أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير زعبيه - العرب وايران..صناعة العداوة















المزيد.....


العرب وايران..صناعة العداوة


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 22:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أستغرب اصرار بعض العرب على استعداء ايران وذهابهم الى حد الجهر بالتصريح ان (الخطر الايراني) أكثر تهديدا للعرب من الخطر الاسرائيلي ، والسبب –الظاهر على الأقل- القلق من برنامج ايران النووي - وهو السبب الذي أفرخ أسبابا أخرى , أكثرها ضجيجا تدخل ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال دعم حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وأخيرا دعم الحوثيين في اليمن ويتصل بكل ذلك محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد العربية ، والحقيقة أن اعلان العداء ضد ايران ما بعد الشاه ظهر واضحا منذ انتصار الثورة الايرانية 1979, وبلغ حد الصدام العسكري الذي تجلى في حرب شرسة بين ايران والعراق دامت ثماني سنوات.
بعد أقل من ثلاث أعوام من نهايتها بدأ يظهر الجانب العبثي من تلك الحرب التي أودت بحياة قرابة المليون شخص , فاتفاق الجزائر 1975 الذي ألغاه النظام العراقي عام 1980 من طرف واحد ملحقا بمطالب عراقية كاملة في الاهواز واقليم عربستان وخوزستان وكان أحد مبررات الحرب رجع هذا النظام نفسه واعترف به متخليا عن تلك المطالب , والعرب الذين دعموا العراق تحت مبرر الدفاع عن بوابة العرب الشرقية , هم أنفسهم الذين وقفوا بعد سنتين فقط ضد العراق وساعدوا في دك هذه البوابة وفتحها على مصراعيها أمام الاحتلال الأجنبي ! بعد أن رجعت أمريكا التي قادت الجميع في دعم العراق لتقود ذاك الجميع نفسه في حرب مدمرة ضد العراق نفسه ونظامه نفسه ..كانت الحربان من صنع أمريكي , مرة مع العراق وأخرى عليه , ثم تعمل أمريكا على تجييش هؤلاء العرب ضد ايران , وهي ان كانت تفعل ذلك في كل مرة لحساب نفسها , لحساب مصالحها في المنطقة (النفط واسرائيل) , فما هي المصالح التي تدفع بعض العرب لمعاداة ايران واستعدائها ؟! السؤال نفسه الذي طرح ابان حرب الخليج الثانية اذ بُرر في الأولى بغزو العراق لجارته الكويت , سيما وأن هؤلاء العرب رأوا كيف يتقلب سلوك الادارة الأمريكية في العمل من أجل مصالحها ، دعمت العراق وجعلت منه أكبر قوى المنطقة ثم انقلبت عليه ودمرته وجعلته أضعفها حين اقتضت مصالحها ذلك , لكن أية مصالح للعرب في معاداة ايران الى حد تقاطع موقفهم هذا مع الموقف الاسرائيلي, وكيف يمكن فهم هذه الحالة التي يراد لها أن تكون بما تحمله من متناقضات : اسرائيل عدو العرب وايران عدو اسرائيل والعرب عدو ايران , واذا صحّ ما يروج له من مخاوف اسرائيلية من ايران فهل ما يخيف اسرائيل يخيف العرب في الوقت نفسه ؟! أولم يسأل العرب المنخرطين بحماس في الحملة على ايران أنفسهم ماذا لو تبدل المسلك الأمريكي في لعبة المصالح ؟ جربت أمريكا في حملتها على ايران سياسة الاحتواء ثم العقوبات وحرضت غيرها على الابتعاد من هذه الدولة , فلماذا لا تقترب وتجرب سياسة الحوار ؟ قد تفعل ذلك , ولا شك أن تورطها في العراق وأفغانستان سيجعلها بحاجة الى هذه السياسة بمعنى أنها بحاجة الى ايران, وقد جربت جدوى ذلك في حربها ودخولها أفغانستان والعراق , وهناك من بين سياسييها من يشجعها في هذا الاتجاه ( أنظر تقرير بيكر- هاملتون) والسماح بدور لايران خاصة فيما يتعلق بالعراق , لكن ايران تريده دورا كاملا على مستوى المنطقة وهي تصعّد المواجهة أحيانا وتضغط من أجل ذلك , وهذه مسألة خاضعة للتفاوض وعن طريقه يمكن تخفيض سقف المطالب, وفي سياق كهذا قد تجد الادارة الأمريكية مخرجا لتقليل خسائرها دون التنازل عن مصالحها الاستراتيجية :النفط وضمان أمن اسرائيل ..وعلى المائدة يمكن أن يطرح كل شيء , فالنفط لا مشكلة حوله ,الشركات النفطية تعمل في الخليج بمنتهى الحرية وتحت حماية القوات الأمريكية نفسها ,وايران محتاجة في كل الحالات الى تسويق نفطها سواء كان الزبون أمريكيا أو غيره , أما ما يتعلق بـ(أمن اسرائيل) فبامكان المفاوض الايراني اقناع نظيره الأمريكي بأن بلاده لا تشكل خطرا على اسرائيل كما يروج له الآن , وأن الايرانيين لن يكونوا أحرص من الفلسطينيين على قضيتهم وهاهم اختاروا طريق التفاوض مع الاسرائيليين وقد سبقهم عرب الى ذلك وآخرون على الطريق , كل ذلك على أن يسلم الأمريكيون بالدور الايراني , وسنسمع بعدها ما يؤكد أن لا نية عسكرية وراء برنامج ايران النووي , أما الارهاب فتدرك أمريكا أنه تهمة رحالة تلاحق بها من تعتقد أنه يعرقل مصالحها , ولم نر مسؤولية ايرانية مثبتة عن عملية ارهابية واحدة استهدفت المصالح الأمريكية , حتى الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر حسب الرواية الأمريكية لم يكن من بينهم ايراني واحد بل كان أكثر من نصفهم ينتمون الى جنسية بلد عربي واحد , أما ملف حزب الله فسيكون أمره أقرب الى مائدة التفاوض السوري الاسرائيلي .. هذا سيناريو مفترض وغير مستبعد في التعاطي السياسي ولعبة المصالح , فان حدث , ماذا سيكون الحال بالنسبة للعرب الذين انساقوا وراء نهج العداوة مع الجار الايراني ؟! اذن لماذا لا يختصرون الطريق ويعيدون النظر في علاقتهم مع ايران على قاعدة البحث عن المشترك بمنطق الجيرة و التاريخ والجغرافيا والواقع السياسي , فهم الباقون وغيرهم طاريء , نعم هناك مخاوف عربية وغياب ثقة أمام ما يرونه من طموحات الجار (الفارسي) على حساب أمنهم واستقراهم ووحدة أراضيهم بل ونسيجهم الاجتماعي, وهناك أسئلة مقلقة مشروعة يفترض أن يجيب عنها هذا الجار بما يطمئن جيرانه , وكل ذلك يمكن تفهمه , ويمكن طرحه على مائدة الحوار والتفاوض بقليل من الصبر وبما يخدم المصالح الحقيقية للطرفين وفق أجندتهما بعيدا عن أجندة الآخرين .. لقد تفاوض العرب مع عدوهم الاسرائيلي ومنهم من تصالح معه ومنهم من يسعى وينتظر , وقدم العرب مجتمعين مبادرة للسلام مع اسرائيل , فكيف لا يمكن الجلوس مع جار مسلم والتفاوض معه , لماذا لا تطرح مبادرة علاقات استراتيجية بين العرب وايران قد تتلوها أخرى بينهم وتركيا ؟! أليس من شأن هذا تعزيز الموقف العربي السياسي والاقتصادي ؟ أليس اتجاه مثل هذا سيشكل ورقة قوية بيد العرب في تعاملهم مع الآخرين .. وفي غياب هذا وحضور الشك والاحتقان والشحن الخارجي تجذَّر أسباب الخلاف , وثمة من يستدرج الطرفين ومن ثم المنطقة بدفع الخلاف الى حد الصدام , نأمل ألا تكون الحالة الحوثية شرارته الأولى ، ونأمل ألا تكون في ذلك اجابة عن السؤال القلق أيضا لماذا يتكدس السلاح منذ مدة في المنطقة عبر صفقات مليارية قياسية رشحتها لتكون من بين أكثر المناطق تسلحا في العالم .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-
- قصة قصيرة :الأجندة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير زعبيه - العرب وايران..صناعة العداوة