أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟














المزيد.....

هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 23:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمر القضية الفلسطينية خلال الفترات الأخيرة بمرحلة حرجة للغاية؛ تنذر بعواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني. فعلى المستوى الداخلي هناك انقسام غير مسبوق؛ من جهة بين فتح و حماس؛ و من جهة أخرى بين صناع القرار في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية كذلك. و على المستوى الخارجي؛ هناك حكومة صهيونية يمينية؛ يقودها حزب يميني متطرف؛ لا يسعى حتى إلى تدشين المفاوضات؛ بله الوصول إلى حل نهائي.
في ظل هذه الأزمة ؛ فاجأ الرئيس محمود عباس الجميع؛ و أعلن عدم ترشحه للرئاسيات المقبلة؛ ليعود بالوضع الفلسطيني إلى نقطة الصفر. و نحن نعذر الرئيس على قراره هذا؛ خصوصا و أنه جاء في مرحلة؛ مورست خلالها ضغوطات رهيبة على السيد محمود عباس .
فداخليا هناك الانقسام الذي فشل الحوار بين فتح و حماس في إنهائه؛ كما إن هناك أسماء جديدة من داخل منظمة التحرير و السلطة؛ تحمل أجندة مغايرة لما يطرحه الرئيس؛ باعتباره يمثل الهياكل المنتخبة؛ والأفدح من كل هذا أن هذه الأجندة بدأت تتلقى دعما مباشرا؛ سواء من إسرائيل أو من الولايات المتحدة؛ باعتبارها تمثل انعطافا حاسما في القضية الفلسطينية .
و نحن نتحدث هنا بصيغة مباشرة عن مقاربتين جديدتين؛ بدأ الحديث عنهما واضحا في الساحة الفلسطينية :
ترتبط المقاربة الأولى بما طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) ؛ بخصوص ما يسمى إسرائيليا بالسلام الاقتصادي؛ و هي فكرة إنجليزية؛ يحمل براءة اختراعها رئيس الوزراء البريطاني (طوني بلير)؛ و قد عمل على تسويقها عند رئاسته للرباعية؛ و تجد هذه المقاربة ترحيبا من جميع الأطراف الدولية؛ و على رأسها الولايات المتحدة و أوربا؛ باعتبارها (المقاربة)أدت إلى نتائج سياسية مهمة في ايرلندا الشمالية؛ مع إنه لا مقارنة مع وجود فارق كبير بين القضيتين .
و في الداخل الفلسطيني يعتبر رئيس الوزراء (فياض) من أكبر المتحمسين لهذه المقاربة؛ بل أصبح اسمه يتردد خلال الآونة الأخيرة بقوة كرئيس قادم للسلطة الفلسطينية؛ عبر دعم ضخم؛ أمريكي/أوربي/إسرائيلي؛ خصوصا و أن الأخبار المتسربة من مقر السلطة؛ تؤكد أن فياض أصبح المخاطب الجديد لأمريكا و أوربا و إسرائيل؛ و أن أموال المساعدات تمر عبره؛ كما إنه من المحتمل جدا أن تمر عبره الخرائط القادمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي . لأن الرئيس عباس في المنظور الأمريكي/الإسرائيلي انتهت مدة صلاحيته؛ فبرغم اختلافه الكبير عن ياسر عرفات ؛ فهو من خلال هذا المنظور امتداد لهذا الأخير و يشكل خطرا على المستقبل الإسرائيلي في المنطقة .
أما المقاربة الثانية؛ فترتبط برئيس الأجهزة الأمنية السابق (محمد دحلان) ؛ و الذي تردد اسمه بقوة خلال الانتخابات الأخيرة لحركة فتح؛ و خرج على الإعلام يتبجح بما اقترفه من جرائم؛ عبر مقاربته الأمنية المدعومة إسرائيليا؛ و التي أدت إلى نتائج عكسية؛ لعل أبرزها الانقسام بين فتح و حماس؛ و انفراد حماس بقطاع غزة .
و يتردد اسم دحلان بقوة في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ باعتباره يمثل اليد الحديدية؛ التي من شأنها إنهاء حكم حماس في قطاع غزة؛ و التي من شأنها كذلك إعادة هيكلة الشأن الفلسطيني داخليا ؛ من منظور المقاربة الأمريكية/الإسرائيلية ؛ و من المحتمل جدا أن يعتلي دحلان كرسي القيادة في السلطة الفلسطينية؛ و ذلك لتطبيق الأجندة الأمريكية/الإسرائيلية على أرض الواقع؛ بعدما فشل الرئيس محمود عباس (أمريكيا و إسرائيليا) في تطبيقها؛ لأن في داخله شيء من روح ياسر عرفات .
أعود مرة أخرى لأقول؛ يجب علينا أن نعذر الرئيس محمود عباس؛ و هو يقدم على إعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة؛ لأن الرجل محاصر من كل جانب؛ و الجميع يريد رأسه. فهو في نظر حماس و شركائها يمثل سلطة دايتون وأوسلو؛ ولذلك فهو خائن للقضية؛ و يجب أن يتنحى؛ و هو في نظر الأمريكيين و الإسرائيليين و شركائهم في الداخل الفلسطيني؛ امتداد لظل ياسر عرفات؛ و مقاربته للقضية الفلسطينية لا تصلح لهذه المرحلة؛ التي يجب أن تكون مرحلة براكماتية ؛ يتخلى خلالها الفلسطينيون على الحديث عن المبادئ الكبرى؛ مثل تأسيس الدولة و عودة اللاجئين و ترسيم الحدود؛ و يجب عليهم أن يهتموا في المقابل بالخبز اليومي للفلسطينيين؛ و نسبة النمو في الضفة الغربية؛ و كذلك –و هذا المؤكد- عن الرضا الأمريكي/الإسرائيلي الذي يقابله دعم سخي؛ يجعل الفلسطينيين يعيشون في بحبوحة العيش ! فما جدوى الحديث عن المبادئ يصرخ هؤلاء ؟!
إن إعلان السيد محمود عباس رسميا تخليه عن الترشح للرئاسيات القادمة؛ يضمر أكثر ممات يعلن؛ و لعل أبرزما يضمره؛ هو التحول الخطير الذي تعرفه القضية الفلسطينية؛ في اتجاه المجهول؛ هذا التحول الذي سينقلها من قضية تحرر وطني؛ كما عمل الشهداء على صياغتها؛ إلى قضية خبز يومي في المقاربة الفياضية ؛ و قضية أمنية بوليسية في المقاربة الدحلانية .
و يجب أن نتوجس جميعا من هذا التحول الخطير؛ الذي لن تقف نتائجه الكارثية عند القضية الفلسطينية لوحدها؛ بل ستتعداها؛ لتكون لها تأثيرات سلبية جدا على منطقة الشرق الأوسط بكاملها .




#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟