سلام خماط
الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 09:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان التعديل الأخير الذي صوت عليه مجلس النواب مؤخرا ما هو إلا إجحاف بحق الأقلية السياسية وابتلاع لأصوات الناخبين الذين صوتوا لهذه الكيانات الصغيرة,وهي تعديلات تصب في صالح القوى التي شرعته وهو بالتالي قانون يحمل بين طياته الكثير من الظلم والتهميش ومصادرة الحقوق وثلم كبير للممارسات الديمقراطية ,فأي ديمقراطية هذه التي تجيز ذهاب أصوات الناخبين لمرشحين لم ينتخبوهم ,هذا يعني ان التجربة الديمقراطية لم تبنى بشكل صحيح عندما لم تضمن حق المواطن في اختيار من يراه مناسبا وهذا يعد خرقا فاضحا للحقائق الدستورية والوطنية .
ان عملية الاستجابة للمطلب المجتمعي في إقرار القائمة المفتوحة قد تم الالتفاف عليه بهذا القانون الذي يعد مخالفا لرأي الشارع العراقي المطالب بمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية في عملية البناء الديمقراطي الحقيقية وليس خلق دكتاتوريات على شاكلة الكتل والقوائم والتيارات المهيمنة على أغلبية المقاعد في مجلس النواب ,والسؤال هنا ما الذي قدمه مجلس النواب بحيتانه الكبيرة من منجزات يمكن ان تحسب له خلال الفترة السابقة غير الفشل المتمثل في الانسحابات والغيابات والانفراد بالقرارات التي لا تصب في مصلحة المواطن ,وأين الوعود التي قطعها أعضائه على أنفسهم في حملاتهم السابقة ,والتي كان من المفترض ان تحل الكثير من المشاكل ومنها البطالة وأزمة السكن وتحسين قطاع الكهرباء وزيادة إنتاج النفط والغاز ,ان الإخفاقات التي مني بها البرلمان العراقي سوف تدفع الناخبين الى عدم المشاركة في الانتخابات القادمة ما دامت الشخصيات التي تمثل الكتل والقوائم الكبيرة هي ذاتها من سيحكم العراق في الفترة المقبلة,وهذا يعني استمرار الفشل والمعاناة من جديد ولفترة أربعة سنوات قادمة ,وهنا تكون عدم المشاركة أفضل من مشاركة تكون نتائجها معروفة بل مشاركة تقوي الفاشل وتزيد من عدد مقاعده في البرلمان.
#سلام_خماط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟