أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - ديكتاقراطية














المزيد.....

ديكتاقراطية


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 16:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الجيش، عُيّنَ لوحدتنا آمرٌ جديد، وصلتنا الاخبار عنه وعن سيرته حيث قيل عنه انه رجل ديمقراطي، يستمع للآخر، وينصف المظلوم، ويعتبر الجميع، جنوداً كانوا او ضباطاً، اخوة له.. وفي اليوم الاول لتسلمه مسؤولية الوحدة، جمعنا في ساحة العرضات، وخطب بنا خطاباً جنجلوتياً طويلاً مثل تلك الخطابات التي كنا نسمعها لأسياده.. تحدث عن الوطن والدفاع عنه، وحق الفرد فيه ان يعيش آمناً عزيزاً كريماً..وبعد انتهائه من الخطاب الجنجلوتي طلب منا ان نعرض عليه همومنا ومشاكلنا ليجد حلاً مناسباً لها.. فانبرى احد الزملاء وهو جندي اكلت الشمس وجهه فقال: عرفناك يا سيدي ديمقراطياً وتحب الجنود لهذا فأنا اشكوك سوء الغذاء الذي يقدم لنا فقد مللنا مرق البيذنجان كما ان قاعات المنام بحاجة الى تدفئة!.. كنت واحداً من الذين اقتنعوا بالكلام الذي سمعناه عن الآمر الجديد قبل ان يأتي، ورغبت في ان ارى ما سمعته مجسداً في ارض الواقع، لكن المفاجأة جاءت من لسان الآمر الديمقراطي حين امتعض من كلام زميلنا الجندي وقال بنبرة آمرة: خذوه الى السجن واحلقوا شعر رأسه!!
هذه القصة تذكرتها وانا اشهد اليوم العراقي الديمقراطي بكل الوانه واشكاله.. تذكرتها وانا استمع لعدد من التصريحات والخطابات الجنجلوتية لبعض سياسيينا والتي لا تتفق مع تصرفاتهم، فالحديث عن الديمقراطية سهل جداً، لكن العمل به صعب للغاية..وهنا اطرح سؤالاً لكل المعنيين بالسياسة: هل نحن بلد ديمقراطي..؟
اعتقد جازماً ان نتعامل مع الديمقراطية من فوق، لم نبنيها من تحت، وتصرفاتنا مهما كانت بعيدة عن الديمقراطية التي نسمع عنها.. فالاب في بيته ليس ديمقراطياً، والاستاذ في جامعته ليس ديمقراطياً، والسياسي في موقعه ليس ديمقراطياً.. والشخصية العراقية التي عاشت سنوات الديكتاتورية منذ التكوين اي منذ الحضارات القديمة لبلاد وادي الرافدين حتى الان لا يمكن ان تتغير بسهولة، فسلطة العصا ما زالت ماثلة امامنا وتلغي سلطة الضمير، حتى وان كان هناك عدد منا يمارس الديمقراطية ولكن هذا قليل امام العدد الهائل الذي تربى على واقع ديكتاتوري.. للان لم نر كتلة سياسية او حزباً اجرى انتخابات وغيّر في قياداته، كل رؤساء الاحزاب بقوا في مواقعهم ولم يجر تغيير ديمقراطي في هيكلة هذا الحزب او ذاك.. وهذا كفيل بنا ان نقول اننا ما زلنا على هامش الديمقراطية، واذا كانت الانتخابات التي مضت هي ممارسات ديمقراطية فهذا لا يعني اننا نعيش عصر الديمقراطية المثالي فما زال هناك من يتعامل بفوقانية وديكتاتورية لا مثيل لها.. ان ما يسود العراق من نظام سياسي اليوم يمكن ان نسميه نظاماً ديكتاقراطياً وهي الصفة التي تليق به حتى اذا ما رأينا ان الموظف الفلاني يتصرف مع المراجع بصدر رحب ديمقراطي عندها نقول اننا دخلنا بوابة الديمقراطية التي وعدنا بها طيب الذكر بوش الابن.



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعيو العراق المستقبل آت..‏
- مراسلو وسائل الاعلام العراقية.. سبل النجاح والفشل!‏
- خل ياكلون الجهال..!‏
- ساجدة العبادي: كل صفاء العالم وجماله
- حديث ما قبل الانتخابات: من أين لك هذا..؟
- الاعلام حين يكون قائداً.ً.تجربة قناة الفيحاء أنموذجا
- شيء من الذاكرة
- كاظم الأحمدي.. لا نقول وداعا
- الف عافية..... وهرش !
- مسخ - مسرحية من فصل واحد
- قصيدتان
- سلام خُذ!
- عوالم
- من ملفات الاعلام العراقي
- من ملفات الاعلام العراقي (2)
- من ملفات الاعلام العراقي (1) الطارئون
- الى قاتلي مع الخزي!
- هل نسى المربديون نازك الملائكة؟!
- الرابعة ومشتقاتها
- العراق أولاً وأخيراً..


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - ديكتاقراطية