أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق رحيم الحجيمي - وداعا زميلنا اثير














المزيد.....


وداعا زميلنا اثير


صادق رحيم الحجيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 23:52
المحور: حقوق الانسان
    



وداعا زميلنا وصديقنا الاعلامي اثير عبد الهادي وليسكنك الرب في واسع رحمته ‏ويلمهنا ومحبيك جميل الصبر والسلوان.‏
وما يخفف من شدة الألم والأسى لفقدانك ان نرى اولادك بيننا، بعد ان فقدت الكلام ‏معهم ومعنا لمدة سنتين ونصف بلياليها ونهارها، وحرمك القتلة من فرحة الأب بلقاء ‏اطفاله وعائلته. فطيلة سنتين ونصف تقريبا كانت دموع (اثير) تسيل مدرارا في ‏سكون يهز جدران المستشفى الذي يرقد فيه وهو يرى اطفاله عندما تذهب بهم ‏والدتهم أو اعمامهم لزيارته، لايستطيع الكلام معهم ومناجاتهم، ولا حتى ‏احتضانهم..لم تسعه قوته الا ان يمسك ايديهم بكف يده ودموعه تجري.‏
الاعلامي والصحفي أثير عبد الهادي، عمل في عدة صحف محلية، اضافة الى الى ‏كونه موظفاً في اعلام وزارة البلديات والاشغال العامة، وفي ذلك اليوم المشؤوم في ‏شهر شباط 2007، كان (أثير) في وزارته كموظف عندما تعرضت الى تفجير ‏استهدف نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ، وعلى اثرها اصيب زميلنا ‏اصابات بليغة افقدته النطق والحركة.‏
سنتان ونصف لم يجتمع بعائلته قط، طريح الفراش والالم في مستشفى الجملة ‏العصبية ببغداد ثم نقل الى مستشفى الاسكندرية جنوب بغداد، اطفاله وعائلته عانوا ‏من فقدان رعاية الاب كما ان مستلزمات العلاج انهكتهم، حتى كانوا يحتارون في ‏عملية التبضع والشراء وربما قاطعوا الاسواق.‏
‏(أثير) الانسان الوديع الطيب عانى الاهمال من وزارته للاسف الشديد، ولم تتكفل ‏حتى برعايته ومصاريف علاجه، ومنوا عليه براتبه، الذي حقيقة لم يكفي لربع ‏مستلزمات العلاج، وطلبوا حضوره لتسليمه الراتب وهو في حالة لايتكلم ولا ينطق ‏بحرف، وتكرم المسؤولون بصرف (500) الف دينار للعلاج فقط ولا نعلم ماذا تسد ‏من علاج لمدة سنتين ونصف، قد تكون مزحة قوية لعائلته تشكو حرّ المصاب او انه ‏ينم عن استخفاف بالمواطن العراقي.‏
اغلب المسؤولين في الحادث لم يلتفتوا اليه، لم يتفقدوه، كما يعالجون انفسهم بارقى ‏المستشفيات هم وعوائلهم في الخارج هذا يبرهن لنا مدى الاهتمام بالانسان العراقي ‏الذي نسمع عنه في وسائل الاعلام فقط، اشقائه احتضنوه ولحالتهم المعاشية ‏البسيطة قرروا نقله من بغداد الى مستشفى ناحية الاسكندرية وبقي هناك في ‏المستشفى الى ان انتقل الى جوار ربه، تحملوا مع الناس البسطاء الطيبين تكاليف ‏ارساله الى طهران للعلاج، مع صعوبة نقله، وللتكاليف المادية المرتفعة عادوا كما ‏ذهبوا، بل اصيبوا باحباط ويأس بعد ان طلبوا مساعدة المسؤولين بنقله الى الخارج ‏للعلاج ولم يسعفهم اي مسؤول!!.‏
تحركنا على اكثر من مسؤول في هذا البلد فكانت (اذن من طين واذن من عجين) بل ‏الغرابة ان وعودهم كانت وبالاً على عائلته، فكثيرا من الوعود التي سمعت عائلته ‏بها، وبنى اطفاله آمالاً عليها في ان يعود والدهم سالما معافى، ليخرجوا معه الى ‏الاسواق، يشتري الهدايا والملابس لهم ، الا انهم وللاسف يستفيقون على نكبة عدم ‏الاكتراث وعدم مصداقية تلك الوعود، بل تحملوا فوق طاقتهم مصاريف اكمال معاملات(الوعود) املاً بعودة أباهم وانقاذه، فكان لهذا التصرف الاثر السلبي على ‏عائلته التي عانت شظف العيش بعد ان جعلت كل مواردها لتحمل تكاليف العلاج ‏وتسديد الديون.‏
وللامانة نذكر من خلال المراجعات وطرق باب المسؤولين نحن اصدقائه واهله لم ‏تقبض عائلته سوى مليون دينار من نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ‏خصصها الرجل لعوائل الشهداء وجرحى ذلك التفجير فشملت عائلته ضمن العوائل ‏المصابة.‏
اما الباقي فهو لايتعدى زبد الوعود.. حتى نقابة الصحفيين للاسف كانت مشغولة هي ‏بدورها ولم تهتم بما حدث له، ولم ترسل طيلة سنتين ونصف من يتفقد عائلته.‏
نقول للمرحوم نم قرير العين مطمئنا على اطفالك، فهم ابنائنا ايضا، نم قرير العين ‏واطمئنان، اما المسؤولين فأعذرهم لان منشغلون بالتصريحات وكراسي الانتخابات، ‏وتصفية الحسابات.‏
ولتكن دمائك وتضحياتك اوسمة فخر لاطفالك، وتحملك وصبرك لله ولعراقنا ، ولا ‏حول ولا قوة الا بالله، وبه المستعان واللعنة على من سفك دم العراقيين واحرمنا ‏واحرم مئات العوائل من الحياة الهانئة السعيدة.‏



#صادق_رحيم_الحجيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى رئيس الوزراء ووزير التجارة.. نامي جياع الشعب نامي
- رغم المرارة.. حسنا فعل المجلس الشعبي الوطني الجزائري


المزيد.....




- بطلب من نتنياهو..ترامب سينسحب من مجلس حقوق الإنسان ويحظر تمو ...
- سيرغي لافروف: ميثاق الأمم المتحدة.. الأساس القانوني للعالم ا ...
- اعتقال مجرم حرب أوكراني جديد في مقاطعة كورسك (فيديو)
- الأمم المتحدة: أكثر من 545 ألف فلسطيني عبروا إلى شمال غزة خل ...
- متحدثة اليونيسف: ما يدخل من مساعدات هو قطرة من بحر احتياجات ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 545 ألف فلسطيني عبروا إلى شمال غزة خل ...
- قوات الاحتلال تشن حملات اعتقالات في مخيم الدهيشة جنوبي الضفة ...
- منظمات حقوق الإنسان المصرية تدين تصريحات الرئيس الأمريكي بشأ ...
- رئيس بوليفيا يدعو لاعتراف الأمم المتحدة بالهجرة كحق أساسي من ...
- فريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة: نفوذ غير مس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق رحيم الحجيمي - وداعا زميلنا اثير