فساد الاعلام

مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 20:06
المحور: الصحافة والاعلام
    

ويتمثل في مؤسسات إعلامية ينخر الفساد جهاز العاملين فيها بشكليه الكبير والصغير. ويصيبه الفساد جراء عدة عوامل تختلف من بلد إلى آخر، حسب طبيعة النظام السياسي. ففي الأنظمة الشمولية الاستبدادية يُستغل الفساد الإعلامي لتلميع الأنظمة والتعمية والتعتيم على تجاوزاتها الأخلاقية والإنسانية، والأهم على فسادها كأنظمة حاكمة، حيث يوظف الإعلام قدراته للتضليل وترويج منجزات وهمية للحكومة، فيما يهمل المواطن والوطن والمصلحة العامة.


وهذا الفساد يأتي كجزء لا يتجزأ من الفساد العام، حيث ترتبط المؤسسات الإعلامية برموز الفساد الكبير، وتتعيش على أموالهم، بحجة التمويل الذي لا بد منه لاستمرار المؤسسات على قيد الحياة، في حالة الإعلام المستقل.

أما بالنسبة للإعلام الحكومي “الرسمي”، فإن فساد المؤسسات الإعلامية جزء من فساد مؤسسات القطاع العام عموماً، حيث تجير سياسة الإعلام مجاناً لتبييض صفحة المسؤولين، وتتحول المؤسسة الإعلامية الى بقرة حلوب لصالح الفاسدين الكبار والصغار معاً .


إن صناعة الإعلام صارت منبعا لثروات طائلة لاحد لها .. وفضلا عن كونها كذلك ولأنها هكذا فقد أصبحت مكاسبها ميادين صراعات طاحنة لا شرف فيها ولا عفة ولاقانون .. أياً ما كان مصدر هذا المال .. سواء كان تمويلا من مصادر أجنبية أو نهباً من كعكة إعلانات تلتف حولها الضباع الجائعة.

إن الفساد ضرب كثيرا من الكيانات فى بنيتها .. لا رقيب من داخلها أو خارجها والصحف التى بلا قيمة أصبحت منابر تعتبر من هذا أو ذاك لأنها تستخدم وتخدم .. والفاسدون أصبحوا أبطالا .. يروجون لبعضهم البعض .. وأيضا ينقلبون على بعضهم البعض.




أذن لابد من وقفة شاملة، على مستوى القانون قبل أى شيء، ليست تلك هى الحرية التى أردناها .. نريد إعلاما يقظا محاسبا ، خاضعاً للمساءلة وهو يخضع الآخرين للمساءلة .. يقبل القواعد ويرضخ للأصول المهنية ، حر إلى أقصى مدى ، يؤدى الواجبات التي عليه يدفع الضرائب مالا .. ويقبل كشف مصادر أمواله .



نحتاج إلى وقفة تعيد التوازن .. وتنهى الاختلال .. وتجعل معادلة السلطات عادلة .. السلطة الرابعة ليس عليها أن تجب أى سلطة أخرى .. وقفة تجعل هناك حدودا واضحة لسلطة الإعلام بحيث حين ينتهى دوره تبدأ أدوار غيره .. فلا يعتقد أنه الكل فى الكل .. وأنه كل شىء .. وأنه الخصم والحكم.. بينما هو فوق أى عقاب أو حتى محاسبة معنوية. وقفة شاملة يجب أن تشارك فيها النخبة .. بأن تضع مواثيق ودستور لمهنة الإعلام النزيه الهادف والمؤثر في المجتمع ، وإلا فإنه لن يعود فى هذا البلد أى نخبة .. إلا نخبة طغاة الإعلام ومرتزقته.

#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات