اعلان عجزها او الانسحاب الى الظل...
زهرالدين الحمداني ---امريكا
[email protected]