أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فاضل فضة - أوراق في الاغتراب














المزيد.....


أوراق في الاغتراب


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 858 - 2004 / 6 / 8 - 06:40
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هل يمكن أن نتحدث عن جالية عربية في اغترابنا، أم أن الأمر انتهى ولم يعد هناك ما يسمى بالعروبة أو القومية العربية ويتوجب الحديث هنا عن الناطقين بالعربية من منطقة الشرق الأوسط بدلا من جالية عربية من وطن عربي؟
حزين هذا العالم عندما يجبر الإنسان على النظر في المرآة واكتشاف الحقائق كما هي بلا زيف ولا تجميل. حزين عندما نغلف هذه الحقائق، وحزين عندما نرفع الغطاء عنها.
نحن شعوب تحب الشعر والخيال. تحب التفاعل مع الكلمة والنغم، وليس بالضرورة الموسيقى، إذ قد يكون النغم خطابا أو مقالا أو جملة شعرية أو نثرية، أو حتى شعارا سياسيا تترنح على ترداده الجموع في بيوتها أو في الشوارع.
نحن يصدمنا الخيال في واقع مر، وواقع يجبرنا على المعاناة، والمعاناة كالسعادة في الترنم والترنح والصبابة. نحب أن تحل القضايا بالعاطفة والأمل والرجاء. نصدق أنفسنا أن المثالية في خطابنا السياسي والاجتماعي والثقافي قد تنفع في خلق الله، قد تنفع بنا نحن البشر، المنتشرون في الأرض وطنا وغربة، أملا ورغبة وقلقاً ورهبة.
وفي النهاية لا نحل شيئاً. إذ أن اللغة كانت وما زالت ذاتها ونفسها بروحها ودمها. والطريقة في التعامل مع الأشياء، أيضاً واحدة، لم ولن تتغير، ليس الآن ولا أمل لذلك في مستقبل قريب.
كنا وما زلنا أبطال ساحة الوغى في الماضي البعيد وأبطال التمنيات والرغبة في الحاضر الفريد. ونخاف أن نكتشف أننا لن نكون شيئا من الأشياء الحضارية والإنسانية في أي مستقبل.
نحن الحب الذي يقتل الحبيب والمحب دون عودة. ونحن الكراهية والحقد دون حدود. ونحن موجة من تلك الأمواج المتعاقبة في بحر تتقاذف حركته جاذبية الحياة والضوء والظلام والعمر الغائب المعانق أبداً. نحن أبناء هذا الترف الإنساني الضائع في واحة العصر الجديد، وواحة التجربة الحضارية وخلاصتها في الوجه الجميل لأمريكا الشمالية، كندا، وطننا الثاني، الوطن الذي قد يصبح أولاً وأخيراً بعد عناء إنساني لا يثلج الصدر أبداً.
نحن أبناء الحوار الضائع الباحث عن تربة خصبة في وطن ما زال يصر حكامه على ذبحه من خواصرنا ومن مشاعرنا، على قتله إلى الأبد في عيون أطفالنا في هذا الاغتراب المتسائل.
نحن الصورة الجديدة التي اتحدت، على الأقل، اجتماعياً عبر الزواج بين أبنائنا وأولادنا متجاوزين الحدود البعيدة وتأشيرات السفر وحتى السفر ذاته.
في عمرنا الجديد القديم، وفي كل عام، نعود إلى التساؤل عن صيغة السعادة والشقاء، عن ماهية الوجود كإنسان دون جذور. والتساؤل عن تلك الجذور وأهمية الإرتباط.
قال لي ذاك الصغير لماذا لا أغير اسمي إلى اسم أجنبي بالكامل؟
قلت له مجيباً: قتلتنا المسافة وعليكم يا أبناء الأجيال التي أكلنا حصرمها أن تدفنوا ما تبقى دون معرفة الجذور، دفن على الطريقة الهندية، وبعثرة ذكرياتنا في الهواء مع الرياح الشمالية.
في مثل تلك الحالة والقضية في حكمها المؤبد، لا يهم إن كنا جالية أو جاليات من وطن واحد أو من أوطان متعددة. لا يهم إن كنا عرباً أو من بلاد الشام أو من المغرب أو مصر أو الخليج، فالموت واحد وتبعثر الأشلاء المادية والمعنوية ذوباناً مثل الجليد الشتوي على أبواب فصل الصيف. أجيالنا القادمة لا تعرف القراءة والكتابة بلغة أجدادها.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الإتهام المعاكس
- أكثر من الهزيمة
- الإصلاح في سورية إلى من يهمه الأمر
- الاحتقان العربي


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فاضل فضة - أوراق في الاغتراب