أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - دمشق لازالت تنتظر.














المزيد.....

دمشق لازالت تنتظر.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 13:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



لا يزال حزب البعث العربي الاشتراكي، يحتل حيزا لابأس به من نقاشات، النخب السياسة السورية، معارضة وموالاة وما بينهما، ولا يزال بالمقابل الخطاب المدجج بالحالة العربية يملأ النقاشات السورية أيضا، والحدود تفتح مع تركيا، ومغلقة مع غالبية الدول العربية، وهذه الحالة مفروضة من تلك الدول أكثر مما هي مفروضة من سورية.
الحالة العربية بعثيا غير قابلة للحياة! وهذا أمر بات يدركه كل بعثي من المحيط إلى الخليج، غير قابلة للحياة دون شرطها الديمقراطي، وهنا نتحدث بشكل شبه مجرد، عن حزب كان ولازال في السلطة في بلد عربي واحد، هو سورية. لأن الديمقراطية الآن لم تعد قاصرة على حزب معين أو أيديولوجيا معينة، بل أصبحت مطلبا كاسحا لكل الأحزاب والأيديولوجيات، بما فيها كوادر كثير في حزب البعث الحاكم في سورية، وحتى من هم في السلطة، يدركون أكثر من غيرهم أن مأزق الحزب هو من مأزق الوطن، ومأزق الوطن هو من وضعية السلطة الاستثنائية في البلد.
البعثيون يدركون جيدا" أنهم غطاء لكل ملابسات ممارسات السلطة، سواء كانت هذه الملابسات من طبيعة ديكتاتورية أمنية، أو من طبيعية تمييزية دينيا- المادة الثالثة من الدستور السوري الرئيس مسلم- أو سياسيا- المادة الثامنة من الدستور السوري حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع، أو اثنيا على مستوى القضية الكردية، أو طائفيا على المستوى السوري كله، هذا إذا لم نتحدث عن اقتصاد هجين يجمع بين فساد السوق المحتكر من قلة سلطوية، وبين سوق الفساد المنتشر في كافة شرائح المجتمع ومؤسساته" هذا الغطاء أخطر ما فيه، هو تلك الممارسات والملابسات غير المقوننة، كالطائفية والفساد، وهذه منذ زمن بعيد جدا يتعدى العقود، لم تعد قضية شخوص بقدر ما هي قضية نظام وعلاقات، أي أنها ليست قضية رجل الأعمال رامي مخلوف، أو غيره من الذين أصبحوا واجهة اقتصادية كبيرة، وحوتا اقتصاديا يبتلع السوق السوري، ويحاول أن يقونن فساد هذا السوق وفقا للوضعية التي يحتلها هو وشركاته. الموضوع بات أكبر من الرجل ومن غيره، الموضوع" موضوع بلد بحاله بقضه وقضيضه" البعث الآن هو الغطاء القانوني والدستوري لهذا الخراب. لم يعد حزب البعث حالة أيديولوجية يمكن نقدها وتصحيح مسارها الأيديولوجي والسياسي، حزب البعث غطاء وجزء عضويا من هذا الخراب.
هنالك مبادرات فردية هنا وهناك، لإصلاح البعث وإعادته لدوره كقائد في الممارسات وليس في النص فقط، وكل هذه المبادرات تجد أبواب السلطة موصدة أمامها. فهل تنتظر دمشق التغيير أو الإصلاح من البعث السوري؟
المعارضة السورية، لم تعد تتعامل مع البعث كمكون سلطوي فاعل، بل تتعامل معه كغطاء كما قلنا، ولكن هنالك من يصب جام غضبه من المعارضين على البعث، كونه الحاكم بأمر الله، وهذا غير صحيح بالطبع.
كان مفهوما في السابق أن شمولية حزب البعث، تأتي من أيديولوجيته المتأثرة بالنزعة القومية الاشتراكية، حيث مثل بسمارك والتجربة الألمانية في المسألة القومية حدا يقابله حدا ستالينيا من الجهة الأخرى، في مسألة العدالة الاجتماعية، ورغم تأثر البعث بالماركسية، إلا أنه رفض كل ما أتت به الماركسية من حلول للمسألة القومية، وبقي متأثرا بالبعد التفوقي الذي بثته التجربة الألمانية حتى ولادة البعث، وما شكله هذا البعد من شوفينية في الطرح والأساليب والشمولية، فكان جديرا أن يكون غطاء، لممارسات ما تحت وطنية، من طائفية وعشائرية، تحت شعارات قومية.
فكيف يتخلص من هذه التركة الثقيلة؟
إما أن تخلصه السلطة ذاتها، أو أن تخلصه عملية تغيير ديمقراطية، فهل البعث قابلا لهذا؟
فهل تنتظر دمشق البعث كي ينقذها؟ هذا أمر بات من المستحيلات، لهذا نجد أن النقاشات عن البعث ودوره في سورية، هي مجرد التفاف على الوقائع الحقيقية التي تتحكم بهذا الخراب. وليس آخرها النقاشات التي تدور حول تعميم للبعث صدر مؤخرا، قيل فيه أنه يدعم تنظيمات أهلية سورية إسلاموية سلفية. هذه النقاشات تطالب السلطة بالحفاظ على علمانية البعث، وتحت النص تطالب السلطة بالحفاظ على علمانيتها، فهل السلطة علمانية في سورية؟
دعاة العلمانية أجدر بالجواب عن هذا السؤال، ودمشق تنتظر.






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنظير لا يغير بالتفاصيل.
- هيثم المالح والشراكة مع غيان أقصد ساركوزي.
- نصف الكأس السوري الملآن
- العلاقة السعودية- السورية
- على إخوان سورية أن يفرملوا.
- الأساسي-علاقة السلطة بالمجتمع السوري-
- جنبلاط أهلا بك في دمشق.
- إشكالية النظم الإشكالية2-2
- إشكالية النظم الإشكالية
- قناة زنوبيا تاريخ يبقى حتى لو دفنت.
- زنوبيا صوت آن له أن يتوقف
- لتنتبه شعوب المنطقة: 14 آذار انتخبت بري مرة خامسة
- أسئلة مطروحة على عدد من المثقفين السوريين بهدف اجراء حوار سو ...
- بين ولاية الفقيه وولاية الرئيس.
- أمريكا والإسلام زيف العنوان فكيف يكون المتن؟
- فرصة ثانية ل14 آذار لبنان يصوت
- نظريات لا تغير في الوقائع.
- أوباما في السنة الأخيرة من ولايته.
- مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد-من وضع رجال دين أم رجال- ...
- مصر دولة قبل أن تكون نظاماً سياسياً


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - دمشق لازالت تنتظر.