أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أبو ياسر - عرفات -














المزيد.....

أبو ياسر - عرفات -


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 860 - 2004 / 6 / 10 - 06:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أبو ياسر عرفات شهيد من بلاد العجائب، من أرض الوسائل المتاحة، من وطن ينجب شهداء و زعتر و مقاتيلن، من مخيمات تصنع الأسطورة الفلسطينية ،الشاهدة على عصر الغول الصهيوني، وعرفات ابو ياسر جريح سابق و مقعد استشهد على عربته النقالة بعدما تم قنصه من قبل همجي صهيوني يرتدي بزة جيش الدفاع الإسرائيلي. لذا على القارئ أن لا ينخدع بالعنوان أعلاه فموضوعنا ليس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، ولا والده ولا أي شخص من عائلته ولا حتى أي قريب من أقربائه ، بل هو موضوع شهيد فلسطيني من مخيم قلنديا قرب القدس المحتلة، اسمه عرفات يعقوب، ونجله البكر الذي لازال طفلا صغيرا يدعى ياسر ، وبما أن الأب عرفات والابن ياسر، فأن الطفل سوف يحمل اسم ياسر عرفات، وهو ابو ياسر "عرفات"...
عرفات يعقوب شاب فلسطيني من مخيم قلنديا القريب من القدس ، ولد وكبر وترعرع واستشهد في المخيم المذكور، لكنه قبل استشهاده عاش ملاحم شعبه الفلسطيني بدمه وجسده وكفاحه وعطائه وروحه الحية، تلك الروح التي تحدت آلة الموت والقتل الصهيونية ، فتغلبت عليها وانتصرت في الحياة كما في الشهادة.
مثله مثل كل سكان مخيم قلنديا كان عرفات ضحية للسياسة التي يتبعها الاحتلال العنصري في فلسطين، ففي الانتفاضة الفلسطينية الأولى سقط الفلسطينيون شهداء بالمئات، أما الجرحى فكانوا بالآلاف وكان عرفات واحدا منهم، حيث أصيب سنة 1992 بثلاث رصاصات في ظهره أدت لأصابته بشلل نصفي، مع العلم أنه كان أصيب كذلك في ساقه وهو في سن الرابعة عشر. هذا الفلسطيني الشجاع والمؤمن بالمصاب وبالقضاء والقدر، وبأن الرصاصة التي لا تقتل الإنسان تحييه وتزيده قوة وصلابة وعنفوان، واصل حياته أكثر كبرياء وعزة وقدرة على التمييز بين العدو والصديق وبين السلام والأحلام.
عرفات يعقوب ابن مخيم قلنديا ، لم ييأس ولا انتابه القنوط من الإصابة المميتة، واصل رحلة الحياة يتحداها بعنفوان الشباب وقوة الإرادة الصلبة، بالايمان بالمستقبل الأفضل وبفلسطين الحرة، تعلم عرفات مهنة صيانة الأجهزة في مركز أبو ريا حيث كان يتلقى علاجه الطبيعي.
في وقت لاحق أصبح عرفات رب أسرة وأنجب طفلة مما جعله يبحث عن مصدر عيش ليس له وحده بل للعائلة كذلك، وعمل فيما بعد سائق تاكسي معتمدا بالقيادة على يديه بشكل كلي. وفي سنة 2002 أصيب عرفات بطلق ناري في صدره لكنه نجا بأعجوبة من تلك الإصابة. وبعد شفاءه رزق بمولود ذكر سماه ياسر ، لكن الطفل ياسر سوف لن يلقى والده لان رصاص قناص صهيوني اخترق رأس والده الذي كان يجلس على عربته النقالة أمام نادي مخيم قلنديا. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار عشوائيا على جمهرة من أبناء المخيم حيث اصيب عرفات برأسه، ووجد عرفات غارقا في دمه على عربته النقالة كما قال شقيقه عادل، الذي كرر انه لن ينسى منظر شقيقه الذي اخترقت الرصاصة رأسه، فالجندي الإسرائيلي الذي قنصه كان يراه ويرى عربته النقالة، لكن ورغم هذا قنصه و قتله بدم بارد وبرصاص حاقد.
عرفات يعقوب ضحية لنظام التفرقة العنصرية وكيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، وضحية للصمت الدولي على جرائم إسرائيل التي لا تطاق ولا يستطيع الإنسان وصفها سوى بوصفها الحقيقي، سياسة قمع همجية وقتل وحشية وتفرقة عنصرية وخليط من الفاشية والبربرية والسادية. هذه هي الصهيونية وهؤلاء هم حكام إسرائيل المارقة والخارجة عن القانون، يقتلون الأبرياء والمرضى والأطفال والأسرى والنساء والشيوخ والعجزة والمقعدين والمطاردين، يفعلون بالفلسطينيين ما كانت فعلته يد الإجرام الأوروبي النازي والفاشي والاستبدادي باليهود في الحرب العالمية الثانية.
لكن شعب الشهداء والأحياء في فلسطين، الذي ودع عرفات يعقوب ، استقبل منتصف ليل الأحد – الاثنين 6-7 مايو/أيار الجاري، 7 توائم لأم فلسطينية تناضل على طريقتها الخاصة ضد الاستيطان والاحتلال والتوسع والضم والجدار العازل والتصفيات والاغتيالات وحرب الابادة المستمرة على شعب أعزل ،تُرك وحده يواجه أكثر وحوش العالم الحديث إجراما وإرهابا وهمجية.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج
- زمن للعنصريين والمتعصبين ..
- بمناسبة و بدون مناسبة
- أطفال فلسطين ضحايا الخريطة
- باص 18-6-2002
- ارهاب باسم الدين
- رفح بسمة حزن ودمعة فرح
- خذوا العبرة من لص هيومانيتاس
- بداية صهيونية لحملة بوش الانتخابية
- مؤتمر العودة في برلين
- مواجهة الارهاب بالارهاب !
- اشلاء الجنود في حي الزيتون
- شركة -توب- اسرائيلية وليست اسبانية ؟
- حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أبو ياسر - عرفات -