أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث















المزيد.....



هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
إخواني الكرام
تحية ود وتقدير لكم جميعا
أما بخصوص أراء بعض الأخوة الأفاضل أن يكون الحوار مشترك بين جميع الأخوة أو بيني وبين الأخ بن نبي فهذا أمر يعود للشورى، وما كان لي أن أستبد برأي عليكم، ورأيي الشخصي الذي لا ألزم به سوى نفسي أفضل أن يشارك الجميع ونتعاهد على أن تنصب المداخلات في قضية الحوار أو في المحور الذي نتناقش حوله لا غيره وعدم التطرق لمواضيع ومحاور أخرى، وتذكروا قول الحق سبحانه (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)، فقد قطعت على نفسي في هذا الحوار ألا أناقش أي قضية أو موضوع إلا فيما يخص المحور المعروض للنقاش وحسب، حتى لا نتشعب ونتوه في النقاش لنجد أنفسنا قد عدنا من حيث بدأنا، وقد ألزمت نفسي حين أجد النقاش قد تشعب وتبعثر فسوف أنسحب منه بكل هدوء وسلام.

لقد قمت بحصر الموضوع في محاور ثلاث هي:
## المحور الأول: (الوحي مفهومه ومعناه وهيئة نزوله على قلب الرسول وهل نزل كعلم ومرائي ومعاني؟؟ أم نزل نصا على قلب الرسول؟؟، مع الالتزام بتقديم البرهان القرآني على ما نرى ونختار).

## المحور الثاني: (ما آلية أو وسيلة نقل الوحي من قلب الرسول إلى الناس؟؟، هل بلغه النبي محمد لقومه مخطوطا في صحف وقراطيس؟؟، أم بلغه شفهيا؟؟، وما اللسان الذي حمل كتاب الله ووحيه من قلب الرسول إلى الناس؟؟ هل هو لسان قومه أهل مكة، أم أنه لسان خاص من صنع الله أنزله على رسوله؟؟)

## المحور الثالث: (ما الهيئة التي ترك الرسول الكتاب الكريم عليها لأتباعه هل تركه مخطوطا في قرطاس أم محفوظا في الفؤاد وما الوسيلة التي حفظ بها أتباع الرسول القرآن لمن خلفهم، ويدخل في هذا المحور العوامل التالية: (الخط، الكتابة، التنقيط، التشكيل).

## مداخلتي لبداية النقاش حول المحور الأول :
هذه المداخلة اقتبست جلها من فصل بعنوان: (الأنبياء والرسل مخيرون وليسوا مسيرين) من كتابي: (البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي) الذي كتبته منذ بضع سنين مع تصرف بسيط يتوافق وموضوع حوارنا.

## المحور الأول :
(الوحي مفهومه ومعناه وهيئة نزوله على قلب الرسول وهل نزل كعلم ومرائي ومعاني؟؟ أم نزل نصا على قلب الرسول؟؟، مع الالتزام بتقديم البرهان القرآني على ما نرى ونختار).
أرى من خلال فهمي وقرءي لآيات الكتاب حول هذا الموضوع أن الوحي هو وسيلة التواصل الوحيدة بين الله وبين جميع مخلوقاته سواء من البشر أو غيرهم من المخلوقات. فالله لم يكلم أحدا ولم يكلمه أحد بما نعي ونفهم من ماهية الكلام والخطاب، لا أنبيائه، ولا رسله، ولا الملائكة، وما كان لمخلوق أو نبي أو رسول أو ملاك من الملائكة أن يكلمه الله أو يكلم الله مباشرة أو مواجهة، فالله ليس بمتكلم وليس بأبكم، وبعبارة أخرى، إن الله لم يتواصل إطلاقا مع أي من خلقه بشرا كان أو مخلوقا آخر أو ملكا من الملائكة تواصلا لسانيا (لغويا)، وإنما إذا أراد الله أن يتواصل ويحدث أمرا ما مع أحد مخلوقاته أوحى إليه بعلمه، إما وحيا إلى الشخص مباشرة إلى قلبه، أو يبعث صوتا من وراء حجاب كما حدث لموسى، أو يوحي إلى رسول من الملائكة فيوحي الرسول الملاك بإذن الله إلى المخلوقين ما يشاء الله، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ). (الشورى- 51).

## مفهوم الوحي:
الوحي ليس كما يظن كثير من الناس أنه الملاك جبريل الذي يهبط على الأنبياء والرسل بالرسالة الإلهية، فالملاك جبريل هو: رسول من الملائكة بين الله وبين الأنبياء والرسل وليس وحيا، أما لفظ الوحي كما جاء معناه في أصل لسان قوم الرسول الذي أرسل الله الرسول به هو كل علم أو أمر من علم ألقي في خفاء من دون وسيلة تخاطب لسانية (لغوية)، هكذا كان القوم قد اصطلحوا على هيئة الوحي، وكانوا يعدون الوحي كل علم أو أمر من علم يتم الحصول عليه من دون لسان يتكلم أو عين تتلو، أو ما نسميه نحن اليوم (لغة الإشارة) أو ما نسميه (الحدس، الإلهام) إذن معنى ومفهوم الوحي الذي أراه وأطمئن له هو: إلقاء علم أو أي شيء من علم إلى شخص آخر بصورة خفية غير لسانية، وقد وجدت هذا المفهوم مطابق تماما من وجهة نظري لماهية وكيفية الوحي كما وردت في الكتاب الكريم، ومن ثم أرى أن الله قد أوحى برسالاته وعلمه إلى خلقه من الأنبياء والرسل عن طريق إلقاء ذلك العلم أو تلك الرسالة في قلوبهم بصورة خفية أي من دون لسان يتكلم ومن دون عين تتلُ، وبنفس الطريقة أوحى الله القرآن لرسوله محمد وبنفس الطريقة أوحى لكل النبيين من قبله، قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا). (النساء- 163).

وقد يكون الوحي عن طريق خلق صوت غير مرئي وغير منظور يخرج من أحد الأشياء كالشجر والجبال، كما حدث لموسى عليه السلام حين ناداه الله من جانب الطور ومن شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة، قال تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (القصص- 30). وقال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا* وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا). (مريم- 51: 52).

أو يكون عن طريق ملاك من الملائكة أو الروح، حيث يوحي الله أيضا إلى نفس الملاك أو الروح بعلم ما فيقوم الملاك أو الروح بإيحاء ما أوحاه الله إليه من علم وبصورة خفية كذلك إلى قلوب الأنبياء والرسل، قال تعالى: (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء). (الشورى- 51).
وقد يأتي الملاك أو الروح متمثلا في هيئة بشر كما حدث لمريم بنت عمران، قال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا). (مريم- 17).
هذا هو معنى ومفهوم وطبيعة الوحي كما أفهمه وكما أرى أن القرآن قد نص عليه، أما ما يظنه معظم الناس من أن الله يتكلم، أو له صوت، أو له كلام مسموع ومتلو، أو أن الأنبياء كلموا الله، أو كلمهم الله، أو أنهم رأوا جبريل وكلموه، أو كلمهم جبريل، أو أن الله كلم جبريل، أو كلمه جبريل، فكل هذا هراء ما أنزل الله به من سلطان، بل كل ذلك من تخاريف الجهلاء والسفهاء الذين يعلمون من الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، إن المحصلة النهائية لعملية الوحي من الله إلى أنبيائه ورسله، هي عملية تحدث في الخفاء في قلوبهم ولا يشعر بها سواهم، ثم يقومون بتبليغ ما نزل على قلوبهم من وحي إلى أقوامهم بلسانهم البشري الذي يتكلمون به، من دون أي تدخل إلهي في صياغة اللسان البشري.

# هل الوحي خاص بالأنبياء والرسل وحسب:
يعتقد كثير من الناس خطئا أن الوحي الذي هو بعض علم الله قد اصطفى الله به الأنبياء والرسل من البشر وحسب، بل أوحى الله ببعض علمه لكثير من الناس الذين ليسوا بأنبياء أو رسل بل وأوحى إلى المخلوقات من غير البشر كما ورد في الكتاب الكريم، فالوحي بمفهومه ومعناه الذي سبق وأن بيناه لم يحدث للأنبياء والرسل وحسب، بل أوحى الله إلى بعض الناس الذين ليسوا بأنبياء ولا رسل، وأوحى للملائكة، وأوحى للحيوانات والجمادات كذلك، بل وأوحي الشياطين إلى أوليائهم وأوحى الناس إلى الشياطين، على النحو التالي:

• الوحي إلى الملائكة:
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ). (الأنفال- 12).

• الوحي إلى أم موسى:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). (القصص- 7).

• الوحي إلى يوسف وهو طفل:
أوحى الله إلى يوسف وهو طفل صغير حين ألقى به أخوته في الجب:
(فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ). (يوسف- 15).

• الوحي إلى حواريي عيسى بن مريم:
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ). (المائدة- 111).

• الوحي إلى النحل:
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ). (النحل- 68).

• الوحي إلى السماوات:
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). (فصلت- 12).

• الوحي إلى الأرض:
(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا). (الزلزلة- 1: 5).

• وحي ذكريا إلى قومه حين خرج عليهم من المحراب
(فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11).

• وحي الشياطين إلى أوليائهم:
(وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ) (الأنعام:121)

• وحي شياطين الإنس والجن بعضهم إلى بعض:
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَٰطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام:112).

• الوحي الإلهي إلى النبي محمد هو العلم المعنوي وحسب:
(وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) (114_ طه).

فلو كان الوحي ينزل نصا على قلوب الأنبياء بصياغة إلهية كما يقول بعض الإخوة، فهل كان ينزل نصا على الملائكة كذلك حين يوحي الله إليهم؟؟، وبأي لسان كان ذلك الوحي إلى الملائكة؟؟ وهل كان به تنقيط وتشكيل؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي إلى أم موسى وبأي هيئة وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي ليوسف وهو طفل صغير وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي إلى حواريي عيسى بن مريم وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي إلى النحل وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي إلى السماوات والأرض وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي من زكريا إلى قومه حين خرج عليهم من المحراب وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي من الشياطين لأوليائهم وبأي لسان؟؟، وكيف كانت هيئة الوحي من الإنسان للشيطان وبأي لسان؟؟، فهل يقال بعد هذه النصوص البينة الساطعة أن الله ينزل وحيا منصوصا ملفوظا مرسوما مصاغا بلسان بشري على قلب النبي محمد؟؟؟.

## الوحي لم ينقطع :
يعتقد كثير من الناس أن الوحي الذي هو علم الله وحكمته قد انقطع بانقطاع النبوة والرسالات، بل إن الذي انقطع هو وحي النبوة والرسالات، أما علم الله وحكمته فمازال مستمرا، يوحي الله به لكل الناس بلا استثناء، يوحي إلى مؤمنهم وكافرهم، ويظهر علم الله هذا ووحيه، في التنبؤات التي نتنبأ بها في أحلامنا ويقظتنا عن أشياء ستحدث في المستقبل، ثم نراها تحدث بالفعل، فجميعنا يرى في منامه أن قريبا له قد مات فيموت بالفعل بعد بفترة، وجميعنا يرى أشياء في منامه ويشعر بأشياء في يقظته، سواء كانت خيرا أم شرا، ثم نراها تتحقق أمام أعيننا كما رأيناها خفية في نفوسنا، سواء في نومنا أو يقظتنا، فكل ذلك من علم الله الذي يوحيه إلى الناس جميعا، لا فرق بين كافر بالله أو مؤمن به، فالجميع فيه سواء، من دون رسم ولا لفظ ولا خط ولا صياغة.
(هذا مبلغي من العلم وما أنا سوى بشر أصيب وأخطئ).
ومرحبا بمشاركات ومداخلات جميع الأخوة الكرام ولنتذكر ما تعاهدنا عليه من عدم الخروج على محور الموضوع، حتى نقتله بحثا ثم نذهب للمحور الثاني، والأمر إليكم فانظروا ماذا تأمرون.
أخوكم نهرو طنطاوي

(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
الأخ الكريم الأستاذ محمد فادي الحفار
تحية طيبة لك
نحن متفقون على أن الوحي ليس جبريل هذا أولا.
ثانيا: تقول في تعليقك: (فإن الوحي هو روح من أمر الله) انتهى
ولكن انتبه أخي الكريم أن الوحي هو أمر الله في هيئة روح وليس العكس، بمعنى ليس الوحي روح من الله على هيئة أمر كلا، فشتان بين الاثنين، فقوله تعالى: ((أوحينا إليك روحا من أمرنا) أي أوحينا إليك من أمرنا في هيئة روح، فتنبه للأمر.

ثالثا: قلت: (وكلمت من روحي هنا تؤكد بأن الروح هي روح الله وليست بخلق من خلقه.) انتهى
أخي الأستاذ محمد تذكر أننا تناقشنا في أمر الروح من قبل في موقعي ولم نتفق حول ماهية الروح، أخي الفاضل قلت من قبل وأكرر أن الروح مخلوق من مخلوقات الله لا نعلم كنهه، أما الله فليس له روح وليس له أسماء ولا صفات بفهمنا نحن البشري للروح والأسماء والصفات كما تظن ويظن معظم الناس، فكل ما ورد في القرآن حول نسبة هذه المسميات والصفات لله فالله ليس كذلك في الحقيقة فالله ليس كمثله شيء، وإنما الروح واليد والعين والكلام وكل الأسماء والصفات هي آلية خطاب بما نعي وندرك نحن البشر من معاني هذه الأسماء والصفات، أما الظن بأن الله له روح وأن هذه الروح من ذات الله غير مخلوقة، فهو عين كلام وعقائد ودين النصارى في المسيح بن مريم، وعموما هذا ليس موضوع حوارنا هنا فموضوع حوارنا ينصب حول هيئة الوحي ومفهومه وكيفية نزوله على قلب النبي محمد، ولا أراك أخي الكريم قد ذكرت في تعليقك أي شيء يذكر عن مفهوم الوحي وهيئة نزوله على قلب الرسول، هل نزل برسم ولفظ؟؟ أم نزل كعلم محض؟؟ هذا هو بيت قصيدنا في هذا الحوار، فهل لك أن تدلي بدلوك في هذا الموضوع وتقول لنا ما هي هيئة الوحي والهيئة التي نزل بها على قلب النبي محمد عليه الصلاة والسلام؟؟ وأكون لك من الشاكرين.
تحية محبة واحترام لك
نهرو طنطاوي

(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
أخي الفاضل الأستاذ بن نبي
تحية طيبة لك
الحق لا أعرف من تقصد بتعليقك أنا أم غيري؟؟ المهم سواء كنت تقصدني أنا أم غيري فلا داعي لمثل هذه المقولات التي وردت في تعليقك من مثل: (جميلة هي الأضواء و أجمل منها أن يتحدث الإنسان عن العلمية و يغيب في الطواحين)، ومثل: (و يظهر أنّ كثيرا من المتدخلين يرى في الملائكة عفاريت ليلية تظهر و تختفي شأن الأحاجي الصنية).
أخي الفاضل مثل هذه المقولات ربما يفهم منها البعض كما فهمت أنا أنها تحمل في طياتها بعضا من السخرية المبطنة سواء مني أو من غيري، فكلنا هنا أخوة أفاضل نتحاور لنصل لشيء من الحقيقة، ولا أعتقد أن أحدا من الأخوة الأفاضل هنا يرى في الملائكة عفاريت ليلية تظهر وتختفي، ولا أظن أحد هنا قال بذلك.
أما بخصوص سؤالك حول جبريل وهل هو ملك من الملائكة أم لا؟؟ فإن كان السؤال موجه لي، فبالفعل ليس هناك من برهان قرآني يثبت أن جبريل ملك من الملائكة، وكذلك ليس هناك من برهان قرآني ينفي ذلك، فمن رآه ملك من الملائكة لا أعتقد أنه قد أخطأ في قوله ومن لم يره كذلك فكذلك لا يمكن القطع بخطئه، وبالتالي هل لديك برهان قرآني ينفي كون جبريل ملك من الملائكة؟؟.

أخي الأستاذ إبراهيم، أما قولك: (قليل من قراءة القرءان بجدّية بدل الدوران حول الموروث وإدعاء تجاوزه شعارا) انتهى
يا أخي الفاضل كلنا ندور حول الموروث، أليس القرآن كتابا موروثا منذ 1400عام؟؟ أم أن الله قد أوحاه عام 2009م، لا تغضب من دوراننا حول الموروث فكل منا يدور حول الموروث رغم أنفه شئنا ذلك أم أبينا، وكتاب القرآن هو أم وأصل الموروثات الإسلامية، ولولاه ما كان هناك موروثا أصلا.
تحية محبة واحترام لك
نهرو طنطاوي

(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
أخي الفاضل الأستاذ خالد هلال
تحية طيبة لك
يا أخي الكريم أنا لم أرد على تعليقك السابق وبعض تعليقات الأخوة الأفاضل لأني قلت سوف ألخص الموضوع في نقاط محددة وأن نبدأ الحوار حول الموضوع من نقطة انطلاقه وهي: (الوحي مفهومه هيئة نزوله على قلب النبي محمد؟؟).
أما بخصوص قولك في التعليق السابق: (هل هذه الترجمة للوحي من قبل النبي كانت مجملة أي مرة واحدة أم كان يترجم تباعاً ) انتهى
بالطبع لم تكن مجملة وكانت تتم حين ينزل عليه الوحي في أي أمر يحدث، بدليل قوله تعالى: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه).

أما بخصوص قولك: (ثم نأتي لطلبك إرشادي لك عن تشتيتك للموضوع أولا أنا أقرأ القرءان بالمفاهيم وليس بالمعاني وخاصة المتداولة فحينما تذكر أنت وتحتج بألفاظ مثل وراء حجاب والملاك جبريل والروح والنحل .. وو مثل ما تقول يخرج من أحد الأشياء كالشجر والجبال، كما حدث لموسى عليه السلام حين ناداه الله من جانب الطور ومن شاطئ الوادي الأيمن من الشجرة .فمن حقي وحق الموضوع أن تبين مفهوم كل لفظ إستشهدت به في الموضوع مثل جبريل والروح والنحل وجانب الطور وشاطىء الوادي الأيمن ووو .. فهذه الألفاظ ليست مسلمات عندي كما هو عندك ورغم أن هذا سيوسع الموضوع ويثريه إلا أنه يعتبر تشعب من منطقك أنت فأنت تريد حصر الموضوع وتكتيفه على هواك وهذا ليس ممكنا أما التشتيت مثلا لو أنني طلبت منك في هذا الموضع أن تقول لي رأيك في مبطلات الوضوء أوشىء من هذا القبيل أما هنا فنحن نتكلم عن القرءان من وحيه لنصه (.انتهى

أخي الكريم، إن ما سألت عن مفهومه من ألفاظ من مثل: (حبريل الروح النحل وجانب الطور... إلخ)، فقد قلت لك من قبل أني آتي بمفاهيم ومعاني هذه الألفاظ من لسان قوم الرسول (اللغة العربية) هل تقبل مني ما آتيك به؟؟، أم هو محاولة استدراج منك للزج بي في حوارات جانبية لنخرج عن لب الموضوع الأم وهو (الوحي مفهومه هيئة نزوله على قلب الرسول)؟؟، ثم أخي الكريم نحن بصدد نقاش لفظ واحد نتحاور حوله وهو (الوحي) وحسب، والوحي هو نقطة انطلاق القضية برمتها فلو وقفنا على مفهوم الوحي وهيئة نزوله على قلب النبي محمد، ساعتها يمكن مناقشة أي لفظ أو أي قضية أخرى، وألا ترى معي أن تحديد مفهوم الوحي ومعرفة هيئة نزوله على قلب النبي محمد أولا هو مفتاح الحوار لأي قضية أخرى، فأنا قد ذكرت مفهومي للوحي في مداخلتي أعلاه وذكرت هيئة نزوله على قلب الرسول، فهل لك أن تناقش فهمي هذا للوحي وفهمي لهيئة نزوله على قلب الرسول محمد، ثم تذكر لنا مفهومك أنت إن كان متفقا أو مغايرا لما ذكرت أنا؟؟، وبعدها أعدك أن أجيبك على كل أسئلتك السابقة واللاحقة، فلن أنجر لأي حوار حول أي مفهوم سوى الوحي وهيئة نزوله على قلب الرسول، وأرجو أن تسمح لي بذلك. وتأخذ رغبتي بعين الاعتبار.

أخي الأستاذ خالد أما عن قولك: (أما عن رأيي في الموضوع هو أن محاولة إبقائك على ألوهية مصدر القرءان بعد إعلانك بشرية المحتوى ( النص ) هو خدعة كبيرة لأن بشرية النص تنفي عنه حمله للحق الكوني و علوه و بنيته الربانية ( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض ) وما قيمة القرءان إذا غاب عنه بعده المستقبلي و الغيبي والتأويلي وتطابقه مع الكتاب ( الكون ) !!
( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا ) فهل لبشرا أن يبدع هذا !!! ؟؟؟

( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ . فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ . ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ . ثُمَّ نَظَرَ . ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ . ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ .فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ .إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ . سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) ) انتهى

أخي الكريم، إبقائي على إلوهية المصدر القرآني وإعلاني بشرية النص ليس به أي خدعة كما تقول، بل أنت عليك أن تثبت عكس ما أقول، فأنا أقول إن هذا القرآن نزل على قلب الرسول وحيا كعلم ومرائي قلبية قام الرسول بنقلها هو بنفسه من قلبه إلى لسان قومه، فهل تستطيع أستاذ خالد أن تثبت لي أنت ببرهان قرآني عكس هذا؟؟، أعفيك من الإجابة على هذا السؤال الثقيل لأجيبك أنا فأقول لك: لن تستطيع حتى لو ابتغيت نفقا في الأرض أو سلما في السماء أو تأتي بالله والملائكة قبيلا، فلن تستطيع لن تستطيع لن تستطيع. يا أخي الكريم هذا الكتاب كحروف وكلمات وصياغات هو من تأليف النبي محمد بنفسه وفق لسان قومه البشري (أهل مكة)، وهذا الكتاب ككلمات وحروف وعبارات ليس فيه أي إبداع يذكر من دون معانيه وعلومه وحقائقه، بدليل أنك لو قمت بتلاوة القرآن على شخص إنجليزي أو فرنسي أو إيطالي سيضحك منك ويسخر لأنه لم يفهم مما تقول شيئا، فهو يسمع مجرد صوت أجوف لا معنى له لديه على الإطلاق، وأتمنى من قلبي صادقا أن تثبت لي أنت أو غيرك عكس ذلك ببرهان قرآني، فبغيتي ووجهتي قد وليتها منذ سنين طويلة للحق والحقيقة وصدقني لست ممن تأخذهم العزة بالإثم، واعلم أني من أكثر الناس رجوعا للحق واعترافا بالخطأ من دون كبر ولا عناد، وتاريخ انضمامي وانسحابي من التيارات الدينية المختلفة منذ كان عمري 8 سنوات وإلى الآن خير شاهد على ما أقول.

أرأيت أخي خالد كيف عدنا من جديد إلى مفهوم الوحي وهيئة نزوله على قلب النبي محمد، وصدقني أنا على أتم استعداد أن أفتح معك أو غيرك أي حوار حول أي لفظ أو مفهوم في الكتاب الكريم، ولكن سوف نجد أنفسنا ندور ندور وبعد طول عناء نجد أنفسنا نعود من جديد لأطالبك بمفهومك للوحي ومفهومك لهيئة نزوله على قلب النبي محمد، وصدقني لن تجد أنت ولا أي من الأخوة الأفاضل جوابا على ذلك سوى ما ذكرت أنا أعلاه، بدليل أن مداخلتي منشورة منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة ولم يستطع فرد واحد من جميع الذين دخلوا على تعليقي وقاموا بتلاوته أن يذكر لي مفهوما للوحي غير ما ذكرت أنا، وصدقني لن يجدوا وها هو المنتدى بأيديكم وأنا منتظر أن يدخل شخص واحد يقول غير ما قلته ببرهان قرآني واحد.

وما ذكرت أخي من آية النساء وآية المدثر فلا برهان فيها ينقض ما ذهبت إليه حول مفهومي للوحي وكيفية نزوله على قلب النبي محمد، ولا ينفي بشرية النص كنص وليس ما يحمله النص من معلومات وحقائق، فهاتان الآيتان تشيران إلى ما تحمل كلمات الكتاب الكريم من معلومات وحقائق وأخبار وليس لنظم الحروف والكلمات ولا الجمل والعبارات كما تظنون أنتم.

أخي الكريم خالد أما عن قولك: (هذا ملخص بسيط لرأيي في الموضوع ولو أردت قتل كل نقطة بحثا كما تقول فعليك تحديد المفاهيم أولا قبل أن تستشهد بها لأنه بدون تحديد المفاهيم سنظل نلف وندور في محيط التبرير دون الوصول لأي ثمرة حقيقية) انتهى

أخي الكريم أدعوك أن تنسى كل كلمة وكل لفظ واجعل جل تركيزك وحسب في مفهوم (الوحي) وكيفية نزوله على قلب النبي محمد، وصدقني مناقشة أي مسألة أو لفظ أو قضية في هذا الموضوع سوى كلمة (الوحي) وهيئة نزوله على قلب الرسول هو مضيعة للوقت دون جدوى، وأنا لدي عملي وكتاباتي وشئوني الخاصة.
لك خالص المودة والاحترام
نهرو طنطاوي

(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
أخي المحترم الأستاذ معروف محمد
تحية طيبة قلبية لك
قلت أخي الكريم في تعليقك: (وكل البشر خلقوا من نفس واحدة وهنا ينتفي شئ أسمه عرق بشري "عربي" وأجدك تُكثر من عبارة " أين دليلك على " ومن هنا نبتدئ فأين دليلك على مايلي ...:-أن في الكون عرق بشري عربي؟ كيف أعرف أنك عربي...؟؟ هل من خلال فحص دمك أو من تحدث مثلك أصبح عربي؟؟ ) انتهى
أخي الأستاذ معروف، أنا لم أقل في أي من كتاباتي أن العربية عرق أو جنس من البشر، وإنما هو مسمى اصطلح الناس عليه منذ قرون طويلة، وأنا أتفق معك أن العرب (قوم الرسول) وما يسمى بالجزيرة العربية، لم يصطلحوا على ذلك نسبة إلى لسانهم الذي يتكلمون به، كلا، ولم يكن لسانهم يسمى عربيا، وإنما نسب الله اللسان إليهم، وليس العكس، فأصبح يسمى (لسانا عربيا) أو (لسان العرب) أو (اللغة العربية)، فهم اصطلحوا على تسمية أنفسهم عربا، ليس لأن لسانا يعرب عن الحق ويظهره أو أن لسانهم أفضل الألسن كما تظنون أنتم ويظن كل الناس، فهم اسمهم عرب حتى ولو كانوا يتحدثون بمنطق الطير أو بلسان الوقواق، وأنا أعلم جيدا أن الفعل (عرب) يعني ظهر وبان، ومن ثم ليس لدي أي إشكال في أن يكون قاطني الجزيرة اسمهم عربا وأن ينسب لسانهم إلى مسمى قومهم، كلسان الإنجليز ولسان الفرنسيين، وبالتالي ليس لدي أي إشكال في أن ينسب الله لسان القرآن إليهم فيقول: (بلسان عربي) أو (قرآنا عربيا) نسبة إلى لسان القوم الذين اسمهم عرب وليس نسبة إلى أفضلية لسانهم على بقية الألسن وإنما هم اسمهم عرب، ولو أنزل الله القرآن بلسان الإنجليز أو بلسان الفرنسيين قطعا لقال: (بلسان إنجليزي أو فرنسي مبين) وكان قد قال: (قرآنا إنجليزيا أو فرنسيا غير ذي عوج) وهذا بالضبط كما نسب الله اليهود والنصارى إلى الكتاب وقال: (أهل الكتاب)، هل هذا يعني أن كل من انتسب إلى اليهود والنصارى يحمل في دمه وجيناته شيئا اسمه كتاب؟؟، وهل إن نهرو طنطاوي كرجل صعيدي يعني أني أحمل في دمي وجيناتي الوراثية جين يسمى صعيدي؟؟، كلا، وإنما تنسب كل مجموعة بشرية إلى ما اصطلحوا على ما أطلقوه على أنفسهم من مسمى، كعربي، وفرنسي، وأمريكي، وسوري ومصري ويمني وسعودي، وغيرها من مسميات تطلقها الناس على بني قومهم إما نسبة إلى عشيرة أو قبيلة أو مكان أو لون أو لسان أو صفة أو أي شيء آخر، فالعربية صفة أطلقها العرب على أنفسهم يعنون بها الظهور والبيان على غيرهم من الأقوام ولا يعنون بها لسانهم (لغتهم)، لذلك نسب الله لسان قوم الرسول إليهم لأن القوم اسمهم عرب فقال تعالى: (بلسان عربي) و(قرآنا عربيا)، ولاحظ أخي الكريم أن لسان قوم الرسول الذي نزل به القرآن أو ما تسميه أنت لسان القرآن ليس له أي مزية أو أفضلية على بقية ألسن أهل الأرض، وإنما يكون التمايز والأفضلية فيما يحمل أي لسان من علوم وحقائق وحسب.

وقلت أخي الكريم في تعليقك: (والشئ الثاني هل من المعقول موضوعيا وجود أبجدية من 28 حرف ثلاثة منها نفس الرسم مثل " ح ج خ " و نفس الرسم مثل " ب ت ث " و ك ل " و" ع غ " و " ر ز " و " س ش " و ص ض " ط ظ "مالكم كيف تحكمون ؟؟؟؟ كيف من الممكن تتصفح كتاب بدون نُقط، هل قبل القرءان من 1400 عام هناك سطر واحد كُتب مرسوما مثل رسم القرءان؟ أين دليلك على ذلك؟ هل هناك كتاب أو مؤلف لكتاب قبل القرءان؟ لاشك أن الأمر يتشعب ولا يجب أن ننطلق من مسلمات... قال بها مجتهدون في سالف الزمن أتفقوا على إصطلاح مفاهيمهم حسب لغوهم وتقعيدهم للغتهم الأعجمية كما يفعل باقي الناس في أنحاء العالم ليسيروا أمور حياتهم وهذا الأمر لاينطبق على لسان القرءان العربي .) انتهى

أخي معروف، أتفق معك تمام الاتفاق فيما ذكرت ولكن قولك هذا ليس حقيقة علمية في إثبات أن الرسول هو من خط القرآن ونقطه وشكله بيده بهذه الطريقة التي هو عليها الآن، فكلامك مجرد فرضية عارية من أي برهان علمي حقيقي، بل قولك هذا يؤكد بشكل كبير على أن تشبيك الحروف وتشكيلها وتنقيطها بهذه الطريقة التي عليها المصاحف الآن هي أمر محدث حدث بعد النبي محمد بسنوات طويلة، ولم يكن النبي محمد ولا قومه على علم بهذه الطريقة في الرسم والتشكيل والتنقيط وإنما حدثت بعده بسنين، وما يثبت قولي هذا هو عدم وجود النسخة النبوية التي خطها الرسول بيده، بل ليس هناك نسخة خطها الرسول بيده أصلا، بل إن القول بهذا يعد نوعا من الوهم ومطاردة السراب لمن ظنه ماء، بل إن قولك هذا يطعن في مصداقية قول الحق سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، لماذا؟، لأن الحفظ يقتضي الاتصال لا الانقطاع، ولكي يكون القرآن محفوظا برسم وخط وتنقيط وتشكيل إلهي منزل على قلب الرسول بهذه الهيئة كما تدعون، كان من المفترض وجود هذه النسخة حتى الآن؟ لكن هذه النسخة النبوية لا وجود لها إلا في خيال وأوهام البعض، وكي يتم حفظ القرآن كان لا بد من اتصال وتواجد النسخة النبوية وعشرات بل وآلاف منها حتى الآن، لكن الواقع والحقيقة العلمية تقول إن النسخة النبوية للقرآن مفقودة تماما بل لا وجود لها على الإطلاق منذ 1400 سنة وهذا الانفصال والانقطاع بين المصاحف الموجودة في العالم الآن القديم منها والحديث وبين نسخة النبي التي خطها بيده كما تدعون يشكك في قول الحق: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). بل دعني أخبرك بمعلومة لم أذكرها من قبل في أي من كتاباتي وهي: (تنقيط الحروف وليس التشكيل أقول وأكرر تنقيط الحروف قد أضر بالقرآن وأضر بقارئي القرآن ضررا شديدا، وكان من الأفضل للقرآن وقارئي القرآن ترك القرآن بلا تنقيط)، وتفصيل ذلك تجده في دراسة لي لم أنتهي منها بعد حول تنقيط وتشكيل القرآن، أثبت فيها ببراهين علمية لا تقبل الشك أن التنقيط والتشكيل أمر حدث بعد رسول الله وليس منه فالمقام هنا لا يسمح بتفصيل ذلك لأنها دراسة طويلة. ولن أستطيع البوح بأكثر من ذلك ولن أجيب على أي سؤال في هذا الموضوع حتى الانتهاء من الدراسة ونشرها.

وقلت في تعليقك أخي الكريم: (لسان القرءان عربي وحكمه كذلك عربي ولسان جميع البشر أعجمي بما فيهم النبي الكريم محمد) انتهى

أخي معروف، العجمة ليست في اللسان أي لسان، وإنما العجمة هي كل عسر في فهم لكل شخص يسمع كلاما بلسان غير لسانه (بلغة غير لغته)، فالإنجليزية لسان أعجمي للناطق بالفرنسية ولسان العرب أعجمي للناطق بالروسية، والقرآن لسان أعجمي لكل شخص غير ناطق بلسان قوم الرسول (اللغة العربية)، وأتركك تفكر في أية من آيات الكتاب لعلها ترشدك إلى قولي هذا، يقول الحق سبحانه: (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ (200_ الشعراء)، أخي معروف أرى في هذه الآية هدم كامل لكل قواعد نظرية اللسان العربي واللسان الأعجمي التي يتبناها الأستاذ بن نبي والأستاذ سمير حسن، ولن أشرح لك ذلك بل أتركك أنت لتصل إلى ذلك بنفسك فأنا أثق في تفكيرك وفي فهمك.

أخي الكريم وفي بقية تعليقك الكثير من النقاط التي تستحق الرد ولكن اعذرني فهذا ما سمح به وقتي. فكم كنت أتمنى لو كنت متفرغا ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يجده.
تحياتي لك أخي الكريم معروف
نهرو طنطاوي

(رد بواسطة نهرو طنطاوي)
أخي الفاضل المحترم الأستاذ خالد هلال
تحية قلبية لك
قلت أخي الكريم في تعليق سابق لك ما يلي: (قضية قرءاة القرءان بالمفاهيم ليست قضية فرعية أو جانبية في أي طرح قرءاني وعندما نتحدث مثلا عن( ماهية الوحي ) يجب أولا تحديد مفهوم الوحي حتى لا يذهب كل منا في معاني مختلفة ونظل في مضيعة للوقت كما تقول فتحديد المفاهيم يساوي ما قلته أنت : ( وأضرب لك مثلا على أن أي حوار في أي موضوع ما لم نتفق على القضية الأم الجذر التي نحن بصددها هو حوار فرعي وليس جذريا ) .
كما أن عدم تحديد المفاهيم مسبقا سيجعلك ورغم نفيك للترادف في القرءان تقع فيه مثلما جعلك مفهوم اللسان هو الكلام أو اللغة) انتهى

أخي خالد لقد قمت بتحديد مفهومي للوحي ويمكنك أن ترجع لمداخلتي حول هذا الموضوع، والكرة الآن في ملعبك أنت لتذكر لي مفهومك للوحي، أخي الكريم أنا لم أقع في الترادف ولم أقل به كما ذكرت، فأنا أعي جيدا أن اللسان ليس هو اللغة وأن اللسان غير الكلام غير الخطاب غير القول غير الحديث غير النطق، وأعلم أن لكل منها دلالة تختلف عن الأخرى، وأعلم ذلك منذ سنوات طويلة، ومن هنا أسألك أين قلت أنا في مداخلاتي أن اللسان هو اللغة وهو الكلام؟؟، وإن كنت أنا أستخدم كلمة اللغة إنما ذلك للتوضيح لمن لا يعرف أن اللسان هو اللغة بالمفهوم الدارج بين الناس وتجدني دائما ما أضع كلمة (اللغة) بين قوسين في كل كتاباتي.

أخي خالد وقلت في تعليقك ما يلي: (ربما في هذا الإقتباس ملخص دسم للموضوع ويُفهم منه أن الوحي عندك ( علم ومرائي وأحداث وحدس وإلهام ) ورغم أن هذه الأشياء الخمسة لا تعد مفهوما للوحي بقدر ماهي معاني متعددة تراها ولم تقدم عليها دليل من القرءان وهذه الأشياء الخمسة ( الوحي ) أخرجها البني بنفسه إلى لسان قومه البشري المتداول بكل إصطلاحاته .الفكرة إذا هكذا وضحت لكن يظل هذا اللسان البشري المتداول حسب تعبيرك لم نرى منه أي مداولة أو مدونة تشبه القرءان في خطه ورسمه وعلاماته على وجه الأرض قبل وبعد نزول القرءان حتى يومنا هذا فماذا تقول في ذالك ؟؟) انتهى

أخي خالد تجد جوابي على هذا السؤال في مداخلتي السابقة للأستاذ معروف محمد.

أخي خالد وقلت في تعليقك ما يلي: (أخي العزيز لإحساسي بصدق مسعاك وجهدك الكبير أحاول التواصل معك لعلي أصل لنتيجة مرضية لهواجسي لذالك ألخص لك تصوري الذي لا أدعي حقيقته لكن ربما بالحوار يثبت أو ينهار وأبحث عن غيره ,
الوحي عندي مثل معلومات مخفية أُلقيت على قلب النبي بطريقة جبرية وبماهية لا أعلمها وخرجت من النبي في صحيفة دون مهارة منه , وأقرب الفكرة بمشهد سينمائي لو سمحت لي ففي فيلم ( matrix ) والذي يتحدث عن المنتظر وما إلى هنالك من روايات تلمودية وسلفية يجد البطل نفسه في مأزق مع البطلة أمام الأشرار على سطح مبني عالي تقف عليه طائرة متطورة فيسأل البطل البطلة هل تسطتيعين قيادة هذه الطائرة ؟ فترد عليه بقولها حتى الآن لا ثم تتصل بقيادة عليا متحكمة وتطلب منها إلقاء برنامج قيادة هذه الطائرة في عقلها وتصعد إلى الطائرة وتقودها بكل دقة وإتقان رغم عدم درايتها المسبقة بالقيادة) انتهى

أخي خالد، لا خلاف بيننا في قولك أن الوحي مثل معلومات مخفية ألقيت على قلب النبي محمد بطريقة جبرية، إلى هنا أتفق معك تمام الاتفاق، أما قولك أن للوحي ماهية لا نعلمها، فهذا ما أخالفك فيه فالماهية كما أراها أنا هي كماهية علم وأحداث ما يكون في الرؤى والأحلام والحدس والإلهام ومن من الناس يجهل ذلك؟؟، هذه الماهية في نظري هي نفس ماهية الوحي ولا أرى للوحي ماهية سوى ذلك من وجهة نظري، وستظل كذلك إلى أن يثبت لي العكس ببرهان علمي حقيقي، ودعني أخالفك في قولك أن الوحي خرج من الرسول في صحيفة دون مهارة منه، وأطالبك بالبرهان العلمي القرآني على ذلك، أما قياسك على مشهد الفيلم وإلقاء برنامج القيادة في عقلها، فهنا لم تذكر لي ماهية هذا الإلقاء هل كان إلقاء البرنامج بخط ورسم وتشكيل أم كان بمعلومات تشبه الرؤيا والحدس والإلهام؟؟، فإن قلت تم إلقاء البرنامج إلى عقلها بخط ورسم، فهنا أسألك كيف؟؟، وإن قلت تم إلقاء البرنامج كإلهام وحدس فنحن متفقون.
تحياتي القلبية لك
نهرو طنطاوي


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]





#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
- عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
- ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
- خروج الريح لا ينقض الوضوء
- آدم ليس خليفة الله في الأرض
- أعِدُكْ أني لن أفلح
- يا أبت أين أجد الله؟؟
- المثالية الوهمية عدو الإنسان الأكبر
- هل التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله؟
- الدكتور أحمد صبحي منصور يستشهد بالسنة
- هل البكاء على وفاء سلطان، من أجل حرية التعبير أم من أجل حرية ...
- الإنسان هو الحل
- هل فازت مصر حقا بكأس الأمم الأفريقية؟؟
- فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-2)
- فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الثانية: (السنة والتراث-1)
- فكر القرآنيين تحت المجهر، الحلقة الأولى: (المنهج)
- محاكم تفتيش أهل القرآن في الطريق إليكم


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث