علي مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 06:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شكّ وانّنا نشهد في العالم حركة متطوّرة لم يشهد لها العالم من قبل مثيلا , وهذا نتاج للإبداع الذي صاحب الإرادة القويّة , وكان حليف العظماء في كل حضارة ,وحسبنا أن نلقي نظرة فاحصة الى أساطين العلم في الدول المتقدّمة لنرى المجهود الكبير الذي بلغوه في سبيل نيل مآربهم , وتحقيق مبتغاهم , فاكتسى العالم برداء شفّاف من براقع الرّقيّ والتّقدّم والذي آل الى الكثير من الغموض , وسيطرة أولي النهى على مجريات الاحداث , بل وحتى الى جعل العالم طاولة شطرنج يحرّكونها أنّى شاءوا , وكيفما شاءوا دونما رافض او رادع.
تدعونا هذه الأمور جميعها الى البحث عن ذواتنا وسبر أغوارها لإجراء تغذية راجعة لأعمالنا او حتى لدورنا على خارطة العالم الجديدة, التي ما عادت تعترف بالدول الطفيليّة , بل تعتبرها عارا يشوّه وجه العالم المتحضّر, مما يجدر إخراجه من دائرة الوجود , او حتى محاولة تغييره بشتى الوسائل لتلافي شراذم الشر التي تنبع منه , او جذوة الخطر التي تحيق به.
والأعجب من ذلك ان كثيرا من شعوبنا ما يزالون غافلين عن أن يحيطوا علما بما آلت اليه ألسنة الغرب التي امتد لهبها لتجعل ما عداها هشيما
. تذروه رياح القوة .
واننا نحاول في هذه السلسلة المتواضعة تسليط الضوء على أفكارنا , وتحقيق مراجعة ذاتية,.نبني على اساسها دورنا في هذا العالم , او على اقل تقدير مشاركة الغير في صنع القرار , وهذا ليس حلما , وحسبنا في ذلك ان نراجع تاريخ الدول التي لحقها الدمار الكلي , فما نال ذلك من عزيمتها شيئا , ونحن اذ نؤكد على ضرورة وجود التفكير الابداعي الخلاق , والقائم على اصول وضوابط منهجية , ونعتبره الركن الاهم في سلم التطور , وفي تسيير عجلة الحياة التي ما عادت نتتظر احدا ,
وسنبدا في الحلقة القادمة بتفنيد الاسس الصحيحة لبلورة التفكير الدقيق وتفعيله في حياة العامة والخاصّة.
#علي_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟