أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالص عزمي - المهجرون وقانون الانتخاب














المزيد.....

المهجرون وقانون الانتخاب


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 15:00
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هناك ثغرات واسعة في الدستور سبق لنا ان عالجناها في مقالات كثر ؛ و ان تلك الثغرات ادت الى احداث كل تلك التناقضات الظاهرة بوضوح في القوانين المستندة اليه؛ وبخاصة تلك المواد المتعارضة ما بين الواقع الفعلي وبين ما هدف اليه المشرع من تشتيت للنسق القانوني الموحد ما بين صيغة التقنين وشكلية التدوين ؛ بحيث ادى ذلك الى تفكيك قواعد الالتزام بالنصوص وجعلها في فضاء مفتوح من التراخي والاستهتار ؛ وقد سهل هذا الدافع المتعمد على التمادي في امكانية التلاعب بها عند التنفيذ بعيدا عن القواعد الدستورية التي توجب التقيد بهاواحترام قدسيتها .

وقد وضح هذا التجاوز علنا عند تطبيق المادة الدستورية ( 49 ) بشأن نسبة المقاعد( مقعد واحد لكل 100000نسمة ) . حيث تنص المادة ذاتها على ما يأتي :
المادة 49 ـ أولاً ـ يتكون مجلس النواب من عدد من الأعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة الف نسمة من نفوس الشعب العراقي .. الخ )؛
ان هذا النص الملزم لايمكن لاي قانون ان يتجاوزه . لكننا نرى ان قانون الانتخاب الذي صوت عليه مجلس النواب بالصيغة الجديد ؛ يهمل النص الدستوري اعلاه ويخصص ( 5 %) من المقاعد للمهجرين الذين يبلغ عددهم ( ثلاثة ملايين ) بموجب الاحصاء الرسمي من قبل وزارة الهجرة والمهجرين . ؛ بمعنى آخر ان عدد المقاعد التي ستخصص لهم لاتتجاوز باية حال الثمانية مقاعد ؛ في حين لو طبق النص الدستوري بموجب المادة 49 ( أ ) لكان يتوجب تخصيص ثلاثين مقعدا لهم وهو استحاق لهم لايمكن التلاعب به .
دعونا نفترض ان كل المهجرين ما زالوا يسكنون في العراق فهل كانت تلك النسبة من المقاعد تتفق مع نص الدستور وبالتالي مع قانون الانتخاب ذاته ؟ ولنتساءل ما علاقة المكان بحق تقليل نسبة عدد المقاعد ؟ خاصة اذا كانت المادة من ذات الدستور تحدد بشكل لايقبل التأويل ؛ ان مقعدا واحدا لكل مائة الف نسمة من العراقيين ؟! وألا يعني تحديد النسبة باقل من ذلك : هو الغاء لنص المادة التي تقول بأن العراقيين متساوون بالحقوق والواجبات ؟
ان المهجرين الذين أجبروا على ترك سكناهم واعمالهم ومرابع عيشهم ؛ وباعوا كل ما يملكون لكي يعيشوا في الغربة ببؤس وشقاء ؛ هم احق بالتعويض من غيرهم على معنويا على الاقل : ولكن يبدو ان الاجحاف الذي لحق بهم في وطنهم ما زال مصرا على ملاحقتهم وتجريدهم حتى من ابسط الحقوق التي كفلها لهم الدستور .
ان التصدي لمثل هذا الغبن وتعديل مساره بما يساوي ما بين العراقيين سواء أكانوا في داخل البلاد أم خارجها ؛ يعتبر من ابسط الواجبات التي تحتم على اصحاب الرأي من حملة الاقلام الشريفة الوقوف تجاهه بحزم بغيةأعادة الحق الى نصابه بكل الوسائل القانونية والاعلامية المشروعة و من خلال شتى السبل ( المسموعة والمقروءة والمرئية ) .
ولا يعتبر مثل هذا التصدي المشروع ميلا الى جهة دون اخرى او تحزبا لفئة دون اخرى ؛ ولكنه موقف وطني صائب يتماشى بكل صراحة ووضوح مع النص الدستوري الذي يساوي ما بين كل العراقيين في الحقوق والواجبات ؛ ومنها هذا الحق الذي لالبس فيه والتي نصت عليه المادة (49 ) من ذات الدستور .
ان الرجوع عما سبق لمجلس النواب ان صوت عليه ؛ لايعتبر تطبيقا لقاعدة اخلاقية معروفة تقول ( الرجوع عن الخطأ فضيلة ) ؛ بل ان مثل هذا الرجوع واجب قانوني يقوي من مبدأ صارم يضع حد ا للاستهتار بالنصوص الدستورية خاصة تلك التي تتفق ومباديء حقوق الانسان وقواعد القانون الدولي
وذكــّــــر : تنص المادة 7 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في 10 كانون اول 1948 على ما يأتي :
كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق
في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.




#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 3 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 2 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي (1) *
- في الفن التشكيلي / بين نوري مصطفى بهجت وخالص عزمي
- نوح القمرية من على نخلة الصالحية
- الاعدادية المركزية ( الشرقية ) في الموصل
- المتوازن
- السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها
- يا لعناء الممثل
- كيف أنسى الطيب صالح
- ليس الحل في تمثيل المرأة نسبيا
- غزة ليست بنت اليوم
- موجز لما نشرت عام 2008 (4)
- موجز لما نشرت عام 2008 (3)
- موجز لما نشرت عام 2008 (2)
- موجز لما نشرت عام 2008 (1)
- قصة سلوى وشجرة الميلاد البغدادية
- الحوار المتمدن في درب الثامنة
- وجهات نظر ( 2 2 )
- وجهات نظر (1 2 )


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالص عزمي - المهجرون وقانون الانتخاب