أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهمي الكتوت - ماذا يعني سقوط الجدار..؟














المزيد.....

ماذا يعني سقوط الجدار..؟


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 19:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سقوط جدار برلين ليس مجرد انهيار مئات الكيلومترات من الحواجز الاسمنتية, فهو الزلزال الذي هز العالم , وفتح الطريق امام سقوط نظام اجتماعي علقت البشرية امالا عليه, سقوط التجربة السوفييتية , سقوط الحرب الباردة , تفرد اميركا بالهيمنة على العالم , فقدان حليف للبلدان النامية تستند اليه في مواجهة الاستعمار القديم والحديث. في الوقت الذي يحتفل اقطاب النظام الراسمالي في برلين, بمرور عشرين عاما على سقوط الجدار, يصمتون صمت من في القبور على جرائم القرن الحادي والعشرين, باقامة جدار الفصل العنصري في فلسطين , متجاهلين قرار محكمة العدل العليا في لاهاي.

تعتبر المانيا من اعرق البلدان الأوروبية حضارة وتقدما, مما جعل لها حضورا عالميا في مختلف العصور, ومن المفارقات الغريبة, ان حضورها المتميز كان سببا في ضعفها خلال خمسة عقود, فالتطور الاقتصادي الذي تمتعت به ألمانيا, قبل الحرب العالمية الثانية جلب لها الكوارث, فخاضت في القرن الماضي حربين عالميتين مع فرنسا وبريطانيا وباقي الحلفاء, بدوافع اقتصادية استعمارية, خاضتها الاحتكارات الراسمالية بهدف اعادة تقاسم أسواق العالم لتصريف منتجاتها, والاستيلاء على خامات وثروات الدول النامة , فهزمت المانيا عسكريا مرتين , ولم تهزم اقتصاديا.

مع سقوط جدار برلين قبل عقدين من الزمن, أعلن فوكوياما ومن ورائه غلاة اليمين والمحافظون الجدد في أميركا عن نهاية التاريخ , والانتصار الأبدي لليبرالية الجديدة

- الرأسمالية المتوحشة- وانتهاء عصر تدخل الدولة في الاقتصاد, سواء ضمن المفهوم الاشتراكي, او حتى بمنظور راسمالي " النظرية الكنزية ", لم يدم طويلا العصر الذهبي لليبرالية الجديدة , وتزامن الاحتفال بمرور عقدين على انهيار الجدار, بمرور عام على انهيار الليبرالية الجديدة , فالنظام الشمولي الذي غيب الديمقراطية في حياة المجتمع واجه هزيمة , رغم غاياته النبيلة, بإلغاء الاستغلال وتوفير العدالة ففشلت وسائله بحشرالإنسان في قوالب جاهزة, وتغييب الحوافز الضرورية للإبداع , أما الرأسمالية المتوحشة فسعت منذ المراحل الأولى لتطورها في استخدام كافة منجزات البشرية والحضارة العالمية وتكنولوجيا المعلومات لتكديس الأموال, مستخدمة ابشع الوسائل, من اشعال الحروب, وتلويث البيئة, ونشرالاوبئة وتهديد حياة البشر, من اجل جمع الاموال . لذلك يبقى الوصول لنظام ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية, هدف سامي ونبيل .

بمرور عشرين عاما على سقوط الجدار, وما يعنيه ذلك من ابعاد فكرية واجتماعية, تبرز أهمية خاصة لمراجعة التجربة التاريخية للأحزاب اليسارية والتقدمية, وبالارتباط مع خصائص وظروف بلادنا , لاستخلاص الدروس والعبر, من اجل النهوض بدور القوى الديمقراطية والتقدمية, ومع قناعتنا بان برامج أحزاب اليسار في البلدان النامية, تعبر عن مصالح الكادحين والفقراء والفئات الشعبية عامة وتنطلق فكريا وسياسيا من مواقف مبدئية تتطابق مع مصالحهم في تحقيق العدالة الاجتماعية, ومع ذلك فإن الهوة ما تزال واسعة جداً بين هذه الفئات الاجتماعية والأحزاب اليسارية والتقدمية والقومية, وبما ان هذه الأحزاب لا تطرح برنامجا أيديولوجيا , بل برنامجا وطنيا ديمقراطيا تقدميا بهدف تحقيق إصلاحات تدريجية تراكمية تحدث تغييرا نوعيا عبر صناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة, الأمر الذي يعني ضرورة إعادة النظر في مسائل ربما تشكّل حافزا لردم الهوة وإعادة الاعتبار لدورها , وذلك بطرح مشروع يهدف الى تحقيق وحدة اليسار الديمقراطي التقدمي, انسجاماً مع البرامج والمهام المطروحة في هذه المرحلة, وهي ذات طبيعة وطنية ديمقراطية اجتماعية.

وتأتي هذه التصورات كخطوة أولى باتجاه ردم الهوّة, مع الاستمرار في المراجعة والبحث بهدف إزالة أية عوائق مستقبلاً ومعالجة الاختلالات الظاهرة أو التي قد تظهر فيما بعد, ومن المفيد الإشارة الى ان من اعتقد ان مجرد تجاوز بعض التقاليد الموروثة عن التجربة النضالية بحكم المستجدات يبيح لنفسه التحلل من القيم والمبادئ , فهو يضع نفسه في الموقع الاخر بغض النظر عن المبررات التي تساق دفاعا عن هذه التوجهات, مع الانتباه ان اجراء اصلاحات جوهرية في احزاب اليسار وصولا لتحقيق وحدتها, لا يعني بحال من الأحوال ان حزبا جماهيريا أصبح على الأبواب , فهناك بعض التجارب التي لم تبلغ الهدف المنشود, والسبب في ذلك إما لمواقف سياسية غير صائبة أفقدتها بوصلتها او لتقاعس قياداتها وعدم قيامها بواجباتها في الدفاع عن الكادحين والفقراء عامة, او التخلف عن اتخاذ قرار سياسي في الوقت المناسب يحمل أبعادا وطنية وقومية, اضافة الى ان آليات العمل في الظروف العلنية تختلف تماما عن العمل السري, وهذا يتطلب اتقان فنون النضال عبر آليات جديدة وانفتاح أوسع على الجماهير والاقتراب منها, بدلا من العزلة والقوقعة.0



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هبة نيسان
- تفاقم ازمة النظام الراسمالي
- الاصلاح السياسي مرة اخرى
- علاوات النواب
- التعديل الوزاري واستحقاقات المرحلة
- ازمة العقار والرؤية الرسمية لمعالجتها
- معدلات التضخم تحافظ على مستويات مرتفعة
- المؤامرة الكبرى ...
- عجز الموازنة يفاقم المديونية
- الموقف العربي الى اين..! ؟
- اوقفوا حرب الاباده ...
- انهيار السياسة الاقتصادية الليبرالية يستدعي طرح البديل
- عام 2009 عاما للزراعة...
- رغم فشل السياسة الليبرالية الحكومة ماضية بخصخصة القطاع الصحي ...
- ازمة النظام الراسمالي في موتمر العشرين
- اعادة قراءة لمشروع قانون الموازنة
- مشروع قانون الموازنة في ضوء الازمة العالمية
- الزلزال المدوي الذي هز النظام الرأسمالي
- ملاحظات اولية على موازنة 2009
- لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية


المزيد.....




- جرادة بعد سنوات من الحراك: حوار مع المناضل النقابي مصطفى الس ...
- فلسطين: هجوم إمبريالي على الشرق الأوسط بأسره *
- صدور العدد 83 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية: ناقوس الخطر … ...
- انتخابات رومانيا الرئاسية: استقالة رئيس الوزراء بعد فوز مرشح ...
- اكتشاف مقبرة مجهولة لجنود سوفييت في السويد
- بيان المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بأوروبا الغ ...
- م.م.ن.ص// اسم وأعمال تعيش عبر قرون
- الجامعة الربيعية لأطاك المغرب؛ الأهداف، المصاعب، المكاسب وال ...
- جوانب من أوضاع استغلال، وتنظيم، شغيلة الزراعة بخميس ايت عمير ...
- قناة RT الناطقة بالألمانية تستعيد ذكريات الألمان عن الجنود ا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهمي الكتوت - ماذا يعني سقوط الجدار..؟