أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الكلاب المسعورة !!














المزيد.....


الكلاب المسعورة !!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 23:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نهاية تموز الماضي ، وخلال وجودي في بغداد ، رتب لي صديق عزيز لقاء مع بعض من زملائي أيام الدراسة الجامعية في البصرة ، ووصلوا من مدن عراقية مختلفة ، والتقينا وسهرنا عند ضفاف دجلة ، وكان ـ يا عزيزي القاريء ـ لقاءا حارا من بعد سنين افتراق قسري ، حاولنا فيه استعادة شيء بهجة تلك الايام ، وتذكرنا معا وجوها عزيزة غابت عنا لسبب وأخر ، فمنهم من استشهد ومنهم من اكلته الحرب ومنهم من غادر الى المنفى القسري . وتحدثنا في كل شيء وكانت هموم الوطن دائما هي الاولى . أثناء حديثي مع احد زملائي ، من الساكنين في بغداد ، انتبهت انه كرر قوله عدة مرات ، بأنه : " رغم الانفراج الواضح في الوضع الامني فانا أحرص على العودة مبكرا الى داري تجنبا للشر" ! وإذ اعرف أنه يسكن في منطقة شعبية ، واعرف أنه انسان مسالم ، وان احواله المادية لا تغري احد بأبتزازه ، سألت بجدية : " هل هناك من يتعرض لك في محل سكنك؟ " وفي بالي ـ عزيزي القاريء ـ كل قصص عمليات الابتزاز والتهديد وعمليات "العلس" التي يخشاها الكثير من ابناء العراق . لكن صاحبي قال بثقة وهو ينظر في عيني مباشرة : "أخاف على نفسي من شر الكلاب السائبة !"
ولا اخفي عليك ـ عزيزي القاريء ـ في الوقت الذي غالبني الالم ، حاولت ان أكتم ضحكة قدرت أن الوقت غير مناسبا لاطلاقها ، الالم كان لكون هموم العراقيين ألامنية ومخاوفهم ، لم تعد تتوقف عند سعار ارهابي قادم من خارج الحدود ، او طائفي متشدد يحاول الغاء الاخر ، او متأسلم ظلامي لا يرى ابعد من حدود لحيته ومصالحه الشخصية ، أو صدامي حاقد فقد العز والجاه والسلطة ، صارت المخاوف تشمل الكلاب السائبة ، التي تشير التقارير الصحفية الى انها صارت هما اساسيا من هموم ابناء العاصمة بغداد والعديد من المدن العراقية . فهذه الكلاب السائبة ، التي صارت تهاجم الناس وتنزل بهم جروحا شديدة واودت بحياة العديد من الاطفال ، تقول جهات طبية انها " ... وأذ تعيش في المزابل المكشوفة التي تنتشر في كل مكان من بغداد ، اعتاشت لفترة على الجثث المجهولة الهوية التي ترمى في المزابل ، وصارت تستطعم وتستسيغ لحم الانسان " ، وأنها "... عندما وجدت ـ الحديث هنا عزيزي القاريء لطبيب عراقي ـ ، نفسها غير قادرة على الحصول على هذا الطعام في المزابل والطرقات ، تحولت الى حيوانات مفترسة ، وكلما وجدت أمامها تلك الرائحة الخاصة بلحوم البشر ، إضافة الى المظهر البشري الجاذب لها ، فأنها تسارع لمهاجمته بكل قوة وشراسة ." !!
ولا يخفى عليك ـ عزيزي القاريء ـ أن مخاوف الناس تأتي من كون هذه الكلاب اضافة الى الجروح التي تحدثها عند من تهاجمهم ، فهي تأتي معها بمخاطر كونها قد تحمل امراضا عديدة مختلفة .
أما الضحكة ، التي حاولت كتمانها ـ يا عزيزي القاري ـ ، فذلك لأني تذكرت كيف أني وفي الشهور الاولى التي اعقبت سقوط نظام الديكتاتور، واجهت مشكلة عائلية عويصة بسبب "الكلاب" ، فزوجتي تعاني من خوف شديد، وغير اعتيادي من كل أنواع الكلاب وحتى المنزلية والاليفة منها. واذ عَلمت بأني تورطت من قبل اصدقاء ومعارف واستلمت بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف شخص يصفه بعض اصدقائنا بكونه "أبن كلب "! ، حتى ثارت ثائرتها وصاحت بي : " وتريدني ان اصحبك لحفل زواج كلب ابن كلب ؟ ". ولم تقبل حجتي بكوني تورطت بشكل ما ، وأعلنت احتجاجها العنيف ، ومارسات مختلف انواع الضغوط حتى لا اذهب ، ونجحت في اقناعي ونالت ما تريد واعترف بأنها أمرأة عنيدة جدا ، السبب الذي اثار غضب زوجتي ـ عزيزي القاريء ـ ، هو أن العريس ـ " ابن الكلب " ـ كان مشكوك بأمره بأنه من كتاب التقارير الامنية ايام النظام الديكتاتوري المقبور، واختص تحديدا بنهش وعض المثقفين من أبناء شعبنا ، ومع سقوط الصنم ، ارتدى لبوس الديمقراطية وتدثر بقصص الضحايا وصار مناضلا من اجل العراق الجديد !
ياااااه ـ يا عزيزي القاريء ـ لكم اتمنى ان تعود الى منزلك سليما معافا ، بدون اية أذية ، فالكلاب المسعورة تملأ شوارع العراق وشاشات التلفزيون وتركب سيارات فارهة ، وهي تزداد شراسة وفسادا ، وتحمل معها عشرات الامراض القاتلة التي تهدد مستقبل اجيالنا القادمة ، ولا يمكن لشعبنا التخلص منها الا بعمل نوعي وموقف شجاع وشامل يستوجب معالجة العوامل المساعدة لتكاثر الكلاب ، وان تكون لدينا بيئة نظيفة في عراق لا يسمح للكلاب السائبة والمسعورة بأن تنهش لحم الناس الابرياء !
وسنلتقي !!






#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة -العدو- البشع في الدراما التلفزيونية العربية -رجال الح ...
- هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية ؟
- النكات الطائفية !
- التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
- حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
- السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !
- الناشط البيئي ئارارات مجيد رحيم
- أفياء البدلة الزرقاء
- الباحث كورش أرارات عاشق الطبيعة والطيور
- بطاقات أنصارية لذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- بمناسبة العيد الماسي للحزب الشيوعي العراقي
- رسالة حب مفتوحة الى أبنة رجل لا يلتفت
- حوار شامل مع الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز
- سفر خالد في النضال من أجل الشعب والوطن
- حالمة حد الأشتعال !


المزيد.....




- أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول ...
- ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل ...
- قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا ...
- الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر ...
- -بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام- ...
- تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
- اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
- الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي ...
- -واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
- انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الكلاب المسعورة !!