لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 00:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من العبث وضياع الوقت ان نقارن بين توريث جمال مبارك او حكم الاخوان المسلمين ...بلاشك سيكون الاختيار يصب في صالح السيد جمال مبارك ولكن لماذا نختزل حكم مصر الخالدة بين جمال والاخوان.. الا تستحق مصر ان يحكمها رجل مصري في قامةالملك مينا موحد القطرين واحمس بطل التحرير واخناتون اله التوحيد ورمسيس صاحب اهم الانجازات وتحتمس ملهم العبقرة العسكرية وامنحوتب مانع السخرة و خزعبلات الدينية وواضع معايير العدالة الاجتماعية او مثل اجدادنا المصريون القدماء الذين نتشرف بحبهم ونفتخر بهم الي مدي الاجيال .
لقد انقلب العالم يوما امام لغز الهرم الاكبر بما يحمله من اسرار ونبؤات تتحقق يوما بعد يوم ويذهل العلماء باكتشاف بردية طبية او ادبية من بردياتهم وتساعدهم فى ادراك اسرار عدة.
اجدادنا من حار ويحار فى كشف اسرار علومهم اعتى جهابذة العلم حتى الان.
اجدادنا الاحباء هم اول من اناروا ظلام العالم بحكمهم قبل نزول التوراة والانجيل وظهور الاسلام والقران.
هم من عرفو العالم معنى الاخلاق والقيم والروابط الاسرية المقدسة هم اول من امن بالبعث والخلود.
وكانت حياتهم الدنيوية واعمالهم جميعها مرتبطة ومرهونة بأخرتهم فهم يعملون لاخرتهم لا لدنيتهم.
اذن امام هذا المجد العظيم ...هل نكتفي بجمال والاخوان لحكم مصر الخالدة ...اين رجال مصر الذين ملأ صيتهم ارجاء العالم واستطاعوا ان يتبؤا افضل المراكز العالمية ..هل ليس لهم مكانا بيننا وفي وطنهم وهل حصرنا حكم مصر بين اقزام ولدينا عباقرة افذاذ وعلماء اقذاذ وهم كثر.. والحمد لله
لماذا لايتقدمون للترشيح حتي من باب الفضول والمعرفة او من باب اختبار النيات والتحقق من الشعارات... ولماذا لايقوم الرأي العام او هيئات حقوق الانسان من خلال بعض الصحف المحترمة بعمل بالونة اختبار لمعرفة رأي الشعب المصري في الوصول الي قرار مصيره واجياله القادمة , بل لماذا لانستفيد بفرصة الحرية المتاحة في حدود السقف المسموح به في اكتشاف النوايا وجس النبض . انه من الواجب الوطني ان يرشح كل من يجد في نفسة غيرة للوطن ومحبة لاخوته المصريين ان يسرع بالترشيح خاصة لو كان يملك من صفات القيادة وفنها الكثير وله سابق خبرة في علوم الادارة وله اشتياق لخدمة وطنه مصر واظن ان هذه الصفات يتمتع بها كثير من ابناء الوطن الذي لهم شأنا كبيرا في الاوساط العالمية في الوقت الراهن.
بل احبذ ان تشجع الدولة ترشيح احد من الاقباط نفسه لشغل هذا الكرسي وليس معناه الوصول للكرسي فهذا شأن ابعد مايكون في البلاد العربية المتخلفه الذي يحسب للدين مليون حساب اكثر من الوطن. ولكن هذا له اكثر من ميزة فاولها تمجيد الديموقراطية التي نحلم بها, وثانيا تعطي للمواطن القبطي شعورا بان مصر وطن يعيش فيه . واخيرا تصحيح نظرة المواطن المسلم لاخيه القبطي باعتباره شريكا له في الوطن وليس غريبا عنه ويتحقق القول الوطن للجميع .
والحقيقة الثابتة والتي لاريب فيها لن يحصل المرشح القبطي سوي نسبة لاتزيد عن عدد اصابع اليد الواحدة للاسباب التالية:
اولا : لانه الاغلبية العظمي من المسلمين خاصة المتدينين منهم وهم القاعدة العريضة لن يعطوا صوتهم للقبطي طبقا للتعاليم الاسلامية التي لاتقبل ولاية غير المسلم علي المسلم مهما كانت مزاياه واخلاصه, وسيقتصر التصويت له حفنة من الجانبين الذين لايعيرهم الدين قدر الوطن وهم قلة .
ثانيا: حتي الاقباط سيفضلون اعطاء اصواتهم لغير المسيحي لانهم يعلمون تماما انهم لن ينالوا مجرد شبه حقوق لهم في ظل رئيس قبطي حتي لايتهمه احد بالتعصب لاهل دينه او منحاز لهم. وهذا هو واقع الأمر من خلال التجارب السابقة واوضح صورة حاليا محافظ قنا القبطي الذي يحرص دائما علي ظلم الاقباط وغبنهم حتي ينال رضي المسلمين ,وبانه لايحابي الاقباط وفي سبيل ذلك امعن في اضطهادهم والتنكر لحقوقهم, في حين ان الاقباط حصلوا علي بعض الحقوق ايام المحافظ السابق المسلم.
كما احبذ ان ترشح الدولة ايضا احدي السيدات ايضا لراحة الجنس اللطيف وبث روح المساواة بين الرجل والمرأة وحتي تشعر المرأة بانها انسانة وعلي قدم المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات , ولا تنحصر نظرة الرجال لاجسادهن دون عقولهن ,وتقنع المرأة نفسها انه يمكن ان يتاح لها يوما ماالحكم وطبعا هذا من المستحيلات ولن يأتي ابدا في ظل سيطرة الدين والتخلف... والنتيجة الحتمية وان كانت ستحصل علي نسبة اكثر من الاقباط الا انها لن تصل للحكم للاسباب التالية:
اولا :كمجتمع شرقي ديني ذكوري من الصعب ان يصوت الرجل لسيدة ويؤيده في هذا العامل الديني.
ثانيا :حتي المرأة لن تعطيها صوتها لانها تفضل حكم الرجل الجائر عن كيد المرأة وغيرتها منها, فتفضل الرجل المتجبر التي تشعر بفخر نحوه وقدرته علي حمايتها عن اي امرأة مهما كانت صلاحيتها.. وقد قرانا ان نسبة من النساء في استفتاء تم في الاردن وافقوا علي السماح لازواجهن بضربهن لان هذا من تعاليم الدين , وطبعا لايتنطبق هذا الكلام علي المجتمع الغربي ا لذي لايري غضاضة في تولي المرأة الحكم .
اذن سيكون المنافسة فقط بين الرجال المسلمين دون الاقباط أو المرأة ويكون المعيار هنا للكفاءة والذين يستطيعون أن يقنعوا المواطن بمؤهلاتهم وخبراتهم السابقة وبرنامجهم السياسي الطموح المطروح علي الناخب, ووعوده نحو مستقبل طيب له والعمل علي رفاهيته واصلاح المفاسد واطلاق الحريات والمساواة بين فئات الوطن بعيدا عن الجنس والدين .
ولو راهنا علي المستقبل بالنظر للخلف باتجاه سياسة سعد زغلول الزعيم الخالد واعوانه وقراءة اعمالهم وسيرتهم نسنطيع بحق ان نستشف الحكم الناجح لمصر... وحينئذ سنلتف جميعا حول زعامة من يسير علي دربه لاننا في الحقيقة نحتاج الي زعامة مخلصة امينة التي لم توجد بصراحة الا في شخص سعد زغلول فقط دون غيره علي مدي الاجيال المتعاقبة عليه .
وسؤالي هل معين الرجال الاوفياءالاحرار في مصر نضب ... ربما تواري فقط فالمناخ وخلفية الحياة السياسية هي التي تخلق الرجال ففي مناخ الثورة العسكرية لايمكن ان يتواجد رجال لان المقصلة ستكون من نصيبهم وسيلحق بهم الاذي المريع والخيانة العظيمة لكل من يرغب بالزعامة أو حتي الاصلاح ويرشقوه بانعت الصفات التي تؤدي بحياته ..ومن يجرؤ علي هذا في ظل الاحكام العسكرية وفلسفة الثورة الهزيلة وشعاراتها العبيطة التي حفظناها جبرا ولم نرغب ابدا فهمها لانها كلام تافه مثلها مثل الكتاب الاخضر لحامي حمي العرب والعروبة وافريقيا والمسلمين في انحاء العالم ملك ملوك افريقيا وتوابعها .
نريد رئيسا وزعيما مثل الزعيم سعد زغلول الذي كان وسيظل علما بارزاً بدون منافس فى تاريخ مصر الحديث والأوسط وهو المصرى الوحيد الذى قاد الشعب المصري فى ظروف صعبة وهم تحت الإحتلال , ظل فكره حيا حتى هذا اليوم , شعاراته ما زالت تردد حتى اليوم , واضعا الدين فى خدمة الوطن وليس الوطن فى خدمة الدين كما هو حادث الآن , لو قدر لمصر أن تطبق أفكاره عملياً لربما رأينا مصر أخرى غير التى نراها اليوم .
سعد زغلول قال عن الأقباط شأنهم شأننا فى ثورة 19واعطي للمرأة دورا بارزا في استحقاقات حرية الوطن.. ونحن نضع هذه الكلمات تقديراً للزعيم الذى أحب مصر والمصريين أيا كان دينهم أو إنتمآتهم او جنسهم.. هو الشخص الوحيد فى تاريخ مصر الحديث الذى أحب مصر وكان يريد تحريرها ورفعتها بدون غرض آخر أما باقى الرؤساء والحكام فعبارة عن عرب وليس مصريين وغرباء وليس اصلاء .. أستخدموا الشعارات البراقة الجوفاء سواء أكانت دينية إسلامية أو قومية عربية للوصول إلى السلطة وأدت فى النهاية إلى خراب العقل المصرى وتخلف مصر بين الأمم .
هيا بنا نعمل سويا علي اختيار من يصلح لحكم مصر العظيمة والخالدة وان يهبنا الله رئيسا يحب مصر وليس الكرسي والشعب المصري وليس السلطان الوهابي ويبذل نفسه من اجل مصرلا ان تبذل مصر وشعبها من اجله هو.
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟