أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فطين عبيد - ملفات ساخنة : جنين مدينة الحرب والسلام , بعد تسع سنوات من الإهمال















المزيد.....

ملفات ساخنة : جنين مدينة الحرب والسلام , بعد تسع سنوات من الإهمال


فطين عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 16:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ملفات ساخنة : جنين مدينة الحرب والسلام , بعد تسع سنوات من الإهمال
السعودية / الرياض – فطين عبيد
جنين مات سكانها قديما بالوباء وبقيت عجوز وحيده!
سهول جنين تناشد السلطة الفلسطينية استثمار خصوبتها
عشر المحاصيل الزراعية الفلسطينية موجودة في جنين
سهول وبساتين مدينة جنين أو أم الجنائن لوحة الشمال الفلسطيني بمروجها المنبسطة ومزروعاتها من القمح والشعير والعدس والبامية والسبانخ والبيقة والكر سنة والفول والخيار والكوسا والطماطم وبطيخ ميثلون المعروف بحمرته وحلاوته , وكروم اللوز والزيتون وعناقيد عنب قباطيه إضافة للحميضة والبابونج والمرمية , والبيوت البلاستيكية البيضاء التي اصطفت بانتظام وشفافية مثل المقاتلين بعد المعركة , حولت المدينة لسجادة خضراء تصالح فيها السهل والوادي مع فقاعات الجبل .
المدينة وحدها يقطنها أكثر من 34 ألف فلسطيني بين مسلم ومسيحي وتضم 70 قرية تغمرها أنفاس الطبيعة من نوّار الزهر والليمون ونسمات الهواء من البحر الذي يحذر على الفلسطينيين رؤية أمواجه أو مجرد التفكير بشواطئه وساحله , جنين همزة الوصل التي تربط الأسرة بمن انسلخوا عنها خلف قرية الجلمة المطلة على مناطق 1948 أو ما يسمى الخط الأخضر أو عرب إسرائيل .
بضعة كيلو مترات وأحيانا بضعة أمتار تفصل الضفة الغربية التي تتبع لها مدينة جنين عن مناطق ال48 م , ومع ذلك خلف الخط الأخضر يختبأ سحر فلسطيني الدفين حيث ارتفعت منه أشجار الصبر بألواحها ونوارها وأشواكها مكان بيت فلسطيني مهجّر لأناس ماتوا أو ضاعوا أو تشتتوا , وفوق قرى ومدن الصبر أقامت إسرائيل ناطحات السحاب والمنتجعات السياحية والنوادي الليلية والمتاحف وبثت في الهواء اللغة العبرية التي لا تبعد بمفرداتها عن لغتنا العربية , لتذكرنا أن فلسطين اسمها الجديد إسرائيل كما كانت اسبانيا يوما أندلس .

بقيت جنين مدرجة بدمائها وتورّم سهولها العاجزة عن تأمين سند زراعي حقيقي للمزارعين الفلسطينيين, بسبب حرب الأسعار وضعف التسويق خارج المدينة, ومع ذلك بقي مرج ابن عامر أو سلة الخبز كما يسميه الفلسطينيون كريماً طوال
السنوات التي أعقبت الاحتلال بكافة أنواع الغلال, وبقي الفلاح مستنفرا لكافة طاقات أسرته للمحافظة على الزراعة التي تشكل خمس الأراضي الزراعية في فلسطين, وبقي يزرع ويحصد ويناشد إسرائيل والعالم السماح لمحصوله العبور لخارج حنين.
كثرة الانتحاريين الفلسطينيين من أهالي جنين وقراها الذين يفجرون أنفسهم داخل إسرائيل, جعلت إسرائيل تخنق جنين بعزلها عن جيرانها من فلسطيني 48 م الذين يعتبرون الشريان التجاري للمدينة , إضافة لسلسة مداهمات واغتيالات واسعة .
طوال السنوات التسع الماضية بقيت جنين بلا متسوقين من خارج المدينة, مما شلّ الحركة الاقتصادية والسوقية, وضاعف الفقر والبطالة والملل.
المحلات التجارية والبسطات المتنقلة والمطاعم والسيارات ومحطات الوقود والعديد من الأنشطة توقفت بالكامل , والتي بقيت كانت تعمل طوال السنوات التسع الماضية لسد الرمق لا أكثر, مما حرم أهالي جنين من العيش الكريم وعرّّض أسرهم لضائقة مالية نتيجة بتر مدينة الناصرة ذات الخط الأخضر عن جارتها جنين , واختفت السيارات ذات اللوحات الصفراء لأهالي 48م .
محافظة جنين ارتفعت أسهمها فلسطينيا وعربيا في العام 2002 م , بعد مجزر ة مخيم جنين الملاصق للمدينة الذي يضم 20 ألف فلسطيني تعود أصولهم لحيفا ويافا والناصرة وغيرها من المناطق تجمعوا قرب جنين هربا من حرب 48 م وأسسوا أعشاشهم لتحمل فيما بعد اسم مخيم جنين .
الذاكرة الفلسطينية الحديثة استنهضت أسطورة صمود لهذه الأعشاش وهي تقاوم جيشا بكامل مجنزرا ته وطائراته , حيث استشهد 67 فلسطينيا نصفهم مقاومون إضافة للجرحى , وخسرت إسرائيل في هذا المخيم أكثر من ثلاثين جنديا .


انتقمت من الأهالي بهدم المنازل على رؤوس أصاحبها , ومسحت 80 % من المخيم , وتبخرت أحياء بكاملها منها حارة الحواشين , وكتب أحد الصحفيين أثناء تغطيته للحرب
" نسمع أنين المخيم وأصوات جرحى تحت الأنقاض ونرى جثثا متعفنة بالشوارع ودبابات تنتقل عبر الجدران من منزل إلى آخر وفلسطينيين قاوموا حتى الموت ".
مخيم جنين إحدى المخيمات الفلسطينية الخمسة وعشرين المنتشرة في الضفة الغربية وغزة ذاق خوازيق الاحتلال أكثر من غيره , عرفه المشاهد العربي والغربي بعد عرض فلم ( الاجتياح ) الذي عرض على عدة شاشات عربية حين ظهر المقاومون الفلسطينيون وهم يفخخون ويقنصون ويستهدفون الجنود الاسرائيلين دفاعا عن أطفالهم وكهولهم , لقد بكى العرب بغزارة أمام شاشات التلفاز وهم يحتسون الشاي والقهوة مع المكسرات ويشاهدون المقاومين تتعفن جثثهم بعد أن فرغ الرصاص من بنادقهم .
مدينة جنين لها رصيد وطني يعرفه من عاصر حرب 48 م , حيث كانت مفصلا في تاريخ الفزعات العربية , فقد استشهد العديد من المقاتلين العرب على أرضها غالبتهم من الجيش العراقي والأردني , جنين ما زالت تروي قصصا عن قبور قديمة لمجاهدين عرب في مقبرة الجيش العراقي في قرية قباطية .
هيكل دبابة معطوبة من مخلفات الحرب بقيت ترابط على هذا المثلث منذ العام 1948م إلى العام 1993 م , وكان الأهالي يقومون بتنظيفها وتلوينها وطلائها وكأنهم يرممون ما تبقى من كرامة الجيوش العربية .
سر الهزيمة العربية الفاضح أن السلاح لم يكن متكافئا, خاصة ما تسرب عن وجود ذخيرة عربية فاسدة, إضافة لتأخر الجيوش في الوصول إلى أهدافها بعد انسحاب البريطانيين , حيث هناك جيوش رابطت على الحدود واكتفت بالمراقبة , والأهم من ذلك الدعم الغربي لتأسيس دولة إسرائيل .
مشهود للجيش الأردني أنه السبب الرئيسي الذي منع الإسرائيليين من احتلال الضفة الغربية والقدس في العام 1948 م , حيث شاركت ثلاثة ألوية أردنية في مواجهات بطولية في معارك رئيسية هي باب الواد واللطرون وجنين .
ذكر أحد قادة الجيش الإسرائيلي أنه في معركة اللطرون وحدها قتل أكثر من ألف جندي إسرائيلي في مواجهات مع القوات الأردنية , كما أكد تقدم القوات الأردنية على كافة المحاور في حين كانت معظم الجيوش تتراجع .
إذا تحدثنا عن العراقيين , وتوقف زحف قواتهم بعد سيطرتها على جنين وتفوقهم في الميدان وتمركز دبابتهم قرب قرية قباطيه تمهيدا لقصف مدن حيفا ويافا وبيسان حيث يتواجد الإسرائيليون .
القيادة العراقية بدلاً من تعزيز قدراتهم العسكرية , طالبتهم بالانسحاب الفوري وعدم قصف الاسرائيلين لأي سبب كان , وانسحبوا رغم توسلات الأهالي لحمايتهم , وكان ضباطهم يرددون ( ماكو أوامر ) ( ماكو أوامر ) .
ماكو أوامر بقيت لغزا محيراً بين التكتيك والتخوين , بعض المقاتلين تمردوا على القرار وواصلوا بمفردهم الحرب ودفنوا في قرية قباطية , كان للقوات العراقية يومها قدرة على قلب موازين الحرب ولكنها ( ماكو أوامر ) التي لم تحلل سياسيا وإنسانيا بطريقة ناضجة إلى الآن , ورددها أحد الشعراء :
شلون ماكو أوامر يا صالح زكي *** وبنات العرب عند الهاجانا تشتكي ؟
ما هي الصفقة التي جرت وقتها مقابل تحويل النصر الى هزيمة ؟
هل من أعطى الأوامر القيادة أم أجهزة تشويش معادية ؟
هل الجيوش العربية فقدت نظاميتها وحولت الجبهة إلى فزعات ؟
المتطوعون العرب لم يكونوا مدربين أو مسلحين, كيف حاربوا ؟
جنين اليوم نفضت عنها حرب 1948م وحرب 1967م وحرب 2002 م , وأعلنت بقرار أوسلو مدينة محررة محروسة بعضلات أبنائها من رموز وكوادر السلطة الوطنية الفلسطينية التي فتحت صفحة جديدة من السلام , وتمكنت منذ أيام وبضغط


أوروبي من إقناع إسرائيل بفتح أسواق جنين أمام عرب 48 م كي تتنفس بعد الكساد الذي لفها تسع سنوات .
ارتسمت على شفاه جنين صرح الجامعة الأمريكية وفرع جامعة القدس المفتوحة وبشرى لبناء مدينة صناعية متكاملة, لقد انتهت مرحلة الحروب وتغيرت أجندات العرب وحتى غير العرب , فبريطانيا التي زرعت اليهود في فلسطين في العام
1948 م صدر منها أصوات منظمات حقوقية تطالب بمحاكمة قادة اسرائيلين لارتكابهم جرائم حرب في غزة , والعرب تشبثوا بسلام الشجعان !!
جنين التي تستقي بعض قوتها من جيوب أهالي مدينة الناصرة مثالا على مدينة طولكرم التي أيضا ما زالت تعاني الإفلاس بسبب حرمان أهالي 48 م خاصة الطيبة الملاصقة من التسوق فيها والحال كذلك بالنسبة لمدينة قلقيلية التي لولا حديقة حيواناتها وبعض الأثاث المستعمل الذي تميزت به محلاتها لأصبحت قرية نائية , ولا يخفى على أحد أن الفلسطينيين من أصحاب الهوية الزرقاء بألواح سياراتهم الصفراء من عرب 48 م حالتهم المالية ميسورة بخلاف الفلسطينيين في أراضي 67 م بألواح سياراتهم البيضاء ذات الحرف ( ف ) أما ألواح أشجار الصبرفانها بقيت خضراء في البيوت المهجورة تنتظر مفاتيح أصحابها اللاجئين !!

فطين عبيد
إعلامي فلسطيني



#فطين_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأول مرة أعياد المسلمين بلا قبلات
- زكاة الفطر ملح الفقراء


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فطين عبيد - ملفات ساخنة : جنين مدينة الحرب والسلام , بعد تسع سنوات من الإهمال