أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لماذا الزج بشحتان في السجن؟!














المزيد.....

لماذا الزج بشحتان في السجن؟!


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


سقطت أحكام بالسجن موقوفة التنفيذ على كل الصحافيين المتابعين مؤخرا وكانت كالصاعقة في نظر الجميع، و"حظي" مدير نشر "المشعل" والصحافيان رشيد محاميد ومصطفى حيران بـ "حظوة" السجن النافذ دون سواهم، فقد حُكم إدريس شحتان بسنة سجنا نافذا ونزع من مكتبه وسط زملائه فور النطق بالحكم، وهو الوحيد بين الصحفيين المحاكمين مؤخرا الذي زج به في غياهب المركب السجني بسلا "الزاكي" في أوضاع وظروف تتنافى مع مقتضيات القوائم المنظمة للمؤسسات السجنية على علاتها. لقد قذف به في ليلة 15 أكتوبر في زنزانة انفرادية ولا زال يعيش أوضاعا لا تطاق محروما من كل الحقوق التي يستفيد منها نزلاء السجون، حتى أعتى المجرمين والسفاحين منهم، مما جعله مضطرا للإضراب عن الطعام. إنه محاصر ومضطهد، ماديا ومعنويا، ليل نهار، الشيء الذي أدى إلى ظهور آثار سلبية واضحة المعالم على أمنه البدني وصحته العصبية. ويتم هذا في ظل صمت مطبق وممنهج، علما أن إدريس شحتان، هو الصحفي الوحيد الذي قامت السلطة باعتقاله.
ضمن 11 صحفيا توبعوا وحوكموا مؤخرا، لكنه الوحيد الذي سقط عليه سيف الفصل 392.
وهذا أمر يدعو إلى أكثر من تساؤل، فهل المغاربة سواسية فعلا أمام القانون؟ وهل القانون الجاري به العمل فوق الجميع؟ وهل هذا القانون أداة للتقويم وحفظ النظام والأمان أم أنه مجرد آلية من آليات الانتقام يستخدمها القيمون على الأمور متى أرادوا ويواجهون بها من شاؤوا؟
قد يفهم المرء أن المغرب، بلد الظل والنور، الشمس والرمال والجنس، الغنى الفاحش والفقر المدقع والمعضلات الاجتماعية، لكنه من الصعب أن يفهم هذا التمييز في التعاطي مع المتابعات الأخيرة في حق الصحفيين.
فهل نحن المغاربة لازلنا مخدوعين عندما نعتقد أن القانون أضحى فوق الجميع وأننا أصبحنا سواسية أمامه في العهد الجديد؟ يُقال إن المغاربة جميعا سواسية أمام القانون، وإن عهد التمييز بهذا الخصوص قد ولى بعد أن حل عهد دولة المؤسسات والحق والقانون، لكن الواقع المعيش ما فتئ يناقض هذا الإدعاء.
هل هذا يعني أننا لا زلنا تحت رحمة القاعدة التي ظلت سائدة عندنا: القوانين فُصلت لتُطبق على الفقراء والضعفاء وتُفعَّل للتخلص ممن تعتبرهم السلطة خارجين عن طوعها؟
لقد استعصى عليّ الفهم، نفس النازلة، نفس التكييف القانوني، نفس الظرفية، لكن النتيجة يُعتقل إدريس شحتان بمفرده، وتُفرض عليه أوضاع قاسية بالسجن منذ الليلة الأولى. هذا علما أن محاكمته رفقة زميليه، رشيد محاميد ومصطفى حيران، هي المحاكمة الوحيدة، ضمن المحاكمات الأربعة الأخيرة الخاصة بالصحافة المستقلة التي انعدمت فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة، سيما تمكين الأظناء من الدفاع وحرمانهم من توكيل محامين بعد انسحاب هيئة دفاعهم من الجلسة احتجاجا على غياب ظروف المحاكمة العادلة. فهل الأمر يتعلق بمجرد مصادفة أم أن هناك "غرضا في نفس يعقوب؟".
لقد تناسلت الكثير من التساؤلات بخصوص المحاكمات الأخيرة التي استهدفت الصحافة المستقلة، ومجرد طرحها بالصيغ التي تمت بها يُسيء لقضائنا ولصورة بلادنا بين الأمم.
ثلاث صحف اسْتُنطقت مديروها وصحافيوها حول نشر موضوع "مرض الملك"، اثنتان خضعتا للمتابعة والمحاكمة، وصحفيو أسبوعية "المشعل" وحدهم أُدينوا بالسجن النافذ دون سواهم، وإدريس شحتان بمفرده زُج به في غياهب سجن "الزاكي" فور صدور الحكم. وهذا أمر يدعو لوحده إلى أكثر من تساؤل، في وقت يتبجح العديدون بدولة الحق والقانون، فأين الحق؟ وأين القانون في نازلة أسبوعية "المشعل" وصحافييها مقارنة بالنوازل المماثلة لها؟ أم أن هناك أمورا أخرى مستترة تكمن وراء هذا الاختلاف البيّن والصارخ في التعامل؟
يقع هذا الأمر في ظرف اعتقد الكثيرون أن بلادنا دولة مؤسسات وقوانين، وأنها أكثر البلدان العربية والإسلامية والإفريقية تقدما فيما يخص حرية التعبير والصحافة.
يبدو، والله أعلم، أن التفسير الأقرب لفهم ما يجري ويدور هو أن طريقة التعامل مع إدريس شحتان، ما هي سوى برقية، مفادها أن السلطة تعتمد الآن حربا مفتوحة على الصحافة المستقلة من أجل تطويعها وترهيبها في اتجاه رسم خطوط حمراء جديدة قد تُرجعنا إلى ما اعتقدنا أننا تجاوزناه وقطعنا معه "بلا رجعة".
فهل البرقية مفهومة واضحة 5 على 5، معشر صحافيي الصحافة المستقلة؟





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010
- هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟
- اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات ...
- -الله يكون في عون وزارة الصحة-
- المغرب – الجزائر :أمريكا، روسيا وفرنسا تشعل سباق التسلح بالم ...
- -ميشيل- الحريزي لغز اغتيال رفيق المهدي بنبركة
- هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟
- -المحتل المغتصب يجب أن يعاقب وليس أن يُجارى بالتطبيع معه-
- كل المؤسسات تأخذ أحيانا بحرفية الخطاب الملكي ولا تجرؤ على ال ...
- هل ينجح المغرب في امتحان إصلاح القضاء الذي يرسب فيه دائما؟
- حرية العقيدة و التخبط المفاهيمي : في الحاجة إلى العلمانية
- عشر سنوات من -العهد الجديد-: الحصيلة و الآفاق
- لازلنا في مرحلة محاربة الأمية العتيقة
- عندما أصبحوا يصعدون إلى المنبر، أصبحت الدروس خاوية على عروشه ...


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لماذا الزج بشحتان في السجن؟!