أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .















المزيد.....


جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 01:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أن السؤال حول هوية جماعة العدل والإحسان أدعوية هي أم سياسية لم تعد له من جدوى مذ أعلنت قيادة الجماعة عن سعيها لإسقاط النظام الملكي وإقامة نظام بديل تحت مسمى "نظام الخلافة" أو "الخلافة الثانية على منهاج النبوة" كما هو متداول في أدبيات الجماعة وعقائدها . لهذا ، فالجماعة لا تعنيها المشاركة السياسية ضمن القوانين الجاري بها العمل ، ولا تجعل من أهدافها التنافس على إدارة الشأن العام ، سواء في بُعده التشريعي أو التنفيذي أو حتى المحلي . ذلك أن قبول الجماعة بالمشاركة في الانتخابات لا يتم ، كما أكد عبد العالي مجدوب في انتقاده للأستاذ ضريف ، إلا ( بشرط أن يؤدي الفوز بالفائز إلى امتلاك سلطة فعلية حقيقية قادرة على إحداث التغيير الجذري المطلوب في سبيل الهدف الاستراتيجي وهو تأسيس نظام جديد على مبادئ الشورى والعدل والاختيار الحر) . لأن المشاركة في ظل قوانين لا تسمح بإقامة نظام حكم "إسلامي" بديل على أنقاض الحكم الملكي الذي تعتبره أدبيات الجماعة وعقائدها "عاض وجبري" ، لا يستفيد منها ــ المشاركة ــ سوى النظام ، من حيث كونها تمد في آجاله وترمم صدعه . ومادام الشيخ ياسين يعلن نفسه المبعوث من السماء لإقامة دولة "القرآن" على أنقاض دولة "السلطان" ، وأنه موعود بالنصر ، فإنه يستعجل القضاء على النظام الملكي . وليس غريبا أن تأتي بيانات الجماعة ، سواء التي تصدر عن مجلس الإرشاد أو التي تصدرها الدائرة السياسية ، أو حتى تصريحات قيادي الجماعة ، تتشوق إلى النصر وتعد الأتباع بقربه . هكذا نجد مثلا المتوكل يخاطب أعضاء الجماعة: "إن ما ترونه وما تسمعونه، إخواني أخواتي، من صخب وجلبة لرموز الفساد، وإرغاء وإزباد لسدنة الاستبداد، ما هي إلا ترنحات هالك يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. إن الله عز وجل قد وعد، ووعده الصدق، أنه ناصر عباده المؤمنين، وحَكَم بأنه لا يفلح الظالمون، وأنبأ بأنه لا يصلح عمل المفسدين" . من هنا فإن الثابت لدى الجماعة هو معاداتها المطلقة للنظام ورفضها التام لكل مصالحة ممكنة معه . والسبب يعود إلى كون معاداة الجماعة للنظام ليست سياسية أو ظرفية بقدر ما هي عقدية تشكل ثابتا من ثوابت الجماعة ومبدأ من مبادئها . وهذا ما جاء يكرسه البيان الختامي للدورة الثالثة عشرة لمجلس شورى الجماعة لـ 27-28 يونيو 2009 ( تشبثَنا بمبادئِنا وثوابتِنا التي تجعلُ من حبِّ الله ورسوله وصحبةِ أهل الله، والإقبالِ الدائمِ على الله جوهرَ دعوتنا، وتجعل من إنكار الطغيان ومعارضةِ الاستبدادِ خطَنا السياسيَ اللاحب) . ونفس الثابت ركز عليه بيان مجلس الإرشاد بمناسبة الذكرى الثانية لما تسميه الجماعة "الحرب المخزنية" كالتالي ( كلمة واحدة قلناها منذ أزيد من ثلاثة عقود لمن يهمهم الأمر: إنه الإسلام أو الطوفان. ولن نركع لغير الله، ولن تمس أيدينا يدا مقطوعة عن الله). وإذ نذكر بهذه العقائد/الثوابت التي تشكل جوهر الجماعة ومناط وجودها ، نتساءل حول أسس وآفاق الحوار الذي يدعو إليه السيد عمر أحرشان عبر مقالاته بجريدة "المساء" عنون إحداها بـ " في الحاجة إلى حوار وطني" جاء فيها ( نحن بحاجة إلى حوار وطني بأجندة وطنية وبأولويات تضع في الاعتبار حاجة الشعب وإمكانيات المغرب والإكراهات المحيطة به لأن من شأن ذلك أن يقود إلى سيادة منطق التضحية ونكران الذات والاستعداد للتعاون ) . فهل فعلا تستحضر الجماعة المصلحة العامة للمغاربة وتضعها في الاعتبار ؟ هل من المصلحة تغيير نظام ملكي خبره المواطنون وإقامة نظام بديل لا حجة على استقامته غير شعارات تخفي استبدادا أفظع من كل أشكال الاستبداد التي عرفتها البشرية في العصور الحديثة إن لم يكن على مر التاريخ ؟ هل السيد أحرشان على بينة من آفاق الحوار الذي يدعو إليه ؟ وهل هو على استعداد لجعل قيادة الجماعة تتنازل عن أحد ثوابتها وتقبل بالعمل السياسي والمشاركة في الانتخابات في ظل النظام الملكي إذا انتهى "الحوار الوطني" إلى هذا ؟ بالتأكيد أن أسباب فشل محاولات الصلح بين النظام والجماعة لازالت قائمة ، ولا تزيدها الأيام إلا تصلبا ، خصوصا وأن الجماعة لم تعد تستفيد من هوامش الحركة التي كانت متاحة لها على عهد الملك الراحل الحسن الثاني . فالجماعة التي بنت خطابها على تكفير الملك ومناهضة النظام لا يمكنها أبدا أن تقبل بالمصالحة والانخراط في المؤسسات الدستورية . لهذا فهي لا ترى من مخرج سوى تغيير النظام . الأمر الذي يضع علامة استفهام كبرى حول الهدف من دعوة السيد أحرشان إلى حوار وطني ، وهو يعلم مسبقا كما تعلم كل الأطراف المدعوة إلى هذا الحوار أهداف الجماعة وأبعادها الحركية . فأمر الانقلاب على النظام وتغييره لم يعد سرا ، بل كل قيادات الجماعة تعلنه في كل مناسبة أو بدونها . ففي تصريح للسيد عبد الواحد المتوكل لموقع الجماعة نقرأ "وإن أولوية الأولويات اليوم هو التقاء الإرادات الخيِّرة في هذا البلد على برنامج استعجالي لإنقاذ البلد من حافة الانهيار، وبعث الأمل في نفوس المغاربة بعد أن استبد اليأس بالكثير منهم، الأمل في الإصلاح والتغيير، وفي غد أفضل يقطع مع جور قرون العض والجبر، ويتجاوز البؤس الراهن والانحطاط المهين، ويؤسس لمرحلة جديدة) . بل إن الجماعة أصدرت وثيقة رسمية "جميعا من أجل الخلاص" تتبنى النهج الانقلابي . إنه نفس المنحى التحريضي ضد النظام الذي دأبت عليه قيادة الجماعة منذ ثلاثة عقود طمعا في كسب التعاطف وتوسيع القواعد . إذ في كل مرة تستغل أي معطى أو أية مبادرة لاتهام النظام بإفساد الدين والمواطنين . فمرة تتهم النظام بكونه ( بصيغته الحالية وبمنهجيته السياسية أصبح يمثل عائقا أمام الديمقراطية والتنمية في هذا الوطن، كما أصبح مهددا لهوية الأمة في الصميم ومهددا لمصالحها المختلفة، بل أصبح مهددا للاستقرار الإقليمي والمتوسطي بعشرات الآلاف من هكتارات المخدرات، وبهجرة يغذيها بسياسته التفقيرية القاتلة.) . علما أن الجهود المبذولة في خلق تنمية مستدامة ومحاربة تجارة المخدرات لم تكن مسبوقة ونالت تقدير دوائر عالمية . ومرة أخرى تستغل الجماعة جهود هيكلة الحقل الديني لتتهم النظام بمحاربة الدين كما جاء في البيان الصادر عن المجلس القطري للدائرة السياسية للجماعة في دورته الرابعة عشرة( استنكار الوصاية الخبيثة على المساجد، وتمييع الدين بسياسة فاسدة مفسدة، والتضييق على الدعوة الإسلامية وتعليم القرآن الكريم، وخنق العلوم الشرعية داخل مؤسسات التعليم الحكومية الفاشلة، تحت غطاء ما يسمى بتأطير الحقل الديني). فالجماعة لن يرضيها سعي النظام إلى تأميم المساجد وتطهيرها من دعاة الغلو والكراهية وسفك الدماء ، كما لن تريحها مبادرات الملك الاجتماعية التي ترى فيها الجماعة تضييقا عليها في مجال ظلت تستغله لعقود في توسيع قواعدها .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .
- هل يمكن أن تكون مدونة الأسرة قاطرة للإصلاحات الشاملة ؟
- القيم بين الخصوصية والكونية .
- الدولة بين اتهامات الإعلاميين ومخططات الإرهابيين .
- أما آن للحكومة أن تتحمل كامل مسئوليتها تجاه الشعب ؟
- مواجهة الإرهاب والتطرف ضرورة تحتمها نوعية الخلايا المفكَّكة ...
- 11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الدي ...
- لم يتمسح مصطفى العلوي بأعتاب الشيخ ياسين ؟
- جماعة العدل والإحسان حركة انقلابية ترفض العمل في إطار حزبي . ...
- هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ...
- جماعة العدل والإحسان وعقيدة رفض الإقرار بمشروعية النظام المل ...
- جماعة العدل والإحسان تنتقد مجمّليها لدى النظام والرأي العام ...
- تأهيل الأئمة مدخل رئيسي لتأهيل الحقل الديني .
- لما ينتقد الملك انتظارية الحكومة وسلبيتها .
- البيجيديون وخطيئة الاحتماء بالأجنبي .
- إستراتيجية تأهيل الأئمة ضرورة أم غاية ؟
- هل ثقة الملك في الحكومة تحميها من كل تعديل أو إسقاط ؟
- شهادة البكالوريا بوابة مفتوحة على المجهول .
- هل فعلا لفظ الجلالة وتقبيل يد الملك هما ما يمنعان جماعة العد ...
- فتاوى شيوخ التطرف دليل إدانتهم .


المزيد.....




- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية
- مجموعات الدفاع عن المسلمين واليهود تنتقد ترامب لاستخدامه كلم ...
- إصابة مستوطن في عملية إطلاق نار في سلفيت.. وقوات الاحتلال تغ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان وحوار الطوفان لإسقاط النظام .