أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الضباع














المزيد.....


الضباع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 22:28
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


سفاحات العَتَمهْ ,هذا هو الاسم العلمي للحيوانات الضارية الآكلة للحوم البشر والتي تغزو بيت الإنسان أو أرضه و ليست كاسرة فالكاسرة هي التي تكسر أجنحتها أثناء الطيران وليس لأنها متوحشة لا تخاف , ومنها الحيوانات الضواري مثل النمر والفهد والذئب والأسد ,ومنها الضواري القَمّامةُ (الزبالة) والتي ترتاد الزبالة والجيف وهذه مثل التنين صاحب العظة التي تسبب السُم وأيضاً الضبع يعتبرُ من الحيوانات القمامة ...الضباع...الضبعة ..وهي موضوعنا لهذا اليوم.

ولم أفكر من ذي قبل بكتابة مقال عن الضبع وكنتُ أعتبره في بيئتنا ومدينتنا أسطورة لأناس كانت تتناقل الحكايات عنه من أنه يقتل الإنسان ويفترسه في الوقت الذي لم أكن أشاهد فيه مثل تلك الافتراسات حتى شاهدتُ مساء الأمس ضبعاً يرقدُ في إحدى المصائد فتأكدتُ من أنه حقيقة وموجود في مدينتنا وليس أسطورة, ولكن ما الذي دفع تلك الضباع لأن تبتعد عن القرى والمدن ولماذا تهاجم الإنسان ولماذا توقفت عن مهاجمتها للإنسان فلم نعد نسمع عن ضبع افترس طفلاً أو امرأة ؟.

هنالك أيضاً حيوانات بين الحيوانات الرئيسة تهاجم الإنسان وخصوصاً الأطفال مثل (قرود الربّاح) والتي لا مجال للتحدث عنها بإسهاب.

كانت بعض الناس قديماً تتخلص من بعض الإناث اللواتي يثبت عليهن الزنا بقتلهن ودفنهن وإطلاق إشاعات أنهن تعرضن لهجوم مباغت من قبل ضبع أو ضبعة (سفاحات العتمة), وكانت مثل تلك الإشاعات تلقى قبولاً وصدى واسعاً لأن الناس كانت فعلاً تشاهد سفاحات العَتَمه وهي تجوب أطرف القرى ومن ثم تهرب إلى الأودية مع طلوع الفجر.

والضبع حيوان قَمام زبال مثله مثل الخنزير والتنين الصغير وهو من أقوى الحيوانات في العالم التي تملكُ فكاً لا يملك مثله لا الأسد ولا التمساح وتصل قوة فك الضبع إلى 470 كيلوغرام وأحياناً إلى نصف طون , تخيل أن تطبق على رجلك كماشة بقوة ضغط 500كيلو غرام! ما الذي سيحدث لقدمك.

وفي قريتنا يطلقون على الضبع اسم (أبو الفطايس) لأنه يأكل الفطيسة وهم بذلك يقصدون الاسم العلمي (الحيوان القمّامْ) .
وحين وصلتُ موقع المصيدة التي اصطادت الضبع وجدتُ جمهوراً كثيراً من الناس والصيادين الخبراء في نصب الفخاخ وغير الخبراء في معرفة ودراسة سلوك سفاحات العتمه.

فقالوا : كانت الضباع تخرج للقرى وتأكلُ الناس وبعد أن وصلت الكهرباء للشوارع خافت الضباع من الخروج للشوارع بسبب انتشار الأضواء ذلك أن الحيوانات الكاسرة تخافُ من الأضواء .

وقالوا : الضبع يهاجم الإنسان من خلال عنصر المفاجأة بحيث يجفل الإنسان وحين يتأكد الضبع من خوف الإنسان يطلق بوله على وجهه فيتبعه الإنسان وهويناديه (يابه) أي (بابا).
ويقولون عن ليلة الدخلة ب (طخ الضبع) فالضبع مصدر للخوف ويضرب مثلاً للذي يخاف من المرأة ليلة الدخلة.

وهذا الكلام غير علمي على الإطلاق أو فيه كثير من المغالطات فالسبب هو خوف الإنسان من مقاومة الضبع فينادي طلباً للنجدة أباه فيقول (يابه يا به ..يابه يابه) والسبب العلمي الذي قلل من هجوم الضباع على بيت الإنسان ليس انتشار الكهرباء بل غياب الحيوانات الداجنة من بيت الإنسان وتمركزها في مزارع تجارية خارج (أ,ب,ج,د,) من التنظيمات السكنية وأحواض المدن والقرى.

في السابق كانت تموتُ الحيوانات بكثرة كما كان يموت الإنسان وكانت الناس تلقي بالحيوانات الميتة في الحواكير والأراضي البعيدة عن سكنها تجنباً لرائحة الفطيسة وكانت هذه الروائح تجذب أنوف سفاحات العتمة مما يدفعها للدخول داخل التجمعات السكنية فكانت تدخل بجماعات تتفرق على امتداد انتشار الجيف فكانت بذلك تأكل من الفطيسة والجيفة أما التي كانت تصلُ متأخرة فإنها لا تجدُ طعاماً يكفيها فكانت تهاجم الأطفال والمارة في الطرق.

واليوم وبفضل التقدم العمراني فقد منعت الحكومات الناس تربية الحيوانات داخل منازلها وبذلك وبفضل التقدم العمراني والبيئي والصحي والتكنولوجي بنى الإنسان التقني مزارع خارج الأحواض السكنية على أطراف المدن والقرى ولم تتراجع أعداد الفطائس والجيف بل على العكس ازدادت بكثرة وألقى فيها المزارعون على أطراف الأودية وداخل الأودية مثل الدجاج والأبقار والماعز والأرانب مما دفع سفاحات العتمة لعدم اضطرارها للخروج للبحث عن طرائد وجيف داخل بيوت الناس والأحواض السكنية.

وبذلك ضعفت غزيزة الأشبال (الزبرطع) فأشبال الضباع لم تذهب مع الأمهات للبيوت السكنية لمهاجمة الإنسان وجيلاً بعد جيل نسيت قدرتها على مهاجمة الإنسان وأصبحت تخاف من التجمعات السكنية لعدم إعتيادها عليها ,أما في الماضي فقد كانت الأشبال (الزبرطع)ترافق الأمهات إلى القرى وتشاهدها وهي تهاجم الإنسان وبذلك كانت تتدرب على ملاحقة البشر.

أما اليوم فالموضوع مختلف فالأجيال القادمة والحاضرة لا تضطر للخروج من مواكرها لزيارة بيت الإنسان وسرقة أولاده ذلك أن الطعام متوفرٌ توفره المزارع اللاحمة حيث تلقي بقمامتها في الأودية فتشبع الضباع ولا تضطر لدخول المواقع السكنية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراحل نمو الداعية الاسلامي
- أحلام اليقظة
- الغني والفقير
- لحظات الذروة
- أسئلة الفلسفة
- الحق على التلفزيونات
- رجل من زمان
- الرأسمالية السائبة
- المرأة لا تفكر لابقلبها ولا بعقلها بل بالإنتقام
- ملك العالم
- أسد وثعلب ماكر وحمار بلا مخ
- الكاتب الذي لا يكسب من قلمه
- تعليم التفكير
- المرأة هاضمة حقوق الرجل
- لغة الواوا
- فساد النحاة العرب
- مرتاح البال
- ليلة الأمس
- الحراميه أنواع
- رزق الهُبل على المجانين


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الضباع