عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 860 - 2004 / 6 / 10 - 06:21
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
( 2 )
على تلك الأسس الخيانية التي وردت في الجزء الأول والتي أدت إلى تلك الهزائم جاءت إتفاقية - الزمزميات التي أشرنا إليها , فما هي تفاصيل هذه الإتفاقية ؟؟
خصت الإتفاقية بالدرجة الأولى قضية - الإستخبارات - لأنها أعتبرت هي السبب الرئيسي الذي أدى إلى كل تلك التداعيات ؟ وقد جرى الإتفاق بين قيادات جيش - المهدي - وحزب - الله - لكن
الذي وردنا من المصادر المُطلعة إن تلك الإتفاقية في الواقع تشمل طرفا ثالثا وربما رابع , وإن لم يكن بتلك الأهمية !؟ كان الطرف الثالث هو الحكومة السورية , لسنا بحاجة هنا إلى أن نتفهم إن تلك التركيبة ( الخبطة ) والتي تشمل : سوريا وحزب الله وجيش المهدي وإيران بالطبع , أنهم جميعا ضمن الخبطة الأميركية القادمة لتحويلهم إلى سمادات ذات فائدة ما للتكوين الأرضي , بدل بقاءهم على هذا النحو السرطاني ضد المخلوقات الآدمية !! وفق ما تزعمه أجهزة أمن الولايات المتحدة من خلال أجهزة إعلامها ! طبعا نحن لا علاقة لنا بهذا الواقع - يصبحون سماد , يصيرون خره , لا شأن لنا بذلك !! الذي نحن بحاجة أن نفهمه , أو ما نحاول توصيله إلى القارئ أو المستمع ( وأقول المستمع لأن تقريرنا هذا يُنشر أو يُقرأ في الواقع من عدة وكالات أنباء , وحتى وكالات أنباء عالمية - للعلم - مو بس محليه ! ) الذي بحاجة أن نحاول توصيل معرفته هو عن طبيعة تلك الصفقة ورمزيتها وكيفية تنفيذها , ومدى القدرات المادية والجغرافية لمدى نجاحها ؟ نتساءل بتلك الطريقة أو هذا الإسلوب لأنها في الحقيقة أشبه بالخرافية , وقد أتت خرافيتها من أشياء لو رآها المرء أو نظر إليها لرآها في غاية البلادة , فهي من الممكن أن تُنفذ وتأتي ثمارها دون الحاجة لتلك التعقيدات التي إنتوت الجهات المسؤولة القيام بها أو تنفيذها على هذا النحو !؟
التعقيدات تأتي من أن - إيران - ليست بذلك المستوى في المسائل الإستخباراتية , وحليفها - حزب الله - إستفاد ماديا من - إيران - لكن فائدته من الناحية المخاباراتية جاءت من الجانب السوري , لأنه كما هو معروف أن - سوريا - أو مخابراتها هي خريجة المدرسة السوفيتية في هذا المجال , - الكي جي بي - المخابرات السوفيتية - ذات القدرة المتفوقة على المخابرات الغربية والأميركية على وجه الخصوص , أما - إيران - فلا تمتلك تلك الإمكانية , ونحن رأينا كيف أن المخابرات العراقية أيام الحرب الأولى ( لِعبت بيهم لِعب , خلوهم ما يشوفون دربهم ) ومن هنا فبعد عدة إتصالات بين تلك الأطراف لأجل تدريب مجموعات من عناصر - جيش المهدي - على هذا الصنف المهم , تقرر إرسالهم إلى سوريا وحزب الله . كان من الممكن إرسال خبراء من هذين الجهتين إلى إيران وتدريب تلك العناصر هناك ( أعني إن عملية النقل تكون بمنتهى السهولة ) لكن يبدو أن ( الحِرز ) لعب دوره في تلك القضية , أعني ( حِرز وسِحر حزب الله ) وتأثيره على القيادة السورية بشأن هذا الإقتراح - إذ يبدو أن عمائمهم ظلت تحجب علمية الأشياء التي أخذوها عن السوريين خريجي - الكي جي بي - ويبدو كذلك أن السوريين قد تأثروا بهذه العمائم الفايروسية نوعا ما , ويبدو كذلك أنهم إستشفوا ذلك لاحقا ؟ - ففي اليوم الأول الذي حضرت فيه أولى دفعات - جيش المهدي - للتدريب على المفاهيم الإستخباراتية , قال - حسن نصر الله لهم : حسنٌ, سوف نُعلمهم , ومثلما دخلوا إلينا - بـ - دالغة البُقج والعمائم- والـ - عِلكْ - سوف ندخل إليهم بنفس أساليبهم ؟ . وحين سأله أحد الحاضرين عن أساليبهم الشبيهة بأساليبنا لأنهم كما هو معروف ليست لهم علاقة - بالحِرزْ والخرِّزْ والتشوير - وما إلى ذلك ؟ قال له نصر الله : سوف نلبس لهم الأكفان ؟ فسأله الآخر : وما قيمة الأكفان ؟ فأجابه : لها قيمة أكبر من أن تعرفها !! .. وقبل أن يشتد النقاش دخل مُوفد الحكومة السورية و قال لـ - نصر الله : يعني نحنا صار أكثر من عشرين سنه , بندربكم على المسائل الإستخباراتية المستوحاة من تجربتنا مع - الكي جي بي - المخابرات السوفيتية والتي إستفدتم منها تلك الفائدة الكبرى في قتالكم ضد الكيان الصهيوني , وفي نهاية المطاف تلقي محاضرة عن السحر و ( هذه الشعوذات إلي ما فيه حظ ز )
فأجابه - نصر الله - معتذرا : العفو سيادة المسؤول , نسيت نفسي , أنت تعرف ( إلي فينه ما بيخلينه ) يعني أنت بتعرف أن هاجسنا الأول هو قضية - التشوير والتخوير - بس أعدك أن لا نرجع إلى هذه الترنيمة , بس خلي ننقذ حليفنا جيش المهدي, وأنت بتعرف يوميا تطلع لنا مصيبة جديدة بسبب أميركا ! لم نصدق أننا خلصنا من إسرائيل في الجنوب , ظهرت لنا مشكلة - جيش المهدي - وكيفية إدارته ( والمشكلة يأتينا بـ - دالغه جديدة , لا بالبال ولا بالحسبان : الزمزميات والبُقج ) ثم أضاف :( العفو سيادة المسؤول , انا أتكلم باللهجة العراقية معك , علموني عليها هذوله العراقيين , بس المعنى أو ما أعنيه - دالغه - يعني لعبه أو ملعوبه . فأجابه المسؤول السوري : بعرف , بعرف , يعني تعتقد إنت فهلوي وتعرف اللهجة العراقية أكثر من عدنا نحنا السوريين , نحنا بنعرف كل شي عنهم !!؟؟ )
لكن الذي إتضح أنهم لا يعرفوا شيئا عنا , وأن خريجي الكي جي بي وتابعهم - حسن نصر الله - وحزبه , خابت مساعيهم في الذي إبتغوه ؟ فبعد تمكنهم من نقل مجموعة من - جيش المهدي - إلى داخل سوريا ثم إلى - حزب الله - لتدريبهم على المسائل الإستخباراتية التي أشرنا إليها , إستطاعت ليست الإستخبارات الغربية أو الأميركية أن تكتشفهم , بل إستخبارات - مجلس الحكم الإنتقالي - رغم أن تلك الإستخبارات أصلا لم تدخل لا دورات تدريبية ولا أية مفاهيم عن هذا الجانب ولا بطيخ , فلقد إستطاعت أن تكتشف تلك المؤامرة بالسليقة , أو بمعنى أدق بسليقة الواقع العراقي , كيف حدث هذا ؟ أو ماهي تلك السليقة العراقية ؟ تلك السليقة تنطبق على المثل الذي يقول ( شي ما يشبه شي ) والشيء الذي لا يشبه مثيله هنا هو أن - جيش المهدي - بالأساس من إسمه ينطلق من منطلق - طائفي - المهدي - ما معنى المهدي ؟ معناه الإمام الثاني عشر للمذهب الشيعي , والذي سوف يظهر وإلى آخره .. في الجانب الآخر - الفلوجة - وما تحتويه من تنظيمات البعثيين والسلفيين : فبالنسبة للبعثيين هؤلاء لا علاقة لهم بالشيعة , فهم أتوماتيكيا لا يعترفون لا بالمهدي ولا بالهادي ولا بالرفسنجاني , بس يعترفون بعبد الباري , يا عبد الباري هذا ؟ خلوها بعدين !!.. أما السلفيون , هؤلاء , : عداؤهم مع الشيعة أكثر إيغالا من العداء لليهود , بل للملحدين !! ومن هنا يأتي التساؤل : كيف تتم الصلة , أو التعاطف ( وبالطبع لأنهم قادمون من القرون الحجرية , ولا علاقة لهم بمصطلحات مثل - المصلحة الوطنية , أو الولاء للعراق فوق كل إعتبار , أو دولة القانون والمؤسسات التي ينعم فيها المواطن بالحرية والأمان وغيرها من المصطلحات التي بالطبع ترتبط بالتحضر والمدنية ) أقول لأنهم كذلك, فإن كل ما يصدر عنهم مبني على واقع تآمري , وعلى هذا الأساس جاء إفتضاحهم من قبل عناصر قليلة تخص مجلس الحكم !؟
وكانت البداية قد أتت عندما إشتد الصراع في الفلوجة والنجف - أعني بداية القتال بين قوات التحالف والفلوجيين والصدريين , وعل الأخص في النجف - , ثم إرسال شاحنة مساعدات إلى النجف من قبل الفلوجة , طبعا أنتم تذكرون تلك الشاحنات التي وصلت من الفلوجة إلى النجف , فلقد تبينَ لمراسلينا أن تلك الشاحنات هي لنقل تلك العناصر من جيش المهدي إلى سوريا ثم إلى حزب الله , عملية نقلهم تمت كما يرام , أعني تمت بنجاح , لكن بعد الإستطلاعات التي ذكرناها من قبل أجهزة إستخبارات - مجلس الحكم - تم رصد قدوم تلك المجموعة ومن ثم الإيقاع بها على الحدود السورية العراقية , كيف أوقع بهم ؟ حزب البعث السوري , وحليفه حزب الله - إعتقدوا أن قضية ( العُرس ) من الممكن أن تنطلي على إستخبارات - مجلس الحكم - مع أنه قد إكتشفهم قبل تلك الواقعة , وأنهم كانوا ( طناطله ) حين أعتقوا أن عملية تمرير تلك المجموعة دون أية معلومات ! وعليه حين قدمت بـ - غطاء - العُرس والزفه والذي منه , تواردتهم الصواريخ من كل حدب وصوب فأحالتهم نثارا في مهب الصحراء ( ما أعنيه هنا هو القصف الذي أطال مجموعة مسلحة على الحدود العراقية السورية والتي أعلنت عنها وكالات الأنباء قبل فترة ) ونتيجة لتلك العملية فشلت عملية , أو بمعنى أدق - إتفاقية زمزميات الماء والـ - بُقج - بين جيش المهدي وحزب الله وحكومة بشار الأسد البعثية - وها هي الآن جيوش المهدي , وقائدها ( يطفر من بيت إلى بيت للخلاص من قوات اليانكي والقضاء العراقي !!!! )
والواقع أن هذا الأمر - أعني به هزائم جيش المهدي - قد أذهلَ الكثير من المراقبين والإعلاميين ! لأن ما شاهده هؤلاء في بدايات تشكيل هذا الجيش - أعني جيش السخام , جيش المهدي - ومن ثم إستعراضاته التي كان يستعرضها والتي تعكس القوة التنظيمية والإنضباط وكل ما تتميز به الجيوش من المواصفات . تلك في الواقع قد أغرت أو حفزت الكثيرين إلى توصيفه بمواصفات في منتهى الإعجاب , وبالتوقع ان يكون له وقع مؤثر سواء على المستوى السياسي أو الميداني , لكن الذي إتضح لاحقا إن هؤلاء المراسلين كانوا - عوران , أو
عميان , أو محنطين فكريا - فها هُم اليوم على وشك إلقاء أسلحتهم , وإلقاء القبض على - وطواطهم المنتفخ - قدي الصدر .
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟