أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا















المزيد.....

العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ثقافة الموت يتحول العدو الواقعي(كحدث عابر ومؤقت) قد يهدد الوجود الفردي أو الجمعي فعليا,إلى مركز الوجود,بحيث تتحول الأنا إلى ملحق بالعدو, كما هو الواقع في الثقافتين العربية والإسلامية.مناسبة هذا الرأي حدثان بارزان,مشاركة المستشار الألماني في الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي,وموافقة المرجع الشيعي الأعلى في العراق(السيستناني) المشروطة على الحكومة العراقية بوجود الاحتلال. في الحالتين رجح الاتجاه الواقعي لثقافة الحياة على التوجهات الأيديولوجية التي تختصر بالقراءة المغلوطة لعبارة شكسبير:نكون أو لانكون.
من الوجود بالقوة, يتحقق حضورنا في العالم(حسب تجربتي الشخصية) وفق ثلاثة أنماط:الإنجاز أو التلقي أو المعاناة.لأن المعاناة مكون أساسي في الوجود البشري وتكتمل بالموت,جميع الخيارات باتجاهها تصدر عن ثقافة الموت. يبقى الإنجاز والتلقي منابع الحضور الإنساني,بصيغته المثلى الإبداع. يمثل المستشار الألماني ثقافة واقعية وحيوية أبدعت شكلا للمقاومة,أوصل الألمان إلى دورهم الحضاري البارز,يتعذر تخيل بديل أصلح منه, بعد نصف قرن من هزيمة شاملة. بدوره السيستاني يقدم نموذجا جديدا لرجل الدين المسلم, المتعالي بالفعل على التفاصيل والمكاسب المباشرة, ويترك الحرية السياسية والاجتماعية لأهلها,محافظا على جوهر الدين,كملاذ دائم لأغلبية محرومة من حق الإنجاز والتلقي,ومتروكة من الجميع لمعاناة مفتوحة ويتعذر احتمالها.
لم يرهن الألمان ولا اليابانيون وجودهم ومصيرهم بهزيمة أمريكا, من المعطيات الواقعية اختاروا وابتدعوا طريقهم الخاص, ونجحوا بشكل باهر. هل يفعلها العراقيون!؟
للمعاناة العراقية أسباب مختلفة ومتعددة,أهلها أدرى بها,لست في موقع يؤهلني لأي موقف أو رأي بخصوص الوضع العراقي,سوى الإصغاء لهم والتمني بتجاوز محن الماضي وآلامه. توجد مشكلة مشتركة هي العداء لأمريكا(عقدة أمريكا) ودعوات الحرب المفتوحة تحت يافطة نكون أو لا نكون.
ظاهرة العداء لأمريكا حالة قصوى في إنكار الذات والواقع. أحد أكثر تعريفات الوطنية شيوعا في الوسط الثقافي السوري: هي درجة العداء لأمريكا!سمعت بشكل مباشر من شعراء ومثقفين عبارة مشكلتي الأولى أمريكا. بالطبع العبارة على إطلاقها بدون تحديد,لا أختلف مع القائلين بالتحيز الأمريكي إلى جانب إسرائيل طيلة القرن الماضي,أرفض كذلك الموقف الاستعلائي للإدارة الأمريكية الحالية المتمثل في التعامل مع شعوب الشرق الأوسط ككتلة واحدة. لكن ذلك لا يبرر ولا يفسر ظاهرة العداء لأمريكا والتي تجاوزت حدود العقل والمصالح المشتركة والمتبادلة والمتغيرة دائما, فقد تحولت إلى عصاب جماعي,أسبابه ومسبباته ذاتية المنشأ بالدرجة الأولى. نصف الجواب على السؤال الأمريكي لماذا يكرهونا,موجود في المكونات الثقافية والفكرية المحلية,ونصفه بالطبع في الطرف الآخر للعلاقة: السورية_الأمريكية أو الأردنية_ الأمريكية أو أو.
تشكل التفسيرات الأحادية والجاهزة عقبة أولى ودائمة أمام المعرفة,يصح ذلك على المشاكل الفردية والجماعية على السواء.الفرد الإنساني شبكة علاقات وعناصر فوق شخصية,وخصوصية الفرد تقتصر على الجانب الإبداعي,عدا ذلك مشترك.أوهام الهوية والخصوصية بضاعة قديمة أنتجتها السلطات وستحرسها بكل القوى والوسائل المتاحة, أكثرها نجاحا ونجاعة, التركيز الكامل على صورة العدو, ويمثلها الشعار القاتل:لا صوت يعلو على صوت المعركة. تسود ثقافة الموت وتتعمم في ظل سلطات مطلقة, تقوم على المنع والتحريم. سرعان ما تطول الممنوعات جميع مناحي الحياة في البلاد, وتستبدل بالعدو الذي يستقطب الفكر واللغة, ويغدو مع الوقت ضرورة نفسية, بحيث يراه البعض في غرف النوم وفي كلام الصديق والمختلف, العدو يحوي الأنا ويحددها فقد تحول إلى مطلق في الطور الأخير من ثقافة الموت, وتحولت العلاقات المختلفة بين الدول إلى ظاهرة العداء لأمريكا في بلاد العرب والمسلمين. الإيمان والوطنية ماهية الفرد الجماهيري الصالح_الذي تشمله عبارة جماهير الأمة_وخارجها بالطبع أعداء الأمة بإطلاق. المؤمن هو نقيض الكافر من محاربته يستمد هويته وبالمثل الوطني هو نقيض الخائن الذي تتحدد الوطنية عبر استئصاله, في هذا الطور القاتم لا يشكل قتل شاب فلسطيني بطريقة بدائية على أيدي حماس ,ثم الاعتذار من أسرته في اليوم التالي,سوى خطأ بسيط, ويكون مقتل عشرات العراقيين مع جرح خفيف لجندي أمريكي انتصارا للمقاومة! وبالمثل حصول السيد مقتدى الصدر على حصة في السلطة أهم من مقتل أكثر من ألف مراهق لم يبصروا الحياة بعد, هم وأسرهم.
لولا بروز حماس والجهاد على حساب السلطة الفلسطينية لما كان شارون رئيسا لوزراء إسرائيل, ولولا تفجيرات نيويورك لكان جورج بوش رئيس أمريكي باهت فشل في الحصول على أصوات الأغلبية.المتطرفون في بلادنا سيشكلون دوما دعامة لنظرائهم المتطرفين في أمريكا وإسرائيل وكل الخوف أن يبقى العكس صحيحا. العقلاء والمعتدلون في بلادنا بين نارين, هم تحت سيف التكفير والتخوين من جهة, وتحت خطر المساومات الخارجية والصفقات السياسية بين الدول من جهة أخرى.مقتل السيد عز الدين سليم والتغطية الإعلامية لتلك الجريمة أبلغ من الشرح.
طيلة عقود من النادر وجود مقالة أو دراسة عن الشعر أو القصة أو الرواية أو البطالة أو أوضاع الأطفال أو الصحة أو السكن ..الخ وبالمقابل في جميع المطبوعات السورية والتي تدخل سوريا ,دعوات مستمرة للتصدي ولشحن الهمم, لمقارعة الغرب فقط. ذلك الإعلام بدعائمه الثلاث الديني والقومي واليساري يشكل مصدرا دائما للغضب. استقلالية القضاء,إعلام حر, ضمان صحي واجتماعي, حقوق المرأة, مؤسسات حماية ورعاية الطفل,هي محاور وأسس المجتمعات الحية والقابلة للتطور,وكل أشكال القفز فوقها أو تجاهلها(ممارسات جاهلة أو مخادعة حصرا)تتسبب بالمزيد من التردي في جوانب الحياة المختلفة,كما هو الواقع في بلادنا. اندمجت ثنائية العادة السرية بالعداء للآخر, مع التكفير والتخوين,وبلادنا اليوم في حالة فقدان الثقة والاحترام الذاتيين.
الفرد معاق,والمجتمع معاق. الاستجابة للإعاقة أو التكيف معها أو تجاوزها,ثلاث ممارسات ممكنة في الحالة الأولى يتم إنكار الإعاقة وخسارة الواقع معها(للأسف هي الممارسة الدينية والسياسية السائدة في بلادنا) يشكل رجل الدين الشيعي(السيستاني)حالة خاصة تسمح بكسر تلك الحلقة المفرغة,والانتقال إلى المستوى الواقعي ,الاعتراف بالإعاقة و بذل جهد إضافي لتجاوزها,أو الوجه الآخر للإنكار ,فقدان الاحترام والتقدير الذاتي. إعلان الحرب على أمريكا انتحار ويأس كامل, الاستسلام للتجريب الأمريكي في المنطقة وجه آخر للإفلاس,يبقى الخيار الواقعي في العلاقة المرنة مع أمريكا بما يتناسب مع المصالح الفردية والمشتركة,السؤال الجوهري كيف نستفيد من العلاقة مع أمريكا.ما أعرفه أن عقدة نفسية تشكلت في الشرق الأوسط,عبر سيادة الأيديولوجيات الثلاث الإسلامية والقومية والماركسية,هي عقدة أمريكا,وتشكل اليوم أحد منابع ثقافة الموت



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطي الأبله يهنئ بميلاد عراق جديد
- الديمقراطي الأعزل
- الديمقراطي المسكين
- البشلاوية
- نرجسية2 القناع يمتص الوجوه
- أزمة منتصف العمر
- ميلاد القارئ السوري
- إطالة اللحظة العابرة - أيديولوجيا الموت
- الوهن النفسي يصير ذهانا جماعيا
- الثقة المفقودة بين المنطق والحوار والوهن النفسي
- الزيارة - إلى سوزان
- الحماقة
- لا تسامحهم يا إلهي
- الحداثة السياسية بين الضرورة والوهم
- الشرق الأوسط(نظرة من الداخل ) بمثابة الرد على مشروع الشرق ال ...
- الطريق
- الخوف والحب
- الأبلهان بين الثرثرة ومحاولة التفكير بصوت عال
- الدم السوري الرخيص
- اسطورة الوطن


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - العدو في ثقافة الموت ظاهرة العداء لأمريكا نموذجا