أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نجاح العلي - ازمة كركوك.. السياسة الاثنية في النزاع والحلول التوافقية














المزيد.....

ازمة كركوك.. السياسة الاثنية في النزاع والحلول التوافقية


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 00:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


طغت على السطح السياسي العراقي ازمة كركوك من جديد، هذه المحافظة ذات التركيبات الاثنية المتنوعة والغنية بالنفط، اصبحت محور الخطاب السياسي وخاصة للاحزاب والقوى السياسية الكردية، وتبدو قضية كركوك بمثابة برميل بارود قد تؤدي الى تعطيل الحياة السياسية وتقوض التوافق السياسي الهش، لكن القضية نفسها تنطوي على امكانية حلول توافقية لايخسر فيها اي طرف كل شيء ولا يفوز فيها طرف بكل شيء.
وقد تناول هذا الامر بالبحث والدراسة كل من ليام اندرسن وغاريث ستانسفيلد والاخير هو باحث متميز بات من ابرز المختصين الاوربيين في الشان العراقي يتميز بالتحليل المنطقي القائم على الحياد العلمي واستقصاء الاحتمالات المنطقية والحلول الممكنة، هذا ما حاولا تسطيره في كتابهما الذي صدر في بيروت عام 2009 والمعنون (ازمة كركوك.. السياسة الاثنية في النزاع والحلول التوافقية) وقام بترجمته عبدالاله النعيمي.
الكتاب الذي جاء بـ416 صفحة من الحجم المتوسط والصادر عن معهد الدراسات الستراتيجية في بيروت تمت تجزئته الى اربعة اقسام وليس الى فصول، وتناول القسم الاول منه تاريخ كركوك قبل عام 2003 وتم تحديد فترتين متميزتين في تطور كركوك التاريخي، الفترة الاولى تبدأ بتاسيس كركوك ونشوئها كمدينة تقع في المناطق الحدودية لامبراطوريات قائمة، وتنتهي بهزيمة الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى.. وكانت كركوك لاسيما في القرن السابع عشر وما تلاه مدينة مسالمة متعددة الاثنيات لاتواجه متاعب في سياستها او علاقاتها الاجتماعية اكثر مما تواجهه سواها من مدن المنطقة.
وتزامن مع اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة فيها مطلع القرن العشرين تبلور الهويات الاثنية التي اكتسبت معالم سياسية واجتماعية من خلال تضافر سياسات رسمية مقصودة واوضاع اجتماعيةـ اقتصادية راكدة.
القسم الثاني من الكتاب يغوص في دراسة تاريخ كركوك من وجهة نظر المكونات الثلاثة الرئيسية: الكرد والعرب والتركمان والاخيرين يذكرون مجزرة 1959 كمحور للسرد التاريخي بوصفه السبب الرئيس في ان غالبية تركمان كركوك يعارضون وبقوة السيطرة الكردية على المدينة.
وبالنسبة للكرد فان سياسة التعريب التي مارسها النظام البعثي البائد هي السمة الواضحة في تاريخ كركوك الحديث ويبغي الكرد تصحيح المسار وعودة الاوضاع الى سابق عهدها باعادة الاكراد وارجاع الوافدين من العرب وغيرهم الى مناطقهم الاصلية، فضلا عما تمثله كركوك للكرد من قيمة رمزية وعاطفية تتجاوز الاهتمامات المادية بشان السيطرة على احتياطات كركوك النفطية. وتم تسليط الضوء على ان المكونات الثلاثة انفة الذكر لاقت صعوبة في التوصل الى ارضية مشتركة حتى على ابسط الاسس المرجعية مثل اعداد السكان.
القسم الثالث من الكتاب يقدم تحليلا مستفيضا للتطورات السياسية التي شهدتها كركوك بعد عام 2003، وهذا التحليل يتناول مجريات الصراع الدائر من اجل السيطرة السياسية على المدينة، فضلا عن متابعة مسار الحملة الكردية على المستوى الوطني لحل قضية كركوك بالطرق الدستورية، مستنتجا ان ما تشيعه وسائل الاعلام عن ان كركوك برميل بارود وقنبلة موقوتة، هو صورة غير دقيقة لما هو موجود على ارض الواقع.
اما القسم الرابع والاخير فيقدم تقييما نقديا لفشل المادة 58/140 في ايجاد حل لقضية كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها، اذ ان الحل التوافقي الوسطي هو الطريق الوحيد للتقدم الى امام.
ان مستقبل كركوك يهم اطرافا مختلفة على مستويات التحليل المحلي والاقليمي والدولي، ومن المقترحات للوصول الى حل وسط ما قاله ديفيد رومانو : بالسماح باجراء الاستفتاء كما هو مقرر واعطاء كركوك وضعا خاصا ضمن اقليم كردستان وتسليم ادارتها الى الحكومة المركزية وتاجيل الحل النهائي عشر سنوات.
اما برندان اوليري فيرى ان ان الحل هو ايجاد صيغة لتقاسم السلطة المحلية في محافظة كركوك والمدينة تحت حكومة اقليم كردستان.
اما مجموعة الازمات الدولية فقد اقترحت في تقريرها في تموز 2006 باعطاء كركوك وضعا خاصا لفترة انتقالية تمدها عشر سنوات برعاية الامم المتحدة تتقاسم سلطة الحكم خلالها مكونات كركوك الرئيسية الاربعة.
وان اي حل وسطي لقضية كركوك لابد ان يعالج ثلاث قضايا اولا البعد الاقليمي المتمثل بما اذا كانت كركوك ستصبح جزءا من اقليم كردستان او تبقى خارج الحدود الكردية، ثانيا: الالية الادارية المتمثلة في ما اذا كانت كركوك ستمنح وضعا خاصا ام لا وما اذا كان هذا الوضع الخاص سيري على المدينة فقط ام على المحافظة ككل.. وثالثا: قضية الحكم المتمثلة بما اذا كانت كركوك ستدار بصيغة من صيغ تقاسم السلطة وما هو شكل هذه الصيغة؟
وقد قام المؤلفان ليام اندرسن وغاريث ستانسفيلد باجراء مقابلات مع العديد من الناشطين والشخصيات البارزة في كركوك وممثلي بعض الاحزاب الكردية والعربية والتركمانية وحتى المسيحية بغية جمع المعلومات والوصول الى مقاربات اجتماعية وسايكولوجية تعطي انطباعات وتصورات عن الواقع الديموغرافي للمدينة.
والجدير ذكره ان الدكتور غاريث ستانسفيلد، هو خبير المختص بشؤون العراق والقضية الكردية في المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا واستاذا في معهد الدراسات العربية والاسلامية في جامعة اكستر، اما ليام أندرسن، فهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة رايت ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺔ ﺃﻭﻫﺎﻴﻭ واختصاصي بدراسة شؤون العراق.
*اعلامي واكاديمي







#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات الامن العراقية وتكتيكاتها لمواجهة العمليات الارهابية
- مقاربة مفاهيمية بين الحواسم العراقية والهولندية
- بول هيرست وجراهام طومبسون يتساءلان: -ما العولمة؟-
- المواطنة من منظور آخر
- تنظيم العنف في الحقبة الكونية.. ماري كالدور والحروب الجديدة ...
- مشروع منبر الحرية.. خطوة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية في الوطن ...
- إزدواج الجنسية للسياسيين العراقيين
- مجاملات سياسية على حساب الدم العراقي
- تفجيرات بغداد .. وضرورة مراجعة الحسابات
- تضامنا مع بطانيات احمد عبد الحسين
- تأثيرالمردود المالي على حرفية العمل الصحفي
- عراقيات يحققن التفوق
- هل العراق دولة حرة ؟
- قانون الاحزاب في العراق ضرورة ملحة وليس ترفا سياسيا
- شعوبنا العربية والشعب الايراني
- إعلام المواطن في ايران وثورة الانترنت
- اداء نقابة الصحفيين العراقيين في الميزان
- الديمقراطية التوافقية الخلل في التطبيق وليس في المبدأ
- دور الاعلام البيئي في الحفاظ على البيئة
- معارضة سلبية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نجاح العلي - ازمة كركوك.. السياسة الاثنية في النزاع والحلول التوافقية