|
أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 04:49
المحور:
القضية الكردية
انجز العقل السياسي الكوردي مهمات معقّدة منذ السقوط الى اليوم ، فيما كان يعتقد البعض ان تلك المواقف الكوردية التي رافقت تشكيل مجلس الحكم ..واقرار قانون الدولة المؤقت ..وتشكيل الحكومة الى غير ذلك من القضايا ذات البعد المستقبلي.. بما في ذلك الموقف من قرار مجلس الأمن 1546 ..هي مواقف مناورة للحصول على مكاسب سريعة من باب الحقائب الوزارية..والرئاسة..او رئاسة الحكومة.. وانا اظن ان الكثيرين من المراقبين السياسيين يشاركوني الرأي.. ان العقل الكوردي يثمر رؤية مستقبلية إقليمية تتجاوز الفكر الديني أو الانتماء القومي الى..تصور سياسي مشوب بالعقلانية والعقل العلمي الذي يلم بقضايا الحياة والعلوم والسياسة وبناء المجتمع والمرأة والشباب والطفولة، ان العقل الكوردي الذي يوثق المعاناة الطويلة لايطالب الساعة بتحقيق مطاليب ستينية.. بل ان تطور الفكر الأنساني ونشاط النخب السياسية وانتمائها الى المجتمع الدولي وعلاقة العقل العلمي الكوردي بالمؤسسة الإنسانية في مجال البحث والحوار والابتكار وميادين حقوق الأنسان منحنا فرصة لتأمل المتحقق في بنية الفكرالكوردي ..وطرائق التفكير وقوة الموقف في معالجة قضايا مصيرية حساسة بمنظور عصري وحضاري ينتمي الى عصر اليوم ولايعود الى الخلف.. وفيما يشعر الكورد بألغصّة من مواقف حلفاء الأمس الذين كانت كردستان بألنسبة اليهم ملاذا وقلعة للنضال والمطاولة والعبور الى العالم والى الداخل..تتكشف حقائق مرّة تهدد مستقبل العراق السياسي والفكري وبنية العقل العراقي القادم.. ان الكورد اليوم يمنحونا فرصة لأبتكارمعنى (الأقلية الكاسحة) بألمنطق والعقلانية والحداثة والقيادة التاريخية التي يمثلها دم جديد في صورة الشباب الذي يشارك السيدين البرزاني والطالباني من النخب الشابة السياسية ..ونماذج من المرأة الكوردية العصرية التي ترسم ملامح المرأة العراقية القادمة من المستقبل وليس من القرون الهجرية المشحونة بالتراجع الفاجع؟؟ لقد أثبتت التشكيلات السياسية والدينية التي تحدثت بأسم الأغلبية انها تشكيلات ذيلية تابعة ـ غير مسموح لها ان تقدم قيادة تاريخية للأغلبية ..قيادة حديثة متحضرة ، وذلك لأن القوى الإقليمية التي تشكل هذه الأحزاب صدى لأرادتها في العراق، لاتسمح ان تكون هذه القوى الدينية التي تحكي عن الأغلبية ..غير صدى لسياسة القرن الثالث الهجري والفتنة الكبرى ..وخلافات الأمامة والخلافة ..وفيما تتجه سفينة الحاضر الى امام مثل كاسرات الثلج تتجه القوى الحليفة للكورد الى الخلف حيث منبت الفكر الديني السقيم والمفاهيم الديموقراطية الدينية المحدودة جدا والى والأرتجال الخطابي الروزخوني الذي افقد الأغلبية فرصة القيادة الى الأبد كما همّش دورها في صياغة الغد بسبب انتمائها الى الماضي ..والى فكر إسقاطي يقوم على إسقاط الإشكاليات التاريخية والعقائدية على مشاكل حاضر مختلف..وقد غبنت هذه القوى القاعدة العريضة من أبناء الأغلبية الذين ينتمون الى الحاضر بكفاءة العقل العراقي الحديث وحجبت عنهم فرصة المشاركة في بناء الغد بسبب التراتبية الأكليركية الدينية وذيلية المعتقد وانتمائه الى الماضي الخارج من سياق الأولوية التاريخية الآن. وبكل اسف ، ان الحركات المحسوبة على اليسار من حلفاء الكورد غلّبوا انتماء العقيدة وليس انتماء الفكر والعقلانية السياسية ومضوا خلف التراتبية الأكليركية التي تلغي المكانة العلمية والعقلية وتطلق التبعية الديماغوجية الهوجاء ..مما اخرج صورة قوى اليسار التي حمتها كردستان الى العلن كما لو انها رديف سرّي لقوى دينية طائفية تأتمر بأمر القوى الأقليمية النكوصية المنتمية الى صراعات الأمامة والخلافة وليس بأمر الفكر الحديث السياسي او الأجتماعي الذي يدعون الأنتماء اليه..وهكذا تبدوا خيبة الكورد كبيرة في مواقف حلفاء الأمس الذين يقولون ان اثارة هذه القضايا الآن ليس في محلّها فيما المقصود هو التطيّر المدغم والمعلن من الفيدرالية والديموقراطية ..والعقل العلمي والفكر المتنور الحديث الذي قدمه الكورد خلال عام ونيف من صراعات بناء دولة العراق المستقبلي العراق المشع بالحداثة والتنوير وليس العراق السوداوي الذي يواصل مسيرة جلد الذات والجسد بأتجاه القرون الهجرية السحيقة.. لقد مثل الكورد عقلية الغد وصورة لمستقبل الأنسان العراقي المتحرر فيما مثلت التشكيلات الدينية والطائفية وبعض اليسار وبعض العلمانيين بأنهم صورة النكوص والانتماء المدغم وجلاء مواقف النخب بين هؤلاء ممن يسهل تجييشهم في حملات هوجاء مثل الرعاع والدهماء لتحطيم الخصم والصديق كما حصل في تدمير البلد وسرقته وبيعه محطمتا في أسواق الخردة الوطنية.. فيما تثبت الأقلية الكوردية انها اقلية كاسحة بألعقل والفكر النير والمنطق والحداثة ..انصفوا الكورد وامنحوهم فرصة بناء العراق المستقبلي وليس عراق البكاء والنكوص وخواء النخب وذيلية الأغلبية لقوى الأقليم ..وافتقادها القيادة التاريخية . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم آخـــــــــر
-
قصائد لزمن واصدقاء
-
الحب والبلاد والأسى
-
اوهام
-
حماقة التغيير
-
صحفيون
-
الرسائل قداس ايامنا
-
وردة السايكوباث/ قصيدة
-
اميركـــــا..حبيبتي
-
جـحيم المدينة جحيم العربات
-
ألأمــــيركيّـــون
-
من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
-
علم وشعار..وعقلانية
-
مثقفون ..في مقهى ..
-
نســـــــاء
-
لاأستطيع أن أكون كل ألأعداء
-
مقاطع لبلاد نائية
-
بـيـروت2004
-
فــــوضى..ألعمـة أمريكـــا
-
دشداشة المثقف: حاضنة المعرفة..أم قناع ألأزدواج
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|