أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رداد السلامي - أروع سقوط في حياته..!!














المزيد.....

أروع سقوط في حياته..!!


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 04:05
المحور: سيرة ذاتية
    


نفض عن عقله ركام الذكريات ، فلم يعد يتذكر أنه كان منهم.
ترك ذلك الطريق، الذي لا يفضي إلى غير الموت ، حيث يؤبن الإنسان ذاته ومازال قلبه ينبض .
على أنه قاوم موته الحي بإحياء عقله وبشق الأنفس ، كان يكابد فيروسات الأفكار التي تدمر جهاز المناعة الفكرية ، وتحيله إلى قطعة ثلج ، لا تقوى على إذابته حتى الشمس .
حين تقرر أن تختار طريقك ، تختاره عن قناعة ، وقد تلعب غرائزك دورا في تفتيق وعيك بهذا الطريق ، لما لا ، فأنت إنسان لك مطالب مختلفة ، لكنك تبحث عنها بطريقة لا تهيمن عليك أو تحرف مسارك ، فما يضر غيرك لن يكون بأي حال مشروع ، فكيف إذا كان هذا الغير هم الناس الذين لا يختلفون عنك او تختلف عنهم في شيء، قال يحدث ذاته كمجنون عاقل ، اما لو أني استمررت في ذات الدرب لكنت على غير ما أن عليه ، إن ما كنت تظنه الهدى هو عين الضلال وهل هناك أظل ممن يجعل عقله مستودع لأفكار الموت وتهاويم الغيب ، إن ما كنت فيه كان تيها ، تيها أغدقه عليك هواة حرف المسارات أؤلئك الذين يلبسون مسوح الأنبياء ويتلون آيات السماء ، يتبرجزن على حساب الكل وبأناقة مغرية يظهرون أنفسهم كهداة لما كانت الأرض بهم بهيجة.
أحرق ذكرياته وأبقى منها ما يصلح للنشر ، وما يستحق أن يقوله لكل من تستهوية تلك الصور التي تبتسم بجمود ولذة من يرى في غيره أضحية سهلة، وقربانا للسماء المكذوب عليها تلك التي تغط بكل ما فيها من نجوم وأفلاك ومجرات وحياة لانعلمها.
قاله صديقه" لا شيء في الحياة ينسى ذكرياتنا نور بهي يعذبنا ومنها ننسج التغيير ونصنع ذكرى جديدة .

لكن في الذاكرة ما يؤلمه ، لقد عبثوا بقلبه ونبل مشاعره ، استهوتهم فيه فطريته وإنسانيته التي تنبلج بما تكنزه ، لقد كان ظاهرا من الداخل حد الصفاء ، فهو لا يستبطن شيئا ، ولا يخفي أسراره ، فقد كانت فلسفته الساذجة تفيد : بأن لا ثمة ما يستحق الكتمان ، أو يستدعي الحرج .
قال له صديقه : يا عزيزي لا يمكن لشخص يملك عقله ان يصبح ضحية إنها خيارات نحددها بحسابات باردة وأحيانا ننفعل فنخطئ .. حياتنا ليست طريق قويم إنها نزعات تهيمن علينا أحيانا تجعل عقولنا حقيقة من سراب الوهم ،الفرد حر وخياراته هي نتاج عقله ولكل فرد الحرية الكاملة في تحديد مسارات حياته ..
التفت الى صديقه : لكن ألا ترى أن حرية الفرد حين تنتهك حرية المجتمع تصبح فوضى.؟
أجاب صديقة :عندما تصبح حريتي معيقة لحرية الآخر فإنها حرية فوضوية لا معنى لها الحرية ان تفهم حرية الآخرين لا حرية مع الاستغلال مثلا، ثم أردف: الحرية ليست رغبة ذاتية محكومة بالهوى بل حرية يعمرها العقل ومحكومة بالقانون.
أعجبه حديث صديقه فقال له : معنى ذلك أني عندما أدين تفكيرك فإني اعتدي على حريتك، لكن من حقي أن انقد تفكيرك وأفنده بالعقل والمنطق أما أن اتهمك فاني اعتدي عليك.
قال يا صديقي أغراهم حالي ووضعي ، فظنوا أن بإمكانهم تحويلي الى شيء غير ذي جدوى سوى أداة يسحقون بها التقدم ويعيقون بها قوى الخير التي ينبض قلبها بالإنسان.
أجابه صديقه عظمة الإنسان في بساطته وتلقائيته أما المتحذلقون فهم يخفون الغباء .. العظماء ستجدهم كانوا في قمة البساطة والتلقائية.
هو يدرك أنه ليس عظيما فقد أحالوه إلى عظمة أكلوها حد النخاع بعد ان أوغلوا في تجريدها من اللحم والدم ، أرادوا ان يبلسوه أقنعة مخيفة ،أو طمعوا في أن يكون كذلك ، لكنه كان يحتفظ ببذرة الإنسان في أعماقه يتعهدها بالرعاية وعلى أرصفة البؤس كان يسقيها من وجع الذين عركتهم هذه القوى بالشراكة مع سلطة الجوع والبؤس والجرع ، فالبرجوازية لا تنتج غير بشر ضحايا مساكنهم الشوارع وبيوتهم الأرصفة .
في سراديبهم التنظيمية ، هناك تحت الأرض حيث تولد أفكار الظلام هو ساقط ، لكنهم لا يعلمون كم يهوى هذا السقوط ، إنه بالنسبة اليه أروع سقوط في حياته..!!
-----------------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني
[email protected]





#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن :عجز النظام عن تأمين وحدة وسيادة البلاد
- كان يقيم الصلاة على موتة..!!
- اليمن : لماذا فتح الحوثيون جبهة جديدة مع السعودية؟
- كان يأكل الزعقة بسذاجة..!!
- عبد الفتاح اسماعيل ..حديث الضمائر..!!
- ليست كأي أنثى..!!
- صالح : تتويج أخير إلى منفى الذاكرة..!!
- قال له وكأنه يحدثه ..!!
- اليمن : الاتجاه نحو الدولة البوليسية
- غدا تتشكل أول ملامح أحلامي المؤجلة..!!
- ما الذي أزعج صالح وسلطته في الصحفي والسياسي الاشتراكي محمد ا ...
- اليمن : حرب صعدة كي لا يتحول يوم الحسم إلى مناسبة للاحتفاء.. ...
- اليمن : الطائفية لعبة السلطة..!!
- الصراع العالمي على القرن الأفريقي واليمن
- اليمن : حين يسرقك اللص ليمنحك..!!
- اليمن : الواقع الوطني ليس دعاية إعلانية..!!
- اليمن: حين يغدو القصر مصنعا للحرائق..!!
- كنوارس برية تعشق أريج السماء..!!
- اليمن : مساواة القوى المتضادة
- اليمن :الحوار ما بين دماغ الدبابة ودماغ القلم..!!


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رداد السلامي - أروع سقوط في حياته..!!